التشكيلات الديبلوماسيّة تنتظر حلّ العقبات وتسمية سلام للسفراء السنّة
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": لم تستكمل الدولة اللبنانية التعيينات الإدارية والقضائية والتشكيلات الديبلوماسية بالوتيرة نفسها، التي أنجزت فيها التعيينات العسكرية والأمنية، لاصطدامها مجدّداً بمبدأ المحاصصة السياسية والتوزيع الطائفي.
على صعيد التشكيلات والترفيعات الديبلوماسية، أكّدت أوساط ديبلوماسية مطّلعة أنّ وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي قد عمل منذ تولّيه منصبه على هذا الملف، الذي يتضمّن 74 سفارة بينها 3 بعثات (لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والأونيسكو في فرنسا، وجنيف في سويسرا) للبنان في الخارج، كونه بات حاجة ملحّة في ظلّ ما يعانيه من نقص وشواغر.
وقام رجّي بوضع المسودة الأولية للتشكيلات، التي لم تتضمّن أسماء السفراء في السفارات الأساسية التي توزّع عُرفاً، على حصص الرئاسات الثلاث، على ما ذكرت الأوساط العليمة، ورفعها الى رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد أن سأل السفراء المعنيين بالتشكيلات والترفيعات في أي بلد يودّون أن يتمّ تعيينهم، انطلاقاً من مبدأ استشارتهم في الأمر، مع تحديد أسماء الدول التي يُمكن أن يعيّنوا فيها بحسب التوزيع الطائفي. وقد تلقّى الإجابات حول أفضلية بعض التشكيلات.
هذا وكشفت الأوساط ان الرواتب انخفضت خلال السنوات الماضية بفعل الأزمة المالية والإقتصادية، ولم تُصحّح على ما كان الوضع عليه في السابق. في حين أنّ رواتب السفراء في الخارج، قد أصابتها التعديلات الطفيفة، إلّا أنّها تُدفع بالإجمال نسبة الى الوضع المعيشي في كلّ بلد، والذي لا يُمكن تخطّيه، ما يجعلها مقبولة أكثر من رواتب الداخل. علماً بأنّ سفارات لبنان في عدد من دول الخارج تشكو من النقص في عدد السفراء والديبلوماسيين والموظّفين، ولا بدّ من سدّ هذه الثغرات.
الرئيس عون وضع أسماء السفراء الذين يريدهم في كلّ من باريس وواشنطن والفاتيكان، لكنه لا يزال يحتفظ بها، في الوقت الذي لا يزال فيه رئيس الحكومة نوّاف سلام يتمهّل في تسمية السفراء السنّة في كلّ من بعثته الدائمة في نيويورك وفي الأونيسكو الى جانب السعودية. أمّا رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي فقد حسم أمر تسمية السفراء من حصّته، التي أتت على النحو الآتي: حسين حيدر (سويسرا)، فرح برّي (لندن)، أسامة خشّاب (طوكيو)، وليد حيدر (بلجيكا)، وبلال قبلان (قطر).
بناء عليه، ينتظر ملف التشكيلات الديبلوماسية إحالته الى مجلس الوزراء، بعد استكمال التسميات من قبل جميع الأطراف المعنية، وأن يُبصر النور بعد إيجاد الحلول المناسبة للعقبات التي تعتريه، ومن دون أي خلافات سياسية، لا سيما على الحصّة المسيحية بين الرئيس عون والوزير رجّي. فهل يتمّ اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة في هذا الملف دون سواها من المحسوبيات والتدخّلات الخارجية. مواضيع ذات صلة "كباش حكومي" على التشكيلات الديبلوماسية Lebanon 24 "كباش حكومي" على التشكيلات الديبلوماسية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الوزراء من دون
إقرأ أيضاً:
حكايات المحاصصة التي حوّلت الدبلوماسية إلى دار مزاد حزبي مغلق وفاسد
30 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت الأصوات الغاضبة من عمق الوجع الوطني بعد إعلان قائمة تعيين 112 سفيراً دفعة واحدة، وسط صمت حكومي مريب يراوح بين التجاهل والتبرير، ما ألقى بظلال قاتمة على صورة الدولة العراقية في أعين مواطنيها، وجعل من سفاراتها بوابات للغضب أكثر من كونها نوافذ للتمثيل الحضاري.
وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات، حيث غردت الناشطة زهراء العتابي: “هل سقطت العدالة على بوابات السفراء؟”، بينما كتب الصحفي ناصر العكيدي: “كأن العراق أصبح مقاولة سياسية تتقاسمها الأطراف برؤوس أموال من دم الشهداء”.
وتصدّر وسم #سفراء_الصفقات الترند العراقي خلال الساعات الماضية، مترافقاً مع تسريبات تفيد بتورط بعض الأسماء في ملفات فساد أو أقرباء واصدقاء ومعارف وانجال الطبقة السياسية.
واستنكرت لجنة الشهداء النيابية وجود أسماء مرتبطة بأجهزة النظام السابق في قائمة السفراء، معتبرة أن ذلك “طعنة في خاصرة العدالة، واحتقاراً لدماء الذين واجهوا الجلاد يوماً دون سلاح سوى الإيمان بالوطن”. وعبّرت اللجنة في مؤتمرها الصحفي عن رفضها لما سمته بـ”الصفقات الدبلوماسية”، مطالبة بمراجعة عاجلة وشاملة لكل الأسماء وإعادة الملف إلى هيئة المساءلة والعدالة.
ووجّه مواطنون تساؤلاتهم إلى الحكومة عن المعايير التي أُعتمدت في التعيينات، في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة بين حملة الشهادات العليا في العراق بلغت 27% بحسب الجهاز المركزي للإحصاء، ما يزيد من حدة السخط الشعبي إزاء توزيع المناصب على أبناء النخب وأقارب المتنفذين.
وأكد محلل سياسي في بغداد أن “المؤسسات العراقية تُفرّغ من مضمونها الحقيقي حين تتحول المواقع السيادية إلى غنائم شخصية”، مضيفاً: “ما يجري هو قتل للثقة بين الدولة وشعبها، ولن تنفع الابتسامات الرسمية حين تنقلب السفارات إلى عناوين للذل لا للكرامة”.
واعتبر الناشط محمد رحيم أن “ما من دولة في العالم تعين أكثر من مئة سفير دفعة واحدة، إلا إذا كانت تسعى لشراء الصمت الخارجي لا لبناء العلاقات الدولية”، متسائلاً: “من سيمثلني في الخارج؟ ابن وزير أم ابن شهيد؟”.
وأبدى كثير من العراقيين خيبة عميقة، حيث لم يظهر أي تفسير رسمي واضح، ولا نُشرت السير الذاتية أو شهادات الخبرة للسفراء المعينين، ما يجعل القرار برمّته محاطاً بضباب الشك والإحباط، كأنما يراد للتمثيل الخارجي أن يتحول إلى مرآة داخلية لفساد الداخل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts