أثار الناشط الحقوقي والسياسي، الأستاذ أحمد المؤيد، في تغريدة له على تويتر قضية في غاية الأهمية دفعتني للتوقف عندها وتسليط الضوء عليها عبر نافذتي اليومية بصحيفة الثورة الغراء، وهي مسألة تعمد السعودية القيام بتحركات دبلوماسية مع إيران بالتزامن مع أي تحرك للمسار التفاوضي الذي يقوده الأشقاء في سلطنة عمان ، حيث تهدف من وراء ذلك للشرعنة لإكذوبتها المتعلقة بما تسميه التدخل الإيراني في اليمن والإدعاء بأن قرار سلطة صنعاء في طهران ، وهي ( حركة ذكية لخروجه من اليمن بطريقة يتحمل فيها كل الخسائر مقابل أن لا يظهر كاذباً امام جمهوره ) كما يرأى المؤيد ، ولكنها في الوقت ذاته باتت حركة مفضوحة ومكشوفة لدى الكثير من المتابعين بإنصاف للشؤون اليمنية، وما يتعلق بملف العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا وشعبنا ، علاوة على كونها حركة مستهلكة تعودنا عليها عقب التقارب السعودي الإيراني وعودة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين .
السعودية تريد أن تظهر للرأي العام السعودي بأنها كانت صادقة في حديثها عن مبررات عدوانها على بلادنا، والتي كان منها الحد من الخطر والتمدد والتدخل الإيراني المزعوم ، لذا تعمد عبر وسائل إعلامها على تصوير وربط أي إنفراج للأزمة اليمنية على أنه يعد ثمرة للتقارب والتصالح السعودي الإيراني ، بمعنى أن إيران هي من تمتلك قرار صنعاء ، وهي محاولة بائسة ومفضوحة تحاول من خلالها السعودية التغطية على الحقيقة الملموسة والواضحة بكل الشواهد والتي تؤكد على أن قرار الرياض بيد البيت الأبيض ، وأنها مجرد دمية بيد الإدارة الأمريكية التي تحركها حسب هواها وخدمة لأجندتها وتحقيقا لأهدافها وحماية وتعزيزا لمصالحها وتوسيعا لنفوذها ، فالسعودي لم يكن ليجرؤ على شن عدوانه على بلادنا بمعزل عن الضوء الأخضر والدعم والإسناد والمشاركة الأمريكية بشهادة عادل الجبير وزير خارجية السعودية السابق وسفيرها الأسبق لدى واشنطن . السعودية اليوم تحاول أن تبحث عن مخرج آمن لها من مستنقع اليمن ، تحاول أن تحافظ على ما تبقى من ماء وجهها من خلال الذهاب نحو إيران وتكثيف التواصل معها من أجل تطبيع الأوضاع معها ، وتعمد بصورة دائمة على حشر الملف اليمني ضمن أجندة اللقاءات والمباحثات الثنائية التي تجمعها مع الجانب الإيراني ، وفي كل مرة تؤكد إيران على أن الملف اليمني بكل تفاصيله تعنى به القيادة والسلطة في صنعاء ، وأنه لا علاقة لها به على الإطلاق ، وأن قرار صنعاء في صنعاء لا في طهران ، وعلى الجانب السعودي التفاوض مع الجانب اليمني مباشرة من أجل التوصل إلى حلول جذرية للأزمة اليمنية ، ورغم ذلك تصر السعودية على اللعب بهذه الورقة من أجل تفادي الإحراج أمام شعبها في حال توصلها إلى حل للأزمة اليمنية ينهي العدوان ويرفع الحصار ويعيد الإعمار ويدفع التعويضات للمتضررين ، كي لا تظهر في صورة المنهزم ، واستباق ذلك بالحديث عن تفاهمات سعودية إيرانية هي التي أسهمت في التوصل لأي حل مرتقب للأزمة اليمنية . وهي بذلك تضحك على نفسها وشعبها وتحاول عبثا التغطية على الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار بأنها مسلوبة القرار والإرادة ، وأنها لولا الحماية الأمريكية مجرد خواء مزركش من السهل الانقضاض عليها وإسقاطها وإخضاعها للسيادة اليمنية ، أما اليمن الحر المستقل فقد خرج في ثورة ١٢من سبتمبر من أجل إنهاء نظام الوصاية والتبعية للخارج ، ولا يمكن أن يقبل من ثاروا على نظام الوصاية والتبعية للسعودية وأمريكا أن يقبلوا بأي وصاية خارجية لا من إيران ولا من غيرها ، فالسيادة الوطنية واستقلالية الإرادة والقرار اليمني من الثوابت اليمنية التي لا يمكن المساس أو التفريط بها أو المساومة عليها . بالمختصر المفيد: على السعودية أن تعي وتدرك بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف القبول بأي شكل من أشكال الوصاية أو التبعية الخارجية على يمن الإيمان والحكمة، المسألة ليست مصالح ومنافع ومكاسب ونقاط ربح وخسارة، المسألة مسألة ثوابت وقيم ومبادئ غير قابلة للأخذ والرد بشأنها، ولا النقاش حولها، وعليها أن تعالج وتداري خيباتها وأكاذيبها وفشلها بمعزل عن إيران وعلاقتها معها، فاليمن دولة مستقلة القرار والإرادة، ولا وصاية عليه بعد اليوم، ومن (كذب جرب) وعلى الباغي تدور الدوائر. قلت قولي هذا.. وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وفاة المخرج الإيراني ناصر تقوائي عن 84 عاما
طهران "أ.ف.ب": توفي المخرج الإيراني البارز ناصر تقوائي المعروف بمواقفه الرافضة للرقابة، عن عمر ناهز 84 عاما، وفق ما أعلنت زوجته الممثلة مرضية وفا مهر الثلاثاء.
وكتبت وفا مهر عبر حسابها على إنستغرام أن "ناصر تقوائي، الفنان الذي اختار صعوبة العيش بحرية، نال تحرّره أخيرا".
وُلد تقوائي في 13 يوليو 1941 في مدينة عبادان الإيرانية.
اكتسب شهرة واسعة بعد عرض فيلمه الأول في العام 1972 بعنوان "السكينة في حضور الآخرين"، الذي قدّم تصويرا صريحا للصراع بين التقليد والحداثة في إيران.
وعُرف تقوائي طوال مسيرته بمناهضته للرقابة، قبل الثورة الإسلامية عام 1979 وبعدها عقب إطاحة شاه إيران المدعوم من الغرب.
وفي العام 2013، ندّد بـ"الرقابة المروّعة" المفروضة على الأعمال السينمائية والأدبية في بلاده، معلنا أنه لن يُخرج مزيدا من الأفلام بسبب سيطرة الدولة على القطاع.
وخلال مسيرته أخرج ستة أفلام وسلسلة تلفزيونية وعددا من الوثائقيات.
وتُعدّ سلسلته الساخرة "عمي نابليون" من أبرز أعماله، إذ تناولت انحدار حياة ضابط سابق في الجيش الإمبراطوري يعيش في عالم من الشكّ ولا يعترف بأن زمنه قد ولّى.
وحاز تقوائي جوائز سينمائية وطنية ودولية عدة، من بينها "الفهد البرونزي" في مهرجان لوكارنو السينمائي عام 1988 عن فيلمه "الكابتن خورشيد".
وفي العام 2002، مُنح جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فجر السينمائي الحكومي في إيران، لكنه رفض تسلّمها.