في قلب غابات الأمازون البرازيلية تختفي مساحات شاسعة من الخضرة تحت وطأة التنقيب غير القانوني عن الذهب، لتتحول إلى حفر موحلة ومياه سامة وبقع البور التي تمزق نسيج الطبيعة، مما يؤثر سلبا على حياة السكان الأصليين.

وعلى الرغم من جهود الحكومة البرازيلية للحد من هذه الأنشطة فإن الظاهرة لا تزال آخذة في الاتساع، مهددة واحدا من أغنى نظم الحياة البيئية على كوكب الأرض.

ووفقا لتقرير جديد صادر عن منظمة "غرينبيس"، تعرّض أكثر من 4200 هكتار من الغابات المطيرة للدمار خلال العامين الماضيين فقط، بسبب عمليات البحث عن الذهب داخل أراضي السكان الأصليين في شمال البرازيل.

وتُظهر بيانات الأقمار الصناعية والصور الجوية التي اعتمدتها المنظمة حجم التوسع في هذه الأنشطة التي تتم دون رقابة أو ترخيص.

ويعمد الباحثون عن الذهب -الذين يخترقون المناطق المحمية ويقيمون فيها معسكراتهم- إلى قطع الأشجار بكثافة وحفر الأرض لاستخراج المعدن النفيس، دون أدنى اعتبار لتبعات هذا العبث البيئي.

لكن الأمر لا يتوقف عند الأشجار والمياه، بل يتعداها ليهدد حياة وثقافة المجتمعات الأصلية التي ظلت لقرون حامية لهذه الغابات.

خطر مزدوج

ويحذّر راوني ميتوكتاير زعيم قبيلة كايابو وأحد أبرز رموز الدفاع عن الأمازون من أن استمرار التنقيب غير المشروع سيؤدي إلى تدمير الطبيعة وطمس ثقافة السكان الأصليين.

إعلان

هذا القلق له ما يبرره، إذ تُستخدم في عمليات التعدين كميات هائلة من الزئبق، وهي مادة سامة تستخدم لفصل الذهب عن الصخور، ويؤدي ذلك إلى تلوث المياه والأنهار، وهو ما يهدد الأسماك وسلسلة الحياة البيئية بالكامل.

وتشير الدراسات إلى أن هذا التلوث يتسبب بأمراض خطيرة تشمل تلف الجهاز العصبي وضعف البصر واضطرابات النمو لدى الأطفال.

كما تؤكد دراسة أجراها معهد "أوزوالدو كروز" الوطني أن 84% من السكان في 9 قرى تابعة لقبائل اليانومامي تعرضوا لمستويات مرتفعة من الزئبق في أجسامهم، مما يثير مخاوف صحية كبيرة وطويلة الأمد.

ميتوكتاير زعيم قبيلة كايابو وأحد أبرز رموز الدفاع عن الأمازون (رويترز) جريمة وضحايا

وبعيدا عن الضرر البيئي يفتح التعدين غير المشروع الباب أمام شبكات الجريمة المنظمة.

ووفق منظمة غرينبيس، فإن عصابات التهريب والمخدرات باتت تسيطر على مناطق التنقيب، مما يؤدي إلى أعمال عنف وهجمات مميتة ضد السكان الأصليين الذين يقاومون هذه الأنشطة.

وقال المتحدث باسم غرينبيس في البرازيل جورج إدواردو دانتاس إن "الأمر لا يتعلق فقط بالبيئة، بل بمنظومة عنف تستهدف الناس والأرض معا".

ورغم الضرر الحاصل فإن المنقبين أنفسهم في كثير من الحالات لا يكونون الجناة، بل ضحايا لواقع اقتصادي قاس، فالكثير منهم يجبرون على العمل في هذه المهنة الخطيرة بدافع الفقر دون بدائل اقتصادية حقيقية.

ووفق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في البرازيل، فإن نحو 40% من عمال التنقيب في الأمازون قد يكونون ضحايا للاتجار بالبشر أو يجبرون على العمل القسري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع السکان الأصلیین عن الذهب

إقرأ أيضاً:

روسيا تجلي السكان تحسبا لموجات تسونامي بعد الزلزال الكبير

أعلنت السلطات الروسية، عن إجلاء نحو 2700 شخص إلى مناطق آمنة في جزر الكوريل، في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، وفق ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.

أفادت السلطات المحلية بأن عمليات الإجلاء جاءت كإجراء احترازي تحسباً لاحتمال وقوع موجات مد عاتية (تسونامي)، مشيرة إلى أن معظم من تم إجلاؤهم هم من سكان المناطق الساحلية المنخفضة.

ذكرت هيئة الجيوفيزياء التابعة للأكاديمية الروسية للعلوم أنه تم تسجيل 30 هزة أرضية إضافية في أعقاب الزلزال الرئيس الذي ضرب شبه الجزيرة كامتشاتكا.

وأضافت الهيئة في منشور على تيليجرام أن الهزات تراوحت شدتها بين درجتين وخمس درجات.

وقالت روسيا إن الزلزال بلغت قوته 8.8 درجة هو الأعنف في هذه المنطقة منذ عام 1952، محذّرة من خطر حدوث هزّات ارتدادية عنيفة للغاية.


كما أعلنت روسيا حالة الطوارئ في جزر الكوريل المتضررة من تسونامي.

طباعة شارك مناطق آمنة جزر الكوريل شبه جزيرة كامتشاتكا أقصى شرق روسيا كإجراء احترازي تسونامي

مقالات مشابهة

  • حبس عصابة التنقيب عن الآثار في حدائق القبة
  • حبس 5 أشخاص بتهمة التنقيب عن الآثار داخل ورشة بالقاهرة
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • إسبانيا تواصل مكافحة حريق غابات مدمّر غرب مدريد
  • إسبانيا تواصل مكافحة حريق غابات واسع غرب مدريد
  • المشدد 10 سنوات لعصابة التنقيب عن الآثار في المعصرة
  • روسيا تجلي السكان تحسبا لموجات تسونامي بعد الزلزال الكبير
  • إخماد حرائق غابات عبر 9 ولايات
  • المدن الأفريقية الأكبر بعدد السكان في العام 2024 (إنفوغراف)
  • تركيا تكافح حرائق غابات ضخمة لليوم الثالث