9 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تشتعل المنافسة على الولاية الثانية في العراق مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، حيث تبرز رغبة قوية لدى قادة الرئاسات، خاصة رئاسة الوزراء، لتمديد سلطتهم.

ويعكس هذا الطموح ديناميكيات سياسية معقدة، إذ يسعى السياسيون إلى تعزيز نفوذهم عبر تحالفات داخلية ودعم خارجي فيما تظل الشرعية الشعبية التحدي الأكبر.

و يميل البعض من الطامحين  إلى الاعتماد حتى على العامل الدولي لضمان البقاء.

ويثير هذا الصراع تساؤلات حول قدرة النخب على بناء قاعدة وطنية صلبة.

و يتكرر المشهد مع كل انتخابات، مما يجعل الساحة السياسية محتدمة بالتوازنات والتناقضات.

ويبرز تصريح القيادي في تيار الحكمة الوطني حسن فدعم حول طموح الرئاسات العراقية بالحصول على ولاية ثانية إشكالية عميقة في المشهد السياسي العراقي، حيث يظل الاعتماد على العامل الدولي بديلاً عن القبول الشعبي نقطة ضعف مركزية.

ويعكس هذا التصريح واقعاً سياسياً معقداً، إذ يطمح قادة الرئاسات الثلاث (الوزراء، الجمهورية، البرلمان) منذ 2003 إلى تمديد سلطتهم، لكن اللافت هو ميلهم إلى استمالة القوى الخارجية بدلاً من تعزيز الثقة الداخلية.

ويشير فدعم إلى أن هذا النهج يتناقض مع تجارب سابقة، حيث نجحت قرارات داخلية في اختيار قادة دون تدخل خارجي حاسم، ما يعزز فكرة أن الشرعية الشعبية هي الأساس.

ويسلط الضوء على محاولات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإعادة ترتيب أوراقه داخلياً عبر التنسيق مع القوى الوطنية من مختلف المكونات، إلى جانب السعي لتحقيق توازن دولي بعيداً عن الانحياز لمحور شرقي أو غربي.

ويعكس هذا التحول محاولة لتجاوز الانقسامات التقليدية، لكنه يثير تساؤلات حول مدى قدرة السوداني على بناء قاعدة شعبية صلبة.

ويحذر فدعم من مغبة الرهان على الخارج، مؤكداً أن الحسم الحقيقي يكمن في تعزيز العلاقة مع الشعب والقوى الداخلية، وهو تحدٍ يتطلب جهوداً استثنائية في ظل الاستقطاب السياسي والتحديات الاقتصادية.

وينتقد التصريح بشكل غير مباشر النخب السياسية التي تعتمد على الضغوط الدولية، ما يعزز الانطباع بأن السياسة العراقية ما زالت رهينة توازنات خارجية.

ويتفق مراقبون على منصات التواصل،  مع وجهة نظر فدعم، مشيرين إلى أن القبول الشعبي هو الضمانة الوحيدة لاستدامة الحكم، بينما يرى آخرون أن الواقع العراقي المعقد يجعل التنسيق الدولي ضرورة لا غنى عنها.
وقال فدعم، إن طموح الرئاسات في العراق بالحصول على ولاية ثانية لا يزال قائمًا، لكن المؤسف هو “الاعتماد المفرط على العامل الدولي بدلًا من القبول الشعبي والداخلي”.

وأضاف : “من يُعوّل على الخارج لحسم ملف الولاية، فهو يُخطئ التقدير، لأن الحسم الحقيقي لا يتم إلا من خلال القبول الوطني، والجهد الحقيقي الذي يبذله الرئيس في تعزيز علاقته مع الشعب ومع القوى الداخلية الفاعلة”.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السوداني: الوقت حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة

8 مايو، 2025

بغداد/المسلة: اكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الخميس، أن بغداد عاصمة الفكر العربي والتاريخ المشترك تفتح ذراعيها لقمة العرب.

وقال السوداني في كلمة قبل مغادرته الى تركيا، إن “بغداد تحتضن القمة العربية في لحظة استثنائية تمرّ بها منطقتنا لحظة تحوّلات كبرى وصراعات مفتوحة وتحديات إقليمية مركبة”، مبينا “لقد أدارت حكومتي مرحلة معقدة اتسمت بالتحديات الإقليمية الكبيرة وما فرضته حرب غزة من ضغط متعدد الأبعاد على الدول العربية”.

واضاف ان “القمة العربية في بغداد تأتي في سياق تحولي إنها لحظة تلتقي فيها الإرادة الوطنية العراقية مع الأمل العربي العام في تجاوز الخلافات والانطلاق نحو بناء منظومة تعاون عربي فعّالة وشامل”، مؤكدا “اننا بحاجة اليوم إلى خطاب عربي مسؤول يستند إلى الواقعية السياسية ويؤمن بأن التضامن لا يعني التطابق، بل احترام الخصوصيات ضمن وحدة الهدف والمصير”.

وتابع السوداني أن “العراق يرى أن تعزيز العمل العربي يبدأ من تقوية العلاقات بين العواصم العربية من الخليج إلى المحيط على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”، معتبرا ان “التحديات التي نواجهها –من العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة والضفة ولبنان وسوريا إلى الانقسامات الداخلية في بعض الدول العربية، إلى التدخلات الإقليمية والدولية– تهدد ليس فقط أمن هذه الشعوب بل إرادتنا الجماعية كأمة”.

واشار الى “اننا نرى أن الوقت قد حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة تتجاوز البعد الإنساني لتدعم بناء الدولة الوطنية القائمة على الدستور والكرامة والتنوع”، لافتا الى انه “وفي لحظةٍ يغيب فيها الانخراط الدولي الفاعل لصالح شعوب المنطقة تزداد أهمية امتلاكنا استراتيجية تنموية عربية شاملة”.

وبين ان “العراق يدعو إلى اعتماد نهج اقتصادي تكاملي يعالج التفاوت التنموي ويعزز القدرة الجماعية على مواجهة أزمات الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد”، موضحا ان “مشروع طريق التنمية الذي أوشك على الاكتمال هو نموذج عملي لهذا التوجه، ويمكن أن يكون ركيزة لشراكات عربية حقيقية”.

ولفت الى ان “الأمن القومي العربي كلٌّ لا يتجزأ، ولا يمكن أن يتحقق من دون تعاون فعلي، وسياسات متوازنة، ومؤسسات قوية تحمي المصالح العليا للأمة”، مؤكدا اننا “اليوم لا نعيد بناء العراق فحسب بل نشارك في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط عبر سياسة خارجية متوازنة، وقيادة واعية، ومبادرات تنموية، وشراكات استراتيجية. ومن بغداد، نوجه نداءً لكل العواصم العربية: آن الأوان لأن نبدأ من جديد، على أرضية جديدة، ومنهجية جديدة، وإرادة جديدة”.

وشدد على ان “بغداد عاصمة الفكر العربي والتاريخ المشترك تفتح ذراعيها لقمة العرب، وهي على ثقة بأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأن أمامنا فرصة ثمينة لصياغة مستقبل أكثر تماسكاً وكرامةً لشعوبنا”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ماأسباب انخفاض الدولار في العراق؟
  • انتخابات العراق تحت وطأة الإنفاق المنفلت
  • اقتصادي: القروض في العراق ضمن قائمة القروض غير المنتجة
  • أسد يفترس عراقياً كان يُربيه بحديقة منزله في الكوفة
  • خور عبدالله.. تقسيم اجباري لصالح الكويت
  • العراق وتركيا يوقعان 10 مذكرات تفاهم في عدد من المجالات
  • اردوغان: نرحب بدور العراق في استقرار المنطقة
  • الأسترالي أرنولد مدرباً لمنتخب العراق
  • السوداني: الوقت حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة