تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في كل ذرة رمل من رمال سيناء، قصة بطولة لا تموت، وذكرى فدائي لم يخش الموت، بل احتضنه لتبقى الأرض حرة، مرفوعة المهمة. وبينما تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء، يتجدد العهد الوطني الذي قطعه أبناؤها على أنفسهم: "لن نترك الأرض، ولن نساوم على الدم".

من معارك التحرير ضد العدو الصهيوني، مرورًا ببطولات الفدائيين أمثال سالم الهرش، شلاش العرابي، ومتعب هجرس، وحتى معارك الشرف الحديثة التي يخوضها أبناؤها كتفًا بكتف مع الجيش المصري في مواجهة الإرهاب، تظل سيناء عنوانًا للمقاومة والشرف والتضحية.

لم تكن سيناء يومًا على الهامش، بل كانت دومًا في القلب، فهنا وُلدت المقاومة، وهنا سالت دماء الشهداء دفاعًا عن كل شبر. في معارك التحرير قاتلوا دون سلاح إلا الإيمان، وفي معارك الإرهاب ضحّوا بأرواحهم من أجل أن يحيا الوطن.

سيناء لا تكتفي بأن تكون مسرحًا للتاريخ، بل تصر على أن تصنعه. ولهذا، فإن قصة أبنائها من التحرير إلى التنمية، ومن المقاومة إلى الاستشهاد، هي شهادة حية على معنى الانتماء الحقيقي.

في ذكرى أعياد تحرير سيناء، تتجدد مشاعر الفخر والانتماء، ليس لأبناء سيناء فحسب، بل لكل المصريين، هكذا عبّر الشيخ محمد علي الهرش، أحد مشايخ قبيلة البياضية في قرية رابعة شمال سيناء، مؤكدًا أن هذه المناسبة تمثل عيدًا وطنيًا لتحرير الأرض والعرض، وأن انضمام سيناء إلى الجمهورية لا يزال حاضرًا في وجدان الكبير قبل الصغير.

تاريخ من النضال والتضحيات

قال الشيخ  محمد سالم الهرش إن أبناء سيناء لم يكونوا يومًا على الهامش، فقد خاض أجدادهم المعارك إلى جانب القوات المسلحة، وخلّد التاريخ أسماء بارزة مثل شلاش هدهد، أبويماني، وأبومرزوقة، وغيرهم من المجاهدين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.

الشيخ  محمد سالم الهرش

وأضاف لـ البوابة نيوز: "لم يتوقف العطاء عند الآباء، بل امتد إلى الأبناء، من بينهم الشهيد ناجي علي نصر، ابن قرية رابعة، الذي ارتقى أثناء تفكيك عبوة ناسفة، عمل جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة في مجال إبطال المتفجرات، وسالت دماؤه الزكية إلى جانب دماء ضباط وجنود الجيش، في مشهد يؤكد وحدة الهدف والمصير".

الشهيد ناجي علي نصر.. "القلب الميت" الذي أنقذ المئات في الحرب على الإرهاب

يصفه أبناء قريته بـ"القلب الميت" لشجاعته النادرة. الشهيد ناجي علي نصر، الذي أفنى حياته في تفكيك العبوات الناسفة وإنقاذ الأسر، كان أول من يُستدعى عند اكتشاف أي جسم مشبوه، وبفضل شجاعته، تم تطهير عشرات المنازل والمزارع من ألغام الإرهاب، قبل أن يرتقي شهيدًا خلال إحدى المهام في قرية تفاحة.

 الشهيد ناجي علي نصرسيناء التي رفضت التدويل.. واحتضنت المعركة

من جانبه، تحدث الشيخ عبدالحميد الأُخرسي، أحد مشايخ قبيلة الأخارسة ببئر العبد، مؤكدًا أن "سيناء كانت دائمًا عونًا لمصر، وذكرتهم الصحف الصهيونية بأنهم أقمار صناعية بشرية للقوات المسلحة، وهذا شرفٌ كبير".

الشيخ عبدالحميد الاخرسي

واستعاد الأُخرسي واقعة مؤتمر الحسنة عام ١٩٦٨، عندما حاول العدو الصهيوني تدويل سيناء، بدعم دولي وإعلامي، لكن أبناء القبائل تصدوا للمخطط بإرادة وطنية حاسمة. وألقى الشيخ سالم الهرش كلمة مشايخ سيناء رافضًا العرض قائلًا: "نحن مصريون، ومن يريد التفاوض فليذهب إلى الرئيس جمال عبد الناصر، فباطن الأرض أولى بنا من ظهرها إن فرطنا فيها".

دعم لا ينتهي.. وحرب مستمرة بالتنمية

وأكد الأُخرسي أن أبناء سيناء نالوا ٧٥٠ نوط امتياز من الطبقة الأولى تقديرًا لدورهم البطولي، وما زالوا اليوم يواصلون المعركة، ولكن بأدوات البناء والتنمية تحت راية الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "كل شبر من أرض سيناء عليه دم شهيد مصري، من كل محافظات الجمهورية، وسنستكمل المسيرة بالتنمية الحقيقة والواقعية".

رموز لا تُنسى في سجل النضال الوطني

الشيخ سالم الهرش: صوت سيناء في مؤتمر الحسنة، رفض التفاوض على الأرض، وكرّمه عبد الناصر بعد فراره للأردن، ثم عاد إلى سيناء بعد نصر أكتوبر.

الشيخ سالم الهرش

الشيخ متعب هجرس: شيخ البياضين، أول المنضمين إلى منظمة سيناء العربية، أُسر وسُجن في إسرائيل، وكان أول شهيد يُدفن في سيناء بعد تحرير جزء منها عام ١٩٧٧.

الشيخ متعب هجرس

شلاش العرابي (هدهد بئر العبد): نفذ عمليات نوعية أربكت الاحتلال، حتى وُضعت مكافآت للقبض عليه.

شلاش خالد عرابي هدهد سيناء

الشيخ عيد أبوجرير: مؤسس شبكة مقاومة داخل سيناء، درّب الشباب على العمل الاستخباراتي لصالح مصر.

الشيخ سمحان: همزة الوصل بين الجيش والقبائل، بث رسائل تحفيزية عبر إذاعة صوت العرب، دعمًا لصمود المقاومة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تحرير سيناء عيد تحرير سيناء ذكرى تحرير سيناء أبناء سیناء سالم الهرش

إقرأ أيضاً:

بالتعاون مع شبكة أبوظبي للإعلام.. معاً تحتفي بنجاح «برنامج أهل العطاء»

أبوظبي (الاتحاد) 

احتفلت هيئة المساهمات المجتمعية – معاً بنجاح «برنامج أهل العطاء» التلفزيوني، الأول من نوعه لتوثيق أثر العطاء المجتمعي والإنساني في إمارة أبوظبي الذي أُنتج بالتعاون مع شبكة أبوظبي للإعلام، بعد أن قدم نموذجاً ملهِماً لتجسيد قيم العطاء والتكاتف المجتمعي في إمارة أبوظبي، وسلّط الضوء على دور وسائل الإعلام في تحفيز المجتمع، وتعزيز الوعي والمشاركة المجتمعية.
ويأتي هذا البرنامج انسجاماً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات. 
كما يندرج ضمن مبادرة «من المجتمع للمجتمع»، التي أطلقتها هيئة معاً للاحتفاء بثقافة العطاء، وتعزيز المشاركة المجتمعية لبناء مجتمع متعاون ومتماسك في الإمارة، والتي تعكس جوهر عمل هيئة معاً ورسالتها الرامية لتعزيز التلاحم المجتمعي وإشراك أفراد المجتمع في تقديم حلول مستدامة وفعالة ذات أثر ملموس.
وبهذه المناسبة، استضافت الهيئة فعالية خاصة في فندق روزوود في أبوظبي، بحضور معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، وعبدالله حميد العامري، المدير العام لهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، إلى جانب نخبة من الشركاء والجهات الداعمة. 
وشهدت الفعالية احتفاء بنجاح «برنامج أهل العطاء»، الذي حقق المرتبة الرابعة من حيث نسب المشاهدة والمرتبة الثانية من حيث نسب الوصول في محتوى رمضان، إذ تجاوز عدد مشاهداته 240 ألفاً على قناة الإمارات، وأكثر من 300 ألف مشاهدة على قناة أبوظبي، ما يعكس التفاعل الواسع والإقبال الجماهيري الكبير على محتواه الهادف.
واستعرض البرنامج، الذي تم بثه خلال شهر رمضان المبارك، 15 قصة مؤثرة لأفراد من مجتمع أبوظبي واجهوا تحديات حياتية مختلفة. ومن خلال رواياتهم الشخصية، سلط الضوء على الأثر الإيجابي للمساهمات المجتمعية في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التماسك الاجتماعي.

أخبار ذات صلة «صُنّاع الفرق» فرق ميدانية تقود جهود التجميل الطبيعي في أبوظبي «التنمية الأسرية» و«برجيل» يطلقان «رواد الدار» لكبار المواطنين


تعزيز الوعي

كما قدّمت كل حلقة لمحة عن المشاريع والمبادرات التي دعمتها هيئة معاً عبر آليات المساهمة المتنوعة، في تجسيد للدور الحيوي الذي يلعبه المجتمع في دعم حلول فعالة ومستدامة لأبرز الأولويات الاجتماعية في إمارة أبوظبي. وقد ساهم البرنامج في تعزيز الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية، كركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومتعاون. 
وتناول البرنامج مواضيع سلطت الضوء على أثر المساهمات المجتمعية على أفراد المجتمع من خلال المبادرات والبرامج المتنوعة، مثل «بيوت منتصف الطريق» وحملة «أنا أستحق الحياة» لدعم مرضى السرطان، ومركز أبوظبي لغسيل الكلى، وبرنامج «ابتسامات جديدة تغير الحياة» لدعم المرضى من يعانون حالات الشفة المشقوقة، وبرنامج «رحلة أجيال» لدعم كبار المواطنين والمقيمين، وغيرها الكثير.
وشهدت الفعالية الإعلان عن إطلاق الموسم الثاني من البرنامج في تأكيد على التزام هيئة معاً بمواصلة تعزيز المبادرات المجتمعية التي تجسد روح العطاء، وترسيخ دورها كحلقة وصل بين الأفراد والمؤسسات لدعم البرامج ذات التأثير المباشر على المجتمع.

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تحاصر منزل الشيخ بينون بعد مقتل مقتحم مسلح داخل باحته
  • مبارك التخرج من تخصص المحاسبة… ناجي غازي غيث يضيء طريقه نحو المستقبل
  • اختطفها زوجان .. تحرير فتاة من داخل منزل مشبوه وسط محافظة ميسان
  • الفساد في السودان منذ نظام الإنقاذ لم يعد مجرد ظاهرة، بل أصبح أسلوب حياة
  • بالتعاون مع شبكة أبوظبي للإعلام.. معاً تحتفي بنجاح «برنامج أهل العطاء»
  • لمروره بحالة نفسية.. شاب ينهي حياته في كفر الشيخ
  • الفريق ركن “صدام حفتر” يلتقي الشيخ “سالم بوحرورة” ممثلًا عن المجلس الأعلى لقبيلة زوية
  • مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعًا عبر الاتصال المرئي
  • حنظلة.. أيقونة ناجي العلي التي تحوّلت إلى رمز للفلسطينيين واسماً لسفينة أبحرت نحو غزة
  • “التحالف الإسلامي” يُطلق في العاصمة القمريّة أعمال الدورة التدريبية المتخصصة في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال