الزحف من محافظتين جنوبيتين.. كربلاء تعاني الهجرة العشوائية: تعداد السكان زاد والأموال لا تكفي
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
بغداد اليوم - كربلاء
دعا نائب عن محافظة كربلاء، اليوم السبت (26 آب 2023)، إلى صرف أموالها للمشاريع الخدمية ومراعاة التسلسل الفني بتنفيذها، وفي حين إنتقد الهجرة غير المنظمة للمحافظة ووصفها بالعشوائية، طالب بإعتماد إحصاء جديد لسكانها.
وقال عضو مجلس النواب عن محافظة كربلاء، جواد اليساري، لـ"بغداد اليوم"، إنه "ينبغي أن تصرف أموال الموازنات في المحافظات بحسب التوزيع السكاني ما بين مراكزها وأقضيتها ونواحيها، وأن تشمل جميع القطاعات الخدمية والصحية وغيرها"، مشيراً إلى أن "هناك مشاريع تظهر سريعاً للعيان مثل الطرق، واُخرى تتأخر في الإنجاز ليلمسها المواطن، من بينها مشاريع البنى التحية التي تتطلب أموالا كبيرة ووقت".
وشدد اليساري، إنه "يشترط في تنفيذ مشاريع الطرق أن يسبقه إنجاز البنى التحتية لتلافي تعرضها للتلف جرّاء أعمال الحفريات والإعادة من أجل مد خطوط البنى التحتية"، مردفاً، أن "في كربلاء بعض المناطق، لا سيما الأقضية والنواحي، محرومة منذ سنوات طويلة من المشاريع الخدمية، وقد بدأت تظهر فيها الخدمات مؤخراً وإن كانت ليست بالمستوى العالي".
وإنتقد عضو مجلس النواب، عدم تنظيم الهجرة إلى كربلاء ووصفها بأنها "عشوائية وغير مقبولة خلال العشرين عاما الأخيرة، وتسببت بزيادة الحاجة إلى الخدمات بمختلف القطاعات، وإن إستمرارها ـ الهجرة ـ بهذا الشكل بات يؤثر سلباً على الخدمات التي تقدم للمواطن".
3 مليون مواطن أم مليون و300 ؟
وإستطرد النائب، أن "تعداد السكان في كربلاء وصل إلى ما يقارب ثلاثة مليون مواطن في حين أن إحصائها وفق إعتماد الحكومة المركزية مليون و300 ألف فرد، وإن التخصيص المالي للمحافظة لا يتناسب مع عديد سكانها"، مطالبا البرلمان والحكومة المركزية بـ"إنصاف كربلاء بالتخصيصات المالية مستقبلا، وإحتساب إستحقاقها وفق إحصاء جديد وعدم الإعتماد على أرقام قديمة".
هجرة من ميسان وذي قار
وتشكو الحكومة المحلية في كربلاء بين فترة وأخرى من كثرة أعداد العوائل المهاجرة من محافظتي ميسان وذي قار، صوب كربلاء، والتي تؤكد أن تلك العوائل استوطنت في نحو 1500 فدان.
قائممقام كربلاء حسين المنكوشي، قال في تصريح صحفي لإحدى وسائل الإعلام المحلية، وتابعته "بغداد اليوم، إن "محافظة كربلاء تواجه اليوم هجرة داخلية من محافظات الجنوب، بعد شح المياه وتراجع الزراعة"، مبينا أن "محافظة كربلاء باتت تشكل ملاذا لجميع المحافظات الجنوبية".
وأوضح المنكوشي أن "هناك مناطق كبيرة على مساحة نحو 450 دونما سكنها أهالي العمارة، ومناطق أخرى في الفريحة وتوابعها تبلغ مساحتها نحو الف دونم سكنها أهالي الناصرية".
مشكلة اجتماعية قديمة
ويشكل تاريخ الهجرة من الريف إلى المدينة في العراق، خاصة الهجرة من الجنوب، مشكلة اجتماعية قديمة نشأت في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، ولم تنته حتى الوقت الحاضر، بسبب تجاهل الحكومات المتعاقبة لها ولأسبابها وعدم إيجاد الحلول المناسبة لإيقافها أو الحد منها على الأقل.
التدهور البيئي على مدى السنوات العشر الماضية، أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالقطاع الزراعي في العراق، وأدى تفاقم ندرة المياه ونوعيتها الى عدم قدرة القطاع على توفير سبل العيش الكافية والمستدامة، لاسيما في المناطق الريفية، إذ كان القطاع الزراعي لفترات طويلة مصدر العمل الرئيس للقوى العاملة.
ولم تسهم الإجراءات الحكومية، وفق ما يرى مراقبون، في معالجة أزمة الفقر التي تتزايد في البلاد، جراء استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبط بخفض قيمة الدينار، إضافة إلى عدم تعويض الفقراء بالمكافآت أو رواتب الرعاية الاجتماعية.
وفي تقرير سابق لوزارة التخطيط ، ذكرت أن "تداعيات فيروس كورونا، تسببت بإضافة 1.4 مليون عراقي جديد إلى إجمالي أعداد الفقراء"، مشيرة إلى أن "عدد الفقراء بموجب هذا الارتفاع، بلغ 11 مليونا و400 ألف فرد، بعدما كان قبل الأزمة حوالي 10 ملايين فرد، كما أن نسبة الفقر ارتفعت إلى 31.7 في المائة، والتي كانت 20 في المائة في عام 2018.
وتضاعف معدل الفقر في العراق في العام 2020، حيث بات 40 في المئة من السكان البالغ عددهم أكثر من 40 مليونا، يعتبرون فقراء، وفق البنك الدولي.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: محافظة کربلاء
إقرأ أيضاً:
30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةيشهد السودان انهياراً واسعاً في الخدمات الأساسية، في ظل تعطل المستشفيات والمدارس ومحطات المياه وشبكات الكهرباء في مناطق عدة، جراء تداعيات الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ أبريل 2023، مما جعل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحيوية شبه مستحيل.
وفي العديد من المناطق والولايات السودانية، انهارت الخدمات الأساسية بشكل غير مسبوق، حيث أصبحت خدمات المياه الصالحة للشرب والغذاء والأدوية والوقود والكهرباء نادرة، وبات النظام الصحي على وشك الانهيار، إذ تم إغلاق ما بين 70 إلى 80% من المرافق الطبية بشكل دائم، وتؤدي المخيمات المكتظة بالنازحين وسوء النظافة المتزايد، إلى ارتفاع الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، مثل الحصبة والكوليرا.
وتحذر التقارير الصادرة عن منظمات أممية ودولية من ارتفاع خطير في معدلات الجوع وسوء التغذية في السودان، حيث يواجه عدد كبير من السكان مستويات تُصنف في نطاق المجاعة، مع نقص حاد في الغذاء وغياب مسارات آمنة لإيصال المساعدات.
وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن نحو 5 ملايين شخص في السودان مهددون بالمجاعة بشكل حاد، ويعيش نحو 25 مليون شخص في حالة انعدام الأمن الغذائي، وكل هذا يصيب الأطفال بشكل خاص، حيث أصبح نحو 15 مليون طفل وشاب غير قادرين على الذهاب إلى المدارس، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع الإنساني في البلاد بسبب استمرار القتال. ويؤكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن السودان يشهد واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي في العالم، إذ اضطر ملايين السودانيين إلى ترك منازلهم داخل البلاد، بينما لجأ ملايين آخرون إلى دول الجوار هرباً من العنف وانعدام الأمان.
من جهته، شدد المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، على أن الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات كارثية، في ظل اتساع رقعة الأزمة الإنسانية وازدياد أوضاع المدنيين سوءاً، ويعد الأطفال الفئة الأكثر دفعاً للثمن، موضحاً أن أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، نصفهم من الأطفال.
وذكر عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عدد النازحين داخلياً ارتفع إلى 9.6 مليون شخص، كثير منهم اضطروا للنزوح أكثر من مرة، في حين يعيش مئات الآلاف في مناطق شبه محاصرة، تفتقر إلى الغذاء الكافي والرعاية الصحية والمياه النظيفة.
وأشار إلى أن مناطق مثل الفاشر وكردفان تشهد انهياراً شبه كامل في الخدمات الأساسية، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأوبئة، ووجود مجاعة فعلية في بعض المناطق، وتهديد كبير في عشرات المواقع الأخرى، منوهاً بأن إيصال المساعدات أصبح بالغ الصعوبة بسبب استمرار القتال وقيود الحركة والهجمات التي تتعرض لها القوافل الإغاثية، مما يترك ملايين الأطفال من دون الحد الأدنى من الخدمات الأساسية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة.
وقال المتحدث باسم «اليونيسف»: إن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة إنسانية عاجلة؛ لأنه السبيل الوحيد لفتح الممرات الآمنة والوصول إلى المجتمعات المحاصرة، وضمان حماية العاملين في مجال الإغاثة وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية التي تعطلت بفعل النزاع.
وأضاف: «وقف القتال هو ما سيسمح بدخول الغذاء والعلاج والمياه للأطفال الذين يعيشون على حافة الجوع والمرض، ويمنح الأسر فرصة للأمان والتنقل، ويمهد لاستعادة التعليم والرعاية الصحية»، موضحاً أنه «من دون وقف شامل لإطلاق النار، ستستمر المجاعة في الانتشار، وسيبقى ملايين المدنيين في خطر مباشر يهدد حياتهم».
ودخل الصراع في السودان عامه الثالث، وسط تصاعد حاد في وتيرة العنف، واتساع رقعة المواجهات بين الأطراف المتحاربة، مما أدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وقد تسبب القتال المستمر في تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار مؤسسات الدولة، في حين لا تزال جهود الوساطة الإقليمية والدولية عاجزة عن تحقيق اختراق ملموس نحو وقف دائم لإطلاق النار، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة وصول المساعدات واستهداف المناطق السكنية. ورفضت «سلطة بورتسودان» المبادرات الأخيرة الخاصة بوقف إطلاق النار، رغم الضغوط الدولية المتزايدة التي تحث على القبول بوقف إنساني لإطلاق النار، يتيح وصول المساعدات للملايين من المدنيين المحاصرين.
وتؤكد المنظمات الإنسانية العاملة في السودان أن استمرار العنف يعرقل بشكل كبير وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة، ويزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية، مشددة على ضرورة وقف الحرب لتمكين الاستجابة الإنسانية.