تحقيق: الأسلحة البريطانية تصل إلى تل أبيب رغم تعهدات لندن
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
رغم إعلان الحكومة البريطانية في إيلول / سبتمبر الماضي تعليق تصدير الأسلحة الهجومية إلى الاحتلال الإسرائيلي، كشفت تحقيقات استقصائية جديدة عن استمرار تدفق شحنات عسكرية من بريطانيا إلى تل أبيب، في انتهاك صريح للتعهدات الرسمية ولقوانين التصدير البريطانية المرتبطة بحقوق الإنسان.
وبحسب صحيفة الغاريان البريطانية استند التحقيق، الذي أجرته جهات حقوقية دولية، من بينها "حركة الشباب الفلسطيني" و"اليسار التقدمي الدولي"، إلى بيانات جمركية إسرائيلية رسمية صادرة عن مصلحة الضرائب.
وكشف أن المملكة المتحدة صدرت إلى إسرائيل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى نيسان / أبريل 2025 ما لا يقل عن 14 شحنة أسلحة، بينها شحنات جوية وصلت إلى مطار بن غوريون، وأخرى بحرية إلى ميناء حيفا.
وضمت الشحنات معدات عسكرية مصنفة بوضوح ضمن الاستخدامات الهجومية، بما في ذلك أكثر من 8600 قطعة من الذخائر مثل القنابل والصواريخ والألغام، إلى جانب 146 قطعة مدرعة يُرجح استخدامها في الدبابات والمركبات العسكرية الثقيلة.
وأشار التحقيق إلى أن القيمة التقديرية لهذه الشحنات، تبلغ بحسب تصنيف الجمارك الإسرائيلي، نحو نصف مليون جنيه إسترليني، وهو ما يتناقض تمامًا مع الإعلان البريطاني عن تعليق 29 ترخيصا لتصدير "معدات هجومية"، مع الإبقاء على 200 ترخيص آخر بدعوى أنها تتعلق بمعدات "دفاعية" غير مرتبطة باستخدام الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتابع التحقيق أن بريطانيا لم توقف فعليًا تصدير الأسلحة التي تُستخدم على الأرض في الحرب على غزة، خاصة تلك المرتبطة بمكونات طائرات F-35 التي تشارك بها مصانع بريطانية ضمن سلسلة التوريد الخاصة بشركة "لوكهيد مارتن".
رغم تعهد لندن بعدم تصدير أجزاء تستخدم مباشرة في الطائرات التي تنفذ ضربات في غزة، فإن الثغرات في نظام التراخيص سمحت باستمرار هذه الصادرات، وهو ما يمثل خرقًا لتعهدات رسمية سابقة أمام البرلمان والرأي العام.
وجاءت ردود الفعل السياسية داخل بريطانيا سريعة وغاضبة، حيث طالبت النائبة العمالية زارة سلطانة الحكومة بالكشف الفوري عن طبيعة هذه الشحنات، مؤكدة أن الحكومة "تزود إسرائيل بأسلحة تقتل المدنيين في غزة، وتخدع الشعب حين تصفها بمعدات دفاعية".
واعتبر النائب جون ماكدونيل، وزير مالية الظل السابق، أن ما كشفه التحقيق "يضع مصداقية وزير الخارجية ديفيد لامي على المحك"، مضيفًا أن "تضليل البرلمان، إن ثبت، يستوجب الاستقالة فورًا".
ويأتي توقيت الكشف عن هذه الصادرات ليضع بريطانيا في موقف صعب، إذ تواجه إسرائيل اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، وسط تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة بأن ما يجري على الأرض قد يرقى إلى "إبادة جماعية".
وتتعالى الأصوات داخل المؤسسات الحقوقية البريطانية والدولية للمطالبة بفرض حظر شامل على تصدير السلاح لإسرائيل، وفتح تحقيق مستقل حول التورط البريطاني في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي بريطانيا بريطانيا إسرائيل الاحتلال الاسلحة البريطانية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مظاهرة في قلب لندن تعيق تصوير فيلم لممثلة إسرائيلية مؤيدة للاحتلال (شاهد)
شهدت العاصمة البريطانية لندن، احتجاجًا نظمه معارضون للإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بالقرب من تصوير فيلم "العداءة" الذي تؤدي بطولته الممثلة الإسرائيلية غال غادوت٬ وتخلل الاحتجاج قرع للطبول وهتافات مناهضة للاحتلال مما أدى إلى توقف تصوير الفيلم.
ووجّه المحتجون، ومن بينهم أعضاء في مجموعة "عين على فلسطين"، شعارات غاضبة للممثلة غادوت، من بينها "يداك ملطختان بالدماء" و"لا يمكننا التعايش مع الإبادة الجماعية"، في إشارة إلى دعمها العلني للإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
Former IOF soldier Gal Gadot filming in London is disrupted for a third day in London today, Saturday pic.twitter.com/7I3lDnuWmI — Rangzen (@revoltinghippie) May 10, 2025
BREAKING: We are disrupting Gal Gadot filming in London - a former soldier in the Israeli Occupation Forces - to demand justice for Palestine and accountability for the ongoing genocide carried out by the Israeli state.
Gadot served in the IOF, an institution that has… pic.twitter.com/8Dt8TIRyWx — Eye on Palestine (@EyeonPalestine) May 10, 2025
وأفادت تقارير إعلامية بريطانية بأن غادوت، البالغة من العمر 40 عامًا، لم تظهر في موقع التصوير خلال التظاهرة، وقد جرى الاستعانة ببديلة جسدية لتأدية مشاهدها، فيما كانت قد شوهدت سابقًا وهي ترتدي سترة رياضية زرقاء وسروالًا أسود خلال أداء دورها الذي يتمحور حول محامية ناجحة تسابق الزمن لإنقاذ ابنها المختطف في شوارع لندن.
والفيلم الذي تُنتجه شركة "روكوود بيكتشرز" التابعة للمنتج ديفيد كوسه، يأتي في ظل سلسلة من الانتقادات التي طالت غادوت، لا سيما على خلفية مشاركتها في فيلم "بياض الثلج" من إنتاج ديزني، وما تردد عن خلاف بينها وبين الممثلة راشيل زيغلر، التي أعربت عن دعمها للقضية الفلسطينية وانتقادها للاحتلال الإسرائيلي.
Anti-genocide activists disrupted filming for Gal Gadot's new movie in London. pic.twitter.com/GCuyYBhChH — PALESTINE ONLINE ???????? (@OnlinePalEng) May 11, 2025
وقد زادت حدة الجدل عقب إعلان الحكومة اللبنانية الأسبوع الماضي، حظر عرض الفيلم الجديد في دور السينما، بسبب مشاركة غادوت التي تدرجها السلطات اللبنانية على قائمة المقاطعة نتيجة خدمتها السابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومواقفها الداعمة للاحتلال.
وفي تعليقها على التظاهرة، قالت مجموعة "عين على فلسطين" عبر منصة "إكس" إن الأمر "لا يتعلق بشخصية مشهورة بعينها، بل بتطبيع جرائم الحرب في الثقافة الشعبية"، مضيفة أن "الاعتراض واجب علينا".
من جهته، أعرب بول هيرون، المدير القانوني لمركز القانون من أجل المصلحة العامة، عن صدمته من وجود مواطنين بريطانيين خدموا في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في إشارة إلى تقرير سابق أعدّه يتهم عشرة بريطانيين بارتكاب جرائم حرب خلال خدمتهم في قوات الاحتلال.