مركز دراسات:لن يستقر العراق دون إلغاء الحشد الشعبي الإيراني
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
آخر تحديث: 9 غشت 2025 - 2:29 مفي خضم النقاش المحتدم حول ملف السلاح المنفلت في العراق، علّق رئيس المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، غازي فيصل، على إمكانية أن تسلك الحكومة العراقية مسارًا مشابهًا لما جرى في لبنان، عبر التصويت على حصر السلاح بيد الدولة.وقال في حديث صحفي، إن “الوضع الداخلي السياسي ومن جهة الأحزاب والجغرافية، والقرب على الحدود الإيرانية، والطبيعة الاجتماعية في العراق ماتزال تشكل تعقيدات، غير الظروف والتعقيدات التي مر بها لبنان”.
أوضح فيصل أن “الوضع السياسي في العراق يختلف عن الوضع السياسي في لبنان، لكن في نفس الوقت هناك ضغوط دولية، ومنها أمريكية، لمعالجة الاختلالات العميقة في النظام السياسي العراقي، والمطالبة بالتصدي للسلاح المنفلت، ما يشكل تناقضات كبيرة، خاصة مع اتهام الحكومة العراقية من قبل تنظيمات وفصائل مسلحة”. ويعكس هذا المشهد تعارضًا بين متطلبات الاستقرار الداخلي، وضغوط الخارج التي تدفع باتجاه تغييرات جذرية في إدارة الملف الأمني.ملف السلاح المنفلت ظل حاضرًا بقوة في المشهد العراقي منذ عام 2003، مع تزايد نفوذ الفصائل المسلحة خارج إطار الدولة. ومع أن تجارب دول مثل لبنان أظهرت تعقيدات عزل السلاح عن السياسة، إلا أن العراق يواجه تحديات مضاعفة ترتبط بجغرافيته المتاخمة لإيران، وبتركيبته الاجتماعية والسياسية المعقدة، ما يجعل أي محاولة للتطبيق على النمط اللبناني تصطدم بواقع مختلف، بحسب مراقبين.ويرى فيصل أنه “لابد بالنهاية من وضع حد، ووجود دولة دستورية واحدة، ونزع السلاح المنفلت، ويفترض أن يحصل تغيير جوهري على الصعيد الداخلي في العراق، لتصفير الوضع الذي يهدد الأمن والاستقرار في البلاد”. هذه الرؤية، وإن كانت تحمل بعدًا إصلاحيًا، إلا أن تحقيقها يتطلب توافقًا سياسيًا واسعًا وقدرة على تجاوز الانقسامات العميقة، في ظل توازنات إقليمية ودولية شديدة الحساسية.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
مركز دراسات: جيش الاحتلال يواجه استنزافًا لم يشهده منذ عقود
غزة - صفا
كشف "مركز الدراسات السياسية والتنموية"، يوم الخميس، عن تصاعد أزمة القوى البشرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكداً أن الجيش بات يواجه حالة استنزاف عميقة وتدهوراً في الجاهزية البشرية لم يشهدها منذ عقود.
ووفق ما ذكره المركز في ورقة تحليلية حديثة فإن الجيش الإسرائيلي يعاني من نزيف مزدوج يتمثل في مقتل وإصابة آلاف الجنود خلال الحرب، في مقابل تراجع حاد في الإقبال على الخدمة العسكرية، وتصاعد غير مسبوق في حالات الانتحار والفرار ورفض الانصياع للأوامر.
وقد أظهرت التقارير الرسمية والإعلامية الإسرائيلية - حسب الورقة- مؤشرات واضحة على انهيار المعنويات داخل وحدات النخبة، وارتفاع الأصوات الناقدة من داخل صفوف الجنود والضباط على حد سواء.
وأشارت الورقة إلى فشل معظم البدائل التي اعتمدها جيش الاحتلال لتجاوز هذه الأزمة، بما في ذلك الاستعانة بمزيد من المجندين الجدد، وتجنيد ضباط الاحتياط، بل وفتح قنوات لتجنيد يهود الشتات والأفارقة، في ظل استمرار النقص الفادح في القوة البشرية على الأرض، خاصة في قطاع غزة.
وتناولت الورقة صعوبات الكيان في الحفاظ على ديمومة التجنيد الإجباري والتطوعي، مع تزايد معدلات التهرب من الخدمة والرفض العلني للمشاركة في الحرب، لاسيما من قبل فئات أكاديمية وشبابية ومجموعات يسارية ودينية.
وخلصت إلى أن الأزمة البنيوية في القوى البشرية داخل الجيش الإسرائيلي باتت تشكّل عاملاً ضاغطاً على صانع القرار السياسي والأمني في "تل أبيب"، وتفرض إعادة تقييم استراتيجية الحرب في غزة، خصوصاً مع تراجع الحافزية للمجندين الجدد وفشل رواية "الحسم العسكري" في كسب ثقة الجنود.
وأوصت الورقة بضرورة البناء السياسي والإعلامي والحقوقي على هذا التآكل، وتسليط الضوء عليه باعتباره أحد مؤشرات فشل الحرب الإسرائيلية على غزة، والتأكيد على أن الاحتلال بات يفقد تدريجياً أدوات القوة البشرية التي طالما ارتكز عليها في عدوانه.