إنريكي: لم أشاهد سان جيرمان «الحقيقي»!
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
باريس (د ب أ)
أعرب لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم، عن سعادته بتأهل فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفاز سان جيرمان على أرسنال 2-1 في إياب الدور نصف النهائي من البطولة، ليصعد إلى النهائي فائزاً بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 3 -1.
وقال إنريكي في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لسان جيرمان على الإنترنت: «رد فعلي الأول هو شعوري بسعادة كبيرة، لكل ما حققه الفريق والمشجعون، لا يزال أمامنا نهائيان لنلعبهما، لكننا أظهرنا هذا الموسم أننا فريق حقيقي، يشمل كل المشجعين وجميع من في النادي».
وأضاف: «أعتقد أننا أظهرنا شخصية رائعة، ولكن مازال لدينا مباراتان لصنع التاريخ، عانينا كثيراً طوال منافسات هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا، وأحياناً عانينا كثيراً».
وقال: «أتذكر في بداية الموسم عندما لم نكن نغتنم فرصنا، وكنّا نواجه صعوبات، لكننا واصلنا العمل، وحاولنا التحسن كل يوم، أعتقد أن اللاعبين قاموا بواجبهم، والآن، الملعب ومعه الجماهير، أصبح ينبض بالحياة بكثافة كبيرة خلال اللحظات الصعبة في المباراة».
وأضاف: «لم نرَ باريس سان جيرمان الحقيقي لأنه من الصعب أن نلعب بطريقتنا أثناء الدفاع عن الكرات الثابتة، لكننا أظهرنا، بغض النظر عن نوع المباراة، أن باريس سان جيرمان سيقاتل وسيحقق أهدافه بصناعة التاريخ هنا، هذا هو هدفنا، وكيف يجب أن نتعامل مع النهائي في ميونيخ؟، لا أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير أي شيء، لأن هذه العقلية، بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، هي ما تجعلنا مميزين، عندما أسير في شوارع باريس، يقول لي الناس: هذه السنة سنفوز بها، وآمل أن نحقق ذلك».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا الشامبيونزليج باريس سان جيرمان أرسنال إنتر ميلان لويس إنريكي
إقرأ أيضاً:
فلنغير العيون التي ترى الواقع
كل مرة تخرج أحاديثنا مأزومة وقلقة وموتورة، مشحونة عن سبق إصرار وترصد بالسخط والتذمر، نرفض أن نخلع عنا عباءة التشاؤم، أينما نُولي نتقصّى أثر الحكايات شديدة السُمية، تلك الغارقة في البؤس والسوداوية.
في الأماكن التي ننشُد لقاءت متخففة من صداع الحياة، نُصر على تصفح سجل النكبات من «الجِلدة للجِلدة»، فلا نترك هنّة ولا زلة ولا انتهاكًا لمسؤول إلا استعرضناه، ولا معاناة لمريض نعرفه أو سمعنا عنه إلا تذكرنا تفاصيلها، ولا هالِكِ تحت الأرض اندرس أثره ونُسي اسمه إلا بعثناه من مرقده، ولا مصيبة لم تحلُ بأحد بعد إلا وتنبأنا بكارثيتها.
ولأننا اعتدنا افتتاح صباحاتنا باجترار المآسي، بات حتى من لا يعرف معنىً للمعاناة، يستمتع بالخوض في هذا الاتجاه فيتحدث عما يسميه بـ«الوضع العام» -ماذا يقصد مثله بالوضع العام؟- يتباكى على حال أبناء الفقراء الباحثين عن عمل، وتأثير أوضاعهم المادية على سلوكهم الاجتماعي، وصعوبة امتلاك فئة الشباب للسكن، وأثره على استقرارهم الأُسري، وما يكابده قاطني الجبال والصحراء وأعالي البحار!
نتعمد أن نُسقط عن حواراتنا، ونحن نلوك هذه القصص الرتيبة، جزئية أنه كما يعيش وسط أي مجتمع فقراء ومعوزون، هناك أيضًا أثرياء وميسورون، وكما توجد قضايا حقيقية تستعصي على الحلول الجذرية، نُصِبت جهات وأشخاص، مهمتهم البحث عن مخارج مستدامة لهذه القضايا، والمساعدة على طي سجلاتها للأبد.
يغيب عن أذهاننا أنه لا مُتسع من الوقت للمُضي أكثر في هذا المسار الزلِق، وأن سُنة الحياة هي «التفاوت» ومفهوم السعادة لا يشير قطعًا إلى الغِنى أو السُلطة أو الوجاهة، إنما يمكن أن يُفهم منه أيضًا «العيش بقناعة» و«الرضى بما نملك».
السعادة مساحة نحن من يصنعها «كيفما تأتى ذلك»، عندما نستوعب أننا نعيش لمرة واحدة فقط، والحياة بكل مُنغصاتها جميلة، تستحق أن نحيا تفاصيلها بمحبة وهي لن تتوقف عند تذمر أحد.
أليس من باب الشفقة بأنفسنا وعجزنا عن تغيير الواقع، أن نرى بقلوبنا وبصائرنا وليس بعيوننا فقط؟ أن خارج الصندوق توجد عوالم جميلة ومضيئة؟ ، أنه وبرغم التجارب الفاشلة والأزمات ما زلنا نحتكم على أحبة جميلين يحبوننا ولم يغيرهم الزمن؟ يعيش بين ظهرانينا شرفاء، يعملون بإخلاص ليل نهار، أقوياء إذا ضعُف غيرهم أمام بريق السلطة وقوة النفوذ؟
النقطة الأخيرة
يقول الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس: «طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع».
عُمر العبري كاتب عُماني