شهدت تونس 3 مسيرات متزامنة ومختلفة التوجّهات، على رأسها مسيرة للاتحاد العام التونسي للشغل، إلى جانب تفاعل المنصات التونسية ومطالباتها بشأن مختلف أوضاع البلاد، لاسيما قضايا سجناء الرأي، وذلك تزامنا مع عيد العمال في الأول من مايو/أيار.

وفي حين أحيت المعارضة تحرّكا حقوقيا للتضامن مع المحامي والقاضي الإداري الموقوف للمطالبة بالإفراج عنه وبقيّة المساجين السياسيين وإطلاق الحريّات بالبلاد، خرج أنصار الرئيس قيس سعيّد في وقفة احتجاجيّة ضد شعار رفض التدخل الأجنبي في شؤون البلاد.

جميع تلك المسيرات التقت في الحبيب بورقيبة بورقيبة وسط العاصمة، مما أحيا رمزيّة شارع الثورة مجدّدا كفضاء للحرية، وانعكس صداها على منصات التواصل الاجتماعي.

من مظاهرة مؤيدة للرئيس التونسي قيس سعيد (الأناضول)

فقد وجّه نشطاء ومغرّدون سهام انتقاداتهم إلى التضييقات التي بات يشهدها الشارع الرمز منذ إعلان الرئيس قيس سعيد الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021.
كما سلّط مدوّنون الضوء على ما سموه ضُعف التحشيد لأنصار الرئيس، رغم انطلاق الحملة مبكّرا، وتوفير حافلات مجانيّة لنقلهم من كافة أنحاء الجمهوريّة، وفق قولهم.

وقفة “مليونية” لقيس سعيّد… بالحساب كنا 27
مشهد مبهر أمام المسرح البلدي: عشرات جنود الصورة خرجوا يهتفوا باسم قيس، يرفعوا صوره كأنها صكوك غفران، ويهاجموا “التدخل الأجنبي” وكأنو هو اللي حبّس المعارضين وخرّب الاقتصاد. pic.twitter.com/NkbFFkCP7W

— Sitin Errahil 2 – احكموا الحيوط (@Sitin_Errahil) May 1, 2025

إعلان

 

كما اعتبر أحد الحسابات أن أنصار الرئيس استغلوا كبار السن، الذين لم يعودوا يفرقون حتى بين الرؤساء السابقين والحاليين، وذلك في إشارة إلى مقطع متداول يظهر مسنا يهتف "يحيا بورقيبة".

يحيا بورقيبة و قيس سعيد هو الزين المهم يحيا هظاك و اكهو#حرية_التنبير pic.twitter.com/NuTj7WO5O8

— massaoudi Abdelghali (@Massaoudi16) May 1, 2025

من جانب آخر، أبدى مدونون تعليقات على تحول يوم العمال إلى محاكمة للنظام ومطالبة برفض عودة الاستبداد، قائلين إن "تونس لن تُحكم بالمرسوم والبوليس، مؤكدين أن "الثورة مستمرة".

وأعرب مدونون عن تأييدهم للإفراج عن المحامي الموقوف أحمد صواب والشعارات المرفوعة لمساندته تخللتها شعارات منادية بـ"إسقاط النظام"، مذكرين ببقية السجناء السياسيين.

كما عبّر البعض عن ملاحظتهم حضورا شبابيا واسعا في صفوف المتظاهرين المعارضين لمسيرة أنصار رئيس الدولة، متسائلين عن أسباب منعهم من التقدم باتجاه وزارة الداخلية، في الوقت الذي خرجوا فيه مناهضين للتدخل في شؤونهم.

كذلك انتقد آخرون ما سموه عدم تطرق اتحاد الشغل إلى الظرف السياسي الحالي وإلى الوقوف بجانب سجناء الرأي متسائلين: "ماذا ينتظر الاتحاد حتى يتحرك أم لم يغادر بعد مرحلة الصبر الإستراتيجي؟".

فاش يستنى الاتحاد بش يتحرك؟ مازال فالتاني الإستراتيجي!!!؟ #تونس https://t.co/R4mRlZLzQg

— Nidhal (@nyvrona) May 1, 2025

ووسط هذا السجال الذي تحولت معه مناسبة عمالية إلى انتقادات بطابع سياسي تنشد إطلاق الموقوفين من سجناء الرأي، لم يخف البعض تفاؤله بجملة التحركات اليوم، مقترحا أن يتنازل الجميع، سلطة ومنظمات نقابية وأحزابا وسلطة قضائية، للتفاهم على "أرضية جدية للعمل"، تكون صالحة للبناء عليها لتجاوز الأزمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟

صنعاء- في تطور عسكري جديد، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثي)، الأحد الماضي، تصعيد عملياتها العسكرية على إسرائيل، وذلك بإطلاقها "المرحلة الرابعة من الحصار على العدو الإسرائيلي".

وقال المتحدث العسكري باسم أنصار الله يحيى سريع، إن "المرحلة الرابعة" التي أطلقتها الجماعة تشمل "استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ العدو، وبأي مكان يمكن الوصول إليه". وأضاف أن الشركات التي تتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها أو جنسيتها.

من جهته، شدد قائد قوات الدفاع الساحلي التابعة للحوثيين محمد القادري، في تصريح نشره، أمس الثلاثاء، موقع "26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة، على أن "المرحلة الرابعة" من التصعيد "سيكون فيها من المفاجآت الكبيرة ما يردع إسرائيل وأميركا".

"مرحلة حادّة"

وتُطرح تساؤلات عن مدى تأثيرات التصعيد الحوثي الجديد على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر، وارتداد ذلك على الوضع في اليمن.

كما تُثار مخاوف من انعكاس ذلك على حالة التهدئة بين أميركا وجماعة أنصار الله اليمنية المستمرة منذ مايو/أيار الماضي حينما أعلن اتفاق لوقف هجمات الجماعة على السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف غارات واشنطن على اليمن.

وتعليقًا على هذه التطورات، يرى رئيس تحرير موقع "المسيرة نت" الناطق باسم أنصار الله، أحمد داود، أن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء تعمل على فرض الحصار على الملاحة الإسرائيلية بمنع مرور السفن إلى ميناء إيلات جنوب فلسطين المحتلة، وعلى مدى الأشهر الماضية كانت العمليات تتم وفق خطوات متدرجة، حتى وصلت إلى ذروتها مع نهاية "المرحلة الثالثة، وذلك بإغراق سفينتي "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي".

وأضاف داود للجزيرة نت، أن إعلان انطلاق المرحلة الرابعة من التصعيد يأتي بلهجة أكثر حدة من ذي قبل، وبعد رصد معلوماتي دقيق عن الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، بما فيها عربية وإسلامية.

الحوثيون شنوا مئات الهجمات على أهداف إسرائيلية باستخدام المسيّرات والصواريخ (الأوروبية)

واعتبر أن أنصار الله يعلنون بهذه المرحلة عدم التغاضي والدخول في دائرة الاستهداف الذي لا يستبعد أن تكون شركات ذات صلة بدول عربية أو إسلامية مثل تركيا ومصر فيها. ونبَّه إلى أن هذه المرحلة لا استثناء فيها لأحد، بما فيها السفن الأميركية وغيرها مهما كانت جنسيتها.

إعلان

ولفت إلى أن الرسالة التي وصلت إلى معظم الشركات العالمية التي تتعامل مع إسرائيل، أنها ستجد نفسها مستهدفة إذا عبرت من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهنا تصبح هذه الشركات أمام خيارين:

الأول: الاستمرار في التعامل مع ميناء حيفا، وهذا سيعرض سفنها في البحر الأحمر للإغراق. الثاني: التوقف عن الإبحار صوب حيفا، وهنا يكون اليمن قد نجح بفرض حصار بحري على أشهر الموانئ الصهيونية.

وعن أسباب هذه الهجمات ومستقبلها، أردف داود "كل هذه العمليات تأتي في إطار محاولة أنصار الله فك الحصار الصهيوني على قطاع غزة، ولهذا فإنهم يؤكدون مرارا وتكرارا أن العمليات ستتوقف عندما يتوقف العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة".

إحداث التأثير

ومنذ بدء العمليات المناصرة لغزة في أكتوبر/تشرين أول 2023، نفَّذ الحوثيون هجمات باستخدام 1679 ما بين صواريخ وطائرات مسيّرة وزوارق حربية، نقلًا عن كلمة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مساء الخميس الماضي.

وفي إطار التصعيد الجديد، ثمة من يرى أن الجماعة تسعى إلى تحقيق تأثير أكبر وتنفيذ عمليات جديدة. ويقول الباحث المتخصص في النزاع المسلح وجماعة الحوثي عدنان الجبرني، إن إعلان جماعة أنصار الله مرحلة تصعيدية جديدة يأتي في سياق تطلعها إلى تأثير أكبر.

واعتبر في حديث للجزيرة نت، أنه لن يكون هناك تأثير مختلف لهذه المرحلة إلا إذا استُهدفت سفن أميركية، وهو ما يعني انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين وأميركا، وما قد يولّد رد فعل من واشنطن ضد الجماعة إذا استُهدفت السفن الأميركية.

وعن استعدادات الجماعة لرد فعل إسرائيلي، يرى الجبرني، أن الحوثيين مستعدون منذ فترة لهجمة إسرائيلية كبيرة، ويُحضِّرون لها، ولكن زعيم الجماعة يفضل أن يأتي الاستهداف وهو في إطار الفعل، لا أن ينتظر حتى يبدأ الطرف الآخر.

ولفت إلى أنه بهذا النهج يريد الحوثي، أن يضمن جاهزية قواته وعدم استرخائها، وقد رأيناه يسلك النهج ذاته قبل العملية الأميركية في مارس/آذار الماضي. مضيفا "من خلال رصد سلوك الحوثيين وطريقة تفكيرهم نجد أنهم كلما رصدوا مؤشرات على قرب استهدافهم، يبادرون إلى فعل عسكري من جانبهم".

عناصر أمن حوثيون ينتشرون لحماية مسيرة مؤازرة لفلسطين وإيران في صنعاء سابقا (رويترز)أهمية التكافؤ

ونظرا لعدم امتلاك الحوثي أسلحة مكافئة لما تحوزه إسرائيل، ثمة من يعتقد أن المرحلة الجديدة من تصعيد الجماعة قد تكون محدودة التأثير.

وفي السياق، يرى الباحث السياسي اليمني عبد السلام قائد، أن أسباب تصعيد الحوثيين هذه المرة ضد إسرائيل لا تختلف عن السابق، إذ يقولون إنهم يهاجمون إسرائيل نصرة لغزة، ويربطون أي توقف لهجماتهم بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني.

ويعتقد قائد في حديثه للجزيرة نت، أن تأثير هذا التصعيد سيكون محدودا، لأنه لا قدرات عسكرية لأنصار الله تمكنهم من إلحاق أضرار كبيرة بالجيش الإسرائيلي أو البنية التحتية والمنشآت الحيوية في فلسطين المحتلة، كالأضرار التي خلفتها الصواريخ الإيرانية خلال حرب الـ12 يوما الماضية.

وأشار إلى أن الحوثيين يطلقون صاروخا واحدا فقط في كل هجوم يمكن اعتراضه بسهولة، لأنهم إذا أرادوا إلحاق أضرار كبيرة بإسرائيل، فذلك يتطلب منهم إطلاق عدد كبير من الصواريخ والطائرات المُسيَّرة تزامنًا لإرباك الدفاع الجوي الإسرائيلي، لكن هجمات من هذا النوع ستستنزف مخزوناتهم من الصواريخ سريعا، لأنها محدودة.

وعن ردود أفعال إسرائيل ومدى استعداد الحوثيين لها، يعتبر الباحث قائد أن التطورات السابقة أثبتت أن إسرائيل بحاجة لمخابرات ميدانية لتكون هجماتها ضد الحوثيين فعَّالة، أما الآن فهي تتعامل مع عدو شبحي تشعر بأذاه ولا تراه، فترد بقصف منشآت مدنية لا تشكل ضررا كبيرا للحوثيين.

إعلان

ولفت إلى أن هجمات إسرائيل على الحوثيين لن تكون فعّالة إلا في حال نضجت ظروف استخبارية أو تعاون جدي من هذا القبيل مع أميركا أو غيرها، لتوجيه ضربات مؤثرة.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى استشهاده: هذا ما قاله هنيه بلقائه الأخير مع ممثلي أنصار الله
  • قيادي حوثي يهدد السعودية وأبو ظبي.. لا حصانة لمن يخدم نتنياهو
  • العميد سريع: عملياتنا الجوية ضدّ إسرائيل لن تتوقف حتى رفع الحصار عن غزة
  • أنصار الله تحذر السعودية والإمارات: صواريخنا صوب العدو وأعيننا عليكم
  • ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟
  • سفير تونس مكرما من رئيس مجموعة أماكو: لبنان بحاجة لوحدة الصف والكلمة
  • ميشال عون يستقبل سفير تونس في زيارة وداعية بعد انتهاء مهامه
  • وفاء عامر كلمة السر.. من هي بنت الرئيس مبارك التي أشعلت السوشيال ميديا؟
  • تجارة أعضاء وشهرة| كيف وقعت بنت الرئيس في فخ فيديوهاتها بسبب الفنانة وفاء عامر؟.. القصة الكاملة
  • ادّعت لقب بنت الرئيس.. القبض على التيك توكر في اتهام وفاء عامر بتجارة الأعضاء