قصف من بعيد بقنابل السفهاء
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كيف نسامح هؤلاء الذين كنا نتوقع منهم التضامن والتعاطف والمواساة، لكنهم اختاروا إشغال الناس بأمور تافهة، واختاروا العودة بالعرب إلى القرن الهجري الاول ؟. .
نقترب الآن من الشهر الخامس من عام 2025، في مدن طحنتها الراجمات والصواريخ لأكثر من عام، حتى قلبت عاليها سافلها في بقعة اُرتكبت فيها ابشع المجازر والمآسي، وأُزهقت فيها الأرواح.
تخيل انك تعيش هناك وتلوذ في منتصف الليل مع عيالك الذين أنهكهم الجوع والبرد والخوف، تطاردهم كوابيس الموت من ملجأ إلى ملجأ، ومن ملاذ إلى آخر. يختبئون كما القطط تحت سلم بناية هشة دمرها القصف الجوية، واحياناً يتجمعون في ركن مهجور. يرتفع صراخهم بين الحين والحين يحبسون انفاسهم كلما سمعوا فحيح طائرة قادمة أو دوي انفجارات قريبة. ينامون ويصحون بين خرائب مدينة لم تسلم فيها المساجد ولا الكنائس ولا المستشفيات ولا المدارس، ولم تسلم فيها بعثات الامم المتحدة، ولا فرق الإنقاذ، ولا رجال الصحافة والإعلام. ليس معهم من حطام الدنيا سوى صرة فيها خبز يابس، وبودرة حليب جاف حصلوا عليها من فرق الإغاثة، ومصباح يعمل بالطاقة الشمسية، وراديو ترانزيستور قديم. .
تخيل انك تعيش في هذه الاجواء المرعبة (لا ناصر ولا معين). فتستعين بهاتفك المحمول لمشاهدة منصة اليوتيوب. يدفعك الحماس للتعرف على آخر مواقف أشقاءك العرب والمسلمين، فيظهر لك (صابر مشهور) يحدثك الآن عن: (خلافات علي بن ابي طالب مع عثمان)، ولماذا لم يحضر جنازة عثمان ؟، ثم يحدثك عن العلويين والدروز والبهرة والإسماعيلية والإباضية. . وتبحث في اليوتيوب عن محاضرات الشيخ الفلسطيني (بسّام جرار) فتجده يحدثك الآن في هذا التوقيت عن (عظمة) معاوية بن ابي سفيان، وعن احداث معركة الجمل. احاديث وحكايات وقعت كلها في العصور الغابرة قبل اكثر من 1400 سنة. لا علاقة لها بمآسي اليوم، ولن تقدم لنا شيئا سوى التشويش على عقولنا. .
يتساءل العرب في كل مكان عن الاسباب والدوافع التي اضطرت هؤلاء إلى التضليل والتدليس والنفاق، ولماذا يصرون على نشر ثقافة التفاهة. بماذا تفيدنا الآن حكاية مقتل عثمان ؟. وهل لهذه الأحاديث علاقة بالجور والظلم والقهر الذي يتعرض له اهلنا الآن في شرق الارض وغربها ؟. المؤسف له ان هؤلاء لم يتعلموا من الكرة الأرضية سوى اللف والدوران. .
كلمة اخيرة: إذا كانوا لا يستطيعون الذود عن اخوانهم ولا يستطيعون الدفاع عنهم، فعلى أقل تقدير كان يمكنهم التضامن مع الأيتام والمفجوعين والجرحى والاسرى والمعذبين. أو يلوذوا بالصمت ويسكتوا وذلك أضعف الإيمان. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
محافظ اللاذقية يتلقى اتصالاً من الرئيس الشرع للاطمئنان على أوضاع محافظة اللاذقية وأحوال المواطنين
اللاذقية-سانا
تلقى محافظ اللاذقية السيد محمد عثمان اتصالاً من السيد الرئيس أحمد الشرع للاطمئنان على أحوال المحافظة وأحوال المواطنين.
وقال المحافظ في بيان نشرته صحفة المحافظة على التلغرام ” في وقت متأخر من ليلة أمس، تشرفنا في محافظة اللاذقية باتصال كريم من سيادة الرئيس أحمد الشرع، اطمأن فيه شخصياً على أوضاع المحافظة، وأحوال المواطنين ، وأجواء العيد في المدينة وريفها”
وأضاف المحافظ عثمان ” إن هذه المبادرة الأبوية تعكس الحرص العميق من سيادة الرئيس على المتابعة المباشرة والدائمة لشؤون أبناء الوطن، وتؤكد أن اللاذقية كغيرها من محافظات القطر، حاضرة في وجدان القيادة، وفي صميم اهتماماتها، مهما كان الوقت والظرف.”
وتابع “إننا في محافظة اللاذقية، قيادةً ومؤسسات، نثمن عالياً هذا التواصل النبيل، الذي يجسد المعنى الحقيقي لقرب القائد من شعبه، ونعاهد السيد الرئيس على مواصلة العمل بكل طاقة وإخلاص لخدمة أهلنا، والارتقاء بالخدمات، وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة”.
تابعوا أخبار سانا على