في تطور خطير يعكس هشاشة العلاقات بين الجارتين النوويتين، أعلن الجيش الباكستاني عن تنفيذ عملية جوية وبرية ردًا على ما وصفه بـ"الاعتداء الهندي"، مؤكداً إسقاط طائرتين تابعتين لسلاح الجو الهندي. ويأتي هذا التصعيد في ظل تاريخ طويل من التوترات والخلافات الحدودية بين البلدين، وسط تحذيرات من أن الانزلاق نحو صدام نووي قد تكون له تداعيات كارثية على المنطقة والعالم.

الجيش الباكستاني يرد.. ويؤكد إسقاط طائرتين

في بيان رسمي، أفاد المتحدث باسم الجيش الباكستاني بأن بلاده بدأت تنفيذ عملية عسكرية شاملة، جوية وبرية، رداً على هجمات هندية استهدفت مناطق باكستانية. 

وأضاف أن الدفاعات الجوية الباكستانية تمكنت من إسقاط طائرتين هنديتين، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول مكان الحادث.

من جهته، أشار مصدر أمني باكستاني لوكالة رويترز إلى أن الهجوم الهندي استهدف مدرسة دينية في مدينة بهاولبور، مما أسفر عن استشهاد طفل وإصابة شخصين آخرين. وأكد الجيش الباكستاني في تعليقه على الحادث أن المقاتلات الهندية لم تخترق المجال الجوي الباكستاني، وأن الصواريخ أُطلقت من داخل الأراضي الهندية.

جذور الأزمة.. تاريخ من الصراعات العميقة

في قراءة تحليلية للتصعيد الأخير، تحدث اللواء الدكتور نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، عن السياق التاريخي المتوتر بين الهند وباكستان. وقال إن العلاقات بين الدولتين متدهورة منذ السبعينيات، حين اندلعت الحرب الهندية الباكستانية التي أسفرت عن تقسيم باكستان إلى شطرين، ما أدى لاحقًا إلى استقلال بنغلادش. وأشار إلى أن الهند أسرت حينها نحو 650 ألف جندي باكستاني مع عتادهم الكامل.

وأضاف سالم أن التوتر النووي بين البلدين بدأ منذ لحظة إعلان الهند امتلاك السلاح النووي، حيث ردت باكستان بأن "شعبها سيصوم حتى يمتلك القدرة النووية". وأوضح أن الخلافات الحدودية، خصوصًا في كشمير، ما زالت قائمة ولم تجد طريقها للحل حتى الآن.

مخاوف من صدام نووي.. وتحذيرات للمجتمع الدولي

شدد سالم على خطورة الوضع الراهن قائلاً: "كلما وقعت أزمة داخلية في أي من البلدين، يتم تحميل الطرف الآخر مسؤوليتها، وهو ما يغذي العداء المزمن بينهما". وأكد أن الحل الوحيد يكمن في خلق مصالح مشتركة وتجاوز خلافات الماضي التي تعرقل فرص التفاهم.

واختتم سالم حديثه بتحذير ان الهند وباكستان دولتان نوويتان، وأي صدام بينهما لن يكون تأثيره محصورًا في الحدود، بل سيدفع العالم بأسره ثمنه. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لمنع وقوع مواجهة نووية قد تخرج عن السيطرة.

ضرورة صوت العقل قبل فوات الأوان

في ظل هذا التصعيد، تبقى الحاجة ملحة لصوت العقل والدبلوماسية، فاستمرار التوتر بين الهند وباكستان لا يخدم إلا من يسعى لزعزعة أمن المنطقة. وعلى الرغم من الإرث الثقيل من العداء، فإن الفرصة ما زالت قائمة لإنهاء الخصومات وبناء جسور الثقة، قبل أن يتحول الخلاف إلى كارثة نووية تهدد العالم بأسره.

طباعة شارك نصر سالم باكستان الهند صدام نووي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نصر سالم باكستان الهند صدام نووي الجیش الباکستانی

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: صدام بين الجيش الإسرائيلي والمالية يكشف حجم الخسائر

تكشفت أرقام جديدة لخسائر الاقتصاد الإسرائيلي جراء هذه الحرب، مع الأيام الأولى لوقف الحرب على قطاع غزة، في الوقت الذي رفضت فيه وزارة المالية طلبًا لوزارة الدفاع بزيادة ميزانية الجيش بـ20 مليار شيكل في ميزانية عام 2025، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.


وحسب بيانات نشرتها الصحيفة، فإن "يومًا واحدًا من الحرب على غزة كلَّف إسرائيل أكثر من نصف مليار شيكل"، وبلغت تكلفة كل صاروخ اعتراضي حوالي 10 ملايين شيكل، بينما تصاعدت تكاليف اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن إلى ما يقارب المليار شيكل، متوسط الدولار يساوي 3.35 شيكل.


في الوقت نفسه، كشفت الصحيفة عن صدام بين الجيش الإسرائيلي ووزارة المالية بعد رفض الأخيرة طلبًا بزيادة ميزانية الجيش بـ20 مليار شيكل في أعقاب الحرب.


وحذرت المالية من أن الاقتصاد لا يستطيع تلبية تلك الاحتياجات نظرًا لارتفاع العجز المالي إلى 5.2% وتكبُّد عائلات العديد من جنود الاحتياط وشركاتهم خسائر في الدخل، بخلاف مقاطعة دولية ضخمة تواجه عشرات الشركات الإسرائيلية في الخارج.


وتشير الصحيفة إلى أنه بالنسبة لعام 2025 يسعى الجيش الإسرائيلي إلى زيادة قدرها 20 مليار شيكل، أما بالنسبة لعام 2026 فإن الفجوة بين طلبات الوزارة وتوقعات وزارة الخزانة تبلغ بالفعل 25 مليار شيكل.


وتقول الصحيفة إنه مع سريان وقف إطلاق النار تأمل وزارة الخزانة في إعادة مليارات الدولارات إلى قطاع التعليم، ومنع تخفيضات الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية، وإحياء مشاريع الطرق والسكك الحديدية المؤجَّلة.


ووفق مصدر رفيع المستوى في وزارة الخزانة، للصحيفة، لا مجال لمزيد من توسيع ميزانية الدفاع، خاصةً بعد إلغاء الهجوم البري على مدينة غزة وانتهاء الحرب رسميًا.


وكان من المتوقع أن يبلغ إجمالي ميزانية الجيش في عام 2025 نحو 123 مليار شيكل، بما في ذلك إضافة خاصة قدرها 9 مليارات شيكل عمليًا، وقد ارتفعت الميزانية بالفعل إلى 163 مليار شيكل، مما رفع إجمالي ميزانية الدولة إلى 650 مليار شيكل، وأدى إلى تخفيضات تجاوزت 3% في جميع الوزارات والهيئات الحكومية.


ومن المتوقع أن يبلغ عجز الموازنة هذا العام 5.2%، مقارنةً بهدف 2.8% وتوقعات بنك إسرائيل السابقة البالغة 4.2%.


وزادت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، من 60% عام 2022 إلى ما يقارب 72% هذا العام، وقد يخفض بنك إسرائيل سعر الفائدة القياسي إلى 3.75% بحلول منتصف عام 2026، من مستواه الحالي البالغ 4.5%.
 

طباعة شارك وقف الحرب على قطاع غزة أرقام جديدة لخسائر الاقتصاد الإسرائيلي وزارة المالية وزارة الدفاع زيادة ميزانية الجيش

مقالات مشابهة

  • هل وافقت حماس على نزع سلاحها لوقف الحرب؟.. خبير استراتيجي يوضح الآلية
  • خبير استراتيجي: خطة إعمار غزة ستسير وفق المشروع المصري
  • خبير استراتيجي: قمة شرم الشيخ دفعة قوية نحو تنفيذ إعمار غزة
  • خبير استراتيجي: نجاح قمة شرم الشيخ دفعة قوية وخطة إعمار غزة ستسير وفق المشروع المصري
  • خبير يكشف الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع أسعار الذهب
  • خبير يكشف الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع أسعار الذهب والعملات الرقمية
  • يديعوت أحرونوت: صدام بين الجيش الإسرائيلي والمالية يكشف حجم الخسائر
  • خبير استراتيجي: ضغط أمريكا هو الضامن لالتزام الإحتلال بتنفيذ اتفاق غزة
  • الجيش الباكستاني: مقتل 200 من الجانب الأفغاني في الاشتباكات الحدودية
  • النجمة الهندية ديبيكا بادكون تصنع التاريخ