منظمة دولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي.. ضرورة عالمية؟!
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
عارف بن خميس الفزاري
persware@gmail.com
في ظل الطفرات المُتلاحقة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، تتزايد الحاجة إلى ضرورة إنشاء مُنظمة دولية مُستقلة تُعنى بتنظيم هذا المجال الآخذ في التوسع بشكل غير مسبوق. فبينما تحقق أنظمة الذّكاء الاصطناعيّ إنجازات مُذهلة في قطاعات متعددة، من الرعاية الصحية إلى أنظمة الدفاع، تتنامى المخاوف بشأن التهديدات الأخلاقية والقانونية وحتى الوجودية التي قد تنشأ عن غياب إطار دولي موحد يضبط هذا التطور.
تصريحات هينتون تعكس قلقًا متناميًا بين خبراء الصناعة بشأن تسارع الذّكاء الاصطناعيّ وتجاوزه للقدرة التنظيمية الحالية، وهو ما يجعل الحاجة إلى تدخل دولي أكثر من أيّ وقت مضى.
لقد بات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فهو يُستخدم في المستشفيات لتشخيص الأمراض، وفي المؤسسات الأمنية لرصد التهديدات وفي الأنظمة التعليمية لتحليل أداء الطلاب وتقديم محتوى مخصص لهم، بل وحتى في أنظمة العدالة لاتخاذ قرارات متعلقة بالإفراج أو التوصية بالأحكام. لكن هذا الانتشار السريع ترافقه تحديات عميقة ترتبط بالخصوصية والتمييز وشفافية الخوارزميات وغياب المساءلة القانونية في حال وقوع ضرر. السؤال الذي يُطرح اليوم: من يملك سلطة رسم الخطوط الحمراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي؟ هل يُترك الأمر لتقديرات كل دولة على حدة، أم أن الأمر بات يستوجب تدخلاً دوليًا شاملًا، يضمن الاستخدام الآمن والعادل والمسؤول لهذه التقنية؟ في الواقع تعكف العديد من الدول الكبرى وتتنافس على تطوير نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي، منها ما يمتلك قدرات توليدية قادرة على كتابة النصوص وإنتاج الصور، بل وحتى محاكاة المشاعر. هذه النماذج، إذا تُركت دون رقابة قد تُستخدم في التزييف العميق والتحريض السياسي والتلاعب بالأسواق، أو حتى إدارة أنظمة أسلحة مُميتة ذاتيًا دون تدخل بشري مباشر.
وفي ظل هذه التحديات، بدأت بعض التكتلات مثل الاتحاد الأوروبي في وضع تشريعات تنظم الذّكاء الاصطناعيّ، مثل قانون الذّكاء الاصطناعيّ الأوروبي (AI Act)، الذي يُعد من أوائل المحاولات الجادة لتصنيف المخاطر وفرض معايير للشفافية والمساءلة وفق تكتلات سياسية واقتصادية والذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس 2024م. كما تبنّت منظمة اليونسكو في عام 2021 توصيات أخلاقية بشأن الذّكاء الاصطناعيّ والتي ركزت على احترام حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة. غير أن هذه المبادرات، رغم أهميتها تبقى ذات طابع إقليمي أو توجيهي غير ملزم للغير، مما يبرز الحاجة إلى كيان دولي يتمتع بصلاحيات أوسع. وفي هذا السياق، حذرت دراسة صادرة عن جامعة أكسفورد ومراكز بحثية دولية من أن الاستخدامات الخبيثة للذكاء الاصطناعي ستتزايد بشكل خطير في غياب تنظيم دولي فعال.
وقد أكدت الدراسة- التي حملت عنوان The Malicious Use of Artificial Intelligence: Forecasting, Prevention, and Mitigation، والصادرة عن معهد مستقبل الإنسانية بجامعة أكسفورد (Future of Humanity Institute, University of Oxford)- على أن المخاطر تشمل التضليل الإعلامي، والتحكم الآلي في الأسلحة، والهجمات السيبرانية المتقدمة، داعية إلى إنشاء منظمة دولية تعزز التعاون بين الدول، وتضع أطرًا للوقاية والتخفيف من التهديدات المستقبلية. وإلى جانب التهديدات السياسية والأمنية، تناولت ذات الدراسة أيضًا أبعادًا اقتصادية مقلقة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي الخبيثة، مشيرة إلى أن الذّكاء الاصطناعيّ قد يُستخدم في أتمتة الهجمات المالية والابتزاز الرقمي والتلاعب بالأسواق.
فقد أوضحت أنّ المهاجمين السيبرانيين يمكنهم استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل قواعد بيانات ضخمة وتحديد الأهداف بناءً على الثروة أو السلوك الشرائي، مما يسمح بشن هجمات موجهة بدقة على مؤسسات أو أفراد بعينهم. وتضيف أنّ انخفاض تكلفة تنفيذ مثل هذه الهجمات بفعل الأتمتة وسرعة انتشارها، قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية على نطاق واسع وتهدد الاستقرار المالي خصوصًا في الدول ذات البنية الرقمية الهشة. بل إنّ الدراسة حذّرت من أنّ هذه الهجمات قد تضعف الثقة في الأنظمة المالية الرقمية وتُحدث خللًا في السوق العالمي نتيجة تكرار الهجمات المعتمدة على تزييف البيانات أو نشر المعلومات الكاذبة عبر شبكات ذكية تعمل بشكل ذاتي دون رقابة بشرية مباشرة. (Brundage et al., 2018)
إنّ إنشاء منظمة دولية تُعنى بتنظيم الذّكاء الاصطناعيّ، تحت مظلة الأمم المتحدة يكتسب أهمية متزايدة في الأوساط الأكاديمية والبحثية والاقتصادية والسياسية. هذه المنظمة من المفترض أن تضطلع بعدة مهام رئيسة، منها على سبيل المثال لا للحصر: وضع إطار تشريعي وأخلاقي ملزم ومراقبة التطبيقات العسكرية والأمنية والتجارية للذكاء الاصطناعي وتسهيل نقل التكنولوجيا للدول النامية بالإضافة إلى ضمان احترام الخصوصية والعدالة وعدم التمييز في خوارزميات التعلم الآلي. ومع ذلك، ربما قد تواجه الفكرة تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، إذ تخشى بعض الدول الصناعية من أن يؤدي وجود منظمة رقابية إلى كبح جماح الابتكار أو التأثير على تفوقها التقني والاقتصادي. وتبرز هنا إشكالية تحقيق التوازن بين حرية التطوير من جهة، وضرورة التنظيم والحماية من جهة أخرى. وفي هذا السياق، يمكن الاستفادة من نماذج ناجحة لتعاون دولي قائم، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تنظم الاستخدام السلمي للطاقة النووية أو منظمة الصحة العالمية التي تدير التنسيق الصحي العالمي. فكما أنّ الطاقة النووية والصحة تمسان مصير البشرية، فإنّ الذّكاء الاصطناعيّ بات اليوم في صميم القرارات المصيرية والمجتمعية. إنّ إنشاء منظمة دولية للذّكاء الاصطناعيّ لا يُعد ترفًا تنظيميًا فحسب، بل ضرورة استراتيجية لحماية البشرية من انفلات تقني قد يؤدي إلى كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية. فكلما تأخر العالم في وضع أسس مشتركة، زادت الفجوة بين الدول وتعاظمت المخاطر المحتملة.
والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح على طاولة قادة الذّكاء الاصطناعيّ والمعنيين ليس "هل يجب أن ننظم الذّكاء الاصطناعيّ؟" بل "هل نستطيع أن نتحمل تكلفة عدم تنظيمه؟".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سعر ومواصفات موبايل هونر 400 برو.. يدعم الذكاء الاصطناعي
مع اقتراب موعد الكشف عن سلسلة هاتف Honor 400، بدأ الاهتمام يتزايد حول ما ستقدمه الشركة في هذه الإصدارات الجديدة، و تدخل هونر المنافسة بقوة هذا العام بإطلاق Honor 400 Pro النسخة الأعلى من سلسلة Honor 400، والتي تقدم مزايا محسنة تشمل الأداء، التصميم، الكاميرات، والشحن السريع.
مواصفات موبايل هونر 400 برو:هاتف Honor 400
1-شاشة OLED مسطحة بحجم 6.5 بوصة
-دقة عرض 1.5K مع معدل تحديث 120 هرتز
-سطوع يصل إلى 2500 شمعة لتعزيز الرؤية في الإضاءة الساطعة
-طبقة حماية محسنة ضد الخدوش والبصمات
هاتف Honor 400 Pro
شاشة AMOLED منحنية بحجم 6.78 بوصة
دقة 1.5K بسطوع يصل إلى 4000 شمعة مع دعم HDR10+
معدل تحديث 120 هرتز للحصول على تجربة سلسة
2-الأداء والمعالج:هاتف Honor 400: يعمل بمعالج Snapdragon 7 Gen 4 الموجه للفئة المتوسطة، مع وحدة معالجة رسومية محسنة لدعم الألعاب الحديثة والتطبيقات المكثفة.
هاتف Honor 400 Pro: يتضمن معالج Snapdragon 8 Gen 3، وهو معالج رائد يوفر أداءً ممتازًا في الألعاب والمهام المتعددة.
-بطارية 5000 مللي أمبير تكفي ليوم ونصف استخدام عادي.
-شحن فائق السرعة 100 واط يشحن الهاتف من 0 إلى 100% خلال 30 دقيقة تقريبًا.
-يدعم الشحن الذكي لتقليل تآكل البطارية على المدى الطويل.
4-الاتصال والصوت:دعم 5G، Wi-Fi 6E، Bluetooth 5.3.
مكبرات صوت ستيريو بصوت قوي وواضح.
بصمة مدمجة في الشاشة دقيقة جدًا.
ميزة الاتصال الذكي Honor Share لمشاركة الملفات بسرعة بين أجهزة هونر.
أما عن تصميم الهاتف فمن المتوقع أن يزن حوالي 184 جرامًا بسمك 7.3 ملم. قد تشمل خيارات الألوان الأسود والذهبي/الرمادي.
5-نظام التشغيل والبرمجيات:كلا الهاتفين يعملان بنظام Android 14 مع واجهة MagicOS 8.0، مما يوفر تجربة مستخدم سلسة.
لم يتم الإعلان رسميًا عن الأسعار، ولكن وفقًا للتسريبات:
هاتف Honor 400: يتوقع أن يتراوح بين 600 - 650 يورو.
هاتف Honor 400 Pro: يتوقع أن يكون بسعر 750 - 800 يورو.
7-موعد إطلاق Honor 400:من المتوقع أن يتم الكشف عن السلسلة في مايو 2025، جنبًا إلى جنب مع هاتف Honor Magic V4 القابل للطي.
اقرأ أيضاًسعر ومواصفات هاتف Honor 400 الجديد
سعر مناسب ومواصفات قوية.. اكتشف مميزات هاتف فيفو v50 لايت Vivo V50 lite 5G
إمكانيات قوية.. سعر و مواصفات هاتف Samsung Galaxy A36 في السوق المصري