اكتشف علماء الفلك مصدرًا لم يكن معروفًا من قبل لبعض أندر عناصر الكون، فقد تبين لهم أن توهجات عملاقة من النجوم المغناطيسية قد تكون مسؤولة عن تشكيل ما يصل إلى 10% من الذهب والبلاتين والعناصر الثقيلة الأخرى في مجرتنا.

النجوم المغناطيسية نوع من النجوم النيوترونية التي تعد بقايا كثيفة جدا للنجوم الضخمة التي انفجرت في صورة مستعرات عظمى، لكن ما يميز النجوم المغناطيسية هو مجالها المغناطيسي القوي للغاية والذي يفوق مجال الأرض بتريليونات المرات.

هذه النوعية من النجوم تنشأ بعد المستعرات العظمى (معامل نوير) توهجات غير مسبوقة

أحيانًا تُطلق النجوم المغناطيسية دفعات هائلة من الطاقة تُعرف باسم التوهجات العملاقة، هذه التوهجات قصيرة لا تدوم سوى بضع ثوانٍ، لكنها تُصدر طاقة تفوق ما تُصدره الشمس في مليون سنة.

وفي ديسمبر/كانون الأول ٢٠٠٤، رصد العلماء وميضًا ساطعًا من نجم مغناطيسي، وبينما تم تحديد التوهج الأولي بسرعة، إلا أن إشارة ثانية أصغر، بلغت ذروتها بعد ١٠ دقائق، حيرت العلماء طوال عقدين من الزمن.

وحاليا أكد باحثون في مركز الفيزياء الفلكية الحاسوبية التابع لمعهد فلاتيرون أن هذه الإشارة المتأخرة دلت على تشكل عناصر ثقيلة مثل الذهب والبلاتين بعد هذا التوهج.

إعلان

وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "أستروفيزكال جورنال ليترز"، فقد قدّر أن توهج عام ٢٠٠٤ وحده أنتج معادن ثقيلة تُعادل ثلث كتلة الأرض.

هذه النجوم تمتلك مجالا مغناطيسيا قويا جدا (الأوروبية) عملية التقاط النيوترون السريعة

ويرجع العلماء ما حدث إلى ما يسمى "عملية التقاط النيوترون السريعة"، وهي مجموعة من التفاعلات النووية المسؤولة عن تكوين ما يقرب من نصف العناصر الأثقل من الحديد، ومنها الذهب والبلاتين.

خلال هذه العملية، التي تحدث في بيئات فلكية شديدة العنف وغنية بالنيوترونات، يتم التقاط عدد كبير جدا من النيوترونات بواسطة نواة ذرات مثل الحديد في وقت قصير جدا.

لا تأخذ النواة وقتًا لتتحلل قبل أن تلتقط نيوترونًا جديدًا ولذلك اسمها "سريعة". وبعد التقاط عدد كبير من النيوترونات، تبدأ هذه النوى غير المستقرة بالتفتت إلى عناصر جديدة أكثر استقرارًا عن طريق ما سمي تحلل بيتا. في النهاية، نحصل على عناصر ثقيلة مثل: الذهب، والبلاتين، واليورانيوم.. وغيرها.

وفي السابق، اعتقد العلماء أن عملية التقاط النيوترون السريعة تحدث بشكل رئيسي أثناء المستعرات العظمى أو اندماج النجوم النيوترونية، وفي عام ٢٠١٧ قدّم اصطدام نجمين نيوترونيين دليلًا مباشرًا على تكوين عناصر عبر عملية التقاط النيوترون السريعة.

لكن الدراسة الجديدة أكدت أن التوهجات العملاقة من النجوم المغناطيسية تُهيئ أيضًا الظروف اللازمة لعملية التقاط النيوترون السريعة، مما يُتيح موقعًا جديدًا لتكوين العناصر الثقيلة في هذا الكون الواسع، ويفتح الباب لتقديرات أدق لنسب هذه العناصر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات النجوم المغناطیسیة من النجوم

إقرأ أيضاً:

علماء الفلك يكتشفون مجرة أحفورية تبعد عن الأرض 3 مليارات سنة ضوئية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكّن علماء الفلك من رصد مجرّة حافظت على حالتها من دون تغيير لمدة 7 مليارات سنة، ما يتيح لمحة نادرة عن تاريخ الكون ويضيف إلى مجموعة غامضة من الأجرام تُعرف باسم "المجرات الأحفورية" أو "مجرات البقايا".

تُعد هذه الظواهر الفضائية الغريبة مجرات خرجت عن المسار التطوري المتوقع لها بعد مرحلة أولى من تكوّن النجوم بكثافة. وعلى عكس المجرات الأخرى التي تستمر في التوسع والاندماج مع بعضها البعض، تبقى المجرات الأحفورية شبه خاملة. وكأنها كبسولات زمنية كونية، تُوفر لمحة عن الكون القديم وتتيح لعلماء الفلك دراسة آليات تشكُّل المجرات.

أما المجرة الأحفورية المكتشفة حديثًا، التي أُطلق عليها اسم KiDS J0842+0059، فهي تبعد حوالي 3 مليارات سنة ضوئية عن الأرض، ما يجعلها الأبعد من نوعها والأولى التي تُرصد خارج "الكون المحلي"، وهي منطقة من الفضاء أقرب إلى الأرض، والتي يبلغ نصف قطرها نحو مليار سنة ضوئية. 

تمت ملاحظة المجرة الأحفورية KiDS J0842+0059 باستخدام تلسكوب المسح VLT (على اليسار)، وبدقة أعلى باستخدام التلسكوب الثنائي الكبير في أريزونا (على اليمين). Credit: C. Tortora/INSPIRE/VST/ESO/LBT

وقد تم اكتشافها بواسطة فريق من علماء الفلك بقيادة المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية، باستخدام صور عالية الدقة من تلسكوب "المنظار الثنائي الكبير" في ولاية أريزونا الأمريكية.

أفاد كريشينزو تورتورا، وهو الباحث في المعهد الوطني للفيزياء الفلكية، والمؤلف الأول لدراسة حول هذا الاكتشاف نُشرت في 31 مايو/آيار في دورية Monthly Notices of the Royal Astronomical Society (الإشعارات الشهرية للجمعية الملكية الفلكية) أن "المجرات الأثرية، وبمحض الصدفة، لم تندمج مع أي مجرة أخرى، وبقيت سليمة إلى حدٍّ ما عبر الزمن. هذه الأجسام نادرة جدًا، لأن احتمال اندماجها مع مجرة أخرى يزداد بشكل طبيعي مع مرور الوقت".

مضغوطة جدًا..ضخمة جدًا

يعتقد علماء الفلك أن المجرات الأكثر ضخامة تتكوَّن على مرحلتين، وفقًا لما أوضحته الكاتبة المشاركة في الدراسة، كيارا سبينيلو، الباحثة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة.

وقالت: "في البداية، هناك اندفاع مبكر في تكوّن النجوم، وهو نشاط سريع وعنيف للغاية". وأضافت: "نحصل في النهاية على جسم مضغوط وصغير جدًا، وهو السلف لهذا الأثر الباقي (المجرة الأحفورية)".

أما المرحلة الثانية، بحسب قولها، فهي عملية طويلة الأمد تبدأ عندما تبدأ المجرّات القريبة من بعضها البعض بالتفاعل، والاندماج، وابتلاع بعضها البعض، ما يؤدي إلى تغيّر كبير في أشكالها وأحجامها وعدد نجومها. 

وأوضحت سبينيلو: "نُعرِّف الأثر الباقي (المجرة الأحفورية) بأنه الجسم الذي تخطى تقريبًا هذه المرحلة الثانية، بحيث كوَّن ما لا يقل عن 75% من كتلته في المرحلة الأولى".

تتمثل السمة المميزة للمجرّات الأحفورية في أنها قديمة جدًا، ومضغوطة، وكثيفة للغاية، أكثر بكثير من مجرّتنا.

وقالت إنها "تحتوي على (مليارات) من النجوم التي تساوي كتلة الشمس، لكنها لا تنتج أي نجوم جديدة، فهي لا تفعل شيئًا فعليًا، وتُعد بمثابة سجلات أحفورية للكون القديم جدًا". 

وأضافت: "لقد تشكّلت عندما كان عمر الكون صغيرًا جدًا، ولأسباب لا نفهمها حتى الآن، لم تتفاعل. ولم تندمج مع أنظمة أخرى. وتطورت من دون إزعاج، وبقيت على حالها".

من جانبه، أشار ميشيل كابيلاري، وهو أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة أكسفورد والذي لم يشارك في الدراسة إلى أن المجرات الأحفورية مهمة للغاية لأنها تمثّل رابطًا مباشرًا مع عدد ضخم من المجرات التي وُجدت قبل مليارات السنين". 

وأضاف: "باعتبارها 'أحفوريات حية'، فقد نجت من عمليات الاندماج والفوضى التي شهدتها غالبية المجرات الضخمة الأخرى. ودراستها تتيح لنا إعادة بناء ظروف الكون في بداياته وفهم الانفجارات الأولية لتكوّن النجوم".

ولفت كابيلاري إلى أن السؤال الرئيسي يتمثل بالتالي: ما الذي تسبب في توقّف هذه المجرّات عن تشكيل النجوم بشكل مفاجئ؟ 

وقال: "تشير الأدلة من الملاحظات المحلية والبعيدة إلى أن التغذية الراجعة من الثقوب السوداء فائقة الكتلة قد تكون السبب وراء ذلك. فهذه الثقوب السوداء قادرة على إنتاج رياح قوية تطرد أو تسخّن الغاز داخل المجرة، ما يمنع تكوّن النجوم مجددًا. ومع ذلك، لا تزال هذه المسألة مجالًا نشطًا للبحث العلمي".

مستقبل غير مؤكد تعمل المرايا الثانوية التكيفية للمقراب الثنائي الكبير على تصحيح التشوهات البصرية وجعل اكتشاف المجرّة الأحفورية ممكنًا.Credit: Renato Cerisola

اكتشف العلماء مجرة KiDS J0842+0059 لأول مرة في عام 2018 باستخدام تلسكوب المسح VLT الموجود في مرصد بارانال في تشيلي. وقد أظهرت تلك الملاحظة أن المجرة كانت مأهولة بنجوم قديمة جدًا، لكنها قدّمت فقط تقديرًا لكتلتها وحجمها، ما استدعى إجراء ملاحظة أكثر تفصيلًا لتأكيد كونها مجرة أثرية. 

وقد استخدم المقراب الثنائي الكبير (Large Binocular Telescope) لهذا الغرض، ويتمتع بقدرة عالية على التقاط صور دقيقة بفضل تقنيته التي تعوّض عن الاضطرابات الجوية، وهي ظاهرة يمكن أن تجعل من الصعب على التلسكوبات الأرضية التركيز على الأجسام البعيدة.

تنضم المجرّة الأحفورية المكتشفة حديثًا إلى مجموعة صغيرة من المجرّات الأخرى التي تمت دراستها بنفس مستوى التفاصيل، وقد تم تأكيد وجود المجرة الأكثر نقاءً - والتي تسمى NGC 1277 - بواسطة تلسكوب هابل الفضائي في عام 2018.

تتشابه مجرّتي NGC 1277 وKiDS J0842+0059 إلى حد كبير، لكن الأخيرة أبعد بكثير عن الأرض. وبحسب ما قالته سبينيلو، فهي تندرج تقريبًا بشكل مثالي تحت تعريف المجرة الأحفورية.

قالت سبينيلو: "هذا ما نطلق عليه اسم أحفورة كونية متطرفة، لأن تقريبًا كل نجومها — أو 99.5% منها — تشكلت في وقت مبكر جدًا من عمر الكون، ولم تفعل المجرة شيئًا يُذكر بعد ذلك".

ولفتت إلى أن المجرة الأحفورية تحتوي على نجوم وكواكب، مثل مجرّتنا، لكنها أكثر كثافة بكثير. 

وأضافت: "ستكون هناك الكثير من النجوم في حجم صغير جدًا، لذلك ستكون مزدحمة للغاية. وسيكون من الصعب جدًا العثور على أنظمة شمسية مثل نظامنا، يحتوي على العديد من الكواكب التي تدور حول نجم واحد، فقط بسبب احتمال وجود نجوم قريبة تؤثر على ذلك".

تبدو مجرّة KiDS J0842+0059 للمراقبين كما كانت عليه قبل 3 مليارات سنة، لأن هذا هو الوقت الذي يستغرقه ضوء المجرّة للوصول إلى الأرض. 

تفترض سبينيلو أن هذه الأحفورة ستبقى على حالها إلى الأبد، لكنها أوضحت أن العلماء لا يستطيعون الجزم بذلك، لأنهم لا يعرفون حتى الآن ما الذي يمنعها من التفاعل مع المجرات الأخرى.

وأضافت سبينيلو: "لابد أن هناك شيئًا يمنعها من الاندماج مع غيرها، لكن طالما أننا لا نعرف ما هو، فلا يمكننا فعليًا التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل".

كوكب الأرضنشر الخميس، 10 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • جدة تستضيف الجولة الرابعة من بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة F1H2O
  • ملتقى المحامين الأحرار بشرق دارفور: ندين بأشد العبارات الجريمة النكراء التي نفذتها عناصر تابعة للميلشيا المتمردة بمدينة الضعين
  • بعدسة إماراتية .. التقاط صورة عالية الدقة لأشهر مناطق تكون النجوم في درب التبانة
  • كانوا راجعين من المصيف.. حادث مروري يتسبب في إصابة 13 شخصا بدمياط
  • الميركاتو الصيفي يشتعل .. هل يتعاقد الزمالك مع نجمي الأهلي مجانا؟
  • علماء يتوصلون لطريقة أقل تكلفة وأكثر ذكاء لخفض ثاني أكسيد الكربون
  • تحذير للمزارعين.. هذا الأمر قد يتسبب بتسمم حاد
  • غضب مدريدي عارم والجماهير تطالب برحيل نجمي الفريق بعد رباعية باريس
  • علماء الفلك يكتشفون مجرة أحفورية تبعد عن الأرض 3 مليارات سنة ضوئية
  • مريهان حسين تخطف الأنظار على الشاطئ