سواليف:
2025-06-16@11:42:13 GMT

المعارضة الأردنية وأسئلة الوعي الوطني

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

#سواليف

#المعارضة_الأردنية وأسئلة #الوعي_الوطني

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في زمن تزدحم فيه الأوطان بالتحديات، وتتسارع فيه التحولات من حولنا، يصبح السؤال عن موقعنا من معادلة الإصلاح والوعي السياسي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ليس من قبيل الترف الفكري أن نعيد اليوم قراءة مسيرة المعارضة السياسية الأردنية الممتدة على مدى قرن من الزمن، بل هي ضرورة وطنية ملحّة، إذا أردنا أن نرسم لأنفسنا طريقًا إلى المستقبل، بعيدًا عن التكرار العقيم والاجترار البائس لخيبات الماضي.

مقالات ذات صلة الأرصاد تحذر من التقلبات الجوية خلال الأيام القادمة 2025/04/28

ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه علينا بإلحاح لا يحتمل التأجيل:
ما الدور الذي اضطلع به المثقفون الأردنيون في تشكيل الوعي السياسي الوطني؟
وهل استطاعت النخب الفكرية أن ترتقي بدور المعارضة فتقودها إلى خدمة المشروع الوطني، أم أنها وقعت – كما وقع غيرها – في شراك المعارك الجانبية، وتاهت وسط الحسابات الفئوية والإقليمية الضيقة؟

لقد كان الرهان على المثقفين كبيرًا. كانوا يؤمل منهم أن يكونوا صوت العقل الوطني، والحصن الأخير في وجه تكلس النظام السياسي وانغلاقه. ولكن التجربة، للأسف، كانت متباينة، وتكشفت عن مواقف مترددة، وأحيانًا متناقضة، عجزت عن تقديم بديل وطني جامع وقادر على إحداث الفارق.

من جهة أخرى، فإن سؤال جدوى المعارضة ذاته يحتاج إلى مراجعة شجاعة:
هل كانت المعارضة، عبر مئة عام، أداة فاعلة في دفع الإصلاح الوطني إلى الأمام، أم أنها تحولت – في كثير من محطاتها – إلى مجرد صدى للاحتجاج، دون أن تقدم مشروعًا وطنيًا متكاملاً ومؤسسًا؟
وهل استطاعت أن تؤسس جبهة وطنية موحدة قادرة على حمل هموم الوطن والمواطن، أم أن الخلافات الأيديولوجية، والانقسامات الفئوية، والطموحات الشخصية كانت أقوى من أي حلم بالإصلاح الحقيقي؟

أسئلة موجعة، ولكنها ضرورية، تلامس جرح الوعي الوطني، وتدق ناقوس الخطر أمام كل من يؤمن بأن الأردن يستحق أكثر مما هو عليه الآن.
نطرحها لا بغرض جلد الذات، ولا استحضار الأسى، بل بحثًا عن بصيص أمل في أن يكون هناك طريق ثالث، طريق وطني صادق، يعيد للحياة السياسية معناها، ويجعل من المعارضة شريكًا مسؤولًا لا خصمًا مبتورًا.

إن هذه المرحلة من تاريخنا السياسي تفرض علينا جميعًا، مثقفين وناشطين وأصحاب رأي، أن نراجع أنفسنا بصدق، بعيدًا عن الانفعال أو التبرير أو الاتكاء على الماضي.
فالتحولات الإقليمية والدولية لا تنتظر المترددين، والفرص الوطنية الحقيقية تحتاج إلى شجاعة الاعتراف بالخطأ، والتفكير الجاد في كيفية تجاوز حالة الاستنزاف السياسي والاجتماعي التي نعاني منها.

وإيمانًا مني بأهمية فتح هذا النقاش الوطني العميق والمسؤول، سأخصص سلسلة من المقالات التحليلية النقدية خلال الفترة القادمة، أتناول فيها بتفصيل المحطات المفصلية في مسيرة المعارضة الأردنية: نجاحاتها، إخفاقاتها، وملامح الطريق الذي ينبغي أن يُرسم إن أردنا أن نصنع إصلاحًا حقيقيًا لا يضيع وسط الضجيج أو التسويات السطحية.

لكن، ومع هذا الالتزام، يظل السؤال المرير معلقًا في الأفق:
هل لما نكتب اليوم من جدوى؟
وهل ستجد كلماتنا الصادقة صدى في وطن أرهقته الأزمات والانتظار الطويل؟
سنكتب… لأن الكلمة كانت دائمًا البذرة الأولى لكل تغيير، ولأن الأمل في الإصلاح، مهما تراجع، سيظل أمانة في عنق كل من آمن أن الأوطان لا تبنى إلا بالصدق، والشجاعة، والتضحية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الوعي الوطني

إقرأ أيضاً:

«إقامة دبي» تواصل حملتها لنشر الوعي وتعزيز تجربة المتعاملين

دبي: «الخليج»
تواصل الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب – دبي حملتها المجتمعية التوعوية «من أجلكم نحن هنا – رحلة الكنز الذكي»، التي تنطلق هذا العام في «دبي هيلز مول» خلال الفترة من 16 إلى 20 يونيو الجاري، من الساعة 10 صباحًا وحتى 10 مساءً، ضمن نهج متواصل بدأته الإدارة منذ سنوات بهدف تعزيز وعي الجمهور بخدماتها الذكية.
وقد أحرزت الحملة، على مدار السنوات الماضية، نجاحات متميزة في استقطاب عدد كبير من الزوار من مختلف مناطق دبي، بفضل الأسلوب التفاعلي والمباشر الذي تعتمده في إيصال الرسائل التوعوية. وستواصل «إقامة دبي» تنظيم الحملة هذا العام في «دبي هيلز مول»، بهدف تعزيز التواصل المباشر مع المتعاملين، وتعريفهم بخدمات الإدارة الذكية والمتكاملة.
وتُقام الحملة بأسلوب تفاعلي يعكس التزام الإدارة بمبدأ «المتعامل أولًا»، وتستهدف تعزيز جودة حياة الأفراد عبر تعريفهم بخدمات مثل أذونات الدخول، والإقامة الذهبية، وخدمات الهوية والجنسية، إضافة إلى منصة سلامة الذكية، وبطاقة السعادة للسياح ومنصة 04.
كما تتضمن الحملة فعاليات مخصصة للأطفال تستعرض شخصيات «سالم» و«سلامة» لتقديم رسائل توعوية بأسلوب مشوّق.
ويستند تصميم المنصة إلى مفهوم «رحلة الكنز الذكي»، الذي يحاكي تجربة المتعامل مع خدمات إقامة دبي بأسلوب تفاعلي وممتع، يجمع بين المعرفة والترفيه في بيئة تسويقية مبتكرة.
وأكد العميد عبد الصمد حسين سليمان علي البلوشي، مساعد المدير العام لقطاع شؤون الريادة والمستقبل، أن الحملة تُجسّد أحد المسارات المستمرة في استراتيجية «إقامة دبي» لتعزيز التواصل المجتمعي، مشيرًا إلى أن التواصل المباشر مع الجمهور في الأماكن الحيوية مثل المراكز التجارية يساهم في رفع وعي الأفراد وتمكينهم من الوصول للخدمات بمرونة.

مقالات مشابهة

  • الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعالية
  • الصفدي يستقبل الكركي: دعم للإعلام الوطني وتمكين للمرأة الأردنية
  • غضب شعبي بتوغو بعد تعديلات دستورية ترسخ سلطة الرئيس
  • المعارضة الحاكمة بين أمانة الوطن وشهوة غنائم السلطة!
  • «إقامة دبي» تواصل حملتها لنشر الوعي وتعزيز تجربة المتعاملين
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الليلة الماضية كانت صعبة علينا.. ويجب تنفيذ تعليمات الجبهة الداخلية
  • المعارضة العراقية والتطورات الإقليميّة الجديدة!
  • حزب الوعي: مصر دولة عظيمة لا تقبل فرض سياسة الأمر الواقع
  • الضربة الإسرائيلية وأسئلة المجهول
  • الوعي: مصر تواصل دورها المحوري في الحفاظ على استقرار المنطقة