طفلة أخرى تلفظ أنفاسها الأخيرة جوعًا.. منظمات إغاثية: «القطاع» فقد مقومات البقاء و1400 % ارتفاع الأسعار
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
البلاد – رام الله
في مشهد يلخّص المأساة الممتدة، استشهدت الطفلة جنان صالح السكافي جوعًا في مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة، أمس السبت، لتُضاف إلى قائمة ضحايا المجاعة التي تضرب القطاع، فيما أطلقت منظمات إغاثة دولية صرخة تحذير مدوية: “لم يتبق خيام ولا طعام.. والآلاف على حافة الموت”. وبينما تتسارع التقارير عن نفاد الغذاء والدواء، وصفت الأمم المتحدة ما يجري بأنه “انهيار مدني مصنّع”، وسط حصار شامل تمنع فيه إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية منذ أكثر من شهرين.
الطفلة جنان، التي لم تتجاوز سنواتها الأولى، أصبحت الضحية الرابعة والخمسين للجوع، في قطاع يعاني فيه نحو 60 ألف طفل من أعراض سوء تغذية متفاقمة. ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الأساسية، بات الموت جوعًا مشهدًا متكررًا، تتوالى نسخه يومًا بعد يوم.
وتعليقًا على استشهاد جنان، دوّنت فرانشيسكا ألبانيزي، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية، على منصة “إكس”: “لماذا: بعد 19 شهرًا من عنف الإبادة و60 يومًا لم تدخل فيها حبة أرز واحدة إلى غزة، يُصوَّر الفلسطينيون وكأنهم يتدافعون كمن يلهث لالتقاط أنفاسه؟”. وأضافت: “جوعكم اليوم هو عارنا… لا ينبغي أن نكتفي بمشاهدة معاناتكم إن كنا عاجزين عن وقفها”.
على الأرض، الصورة أكثر قتامة. قالت منظمات إغاثة، من بينها المجلس النرويجي للاجئين، إن غزة فقدت كل مقومات البقاء. لا طعام، لا وقود، لا مياه، ولا حتى خيام تأوي النازحين. وأوضح المجلس أن إسرائيل خلقت بيئة مستحيلة للزراعة أو الصيد، إذ استُهدفت الأراضي والمراكب، وتلاشى ما تبقى من سبل تأمين الغذاء الذاتي.
وقال غافين كيليهر، مدير المساعدات بالمجلس، إن “الواقع في غزة هو انهيار مصنّع للمنظومة المدنية”، موضحًا أن الأزمة لا تقتصر على وقف دخول المساعدات، بل تشمل تدمير قدرة السكان على البقاء أصلًا.
وفي تقارير متطابقة، كشفت “أوكسفام” عن أن أغلب الأمهات في غزة يُطعمن أبناءهن وجبة واحدة فقط في اليوم، فيما حذّرت شبكة المنظمات الفلسطينية من إغلاق 70 مطبخًا مجتمعيًا خلال أسبوع. الغذاء على وشك النفاد، والأسعار ارتفعت بنسبة 1400 %، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة تطال أكثر من مليوني إنسان
وفي ظل صمت العالم، تموت غزة على مهل.. طفلًا بعد آخر، ومطبخًا بعد آخر، بينما يقترب القطاع من نقطة الانهيار الكامل بلا رجعة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
وفاة 58 بسبب سوء التغذية و242 لنقص الغذاء والدواء في غزة
أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، اليوم السبت، عن تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، كاشفًا عن تسجيل 58 حالة وفاة جراء سوء التغذية، و242 حالة أخرى بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل والعدوان المستمر على سكان القطاع.
وأوضح المكتب في بيان رسمي أن 26 مريض كلى فقدوا حياتهم نتيجة غياب الرعاية الغذائية والعلاجية اللازمة، بسبب منع دخول الإمدادات الطبية والمكملات الغذائية الحيوية.
وتم تسجيل أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل، نتيجة نقص العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم أثناء الحمل.
وأكد المكتب أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة، محملًا الاحتلال الإسرائيلي والدول المشاركة في العدوان مسؤولية "الجرائم البشعة" المرتكبة بحق المدنيين في غزة، وفي مقدمتها سياسات التجويع الممنهجة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية.
وطالب مكتب الإعلام المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ"التحرك العاجل" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووقف الإبادة الجماعية المستمرة بحق سكان القطاع.