تواصل الولايات المتحدة الأمريكية عدوانها الهمجي على بلادنا من خلال الغارات الجوية التي تستهدف الأحياء السكنية والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في المحافظات اليمنية الحرة، في محاولة منها لانتزاع إعلان يمني بوقف عمليات الدعم والإسناد العسكري لإخواننا في قطاع غزة التي تأتي في سياق معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها بلادنا كواجب ديني وأخوي وأخلاقي وإنساني ردا على جرائم الإبادة الجماعية والأرض المحروقة التي يمارسها جيش كيان العدو الصهيوني على مدى أكثر من 17شهرا بدعم وإسناد أمريكي.
الفشل والإخفاق الأمريكي في اليمن يدفع بمهفوف أمريكا وقيادته العسكرية نحو المزيد من التصعيد، للتغطية على هذا الفشل الذريغ، والذهاب للحديث عن الضربات الدقيقة والنجاحات العسكرية، والتي أثبتت الشواهد والوقائع الميدانية المباشرة من مسرح المناطق المستهدفة زيفها وكذبها وافتقارها للمصداقية، بشهادة وسائل إعلام أمريكية نجحت بكل مهنية في تفكيك كل الروايات الأمريكية الرسمية التي تحاكي الانتصارات والإنجازات التي حققها العدوان على بلادنا، حيث كشفت حقيقة التصريحات الأمريكية، وزيف انتصاراتها الخارقة للعادة، وسرابية إنجازاتها العسكرية سواء تلك التي تتحدث عن الحد من القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، أو تلك التي تتحدث عن استهداف قيادات عسكرية تابعة لمن تسميهم (بالحوثيين) .
مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، كانت السباقة في تحذير المعتوه ترامب بالابتعاد عن التدخل المباشر في اليمن، وعدم الاستجابة لأي دعوات لحصار ميناء الحديدة أو احتلاله، حتى ولو كان ذلك بالاشتراك مع قوى أخرى، وأرجعت المجلة ذلك لتفادي الخطر الذي قد تتعرض له أمريكا جراء ذلك، وها هي اليوم تكشف للرأي العام الأمريكي والعالمي فشل إدارة ترامب في تحقيق أهدافه المعلنة للحرب على اليمن وتؤكد تفوق ( الحوثيين ) في المواجهة رغم فارق القدرات والإمكانيات، إلا أن الحرب على اليمن ساعد القوات المسلحة اليمنية على تطوير قدراتها، و أظهرت في المقابل ضعف وفشل البحرية الأمريكية وعدم قدرتها على التصدي للعمليات الهجومية اليمنية التي تستهدف حاملات الطائرات الأمريكية والقطع البحرية التابعة لها .
وأمام تنامي الوعي الدولي وعلى وجه الخصوص داخل الشارع الأمريكي بحقيقة ما عليه الأوضاع في البحر الأحمر وما تواجه القوات البحرية الأمريكية من هجمات شبه يومية من قبل القوات المسلحة اليمنية، والتي تعكس كذب ودجل الإدارة الأمريكية في ما يخص إدعاءاتها بشأن الحد من القدرات العسكرية اليمنية، بات واضحا وجليا أن مغامرة ترامب في اليمن أسهمت وبفاعلية في تعزيز حالة الانقسام السياسي الأمريكي على مستوى الأطر الحزبية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، أو على المستوى الشعبي، حيث وجد السواد الأعظم من الأمريكيين أنفسهم في وضعية صعبة لا يحسدون عليها، وهم يشاهدون رئيسهم الذي وعدهم بإطفاء الحروب في المنطقة والعالم، والتفرغ لبناء أمريكا العظمى، يتحول إلى مشعل للحروب ومختلق للأزمات، ومصدر إساءة للولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أدخل أمريكا في دوامة من الصراعات والمهاترات والأزمات غير المبررة .
الشارع الأمريكي اليوم يدرك حجم الورطة التي أوقعهم ترامب فيها، والتي كلفتهم الكثير حتى الآن، وستكلفهم أكثر في حال استمرارها، وخصوصا بعد أن باتت أمريكا أمام معضلة استراتيجية معقدة من خلال تواجدها في البحر الأحمر، تتعلق بالتوازن بين ما تسميه الردع العسكري ( للحوثيين ) حد وصفهم، وبين استمرار التورط الباهض الكلفة في المعركة التي يخوضها مع القيادة والجيش والشعب اليمني، والتي تشير مجريات الأحداث إلى أنها تتجه نحو المزيد من التعقيد، في ظل تزايد كلفتها، المصحوبة بتنامي حجم قدرات وإمكانات القوات المسلحة اليمنية، وهو ما يعني الذهاب بالقوات الأمريكية نحو حرب استنزاف مكلفة وبالغة الخطورة، بالمقارنة مع الكلفة النسبية والمحدودة للقوات المسلحة اليمنية التي نجحت في إدارة المعركة بكل حنكة وكفاءة واقتدار .
والتساؤلات التي تطرح نفسها اليوم : هل من الممكن أن تعترف الإدارة الأمريكية بأنها لم تحسن قراءة معطيات الواقع اليمني جيدا في سياق تعاملها مع عمليات الدعم والإسناد اليمنية لإخواننا في قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الصهيونية التي يتعرضون لها، وتدرك أنها ارتكبت حماقة كبرى في إعلان الحرب على اليمن وانتهاك سيادتها، وتذهب نحو إيقاف مغامرتها والتخلي عن نزعة الغطرسة والتعالي التي يدير بها ترامب سياسة البيت الأبيض، وخصوصا بعد أن فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها المعلنة من وراء إعلان الحرب على اليمن، والتي أثبتت الأيام أنها صعبة المنال، ومستحيلة التحقق، وأن أمريكا الخاسر الأكبر فيها، وأن الحديث عن إنجازات وتحقيق أهداف مجرد أضغاث أحلام، ينسفها الواقع الميداني في مسرح العمليات القتالية، ومناطق الاستهداف نسفا، مؤكدة التفوق اليمني المشهود على رمز التفوق العسكري الأمريكي في البحر والجو، بشهادة أمريكية مثبتة الأدلة والشواهد ؟!!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أمريكا والصين تمددان هدنة الرسوم الجمركية
عواصم- رويترز
مددت الولايات المتحدة والصين هدنة التعريفات الجمركية لمدة 90 يوما أخرى، ليتفادى البلدان رسوما باهظة في خانة المئات في الوقت الذي يستعد فيه تجار التجزئة الأمريكيون لزيادة المخزونات قبل موسم العطلات في نهاية العام.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة تروث سوشيال الخاصة به أنه وقع أمرا تنفيذيا بتعليق فرض رسوم جمركية أعلى حتى الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم العاشر من نوفمبر تشرين الثاني، مع بقاء جميع عناصر الهدنة الأخرى سارية.
وأصدرت وزارة التجارة الصينية خطوات موازية في وقت مبكر اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي للصين. وقالت الوزارة "إنها ستتخذ إجراءات لمعالجة الحواجز غير الجمركية التي تواجه المنتجات الأمريكية".
وكان ترامب قد طالب الصين يوم الأحد بمضاعفة مشترياتها من فول الصويا الأمريكي أربع مرات، لكن الأمر التنفيذي لم يتضمن أي ذكر لأي مشتريات إضافية.
وجاء في قرار ترامب "تواصل الولايات المتحدة إجراء مناقشات مع جمهورية الصين الشعبية لمعالجة عدم وجود معاملة بالمثل في علاقتنا الاقتصادية وما ينتج عنها من مخاوف تتعلق بالأمن القومي والاقتصادي".
ومضى يقول "من خلال هذه المناقشات، تواصل (الصين) اتخاذ خطوات مهمة نحو معالجة الترتيبات التجارية غير المتبادلة ومعالجة مخاوف الولايات المتحدة المتعلقة بالمسائل الاقتصادية ومسائل الأمن القومي".
وكان من المقرر أن تنتهي هدنة الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن اليوم الثلاثاء في الساعة 04:01 بتوقيت جرينتش. ويمنع الأمر التنفيذي ارتفاع الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية إلى 145 بالمئة، في حين كانت الرسوم الصينية على البضائع الأمريكية سترتفع إلى 125 بالمئة، وهي معدلات من شأنها أن تؤدي إلى حظر تجاري فعلي. ويبقي القرار الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية عند 30 بالمئة بينما تفرض الصين 10 بالمئة على الواردات الأمريكية.
ويتيح توقيت التمديد حتى نوفمبر تشرين الثاني وقتا للزيادة الموسمية في الخريف في الواردات لموسم عيد الميلاد.
وصرح ترامب لشبكة (سي.إن.بي.سي) الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة والصين تقتربان من التوصل إلى اتفاق تجاري وأنه سيلتقي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل نهاية العام إذا تم التوصل إلى اتفاق.
وكان الجانبان أعلنا في مايو أيار هدنة في نزاعهما التجاري بعد محادثات في جنيف بسويسرا، واتفقا على فترة 90 يوما للسماح بإجراء مزيد من المحادثات. واجتمع الطرفان مرة أخرى في ستوكهولم بالسويد في أواخر يوليو تموز الماضي، لكنهما لم يعلنا عن اتفاق لتمديد المهلة.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن واشنطن لديها مقومات التوصل إلى اتفاق مع الصين وإنه "متفائل" إزاء طريق للمضي قدما.
وتمارس واشنطن ضغوطا أيضا على بكين لوقف شراء النفط الروسي، مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية عليها بهذا الشأن.