أي تأثير لاتفاقية تركية سورية مرتقبة لاستيراد الكهرباء على حياة السوريين؟
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
أعلن وزير الطاقة السوري، محمد البشير، عن مجموعة من الخطوات المرتقبة لتحسين قطاع الطاقة في سوريا، من بينها توقيع اتفاقية لاستيراد الكهرباء من تركيا وأخرى لمدّ خط غاز طبيعي خلال الفترة المقبلة.
وأوضح البشير، خلال مشاركته في قمة إسطنبول للموارد الطبيعية، أن الحكومة السورية على وشك توقيع اتفاقية لاستجرار الكهرباء من تركيا عبر خط بجهد 400 كيلو فولت يمتد من تركيا إلى سوريا.
وأضاف: "نعمل أيضًا على إنشاء خط غاز طبيعي بين كيليس وحلب، يمكن من خلاله توريد 6 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا إلى محطات توليد الكهرباء في سوريا، مما سيسهم في تحسين وضع الطاقة في البلاد".
وأشار إلى أن هناك خطًا آخر للطاقة بين البلدين يُعد له حاليًا، سيربط بين الريحانية (في ولاية هاتاي التركية) ومنطقة حارم (بريف إدلب).
وأوضح أن مركز التحويل موجود على الجانب التركي، وأنه بعد إتمام المناقصة، سيتم نقل نحو 80 ميغاوات من الكهرباء إلى شمال سوريا عبر هذا المركز.
كما كشف البشير عن وجود خطط أخرى للتعاون في مجال المعادن مثل الفوسفات والليثيوم، داعيًا الشركات التركية إلى الاستثمار في قطاع الطاقة السوري.
ولفت إلى أن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، طرح مسألة التنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية، مبينًا أنه سيتم توقيع اتفاقية إطارية عامة للتعاون بين سوريا وتركيا في مجال الطاقة.
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد البشير أن الاتفاقية تهدف إلى زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية في المحافظات السورية، مشيرًا إلى أن خط الغاز بين كيليس التركية ومدينة حلب سيوفر 6 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا لمحطات التوليد، مما يسهم في تحسين وضع الطاقة وزيادة عدد ساعات الكهرباء في مختلف المناطق.
إعلان البنية التحتيةواعتبر الوزير أن البنية التحتية لشبكات الكهرباء في سوريا قديمة ولم تحظَ بالاهتمام اللازم في الفترات السابقة، موضحًا أن العمر الافتراضي لهذه المحطات يبلغ نحو 25 عامًا.
وأضاف أن أعمال الصيانة المستمرة والكوادر الفنية القائمة عليها ما زالت تحافظ على أداء جيد للمحطات، رغم أن بعضها يحتاج إلى صيانة دورية، وبعضها الآخر خرج عن الخدمة.
وأشار إلى الوضع المتردي للمحطة الحرارية في حلب، والتي تحتاج إلى صيانة شاملة، موضحًا أن وزارة الطاقة تعمل على مسارين:
الأول يتمثل في عقد الاتفاقيات. والثاني في الصيانة المستمرة وإصلاح الأعطال، سواء في محطات التوليد أو الأبراج والمحولات الفرعية في مختلف المناطق.وتشهد الشبكة الكهربائية في سوريا أزمة حادة نتيجة تدهور بنيتها التحتية، ورغم رفع عدد ساعات التشغيل إلى 8 ساعات في بعض المناطق، فإن نقص الوقود والعقوبات الدولية أسهما في فرض تقنين صارم للتيار الكهربائي.
وحسب مصادر اقتصادية، تبلغ الفجوة بين القدرة الإنتاجية والطلب نحو 5.2 غيغاوات، إذ تحتاج البلاد إلى نحو 6500 ميغاوات لتأمين الكهرباء على مدار الساعة، في حين لا يتجاوز الإنتاج الحالي 1500 ميغاوات.
وقد تعرّضت محطات التوليد وخطوط النقل لأضرار جسيمة خلال سنوات الحرب، وتُقدّر تكلفة إعادة تأهيل الشبكة بنحو 40 مليار دولار.
زيادة فرص العملويرى المهندس في الهلال الأحمر السوري، حسين وتي، المسؤول عن إصلاح شبكات الكهرباء في حلب، أن توفير الكهرباء بشكل دائم للمناطق الصناعية سيسهم في زيادة فرص العمل، إذ سيسمح للمصانع بتشغيل خطوط إنتاجها لفترات أطول دون الاعتماد على المولدات الخاصة، مما يقلل التكاليف المرتفعة الناتجة عن استخدام المازوت والأمبيرات.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن البنية التحتية الكهربائية تعاني من تآكل كبير، وهي بحاجة لصيانة تستغرق نحو 3 أشهر، تشمل خطوط الربط بين المحطة الحرارية وسد الفرات، والذي يزوّد حاليًا فقط محطات الضخ في الخفسة والبابيري، المسؤولة عن ريّ أراضي الريف الشرقي التي تأثرت مؤخرًا بانقطاع المياه، مما تسبب بخسارة موسم زراعي كامل.
إعلانوأشار إلى أن هناك حاجة ملحة لإصلاح الخلايا التشغيلية والتحكمية لضمان استمرارية الضخ وربط الشبكات الكهربائية بين تركيا وسوريا بشكل فعّال، رغم بعض التدخلات من منظمات دولية لصيانة قنوات الري والمعدات.
يُذكر أن قطر بدأت في مارس/آذار 2025 بتزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن، مما أسهم في رفع ساعات التغذية الكهربائية إلى 4 ساعات يوميًا في بعض المناطق.
من جانبه، قال الدكتور خالد تركاوي، الباحث الاقتصادي في مركز جسور للدراسات، في حديث للجزيرة نت، إن توريد الغاز التركي إلى شمال سوريا سيكون له أثر إيجابي واضح، خاصة في قطاع الطاقة والخدمات الأساسية.
وأوضح أن "زيادة معروض الكهرباء تعني زيادة في التغطية الجغرافية، سواء على مستوى القرى أو الأحياء أو المدن. وتُعد 80 ميغاوات كمية جيدة، وقد تكفي لتغطية نصف مدينة أو ربع مدينة كبيرة"، مضيفًا أن الكهرباء تُعتبر اليوم عصب الحياة، وهي ضرورية لتشغيل المعامل وضخ المياه، ما سيُحسّن أداء الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأشار إلى أن توفير الكهرباء سينعكس بشكل إيجابي على الزراعة، إذ تُعد المياه العامل الأهم، وضخها يعتمد على الكهرباء. كما أن الصناعة ستستفيد بشكل كبير، نظرًا لاعتمادها المباشر على الطاقة لتشغيل الآلات.
وفيما يخص خط الغاز الذي قد يربط تركيا بشمال سوريا، اعتبر تركاوي أن المشروع المرتقب "قد يمر عبر خط كيليس – حلب، الذي كان سابقًا جزءًا من مشروع خط الغاز العربي"، مؤكدًا أن التنفيذ سيكون ممكنًا إذا أُعيد تفعيل هذا الخط أو أُنشئ خط بديل.
كما أكد أن هذه الخطوة ستعزز العلاقة الاقتصادية بين الجانبين، إذ يوجد حاليًا تبادل تجاري بين سوريا وتركيا يُقدّر بنحو 1.2 مليار دولار سنويًا، بفضل انفتاح مناطق الشمال السوري.
إعلانوتوقّع أن يرتفع حجم التبادل إلى ما بين 2 و3 مليارات دولار سنويًا في حال تحسّن البنية التحتية وقطاع الكهرباء، مشيرًا إلى إمكانية تطور العلاقة إلى مستوى من "التشابك الاقتصادي" بدلا من مجرد تعاون سطحي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البنیة التحتیة الکهرباء فی وأشار إلى فی سوریا من ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
مشاركات مميزة لشركات تركية وبريطانية وقطرية في معارض سوريا التخصصية لعام 2025
دمشق-سانا
حرصت عدد من الشركات الأجنبية على المشاركة في معارض سوريا التخصصية لعام 2025، في خطوة يرى مسؤولوها أنها فرصة لتسويق منتجاتهم، ودخول السوق السورية عبر التعاون مع الشركات المحلية، والعمل على فتح فروع لها، في ظل بداية الانفتاح الاقتصادي الكبير الذي تشهده البلاد.
وتعد الشركات التركية الأكثر حضوراً بين الشركات الأجنبية المشاركة ولا سيما المتخصصة بإنتاج مواد عدة في مجال البناء والصناعة والطاقة، حيث اعتبر رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات عازلة للماء، علي عثمان أوغلو أن القدوم لسوريا، والمشاركة في المعارض يوفر فرصة لتقديم خدمات عدة في العزل، وبناء السدود للعملاء، لافتاً إلى أن المواد التي يستخدمونها صديقة للبيئة وتقلل من العمالة وتضمن الاستدامة وتقديم الحلول العصرية.
بينما أشار مدير شركة “باوفست” لمواد الإنشاء والبناء التركية آدم أرجون، إلى أن الشركة تنتج ما تطلبه السوق المحلية من احتياجات أساسية في مرحلة إعادة الإعمار، وتشمل المواد العازلة للماء والرطوبة لصناعة البناء والتشييد.
ومن شركة “ترانس فو ماكس” التركية للمحولات الكهربائية اعتبر المستشار العام الدولي عبد أوزجان أن مستقبل الاستثمار واعد في سوريا، في ضوء ما تمت رؤيته اليوم من مشاركة في المعرض، لافتاً إلى أن الشركة متخصصة بصناعة المنتجات المتعلقة بالطاقة، وخاصة محولات الكهرباء، والتي تلقى إقبالاً كبيراً في السوق السورية.
بينما أكد مدير المبيعات في شركة كنغارو البريطانية لمواد العزل والبناء، حسن ضغون أن المشاركة بالمعرض فرصة للتعريف بمنتجاتها وزيادة مبيعاتها ضمن الأسواق المحلية، مبيناً أن الشركة تختص باستيراد مواد العزل والبناء المتعددة بأعلى المواصفات القياسية.
وتتطلع شركة “Ags” العالمية للطاقة البديلة من خلال هذا المعرض إلى توقيع عقود مع عدة شركات والتواصل مع عملاء جدد، وتطوير العمل في السوق السورية وزيادة حصتها فيما يتعلق بمنتجات الشركة، وفقاً للدكتور باسل كعدة مدير المبيعات في الشركة، التي تنشط في مجال الطاقة البديلة بالشرق الأوسط وإفريقيا، وهي وكيلة عدة ماركات عالمية وتقوم بتسويقها في الأسواق.
ومن شركة “قطول” القطرية التي تشارك للمرة الأولى في المعارض السورية أوضح وكيلها هاني غزة أهمية المشاركة بالمعارض، مبيناً أن الشركة تقدم منتجات ذات جودة عالية وتشجيعية ومنافسة للشركات المحلية والأجنبية، وتتضمن (أنواعاً مختلفةً من زيوت التشحيم والشحوم، وناقلات التشغيل الثقيل، وسوائل الفرامل، ووسائل التبريد التي تناسب جميع أنواع المركبات والآلات).
ويشارك أكثر من 200 شركة أجنبية في سلسلة المعارض التخصصية التي تختتم اليوم، إضافة إلى وكلاء محليين لشركات دولية، إلى جانب الشركات والمؤسسات التابعة لوزارات الأشغال العامة والإسكان، والطاقة، والاقتصاد والصناعة.
تابعوا أخبار سانا على