حالة من عدم الثقة وتردد في مواصلة القتال.. تآكل الروح المعنوية لدى جنود الاحتلال
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
يمانيون/ تقارير في تطور يكشف عن عمق الأزمة النفسية والمعنوية التي تضرب صفوف جيش كيان الاحتلال الصهيوني، وقوات الاحتياط، سلطت صحيفة “هآرتس” العبرية الضوء على مؤشرات خطيرة تنذر بتفاقم حالة عدم الثقة والتردد في مواصلة القتال في قطاع غزة.
فبين امتناع الجيش عن استدعاء رافضين للقتال خشية عدم التزامهم، وتشكيك ضباط في النسبة الرسمية لالتزام الاحتياط، وصولًا إلى اعتراف بحاجة لمضاعفة القوات أربع مرات للسيطرة على القطاع، تتضح صورة قاتمة تعكس مدى تأثير المقاومة الفلسطينية وعملياتها المستمرة، وتداعيات الحرب المستمرة على نفسية وفاعلية جنود الاحتلال، رغم فارق القوة والعدة والعتاد الذي لا يقارن.
انهيار تدريجي للثقة والتماسك
إن قرار جيش كيان العدوّ، بعدم إرسال أوامر تجنيد لجنود احتياطيين أعلنوا صراحة رفضهم القتال، يمثل اعترافًا ضمنيًا بتصدع منظومة الطاعة العسكرية وتفشي حالة من الخوف وعدم اليقين بين الجنود بشأن قدرتهم على الوفاء بمهامهم في ظل ضراوة المعارك وتكتيكات المقاومة المتنامية والمطردة خلال الأيام الأخيرة.
هذا الإجراء الوقائي، الذي يهدف على ما يبدو إلى تجنب حالات عصيان أو تلكؤ في ساحة المعركة، يكشف في جوهره عن قلق عميق من انهيار الروح المعنوية وتأثير ذلك على وحدة وتماسك القوات المثقلة بمعركة شبه متواصلة ما بعد 7 أكتوبر المشؤوم في نفسياتهم.
الأكثر إثارة للقلق هو ما نقلته “هآرتس” عن ضباط صهاينة بشأن التقديرات الحقيقية لنسبة التزام جنود الاحتياط بالخدمة.
فالطعن في الرقم الرسمي المعلن عنه، والحديث عن نسبة متدنية على أرض الواقع، يزرع بذور الشك في مدى جاهزية هذه القوات وقدرتها على تحمل أعباء حرب طويلة الأمد.
هذا التشكيك الداخلي يقوض الثقة في القيادة ويغذي المخاوف من عدم قدرة الجيش على الاعتماد على قوات الاحتياط في حسم المعركة.
أما الحاجة إلى مضاعفة القوات بأربعة أضعاف للسيطرة على النقاط المركزية في غزة، فهي بمثابة صرخة استغاثة تعكس حجم التحديات التي يواجهها الجيش في فرض سيطرته على القطاع.
فبعد أشهر من العمليات العسكرية المكثفة، لا يزال الجيش يعاني للسيطرة على مناطق حيوية، مما يدل على قوة وبسالة المقاومة الفلسطينية وقدرتها على إلحاق خسائر وتكبيد قوات الاحتلال ثمنًا باهظًا.
هذا الواقع الميداني المرير لا شك أنه يلقي بظلاله القاتمة على معنويات الجنود ويزيد من شعورهم بالإحباط وعدم القدرة على تحقيق نصر حاسم.
مستقبل غامض وترقب لتداعيات أعمق
تكشف هذه التقارير المسربة من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن انهيار نفسي ومعنوي عميق يدور داخل صفوف الجيش وقوات الاحتياط، ومؤشر على أن حجم الخسائر في الأفراد والمعدات يفوق بأضعاف من يتم نشره للإعلام.
فمع تزايد حالات الرفض للقتال، والتشكيك في القدرة على الاعتماد على الاحتياط، والاعتراف بصعوبة السيطرة على غزة، التي تتجاوز مساحتها عشرات الكيلو مترات، تتآكل تدريجيًّا صورة الجيش الذي لا يقهر، وتتلاشى الثقة في قدرته على تحقيق أهدافه.
هذه المؤشرات تنذر بتداعيات أعمق على المدى القريب والبعيد، وتثير تساؤلات جدية حول مستقبل هذه الحرب وتأثيرها، على أي صفقات يعزم الرئيس الأمريكي انجاحها في زيارته المرتقبة للمنطقة.
فالعمليات القتالية التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية على أرض غزة، يبدو أنها بدأت تؤتي أكلها في عمق صفوف العدوّ، وأن هناك تكتيكات وكمائن فتاكة لم تكن في حسبان العدوّ.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
11 وفاة بسبب التجويع في يوم واحد.. انهيار صحي شامل يضرب غزة
أفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد ما لا يقل عن 48 فلسطينيًا خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة القصف المتواصل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع.
في سياق متصل، حذرت جهات صحية من تصاعد الكارثة الإنسانية جراء استمرار الحصار الخانق المفروض على القطاع، حيث ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 212 شهيدًا، بينهم 98 طفلًا، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
واستهدفت غارات الاحتلال الإسرائيلي حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني السكنية. كما أظهرت صور حصرية اللحظات الأولى للقصف، وسط عمليات إنقاذ وانتشال من تحت الأنقاض.
وفي منطقة زيكيم شمالي القطاع، استشهد 9 فلسطينيين وأُصيب نحو 180 آخرين، بينهم أطفال، جراء استهداف طالبي مساعدات إنسانية، بحسب مصدر طبي في مستشفى الشفاء. وذكر أطباء في المستشفى أن عددًا من المصابين وصلوا في حالة حرجة بعد تعرضهم لأعيرة نارية مباشرة في منطقتي الصدر والرأس.
من جانب آخر، أعلن مستشفى العودة وسط القطاع عن استشهاد الطفل مهند زكريا عيد، بعد سقوط صندوق مساعدات عليه غرب مخيم النصيرات. وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن إجمالي ضحايا عمليات إسقاط المساعدات جوًا منذ بداية الحرب بلغ 23 شهيدًا، محذرًا من المخاطر المرتبطة بإسقاطها في مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال، ما يعرّض من يقترب منها للاستهداف المباشر.
وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفه الولايات المتحدة، المسؤولية الكاملة عن ما وصفه بـ"هندسة التجويع والفوضى"، مجددًا مطالبته بإدخال المساعدات عبر المعابر البرية بطريقة آمنة وكافية.
مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، وصف وفاة 11 فلسطينيًا خلال يوم واحد بسبب المجاعة بـ"المؤشر الخطير"، مؤكدًا أن الاحتلال انتقل من سياسة التجويع إلى ما سماه "هندسة المجاعة". وأشار إلى أن ما دخل من مساعدات في الأيام الأخيرة لا يتجاوز 5% من احتياجات القطاع، محذرًا من انهيار شامل في المنظومة الصحية.
بدوره، حذّر مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، من تفاقم أزمة المجاعة، مشيرًا إلى تدهور الوضع الصحي لدى الأطفال والنساء وكبار السن نتيجة نقص التغذية. كما قال الدكتور ياسر شعبان، المدير الطبي في مستشفى العودة، إن نحو 80% من الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى يعانون من حالات تجويع وسوء تغذية حاد.
وأضاف أن استمرار نقص الأدوية والمستلزمات الطبية يُشكّل تهديدًا حقيقيًا لقدرة القطاع الصحي على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في ظل الحرب المتواصلة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن