أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين بكين وموسكو لتصبح ما أسماه "صداقة فولاذية"، وذلك خلال لقائهما في العاصمة الروسية بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية. اعلان

وتأتي هذه الزيارة في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الغرب، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز تعاونهما الاستراتيجي.

وخلال محادثاتهما في الكرملين، قدم الزعيمان نفسيهما كمدافعين عن نظام عالمي جديد لا تهيمن عليه الولايات المتحدة. 

ويعد شي أبرز الزعماء الأجانب الذين يزورون موسكو هذا الأسبوع للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، وهو حدث ذو أهمية خاصة للرئيس بوتين.

وتعتبر مشاركة شي دعما مهما لبوتين في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا، ومع تعرض روسيا لضغوط من جانب الولايات المتحدة في محادثات متعثرة تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال شي، الذي تخوض بلاده حاليا حربا تجارية مع الولايات المتحدة، إنه ينبغي على بكين وموسكو ترسيخ أسس تعاونهما و"القضاء على التدخل الخارجي".

والتقى بوتين وشي عدة مرات، ووقعا شراكة استراتيجية "بلا حدود" في فبراير 2022، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إرسال بوتين جيشه إلى أوكرانيا. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، وقد قدمت لموسكو دعما اقتصاديا ساعدها في مواجهة العقوبات الغربية.

وأكد بوتين أن الزعيمين سيشرفان شخصيا على جميع العناصر الرئيسية في العلاقة، بهدف تحقيق زيادة كبيرة في التجارة والاستثمار بحلول عام 2030.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يتحدث خلال لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ في الكرملين في موسكو، روسيا، الخميس 8 مايو 2025.AP Photo/Pavel Bednyakov, Poolضيف مؤثر

على الصعيد المحلي، تتيح ذكرى الحرب العالمية الثانية لبوتين فرصة لحشد الروس لإحياء ذكرى إنجاز تاريخي يشكل جوهر الهوية الوطنية للبلاد. فقد الاتحاد السوفيتي 27 مليون شخص في الحرب، بما في ذلك ملايين في أوكرانيا، التي دمرت أيضا.

على الصعيد العالمي، يسعى بوتين إلى إظهار أن لديه حلفاء أقوياء، وإثبات أن سنوات من العقوبات الغربية لم تنجح في عزل روسيا.

في كلمته الافتتاحية، بعد استقبال شي في إحدى أفخم قاعات الكرملين، شكره بوتين على زيارته موسكو للاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار "المقدس" على أدولف هتلر.

قال بوتين: "إن الانتصار على الفاشية، الذي تحقق بتضحيات جسيمة، له أهمية دائمة". وأضاف: "مع أصدقائنا الصينيين، نحافظ بحزم على الحقيقة التاريخية، ونحمي ذكرى أحداث سنوات الحرب، ونواجه المظاهر الحديثة للنازية الجديدة والعسكرة".

وأوضح بوتين أن العلاقات بين موسكو وبكين "مفيدة للطرفين" وليست موجهة ضد أي أحد. 

Relatedالرئيس الصيني يلتقي شويغو ويؤكد تعزيز التنسيق مع روسياالصين تعلن عن تدريبات بحرية وجوية مشتركة مع روسيالقاء ترامب وبوتين... الكرملين يكشف عن بدء التحضيرات

وصور بوتين حربه في أوكرانيا على أنها صراع ضد النازيين المعاصرين منذ البداية. ترفض أوكرانيا وحلفاؤها هذا الوصف باعتباره كذبا بشعا، متهمين موسكو بشن غزو على الطراز الإمبراطوري.

وقال شي إن البلدين، بصفتهما قوتين عالميتين وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، سيعملان معا لمواجهة "الأحادية والتنمر" - في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس باكستان قطاع غزة غزة دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس باكستان قطاع غزة غزة روسيا الصين شي جينبينغ فلاديمير بوتين دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس باكستان قطاع غزة غزة حروب كشمير الهند الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان رجب طيب إردوغان الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لقاء بوتين وترامب.. ما تريده أوكرانيا وما تخشاه

كييف- انتهت المهلة التي منحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لوقف الحرب على أوكرانيا، أمس الجمعة، الثامن من أغسطس/آب، من دون أن تفرض الولايات المتحدة أية عقوبات على روسيا والمتعاونين معها كما توعد رئيسها.

ويعتقد المراقبون أن الموضوع تأجّل، بانتظار نتائج اللقاء المباشر بين الجانبين نهاية الأسبوع المقبل، والذي يأتي كأبرز مخرجات الزيارة التي قام بها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، إلى موسكو قبل يومين.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في منشور على منصة "تروث سوشيال" إن الاجتماع المرتقب بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيعقد يوم الجمعة المقبل في ولاية ألاسكا، وذلك في إطار مساعي الحل الدبلوماسي للحرب في أوكرانيا.

كييف تتوجس

بعد زيارة ويتكوف، انهمك الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بمهاتفة قادة الاتحاد الأوروبي من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وفنلندا وغيرها خلال الخميس الماضي. ودارت المحادثات حول تحقيق 3 أهداف رئيسية تشغل بلاده:

وقف إطلاق النار وأعمال "القتل". وعقد "اجتماع على مستوى القادة". الوصول إلى "حل عادل وأمن مستدام".

لهذا الغرض، تنشد أوكرانيا موطأ قدم لأوروبا في أي لقاءات أو مفاوضات قريبة، لأن "أوكرانيا جزء من أوروبا"، كما يقول، ودول الاتحاد الأوروبي أبرز الداعمين لبلاده.

لكن للهواجس الأوكرانية الأوروبية بُعد آخر، فكلاهما يخشى تقلبا جديدا في موقف الرئيس ترامب، يعيد القضية إلى خانة محاولات إقناعه بعدم مصداقية الروس.

يقول إيفان ستوباك، الخبير العسكري في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني إن "الاجتماع المرتقب بين ترامب وبوتين مقلق للغاية. ترامب شخصية غير موثوقة في النهاية، ولهذا نُصر على مشاركة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، يمكنهم الدفاع عن مصالح أوكرانيا والقارة".

إعلان

ودلل ستوباك في حديث للجزيرة نت، على وجهة نظره بمثال "بوتين قادر على إقناع ترامب بما يريد كما تبين. في 2018 عقدا اجتماعا في هيلسينكي استمر ساعتين. ورغم أن ترامب "ثرثار" بطبعه، إلا أن بوتين استحوذ على 90% من الحديث آنذاك. ترمب كان يستمع بصمت، وهذا كان صادما للأميركيين".

ويرى ستوباك أن "بوتين خفف حدة القصف على أوكرانيا مؤخرا، فهو يطلق ما بين 100-200 مسيّرة بدلا من 500 يوميا، وقد يستمر هذا حتى اللقاء الموعود، كمؤشر يريد من ورائه إقناع ترامب بأنه يريد السلام فعلا".

ولهذا يرى ستوباك أن "ترامب قد يصدق بوتين، وقد يتراجع عن نية فرض عقوبات أو دعم كييف، إن لم يكن اللقاء بصيغة أعمّ تمنع ذلك، كأن يشارك فيه زيلينسكي أو قادة أوروبيون كبار".

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: ليس على بوتين أن يلتقي زيلنسكي كشرط مسبق لعقد لقاء معه وعليه أن يبذل قصارى جهده لوقف القتل في أوكرانيا pic.twitter.com/4BQTmCIQQM

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 8, 2025

انقسام

وحتى ذلك الحين، ينقسم أصحاب الرأي بين متفائل وبين متشائم، ويترقب الشارع الأوكراني ما تخبئه الأيام القادمة من مستجدات؛ فأمرهم ليس بيدهم وحدهم، حتى وإن قالوا غير ذلك.

ومن وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي، أوليكساندر بالي، فإن موسكو خضعت لضغوط واشنطن قبل أن تبدأ، واليوم هي التي تبادر بالحديث عن وقف إطلاق النار ونهاية الحرب بناء على "عروض مقبولة" قدمها المبعوث ويتكوف.

وأضاف في حديث للجزيرة نت "في النهاية، أراد بوتين بحربه أن يدخل التاريخ الروسي كمعيد للأمجاد، لا أن يخلد فيه كسبب انهيار على مختلف مستويات الدولة"، على حد قوله.

لكن الدبلوماسي السابق، رومان بيزسميرتني، يقول للجزيرة نت "أرى في موقف بوتين تكتيكا قديما جديدا لكسب الوقت. وأعتقد أن الحرب أعقد من أن تحل خلال لقاء واحد، حتى ولو كان على مستوى بوتين وترامب".

وأضاف أن لقاء بوتين مع زيلينسكي قريبا أمر مستبعد، وهذا اللقاء وحده الذي سيحدد ما إذا كانت الحرب ستستمر أم لا".

القصف الأخير على كييف نهاية الشهر الماضي أدى إلى سقوط 180 شخصا بين قتيل وجريح (الجزيرة)تجميد الصراع

لكن مسؤولون أوكرانيون يخشون من أن تكون نهاية الحرب في تجميدها لا وقفها، ويرون أن في ذلك مصلحة روسية قبل أية مصلحة أوكرانية.

ويقول النائب البرلماني عن حزب "التضامن الأوروبي"، أوليكسي هونتشارينكو "يلمح الروس ويلمح رئيس بيلاروسيا، أوليكساندر لوكاشينكو، إلى هدنة في الأجواء، بمعنى أن يتوقف القصف البعيد المتبادل، لكن القصف واحد من وسائل حربهم الرئيسية، والجبهات ثانيها".

وتابع موضحا "مثل هذه الهدنة تعني تجميد الحرب بنسبة 50%، دون أن يتغير شيء لصالح الهدوء على جبهات القتال وقريبا منها".

وفي ذات السياق، يرى الخبير العسكري ستوباك أن "ظاهر مثل هذه الهدن نبيل، وباطنه خطير، فهو يعني ضمان سلامة لوجيستيات الروس، وقدرتهم على حشد المزيد من الآليات والقوات لشن هجمات برية أقوى وأوسع".

ويقول "أوكرانيا تريد وقفا شاملا لإطلاق النار، على خلفيته توضع كل الملفات الشائكة على طاولة التفاوض الصريح، في إطار لا يتجاوز ما ينص عليه القانون الدولي والدستور الأوكراني".

إعلان

مقالات مشابهة

  • لقاء بوتين وترامب.. ما تريده أوكرانيا وما تخشاه
  • لقاء مرتقب بين ترامب وبوتين في ألاسكا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • الولايات المتحدة وروسيا تخططان لاتفاق هدنة في أوكرانيا
  • ترمب: وقف الحرب في أوكرانيا بيد بوتين وسأفعل كل ما استطيع فعله لوقفها
  • مستشار أممي: قمة ترامب وبوتين المرتقبة نقطة تحول في حرب أوكرانيا
  • مساعد الرئيس الروسي: موقف موسكو من أوكرانيا لم يتغير وسط حديث عن لقاء بوتين وترامب
  • الكرملين يعلن عن قمة بين ترامب وبوتين خلال أيام
  • روبيو: واشنطن تدرس شروط موسكو وترامب يستعد للقاء بوتين لحسم مصير حرب أوكرانيا
  • الكرملين: بوتين أجرى محادثات مفيدة وبناءة مع ويتكوف بشأن أوكرانيا
  • قبل نهاية "مهلة ترامب".. بوتين يستقبل ويتكوف في موسكو