آلاف الإسبان في شوارع مدريد يهتفون بمقاطعة إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
مدريد- على وقع المطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة، ودعوة حكومتهم لقطع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، احتشد -اليوم السبت- آلاف المتظاهرين في قلب العاصمة مدريد بتنظيم من الشبكة الإسبانية للنضال ضد الاحتلال في فلسطين، بعد أكثر من 19 شهرا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقُدِّرت أعداد المشاركين بعشرات الآلاف، حسب القائمين على المظاهرة التي وصفت بـ"الحاشدة" حيث قدموا من جميع أنحاء الأقاليم الإسبانية، وانطلقوا من محطة "أتوتشا" جنوب مدريد نحو ساحة "بويرتا دي سول" وسط العاصمة.
وهتف المتظاهرون، الذين تنوعوا بين طلاب الجامعات وحتى كبار السن والعجائز، بتأكيد أن ما يحصل في غزة ليس حربا فقط بل هي إبادة جماعية، وصدحوا قائلين "من النهر إلى البحر فلسطين ستنتصر"، و"ليعيش نضال الشعب الفلسطيني"، و"هي مستشفيات وليست وحدات عسكرية".
وقال المنظمون في بيان لهم "لم يكن الواقع أكثر وضوحا من أي وقت مضى" وذكروا أنه لم يتبق أمام المجتمع الدولي إلا خياران إما المشاركة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، أو الدفاع عن عالم قائم على العدالة والمساواة.
ورفع المتظاهرون أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهي ملطخة بالدماء، في إشارة إلى مساهمتهم جميعا في "الجريمة" خاصة بعد أن زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن وبودابست رغم صدور مذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
وتمثَّلت مطالب المنظمين للفعالية، حسب بيانهم:
إعلان قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والمؤسسية والعسكرية مع إسرائيل بشكل فوري. فرض حظر شامل على تجارة الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية ومعدات المراقبة مع إسرائيل، بما في ذلك إنهاء التراخيص ووقف عبور الأسلحة عبر إسبانيا. الدعم القوي والكامل للقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وتتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية. وقف تجريم التضامن مع فلسطين. الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وتنفيذه، كما ينص عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.كما أكد البيان أن "إفلات إسرائيل من العقاب لم يكن ليتحقق لولا شبكة التواطؤ التي تدعمها، والتي تضم الحكومات التي تمتنع عن فرض العقوبات، والشركات المتعاونة مع إسرائيل، ووسائل الإعلام التي تغير الحقائق، والمؤسسات الصامتة عن الجرائم".
وأثنى القائمون على الفعالية على الاستمرار بالعمل التضامني الذي يقوم به الشعب الإسباني، وهو ما أحدث "فرقا فعليا" بتعليق الحكومة عقود الأسلحة مع إسرائيل، وإلغاء بعض الاتفاقيات التجارية والفنية معها.
كما حرص العديد من الفنانين والجامعيين والسياسيين على النأي بأنفسهم من أن يكونوا جزءا من أي نشاط متعلق بإسرائيل، حتى لا يكونوا جزءا من الإبادة الجماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
العفو الدولية: إسرائيل تتعمد قتل الصحفيين في غزة ضمن جرائم الإبادة الجماعية
أدانت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، بأشد العبارات ما وصفته بـ"القتل المتعمد" الذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، وذلك إثر غارة جوية استهدفت خيمتهم الإعلامية في مدينة غزة المحتلة، ما أدى إلى استشهاد الصحفي أنس الشريف وعدد من زملائه.
جاء ذلك عقب اغتيال إسرائيل 6 صحفيين، بينهم 4 من قناة الجزيرة، بقصف خيمتهم بمحيط "مستشفى الشفاء" بمدينة غزة مساء الأحد، ضمن إبادة جماعية مستمرة للشهر الـ22.
والصحفيون الستة هم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل، فضلا عن محمد الخالدي الذي توفي صباح الاثنين متأثرا بجراحه.
وقالت المنظمة في بيان رسمي، إن الشريف وزملاءه كانوا "عيون وصوت غزة" في وجه الحصار والدمار، واستمروا في تغطيتهم الميدانية الشجاعة رغم الجوع والإرهاق والتهديدات المباشرة بالقتل، ورغم الألم الجسدي والنفسي الذي تعرضوا له منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأكدت "العفو الدولية" أن استهداف الصحفيين في غزة يمثل سابقة مأساوية في النزاعات المسلحة الحديثة، إذ لم يشهد التاريخ المعاصر سقوط هذا العدد الكبير من الصحفيين خلال فترة زمنية قصيرة، معتبرة ذلك جزءًا من سياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع.
وطالبت المنظمة بفتح تحقيق دولي مستقل ومحايد في جرائم قتل الصحفيين الفلسطينيين، وضمان تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، إلى جانب تعويض عائلات الضحايا بما يتوافق مع القوانين والمعايير الدولية.
وحثت جميع الدول على التحرك العاجل لوقف "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في غزة، داعية إلى فرض ضغوط سياسية وقانونية واقتصادية على سلطات الاحتلال من أجل إنهاء الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان ووقف استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإعلامي.
وأكدت المنظمة أن حماية الصحفيين واجب قانوني وأخلاقي على المجتمع الدولي، وأن أي تقاعس عن ذلك يشجع على الإفلات من العقاب ويفتح الباب أمام مزيد من الجرائم.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و499 شهيدا و153 ألفا و575 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.