خطة إسرائيلية تستهدف رفح.. الاحتلال يوسع حرب الإبادة.. وتحول خطير
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
البلاد – رفح
تُظهر التصريحات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة تصعيداً نوعياً في نهج العدوان على قطاع غزة، وتحديداً مدينة رفح، بما يتجاوز العمليات العسكرية التقليدية إلى ما يمكن توصيفه بمرحلة “الحسم السياسي عبر الإبادة الممنهجة”. فخطة التوسّع العسكري في رفح لا تأتي في سياق ميداني فحسب، بل تتقاطع مع تحولات استراتيجية أوسع تنبئ بنيّة إسرائيل إعادة رسم المشهد الديمغرافي والسياسي للقطاع.
البيان العسكري الذي يتحدث عن “توسيع النشاطات” في رفح، ما هو إلا واجهة لغرض أعمق لتفريغ الشريط الحدودي بين مصر وغزة وتحويله إلى منطقة فصل جغرافي وأمني تخضع لهيمنة إسرائيلية كاملة، ما يشير إلى محاولة فرض وقائع ميدانية تمهد لإعادة الاحتلال التدريجي للقطاع، في استعادة لسياسات ما قبل الانسحاب عام 2005.
في هذا الإطار، تكتسب خطة توزيع المساعدات في منطقة موراج – فيلادلفيا أبعاداً خطيرة، فبدل أن تكون استجابة إنسانية، تتحول هذه الخطة إلى أداة سياسية لضغط السكان على النزوح جنوباً، بما يعزز الرواية الإسرائيلية حول ضرورة “إعادة تنظيم” القطاع ديمغرافيًا. وإذا كانت المساعدات تُمنح مقابل التهجير، فإننا أمام ممارسة تهدف إلى تقنين التطهير العرقي تحت غطاء إنساني مزعوم.
الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبّر بوضوح عن هذه النوايا في خطابه، بإعلانه أن إسرائيل “لن تنسحب من غزة” حتى بعد انتهاء العمليات، بما يعكس توجهاً يمينياً نحو إدامة الاحتلال وشرعنته، ويتناغم مع رؤية القوى الأكثر تطرفاً داخل الائتلاف الحاكم، والتي تعتبر غزة جزءًا من المشروع الصهيوني الممتد.
دوليًا، يُبرز التواطؤ الأمريكي، بصمته ودعمه العسكري والسياسي، ازدواجية المعايير في التعاطي مع الجرائم الجماعية، حيث تجاوز عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين حاجز 171 ألفًا، في مأساة إنسانية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بحسب معايير القانون الدولي.
وما يجري في رفح ليس مجرد توسع عسكري، بل تنفيذ ممنهج لمشروع سياسي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية ديمغرافيًا، وتفكيك وحدة القطاع جغرافيًا، وإعادة هندسة المشهد وفق المصالح الأمنية والاستيطانية لإسرائيل، وسط غياب رادع دولي فعّال.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
حدث أمنى خطير في حي الشجاعية بغزة وطائرات الاحتلال تنقل أجساد جنوده
أفادت مواقع إسرائيلية، بوقوع حدث أمني خطير في حي الشجاعية بغزة ، خلال ساعات فجر اليوم السبت، على أيدي المقاومة الفلسطينية في غزة، في ارتفاع لعمليات المقاومة خلال الأيام الأخيرة وتكبد الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وذكرت مواقع صحيفة إسرائيلية، بأن مروحيات إسرائيلية نقلت عددا من الجنود المصابين إلى مستشفى تال هشومير وسط إسرائيل.
وأردفت مواقع إسرائيلية بتعرض مركبة عسكرية إسرائيلية لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع ، أدى إلى ارتفاع عدد المصابين.
ودفع الجيش بمروحيات إلى حي الشجاعية لحظة وقوع الحدث، وأطلق قذائف مدفعية.
وذكرت مواقع إسرائيلية بتعرض آلية عسكرية إسرائيلية لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع، أدى إلى ارتفاع عدد المصابين.
يأتي ذلك فيما قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الخميس، إن 65 إلى 70 في المائة من نظام المياه في غزة قد دُمّر جراء الحرب الإسرائيلية، مما يجعل ضخّ المياه عبر الأنابيب القديمة، وبالتالي وصولها إلى الغزيين، أمرًا مستحيلًا.
هذا الواقع دفع عمّال الإغاثة إلى إنشاء نقاط لتوزيع المياه وإيصالها للسكان عبر الشاحنات، إلا أن مشكلة أخرى حالت دون استمرار العملية وهي شح الوقود.
ولا يؤثر ندرة هذه المادة على نقل المياه فحسب، بل على محطات التحلية أيضا، وفقًا للمتحدث باسم اليونيسيف جوناثان كريكس.
وقال كريكس :"الأطفال هم أكثر من يتحمّل أعباء هذه الحرب"، يقول عامل الإغاثة، موضحًا أنه يرى يوميًا مشاهد مأساوية لا تُحصى، لصغار مزّقهم الجوع وقتلهم العطش، وهم يضطرون للمشي عشرات الكيلومترات للحصول على لقمة تسدّ رمقهم أو قطرة تروي عطشهم.
ويضيف قائلاً: "90% من الأسر تُعاني للحصول على ما يكفي من مياه الشرب، حتى أنها تجد صعوبة في تأمين المياه اللازمة لتنظيف طفل رضيع حديث الولادة وتغيير ملابسه".
وكانت السلطات الفلسطينية قد أوضحت أن معدّل المياه للشخص الواحد انخفض إلى 3-5 لترات يوميًا، وهو أقل بكثير من 15 لترًا، مقدار المياه التي تقول الأمم المتحدة إن الإنسان يحتاجه للبقاء على قيد الحياة.
كانت إسرائيل تدير خط الأنابيب الذي يزوّد 70% من المياه في المدينة، لكن الشبكة تدمّرت مع استئناف الحرب في أبريل الماضي.
كما كانت محطات تحلية المياه توفر حوالي 7% من احتياجات القطاع، إلا أن هذا الخيار أصبح غير متاح بعد تلوث المياه الجوفية ونضوبها.
وبحسب سلطة المياه الفلسطينية، وهي هيئة حكومية غير وزارية تأسست أواخر التسعينات لإدارة ملف المياه في الأراضي الفلسطينية، فإن إسرائيل لم تكن تمدّ غزة بالمياه الكافية لسنوات طويلة، سبقت بكثير مرحلة 7 أكتوبر.
ولم يعد انقطاع المياه في غزة مجرد أزمة صحية أو بيئية، بل تحوّل إلى معركة يومية من أجل البقاء.
وتحدثت أولجا شيريفكو، عاملة إغاثة تعمل في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، تحدثت بألم عن تصاعد العنف بين الناس بسبب ندرة المياه :"الوصول إلى المياه أصبح شبه مستحيل"، تقول شيريفكو، وتضيف في مؤتمر صحفي تحدثت فيه عبر الفيديو: "حتى وأنا أتحدث إليكم الآن، في الطابق السفلي من هذا المبنى، يقاتل الناس للحصول على المياه. شاحنة مياه وصلت للتو، والمشهد مؤلم، الناس يتدافعون ويتشاجرون فقط من أجل شربة ماء".