تشهد إسرائيل حاليًا واحدة من أكبر الحرائق في السنوات الأخيرة، حيث اندلعت النيران في مناطق غربي القدس وتل أبيب، مما تسبب في حالة طوارئ وطنية، وجعل الحكومة تغلق طرقا رئيسية بين القدس ومدن مختلفة وتخلي عدة مناطق من سكانها.

ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الموقف بأنه طارئ وطني، محذرًا من أن الرياح قد تدفع الحرائق نحو اتجاهات مختلفة.

كما اضطر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى استدعاء الجيش لدعم فرق الإطفاء في مكافحة الحرائق.

وإثر هذه الحرائق، اعتقلت السلطات أشخاصا بشبهة التورط في إشعال النيران، إذ أشارت تقارير إلى أنها قد تكون مفتعلة.

وفي الوقت نفسه، أدى انتشار الحرائق السريع إلى إثارة أسئلة متعددة بشأن طبيعتها ومن يقف وراءها وأثرها على حركة الاحتجاج المستمرة في الشارع الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو وانشغالها بالحرب على غزة على حساب تقديم الخدمات للمدنيين ومواجهة الأحداث الطارئة.

من اليمين: إبراهيم أبو جابر ومصطفى إبراهيم ونصر عبد الكريم (الجزيرة) حجم الخسائر

تتحدث التقارير الميدانية على أن الحرائق المشتعلة في إسرائيل منذ أمس الأربعاء نتيجة الارتفاع في درجة الحرارة المصحوب بالرياح الشديدة قد أتت على نحو 20 ألف دونم من المناطق وأشجار الغابات، في إحصائية أولية، بالإضافة إلى إخلاء مدن عدة من سكانها، وإغلاق العديد من الطرق الرئيسية.

إعلان

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، يعدد الأكاديمي الفلسطيني المختص في الشؤون الاقتصادية نصر عبد الكريم صور الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي نتيجة هذه الحرائق، ويفرق بين أضرار مباشرة أتت عليها النيران، وأضرار غير مباشرة نتيجة توقف الحياة الاقتصادية بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة المتمثلة في إغلاق الطرق وإخلاء السكان.

ومن هذه الأضرار:

توقف إمداد الغاز والوقود لعدة مناطق. توقفت حركة القطارات والسيارات على بعض الطرق الرئيسية. الأضرار المباشرة نتيجة الحرائق سواء كانت زراعية، أو صناعية، أو تجارية، أو سكنية. من الصعب تقدير حجم هذه الأضرار في الوقت الحالي على نحو دقيق نتيجة أن النيران ما زالت مشتعلة في بعض المناطق. الحجم التقديري للخسائر المباشرة سيبلغ مئات ملايين الشواكل على أقل تقدير.

وبالإضافة إلى ما سبق، يضيف عبد الكريم أضرارا أخرى بيئية نتيجة التلوث الكبير الناتج عن الحرائق، وهو ما يجعل الحكومة مضطرة لتحمل المزيد من الأعباء للتخفيف من الآثار البيئية وتنقية الأجواء والغابات والأحراش التي تعرضت للاشتعال.

الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو لم تتوقف لإنجاز صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة (غيتي) خلافات داخلية

وأدت الحرائق إلى تعميق الانقسامات والخلافات بين الحكومة والمعارضة في إسرائيل، فبينما تستغل المعارضة هذا الحدث لتوجيه انتقادات للحكومة بشأن تخصيص الموازنات وأولوياتها، فهناك تقارير تتحدث عن عدم صرف مبالغ محددة لشراء معدات مخصصة للدفاع المدني.

وبشأن هذه التقارير تحديدا يقول المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم إن هناك اتهامات لنتنياهو باستمراره في الحرب حتى الآن لخدمة أغراض شخصية وبقائه في الحكم والحفاظ على ائتلافه الحاكم الذي إذا انفرط عقده فستنهار الحكومة.

وأشار إبراهيم إلى اتهامات وُجهت في الإعلام الإسرائيلي لنتنياهو بشأن مبلع 200 مليون شيكل كانت مخصصة لأجهزة ومعدات للدفاع المدني، ولكن أمام ضغط الموازنة المخصصة للحريديم فلم يتم توفير المعدات الكافية، ولم تكن هناك طائرات إطفاء كافية، حسب ما قاله المختص في الشأن الإسرائيلي.

إعلان

ولعل هذا ما يفسر توجه إسرائيل لطلب المساعدة من 5 دول من بينها قبرص واليونان وكرواتيا وإيطاليا، وكذلك استدعاء طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي للإسهام في إخماد الحرائق المندلعة.

وفي السياق نفسه، توقع الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية إبراهيم أبو جابر أن تستغل المعارضة هذه الحرائق من أجل توظيفها ضد الحكومة وسياستها ونهجها فيما يتعلق بما يحصل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية والإقليم بشكل عام.

وأضاف أبو جابر -في حديث للجزيرة نت- أن المعارضة ستحمّل الحكومة المسؤولية الكاملة بأنها فعلا وظفت كل القدرات لأغراض الحرب، وقد يتم استغلال هذا داخل الكنيست خلال المداولات.

لكن المتحدثين يقران بأن حجم هذه الخلافات بين الحكومة والمعارضة لن يرقي لوقوع انسحابات من التشكيل الحكومي أو انهيار للائتلاف الحاكم.

الحرب في غزة

ورغم الحرائق المشتعلة في عدة مدن، واستدعاء عناصر من جيش الاحتلال للإسهام في إطفائها، فإن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يتوقف، وما زالت العمليات العسكرية مستمرة في القطاع.

وهذا ما ذهب إليه مصطفى إبراهيم عندما قال إن الحرائق أسهمت بالفعل في إثارة الرعب بين الإسرائيليين، خاصة الذين يهربون من مواقع الاشتعال، وقد تكون لها تأثيرات على الوضع الاقتصادي، وقد تربك الدولة، لكنها لن يكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب في قطاع غزة.

وهذا أيضا ما أكده إبراهيم أبو جابر بأن الجيش الإسرائيلي سخّر بعض موارده كالمروحيات العسكرية وأفراد من القوات المسلحة للمساعدة في إخماد الحرائق، لكن ذلك لم يُعطل استعداداته لتوسيع العمليات في غزة.

يذكر أن السلطات الإسرائيلية أعلنت اليوم الخميس أن الحرائق المندلعة في القدس وما حولها أحرقت أكثر من 24 ألف دونم حتى الآن، في حين تواصل إجلاء السكان من البلدات المهددة بنيرانها، بعد إعلان نتنياهو أمس "حالة الطوارئ" بسبب الحرائق التي عمقت الخلافات الداخلية في إسرائيل.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبو جابر

إقرأ أيضاً:

الجبهة اليُسرى والبدلاء.. سر فوز «الأبيض» على عُمان

عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة كايو كانيدو: نريد الذهاب إلى كأس العالم مهاجم الشارقة يضع ألبانيا على أعتاب المونديال

تغيّر وجه «الأبيض» في الشوط الثاني من مباراته أمام شقيقه العُماني، إلى كثير من الشراسة الهجومية واللعب المُباشر الحاسم، لينتزع منتخبنا انتصاراً غالياً مُستحقاً، وضع به قدماً في كأس العالم 2026، وتوضّح الإحصاءات الفنية الكثير من الأسباب التي أهدتنا هذا الفوز، لاسيما عودة كوزمين للتركيز على الهجوم من الطرف الأيسر، أقوى أسلحة «الأبيض» في التصفيات.
لتقوده الجبهة اليُسرى إلى تسجيل هدفين والحصول على عدة فرص فائقة الخطورة، مقارنة باللعب كثيراً على الطرف الأيمن في الشوط الأول، الذي لم يقدم نفس النجاح الباهر، وإذا كانت نسب الهجوم عبر الطرفين تبلغ 41% يميناً، مقابل 32% يساراً، فإن حصيلة الشوط الثاني وحده تشير إلى أن هجماتنا عبر الجبهة اليُسرى بلغت ضعف نظيرتها من اليمين، وهو ما صنع الفارق الكبير، خاصة مع تغيير الأفراد وقرارات كوزمين التصحيحية.
كما تبرز نقطة ثانية أكثر أهمية، تتعلق بتعامل لاعبينا مع الثُنائيات والالتحامات، التي كان أغلبها من نصيب «الأحمر» في الشوط الأول، بنسبة نجاح تبلغ 56%، مقابل 44% لمنتخبنا، وهو ما أثّر بصورة سلبية على الهجوم من جانبنا، ومنح عُمان أفضلية دفاعية واضحة، إلا أن كل هذا تغيّر تماماً في الشوط الثاني، لاسيما عقب تغيير «تركيبة خط الوسط»، ليحصد «الأبيض» نسبة نجاح 61%، مقابل 39% لـ«الأحمر» في الشوط الثاني.
وبحسب طريقة لعب عُمان الدفاعية، استحوذ منتخبنا على الكرة دائماً، بنسبة 62% مقابل 38%، لكنها كانت محدودة التأثير الهجومي في الشوط الأول، بعدما اخترق الثُلث الدفاعي للمنافس الشقيق 19 مرة، مقابل 22 لعبة عكسية لعُمان في مناطقنا المتأخرة، وعندما زادت سُرعة التحول الهجومي لدى «الأبيض» في الشوط الثاني، وبات اللعب مُباشراً وسريعاً، اقتحم لاعبونا مناطق الدفاع العُمانية 44 مرة، أي ما يوازي أكثر من ضعف حصادنا في الشوط الأول.
كما تؤكد الأرقام أن منتخبنا كان الأكثر تفوقاً هجومياً وحرصاً على الفوز، بتسديد 10 كرات على مرمى عُمان، مقابل 9 للأخير، واختلفت درجات القرب من المرمى، بتسديد لاعبينا الكرة 4 مرات بين القائمين والعارضة، مقابل 2 لعُمان، كما لمس لاعبونا الكرة 25 مرة داخل منطقة جزاء «الأحمر»، مقابل 21 للأخير في منطقتنا، وكان منتخبنا قد مرر إجمالاً 531 كرة طوال المباراة، مقابل 314 لعُمان.
وبالتأكيد، جاءت تغييرات كوزمين في الشوط الثاني، لتقلب الوضع رأساً على عقب، وسبقها دخول علي صالح في الشوط الأول، وهو من أشعل الجبهة اليُسرى، مع كايو لوكاس، وخفّف «الروماني» من صبغة الوسط الدفاعية، بالاكتفاء بمُشاركة يحيى نادر وحده، التي جاءت «في محلها» حيث حصل على أعلى درجات التقييم من مواقع التحليل العالمية، 7.5/10، ليكون أفضل لاعبي المنتخبين في المباراة، بدقة تمريراته المُرتفعة، 88%، وصناعة فرصة للتهديف، ونجاح مراوغاته بنسبة 100%، وتنفيذه 19 التحاماً بقطع وتشتيت الكرات، بل إن نسبة نجاحه في الثنائيات بلغت 100%.
والمُلاحظ أن جميع اللاعبين البدلاء الذين أشركهم كوزمين، حصلوا على أعلى درجات التقييم، من دون أي استثناء، خاصة علي صالح، ومعه حارب عبد الله وكايو كانيدو، وبالعودة إلى حراسة المرمى، فإن خالد عيسى قدّم تصديين «خياليين»، يُمكن القول أنهما كانا سبب الفوز الغالي، وسيُخلدان في تاريخ الكرة الإماراتية، على طريق التأهل إلى المونديال.

مقالات مشابهة

  • كيف يترك تغيّر المناخ بصماته على بشرتك؟
  • مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة: الشارع الإسرائيلي لا يطيق نتنياهو
  • تقرير بريطاني: الحكومة الشرعية تفقد أهميتها والحوثي خرج أقوى بعد حرب إسرائيل (ترجمة خاصة)
  • الجبهة اليُسرى والبدلاء.. سر فوز «الأبيض» على عُمان
  • متظاهرون في برلين يدعون الحكومة الألمانية إلى وقف تسليح إسرائيل
  • نقابة المصورين الصحافيين تساند الحكومة قانونياً لمحاسبة إسرائيل
  • قانون مجلس النواب يمنع الجمع بين العضوية والحكومة ويشدد شروط الترشح
  • غرفة المنشآت السياحية تنظم دورة تدريبية حول الحماية المدنية والحرائق
  • كهرباء عدن تحذر من توقف كلي وتناشد الرئاسي والحكومة بالتدخل
  • وزير الأمن الإسرائيلي: سنعمل على إسقاط الحكومة إذا لم يتم إنهاء حماس