euronews:
2025-10-13@11:48:24 GMT

كيف يترك تغيّر المناخ بصماته على بشرتك؟

تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT

كيف يترك تغيّر المناخ بصماته على بشرتك؟

تقول الطبيبة إيفا باركر: "الجلد هو أكبر عضو في الجسم، وهو واجهتنا الأولى مع البيئة". اعلان

في صباح أحد أيام نوفمبر 2018، كانت طبيبة الجلد الأميركية ماريا ويي تقود دراجتها إلى عيادتها في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عندما لاحظت تساقط رقائق بيضاء من السماء. أدركت سريعًا أنها لم تكن ثلوجًا، بل رمادًا متساقطًا من حريق "كامب فاير" الذي اندلع على بعد 175 ميلًا.

وتقول: "كنت أفكر في تأثير ذلك على رئتي، ثم تساءلت: ماذا عن بشرتي؟".

في الأسابيع التالية، شهدت العيادة ارتفاعًا كبيرًا في حالات التهاب الجلد، خصوصًا الأكزيما والصدفية، إضافة إلى شكاوى عامة من الحكة. هذا المثال، وفق أطباء الجلد، يعكس العلاقة المتزايدة بين تغيّر المناخ وصحة الجلد، إذ تؤدي الحرارة المرتفعة وتلوث الهواء إلى تفاقم العديد من الأمراض الجلدية.

الحرارة المرتفعة تزيد الالتهابات الجلدية

مع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، تتفاقم مشكلات الجلد وتزداد احتمالات الإصابة بسرطان الجلد. تقول الطبيبة إيفا باركر من مركز فاندر بيلت الطبي بولاية تينيسي: "الجلد هو أكبر عضو في الجسم، وهو واجهتنا الأولى مع البيئة".

ووفقًا لمراجعة صادرة عام 2024 عن المجلس الدولي للأكزيما، فإن الحرارة الشديدة والتعرق يؤديان إلى تفاقم أعراض الأكزيما والصدفية، وتزايد احمرار الوجه لدى مرضى الذئبة الجلدية. كما أن هذه الأعراض تظهر في مواسم أبكر من المعتاد وتمتد لفترات أطول.

وفي بوسطن، لاحظت طالبة الطب ناتالي بيكر تفاقم الحالات الجلدية خلال موجات الحر غير المعتادة، من بينها نوع نادر من اللمفومات الجلدية التي يسبب ارتفاع الحرارة خلالها حكة "لا تُحتمل"، حسب قول أحد المرضى.

ويشير الأطباء إلى أن المرضى المصابين بداء hidradenitis suppurativa - وهو مرض جلدي يسبب دمامل مؤلمة - يعانون من تفاقم الأعراض في الأجواء الحارة والرطبة بسبب زيادة الاحتكاك ونمو البكتيريا.

Related تقرير يحذّر: تغير المناخ والأضرار التي لحقت بالطبيعة يهددان نمط الحياة في أوروبامن مدغشقر إلى القطب الشمالي.. الطيور تدفع ثمن تمدد الإنسان وتغير المناخ البتيروستلبين.. منافس جديد يدخل سباق العناية بالبشرة فماذا نعرف عنه؟ التلوث ودخان الحرائق.. عدو إضافي للبشرة

مع تزايد الحرائق نتيجة تغيّر المناخ، يتأثر الجلد بشكل مباشر من تلوث الهواء. تقول ويي: "كل الأمراض الالتهابية تقريبًا تتأثر بالتلوث ودخان الحرائق". فعندما تشتعل الحرائق، تنبعث جزيئات دقيقة تسبب إجهادًا تأكسديًا يضعف الحاجز الواقي للبشرة ويزيد من الالتهاب.

في يونيو 2023، لاحظت طبيبة الجلد في جامعة هارفارد أريان كوروش ارتفاعًا غير مسبوق في حالات الأكزيما في بوسطن أثناء موجة الدخان الناتجة عن حرائق كندا. وارتفع عدد المرضى من أقل من 20 في الشهر إلى 160 حالة. كما ظهرت أعراض تهيّج جلدي لدى أشخاص لم يعانوا من مشاكل سابقة.

وتشير الأبحاث إلى أن التعرض المتكرر للدخان قد يتسبب بأضرار طويلة الأمد، بينها زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وهو ما يُبحث حاليًا في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إذ تُظهر التقديرات الأولية أن رجال الإطفاء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بمعدل يتراوح بين ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بعامة السكان.

حلول الحماية ليست متاحة للجميع

يشير الأطباء إلى أن كثيرين لا يملكون القدرة على اتباع توصيات الحماية مثل البقاء في أماكن مغلقة أو استخدام أجهزة تنقية الهواء. تقول كوروش: "قد يضطر البعض للعمل في الهواء الطلق ولا يملكون خيار البقاء في الداخل".

ويُظهر بحث نُشر هذا العام أن الأشخاص الأقل قدرة على الوصول إلى وسائل الحماية هم الأكثر عرضة لتفاقم الأمراض الجلدية الناتجة عن التلوث.

المستقبل: بين البحث الطبي والتأقلم

يرى الخبراء أن مواجهة آثار تغيّر المناخ على الجلد تتطلب التكيف مع الظروف البيئية الجديدة، ومراقبة جودة الهواء، واعتماد إجراءات وقائية. كما يشيرون إلى أن بعض الشركات تسوّق منتجاتها باعتبارها "مضادة لتأثيرات المناخ" من دون وجود أدلة علمية كافية، وينصح الأطباء بالتحقق من وجود دراسات سريرية داعمة لتلك الادعاءات.

وتؤكد ناتالي بيكر: "رغم أن العلاقة بين تغيّر المناخ وصحة الجلد مجال بحثي جديد نسبيًا، فإن التقدم الذي أُحرز خلال السنوات الأخيرة مشجع ويفتح آفاقًا واعدة للمستقبل".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب دراسة مصر سرطان إسرائيل غزة دونالد ترامب دراسة مصر سرطان الولايات المتحدة الأمريكية تغير المناخ دراسة إسرائيل غزة دونالد ترامب دراسة مصر سرطان الشرق الأوسط الصحة أوكرانيا محادثات مفاوضات أوروبا نزوح تغی ر المناخ إلى أن

إقرأ أيضاً:

الرطوبة والعفن.. هكذا يتخفى أعداء الشتاء الصامتون في البيوت الدافئة

مع حلول فصل الشتاء البارد، تُغلق النوافذ وتُرفع درجات التدفئة، لكن ما يبدو دفئا مريحا قد يخفي خطرا صامتا يتكاثر خلف الجدران: العفن.

مركز استشارات المستهلك في ولاية شمال الراين/وستفاليا الألمانية حذر من أن الرطوبة الزائدة هي السبب الأول وراء انتشار العفن في البيوت، خصوصا خلال الأشهر الباردة، حين يقلّ تجديد الهواء الطبيعي.

الرطوبة المثالية.. لا أكثر ولا أقل

وبحسب المركز، فإنه ينبغي أن تتراوح نسبة الرطوبة في الغرف بين 40 و60%، وهي النسبة التي تحافظ على توازن الهواء وتمنع تشكّل العفن.

يمكن التحقق منها بسهولة باستخدام مقياس رطوبة منزلي صغير يوضع في غرفة المعيشة أو المطبخ.

ويعد الاستحمام الطويل، والطهو بالبخار، وتجفيف الملابس داخل الغرف أو حتى الإفراط في النباتات المنزلية مصادر خفية للرطوبة. وللتخفيف من أثرها، يُنصح باستخدام شفاط الهواء أثناء الطبخ وترك النوافذ مفتوحة بضع دقائق بعد الاستحمام.

التهوية.. العلاج الأبسط للرطوبة

يؤكد الخبراء أن التهوية المنتظمة هي "خط الدفاع الأول" ضد العفن، لذلك يوصون بفتح النوافذ من 3 إلى 5 مرات يوميا، لمدة 5 إلى 10 دقائق في كل مرة، للسماح بتجدد الهواء وخروج الرطوبة.

أما في الأيام شديدة البرودة، فينصح بالاعتماد على "التهوية المتقاطعة"، من خلال فتح نافذتين متقابلتين لبضع دقائق لتبديل الهواء دون تبريد الجدران.

من جانبها، لا تحل التدفئة الزائدة المشكلة، بل قد تزيدها سوءا إذا تراكم البخار. لذلك يُنصح بالحفاظ على درجة حرارة ثابتة تتراوح بين 16 و18 درجة مئوية حتى في الغرف قليلة الاستخدام. فكلما بردت الجدران، تكثفت الرطوبة عليها وتحولت إلى بيئة مثالية للعفن.

كما ينبه الخبراء إلى ضرورة تجنب وضع الأرائك أو الخزائن الكبيرة ملاصقة للجدران الخارجية الباردة، بل ينصحون بترك فراغ بسيط خلفها يسمح للهواء بالدوران. فالرطوبة التي تتراكم خلف الأثاث المغلق لا تحتاج أكثر من أسبوعين لتتحول إلى بقع داكنة يصعب التخلص منها.

بيت جاف معناه بيت صحي

من المهم أن تدرك أن العفن ليس مجرد مشكلة تجميلية، بل تهديد لصحة الجهاز التنفسي والجلد، خصوصا للأطفال وكبار السن.

إعلان

لذلك فإن بضع دقائق من التهوية المنتظمة، ودفء معتدل، ومراقبة بسيطة للرطوبة كفيلة بأن تحافظ على منزلك دافئا، صحيا، وخاليا من البقع السوداء التي لا يريد أحد رؤيتها على جدرانه.

مقالات مشابهة

  • 800 طبيب وخبير.. تفاصيل النسخة العاشرة من مؤتمر صحة الجلد
  • «سيداري» يعقد ورشة إقليمية بالقاهرة لحسين جودة الهواء ومواجهة تحديات المناخ
  • على الهواء.. إصابة شاب فلسطيني أمام سجن عوفر (فيديو)
  • 7 أخطاء شائعة أثناء الاستحمام تهدد صحة بشرتك وشعرك
  • العربي: تكنولوجيا البيانات تقود تطوير الرعاية الجلدية التفاعلية
  • الرطوبة والعفن.. هكذا يتخفى أعداء الشتاء الصامتون في البيوت الدافئة
  • تصاعد الاحتجاجات في قابس التونسية وسط تفاقم أزمة بيئية خانقة
  • تحول استراتيجي في سبوتيفاي.. دانيال إيك يترك الإدارة ويركز على بناء شركات التكنولوجيا العملاقة
  • علماء يحددون عامل غذائي محتمل وراء تفاقم الربو عند الأطفال