العرض المسرحي «BEETLEJUICE THE MUSICAL».. من برودواي إلى أبوظبي في نوفمبر
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
استجاب العرض الأشهر في تاريخ المسرح الغنائي لنداء عشّاق الفن في أبوظبي ليقدم لهم عروضًا لا تنسى، حيث تتعاون «بروأكتيف إنترتينمنت» مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وميرال، الشركة الرائدة في تطوير الوجهات والتجارب الفريدة في العاصمة الإماراتية، لتقديم BEETLEJUICE THE MUSICAL - إحدى أبرز المسرحيات الغنائية المرموقة، في الاتحاد أرينا بجزيرة ياس خلال الفترة من 20 إلى 30 نوفمبر 2025.
يُشكّل هذا الحدث محطة جديدة في مسيرة أبوظبي نحو ترسيخ مكانتها كمركز مسرحي إقليمي رائد، بعد النجاح الباهر لعروض عالمية مثل «الأسد الملك» و«هاميلتون»، وتستعد العاصمة الآن لاستقبال واحدة من أكثر عروض برودواي تشويقاً وشهرة، وهو عرض خارج عن المألوف بكل المقاييس.
ويعود عرض BEETLEJUICE THE MUSICAL بنسخته الأكثر جرأةً حتى الآن، وهو مقتبس من فيلم «تيم برتون» الفريد الذي يروي قصة ليديا ديتز، مراهقة فريدة الأطوار مهووسة بفكرة الموت. ولحسن حظها، فإن منزلها الجديد مسكونٌ بروحين حديثتي الوفاة، وشبحٍ فوضوي مهووس بالخطوط الطولية. وعندما تستدعي ليديا هذا الشبح المشاغب لطرد والديها المزعجين، يضع خطة محكمة تتضمن قوى خارقة وطفلة صغيرة مرعبة وعالماً سفلياً مليئاً بالفوضى، لكن في ظل هذه الفوضى الهزلية يكمن عرض مؤثّر عن العائلة والحب وصناعة الفرح في كل يوم.
في هذا الصدد، قال نيكولاس رينا، الرئيس التنفيذي لشركة «بروأكتيف إنترتينمنت»: «إننا متحمسون للغاية لتقديم أحد أكثر العروض الموسيقية رواجاً في العالم لأول مرة في أبوظبي. ورغم أن المسرحية تدور حول الموت، فإنها تنبض بالحياة والفكاهة بشكل لا يُصدق، وسيكون الجمهور على موعد مع عرض مذهل أشبه بعرض كوميدي حي ضمن مسرحية موسيقية ضخمة، وهي تجربة غير مسبوقة في المنطقة بلا شك».
من جانبها، قالت تغريد السعيد، المدير التنفيذي للتسويق والاتصال والفعاليات في شركة «ميرال»: «يسعدنا استمرار شراكتنا مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وبروأكتيف إنترتينمنت ومجموعة مايكل كاسل لتقديم عرض BEETLEJUICE THE MUSICAL لأول مرة في الاتحاد أرينا. وتبعاً للنجاح الذي شهده عرضا «الأسد الملك» و«هاميلتون»، واللذان يعدان أول عرضين مسرحيين في جزيرة ياس، يأتي عرض Beetlejuice ليمثل فصلاً جديداً ومثيراً ضمن شراكتنا الراسخة مع مجموعة مايكل كاسل، ولا شك في أن هذا العرض يشكل إضافةً مميزةً إلى جدول فعالياتنا، ويُعزز مكانة جزيرة ياس باعتبارها وجهة رائدة لاستضافة تجارب ذات مستوى عالمي، تبقى في الذاكرة».
يُذكر أن المسرحية من إخراج أليكس تيمبرز الحائز جائزة «توني» مرتين عن مسرحيتي «مولان روج» و«بيتر أند ذا ستاركاشر» بالتعاون مع المؤلف الموسيقي إيدي بيرفكت المرشح لجائزة توني، والنص من تأليف سكوت براون وأنتوني كينغ المرشح لجائزة إيمي. أما مصمم الرقصات، فهو كونور غالاغر، وإدارة الموسيقى بإشراف كريس كوكول.
كما يشارك في العمل طاقم إبداعي من كبار المصممين في برودواي، منهم مصمم الديكور ديفيد كورينز، ومصمم الأزياء ويليام آيفي لونغ، ومصمم الإضاءة كينيث بوسنر، ومصمم الصوت بيتر هيليِنسكي، ومصمم الدمى مايكل كاري، ومصمم المؤثرات الخاصة جيريمي تشيرنيك، ومصمم الخدع البصرية مايكل ويبر، ومصمم الشعر والباروكات تشارلز لا بوانت، ومصمم المكياج جو دولود، ومصمم الرقص ديفيد دابون، ومنتج الموسيقى مات ستاين.
تستند المسرحية إلى فيلم Beetlejuice الكوميدي الفائز بجائزة الأوسكار عام 1988 من إنتاج شركة جيفين، بقصة كتبها مايكل ماكدويل ولاري ويلسون ومن إخراج تيم برتون. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عرض مسرحي برودواي أبوظبي دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي
إقرأ أيضاً:
هبوط مؤقّت: حين يتكثف العالم في جسد ممثل واحد
هبوط مؤقّت: حين يتكثف #العالم في #جسد #ممثل_واحد
بقلم: د. مي خالد بكليزي
في تمام الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءً، وعلى خشبة مسرح الحسين الثقافي في قلب عمّان، كنا نحن الجمهور لا نزال نقف خارج القاعة. منعتنا التعليمات الصارمة التي ينفذها الشاب “إبراهيم” من الدخول، رغم توسلات البعض ومراوغاتهم، حتى بدا وكأن شيئًا جللًا ينتظرنا خلف ذلك الباب المغلق.
تساءلت، بشيء من الفضول: ما الذي يستحق كل هذا الالتزام والانضباط؟ وهل نحن مقبلون على عرض مسرحي استثنائي بالفعل؟
مقالات ذات صلةدخلنا أخيرًا، نحن المتأخرون، تباعًا وبهدوء إلى القاعة ذات المقاعد الحمراء المخملية، التي يغلفها السواد من السقف إلى الخشبة. كان الانطباع الأول عن المكان يوحي بالفخامة، ولكن ما حدث بعد ذلك تجاوز حدود الفخامة إلى تجربة شعورية كاملة.
انطفأت الأضواء، سكن الصمت، وخرج فجأة من بين المقاعد فتى يرتدي السواد، كأنه خرج من عتمة الذاكرة أو من قاع الحكاية. صرخته الأولى لم تكن مجرد صوت؛ كانت إعلانًا عن بداية المونودراما.
“أين أنا؟ وأي مكان هذا؟”
كانت هذه الجملة مفتاح الدخول إلى عالم “ياسر”، البطل الذي سُمِّي على اسم عمه الشهيد، والذي يجسد وحده، بجسده وصوته وتعبيره، كل ما يمكن أن تقوله الشخصيات الأخرى دون أن تظهر.
في هذا العرض، لم يكن الممثل يتكلم بلسانه فقط. جسده كله كان ينطق:
تعابير وجهه، وقع خطواته على الأرض، تقطّع أنفاسه، وحتى ارتجاف يديه. كل تفصيلة جسدية كانت تؤدي وظيفتها التعبيرية في سرد حكاية طويلة ومكثفة عن الوطن، الأم، الأبناء، الاعتقال، الحلم، الانكسار، والاشتباك اليومي مع الاحتلال والذاكرة.
لقد تقمّص الممثل أدوارًا عدة، بلا تغيير ملابس أو استراحة أو أدوات.
كان مرةً الأم التي تُزوّج ابنها، ومرةً الأب الحنون، ومرةً الثائر، ثم الأسير، ثم السجين في مواجهة سجّانه، ثم الإنسان الذي ينهار ويقوم، يضعف ويشتد، يغني ويصرخ، ويقاوم.
إنه عرض يستحق أن يُقال عنه:
مونودراما مكتملة العناصر النفسية والبصرية والصوتية.
سحر الانتقال بين المونولوج الداخلي والحوار المتخيل، بين الصوت والسكوت، بين الحضور والغياب.
والأهم من كل ذلك:
ساعة كاملة، لم يهدأ فيها الممثل، ولم يتململ الجمهور. حتى الأطفال في القاعة ظلوا مشدودين تمامًا أمام المشاهد المتتابعة، التي تخللتها أغانٍ ثورية وإضاءة مركّزة ولغة جسدية عالية التوتر والانفعال.
في هذا العرض، لم يكن المسرح مجرد منصة، بل وطنٌ صغيرٌ تدور فيه الحياة كلها.
وكان الممثل الواحد شعبًا كاملًا من الأصوات والأدوار والنداءات.
المونودراما: اختبار القدرة والصمود
هذا العرض يذكّرنا بأن المونودراما ليست فقط اختبارًا لمرونة الممثل، بل اختبار لقدرة الجمهور على الإنصات، على التقمّص، وعلى الصمود ساعة كاملة أمام فيض من المشاعر المتلاحقة.
إنها تجربة تتجاوز الفرجة، لتصبح مشاركة وجدانية وجمالية في آن، تجعلنا نرى أنفسنا في كل صرخة، ونراجع قصصنا في كل مشهد.