الإجرام الأمريكي يطال الأفارقة في صعدة.. كابوس الفشل يطارد ترامب
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
يمانيون../
قبلَ بزوغِ فجر الاثنين، 28 إبريل 2025م، كانت طائراتُ الشبح الأمريكية B2 تحلِّقُ في أجواء محافظة صعدة شماليَّ اليمن؛ لتسجِّلَ جريمةً جديدةً تضافُ إلى السجل الدموي الأمريكي في اليمن.
كان هدف العدوّ الأمريكي هو مركَز إيواء للأفارقة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبُرون محافظةَ صعدة عن طريق التهريبِ إلى المملكة السعوديّة.
الحصيلة كانت ثقيلة جِـدًّا؛ فما حدث ليس مُجَـرّد انفجارات تعزفُها قذائفُ العدوان الأمريكي، بل هي مأساة نسجتها الوجوهُ الداكنة لمواطني القرن الإفريقي، الذين لم يخطر في بالهم أن يطالهم هذا الإجرام الأمريكي العنيف.
القصف الأمريكي للأفارقة لم يكن في سياق معركة طاحنة، دخل إليها المهاجرون عن طريق الخطأ، بل هو اعتداء على الإنسانية نفسها، فكما يراق الدم في غزة، وفي صنعاء، وصعدة، وعدة محافظات يمنية، يراق دم الأفارقة، والمجرم هو ذاته الأمريكي بقناعه الأصلي الواضح والمبين.
وجوهُ الضحايا تروي قصص الموت والدموع؛ فالأجساد تهشَّمت كأوراق الخريف، وهُنا في صعدة سجلت جريمة أُخرى، تُضَافُ إلى الرصيد الإجرامي الأسود لأمريكا، وعربدة ترامب في اليمن، والذي تأتي طائراتُه لمناصرة العدوّ الإسرائيلي الذي يقتُلُ الأطفال والنساء في قطاع غزة، ويمارس هواية التجويع والتعطيش لشعب يئن تحت حصار قاتل على مدى أكثر من عام ونصف عام.
السلطة المحلية بمحافظة صعدة، أكّـدت أن المركز المستهدَفَ يخضع لإشراف المنظمة الدولية للهِجرة الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن ضحايا هذه الغارات الإجرامية، وصل إلى 68 شهيدًا، وإصابة 47 آخرين، مؤكّـدة أنها “جريمة حرب متعمدة ومكتملة الأركان”.
واعتبرت أن هذه الجرائم “انتهاكٌ صارخٌ للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وجريمة تضاف إلى سجل أمريكا الحافل بالجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني”، مشيرة إلى أن “استهداف العدوّ الأمريكي للمنازل والأسواق والمقابر والسجون والأعيان المدنية يكشف عن عدوانيته وحقده ضد الشعب اليمني لموقفه الثابت في إسناد الشعب الفلسطيني”.
اللجنةُ الوطنية لشؤون اللاجئين بوزارة الخارجية هي الأُخرى بيَّنت أن المهاجرين الأفارقة كانوا متواجدين في مركَز الإيواء الذي يعملُ تحت معرفة ومتابعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة.
ودعت اللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين المنظمات الدولية العاملة في اليمن والمنظمات المحلية إلى إدانة المجزرة والنزول إلى مسرحِ الجريمة وتوثيقِها.
كل المعطيات تكشف أن لجوءَ العدوّ الأمريكي وإمعانه في قتل المدنيين باليمن، يدل على مدى الإخفاق والفشل الكبير، وعجزه عن تحقيق أي انتصار عسكري في المواجهة المتصاعدة مع القوات المسلحة اليمنية منذ 15 مارس الماضي.
ويعتقد ترامب وجيشُه الإجرامي أنه سيفلت من العقاب، وأن الشعب اليمني وقيادتَه الثورية والسياسية والعسكرية سيلتزمون الصمتَ والانكفاء، غير أن هذا غيرُ وارد في قاموس اليمنيين، وهذا ما يؤكّـده العلامة محمد مفتاح -نائب رئيس مجلس الوزراء- خلال زيارته لمسرح جريمة أُخرى للعدو الأمريكي في منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث بأمانة العاصمة.
ويوجه مفتاح رسالةً للمجرم ترامب قائلًا: “لا ترامب ولا غيره، وسواءٌ أكان في فترة رئاسته أَو في غيرها، لن يفلت من العقاب على هذه الجرائم”، مضيفًا: “نحن نواسي أبناء غزة بالدماء والأرواح من أبناء شعبنا، وعليهم أن يثقوا أننا لن نتخلَّى عنهم”.
ومن مسرح جريمة العدوان الأمريكي على مركز الإيواء للأفارقة بمحافظة صعدة، يؤكّـد مدير فرع الهلال الأحمر اليمني بالمحافظة حسن المؤلّف أن “الجريمة هي بصمةٌ أُخرى على مدى الوحشية والإجرام الأمريكي في اليمن”.
وأوضح المؤلّف في تصريح له على قناة “المسيرة” أن “فرق الإنقاذ بالمحافظة تمكّنت من انتشال جميع الجرحى والمصابين، وتم نقل أغلب المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين تم نقل الحالات الحرجة إلى العاصمة، وتم توزيع البعض على بقية المستشفيات بصعدة”.
وعن جثث الشهداء قال المؤلف: إن “فرق الهلال الأحمر تواصل عملها في تجهيز جثث الشهداء وترقيمها حسب النظام المتبَّع في هذه الحالات”، لافتًا إلى أن “رئيس البعثة الدولية الفرعية في صعدة وممثلين من النيابة العامة وبعض الشخصيات المسؤولة زاروا موقعَ الجريمة النكراء، وعبّروا عن إدانتهم لها”، مطالبين المجتمعَ الدولي للقيام بواجبه تجاه استهداف المدنيين والأعيان المدنية سواء في اليمن أَو في غزة.
ويصف كُـلُّ من زار مسرح الجريمة بأنها “مروِّعة” و”وحشية” بكل ما للكلمة من معنى، وهي جريمةٌ هزَّت اليمنَ بأكمله، معبِّرين عن استنكارهم للتمادي الأمريكي، ولجوئه إلى قصفِ المدنيين كعِقابٍ على موقفهم المساند لغزة.
حقوقيًّا يقول الناشطُ طلعت الشرجبي: إن “كُـلّ القوانين الدولية والتشريعات الإنسانية تكفل حماية خَاصَّةً للمهاجرين واللاجئين بحيث يكونون بعيدين عن أي استهداف”.
وأوضح خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن “مركز إيواء اللاجئين يخضع لحماية دولية، وأنه يخضعُ لإشراف دولي من قبل منظمات دولية”، لافتًا إلى أن “موقع مركز الإيواء معروفٌ للجميع ولا يوجد فيه غيرُ مهاجرين أفارقة مدنيين لا حولَ ولا قوة لهم”.
وأشَارَ إلى أن “المنظماتِ الدوليةَ ومؤسّساتِ المجتمع المدني في حالات الحروب تقوم برفع إحداثيات مراكز الإيواء والمنشآت المدنية والدولية؛ حمايةً لها من الاستهداف، وهو ما حدث لموقع مركَز إيواء المهاجرين الأفارقة في صعدة الذي استهدفته طائراتُ العدوّ الأمريكي”.
وأكّـد أن “أمريكا لا تنظر إلى القوانين الدولية وتشريعات حماية المدنيين واللاجئين إلا في حالة واحدة، وهي خدمة مصالحها في المنطقة وتحقيق غايتهِا الاستعمارية، والضغط على الحكومات وإخضاعها للتبعية الأمريكية، وفي غير ذلك فليذهب جميعُ المدنيين، أَو المهاجرين بقضاياهم خلف الشمس”.
ويتساءل الشرجبي: من سيحاسب أمريكا؟ ومن سيدفع ثمنَ الخطأ “غير المقصود”؟.
ويصف استهداف طائرات العدوّ الأمريكي لمركز إيواء المهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة بالجريمة النكراء، مؤكّـدًا أنها “جريمة حرب واضحة وضوح الشمس، وجريمة ضد الإنسانية”.
وأفَاد بأن “المركز يحوي أكثرَ من 130 نزيلًا من المهاجرين، وقد تعرَّض لسلسلة غارات مركَّزة من قبَل العدوّ الأمريكي، حتى بعد وصول فرق الإسعاف تم استهدافُهم مرة أُخرى، وبالتالي، فَــإنَّ الغاية هنا كانت الإمعان في الإجرام، وفي القتل وبطريقة وحشية”.
محمد الكامل | المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی الیمن فی صعدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزة
في مشهد مأساوي متفاقم، كشفت صحيفة نيويورك تايمز -في تقرير ميداني مفصل- أن المجاعة باتت تضرب قلب المستشفيات العاملة في قطاع غزة، في ظل حصار إسرائيلي خانق وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
وذكرت أن الجوع لم يعد حالة طارئة، بل أصبح معركة يومية يخوضها الطاقم الطبي والمرضى، صغارا وكبارا، في ظل عجز عن توفير الغذاء وحليب الأطفال أو حتى محاليل التغذية الوريدية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزةlist 2 of 2واشنطن بوست: أهل غزة يتضورون جوعا فما أثر الجوع على جسم الإنسان؟end of list مجاعة تتمدد في أنحاء غزةبعد أشهر من التحذيرات، تقول منظمات دولية وأطباء إن المجاعة تجتاح القطاع نتيجة القيود الإسرائيلية الصارمة التي تمنع تدفق المساعدات منذ شهور. وبحسب وزارة الصحة في غزة، توفي 56 فلسطينيا هذا الشهر جراء الجوع، وهو ما يمثل نحو نصف عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهرا.
وفي ظل الانهيار المتسارع للمنظومة الصحية، تحوّلت المستشفيات من مواقع لعلاج الإصابات إلى ساحات لمكافحة سوء التغذية الحاد. وتفقد الأطقم الطبية، التي تعمل في ظروف غير إنسانية، الوعيَ أثناء أداء مهامها، ويتم إنعاشهم بمحاليل ملحية وسكرية. وقد تفاقم الأمر بسبب نفاد المضادات الحيوية والمسكنات، وحتى المحاليل الوريدية الخاصة بتغذية المرضى المنهكين.
وأفادت الصحيفة الأميركية أن الممرضات يُغمى عليهن في أجنحة العلاج بسبب الجوع والجفاف، والأطباء لا يجدون ما يسعف المرضى المنهكين سوى الماء أو سوائل محدودة.
طبيب بريطاني في غزة: رأيت سوء التغذية الحاد الوخيم الذي لم أكن أظن أنه يمكن أن يحدث في عالم متحضر. إن كلمة جلد وعظم لا تصف ما رأيته
ووصف الأطباء مشهدا مأساويا يتكرر يوميا: أطفال رُضّع يعانون من الهزال المفرط ولا يمكن إنقاذهم بإعطائهم كميات كبيرة من الغذاء مرة واحدة، خوفا من إصابتهم بـ"متلازمة إعادة التغذية" وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
وتقول الجراحة الأميركية المتطوعة أمبيرين سليمي من مستشفى ناصر جنوب غزة "رأيت أطفالا على وشك الموت، ولم نتمكن من انتشالهم من حافة الموت" كما يروي الجراح البريطاني نيك ماينارد منظرا "صادما" لرضيع يبلغ من العمر 7 أشهر بدا أشبه بهيكل عظمي.
إعلانويقول ماينارد "رأيت سوء التغذية الحاد الوخيم الذي لم أكن أظن أنه يمكن أن يحدث في عالم متحضر. إن كلمة جلد وعظم لا تصف ما رأيته".
ويضيف أنها "مجاعة من صنع البشر تُستخدم سلاح حرب، وستؤدي إلى وفيات أكثر، ما لم يُسمح بإدخال الغذاء فورا".
بعد حصار غذائي شامل استمر من مارس/آذار إلى مايو/أيار، سمحت إسرائيل بدخول بعض المساعدات، لكنها استبدلت النظام الأممي السابق بمراكز توزيع محدودة يُشرف عليها مقاولو شركات خاصة بدعم عسكري إسرائيلي.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه النقاط، التي لا يمكن الوصول إليها إلا بعد قطع مسافات طويلة يمر المرء خلالها عبر خطوط نيران إسرائيلية، تحولت إلى "فخاخ موت" أودت بحياة مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام.
ورغم أن إسرائيل تزعم أن هذا النظام يمنع حركة حماس من الاستيلاء على المساعدات، إلا أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أقروا لصحيفة نيويورك تايمز بعدم وجود دليل على ذلك.
كما قالت إسرائيل إنها أطلقت "طلقات تحذيرية" فقط، لكن أطباء ميدانيين أكدوا وجود إصابات قاتلة في مناطق الجذع، مما يوحي بأنها نتيجة استهداف مباشر.
استجابة متأخرةوفي رده على تصريحي الطبيبين أمبيرين وماينارد، قال مكتب "كوغات" التابع للجيش الإسرائيلي، والمسؤول عن تنسيق دخول المساعدات إلى غزة، إنه يعمل مع شركاء دوليين لضمان دخول المساعدات الإنسانية بما يتوافق مع القانون الدولي.
وفي وقت متأخر من ليل السبت، أعلنت إسرائيل أنها بدأت إسقاط مساعدات جوية على شمال غزة، وأنها ستوقف عملياتها العسكرية لبضع ساعات يوميا في مناطق مختارة لتسهيل دخول المساعدات برا.
أطباء: المجاعة لا تتسبب فقط في الوفاة المباشرة، بل تُضعف أجساد المرضى لدرجة تمنعهم من التعافي من الإصابات أو الأمراض العادية.
لكن برنامج الأغذية العالمي أكد مؤخرا أن ثلث سكان غزة يمرون أيامًا كاملة بلا طعام. وفي عيادات منظمة أطباء بلا حدود، يعاني ربع الأطفال والحوامل من سوء تغذية.
ويقول أطباء إن المجاعة لا تتسبب فقط في الوفاة المباشرة، بل تُضعف أجساد المرضى لدرجة تمنعهم من التعافي من الإصابات أو الأمراض العادية. كما ارتفعت حالات الإجهاض، والولادات المبكرة لأطفال ضعفاء المناعة أو مصابين بتشوهات.
أرقام مرعبة وأسعار خيالية
رغم وجود بعض المواد الغذائية في الأسواق المحلية، إلا أن أسعارها خارجة عن قدرة السكان. فالكيلوغرام من الطحين أو الطماطم يصل سعره -بحسب تقرير نيويورك تايمز- نحو 30 دولارا، بينما تكاد تنعدم اللحوم والأرز، الأمر الذي لا يجد معه الأهالي بُدّاً من الاختيار بين التضور جوعا أو التعرض للموت برصاص القناصة في سبيل الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية.
وحتى تلك المساعدات تتعرض للتلف أحيانا بسبب تعذر توزيعها في الوقت المناسب. فقد أعلنت إسرائيل أنها دمّرت ما يقارب حمولة 100 شاحنة من الطعام مؤخرا. ومن جانبها، تُحمّل الأمم المتحدة مسؤولية ذلك للقيود الإسرائيلية التي تعيق مرور القوافل في منطقة حرب مفتوحة.
سلام ويزن: الحياة بشق الأنفسوتناولت الصحيفة الأميركية أيضا قصة الرضيعة سلام برغوث التي لم تتجاوز شهرها الثالث، كمثال حي للمعاناة. فقد وُلدت بعد الحصار مباشرة، ووالدتها حنان (22 عاما) بدت أضعف من أن تسير بقدميها إلى مراكز التوزيع. أما والد الطفلة فقد أخفق هو الآخر في الوصول إلى تلك المراكز قبل نفاد المساعدات.
إعلانوتقول أم سلام لنيويورك تايمز "أنا أكافح وأقاتل كل يوم لأبقيها على قيد الحياة. أرضعها قدر استطاعتي، وعندما لا أستطيع أعطيها الحليب الصناعي، لكنه مكلف جدا حيث يبلغ سعر العلبة الواحدة منها نحو 120 دولارا".
وفي شمال القطاع، يعاني يزن أبو الفول (عمره 24 شهرا) من الهزال لدرجة بروز عظامه. فأسرته لا تجد طعاما، والمستشفيات القريبة لا تستطيع استقباله بسبب نفاد المعدات والأدوية.