غزة - الوكالات
في بيان شديد اللهجة، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول العربية والإسلامية، مسؤولية التقاعس عن مواجهة ما وصفته بـ"جريمة الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسياسة التجويع الممنهجة التي باتت تفتك بالأطفال والمدنيين العزّل.

وأكدت الحركة أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية ما زالت متكدسة على أبواب القطاع، في ظل منع إسرائيلي متعمد لإدخالها، بينما يموت الأطفال جوعًا في مشهد وصفته بـ"جريمة حرب مركبة"، داعية العالم إلى أن يرفع "لا كبيرة" في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسياسة التجويع التي يستخدمها كسلاح حرب ضد السكان المحاصرين.

وأضافت حماس أنها تدعم مواقف المنظمات الأممية التي ترفض أي ترتيبات لا تحترم المبادئ الإنسانية والأخلاقية في ما يخص إدخال وتوزيع المساعدات، محذّرة من محاولات الالتفاف على معاناة الشعب الفلسطيني تحت شعارات مضللة.

وانتقدت الحركة ما أسمته بـ"الفتور المخزي" في مواقف العديد من العواصم العربية والإسلامية، مشيرة إلى أن المواقف الحالية لا ترتقي إلى حجم الكارثة التي تتكشف يومًا بعد يوم في غزة، معتبرة أن هذا الصمت يطيل أمد المأساة ويمنح الاحتلال ضوءًا أخضر للاستمرار في جرائمه.

يأتي هذا التصعيد من جانب حماس في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعًا إنسانية هي الأسوأ منذ عقود، وسط تحذيرات متزايدة من منظمات الإغاثة من مجاعة وشيكة، وانهيار شبه كامل في البنية الصحية، مع استمرار القصف ومنع المساعدات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الهوة الطبقية تنهش مجتمع العراق

11 مايو، 2025

بغداد/المسلة: ارتفعت التحذيرات الدولية من عمق الهوة الطبقية في المجتمع العراقي، بعدما أظهرت دراسة حديثة لمنظمة “باكس” الهولندية أن المشاكل الاقتصادية باتت أكثر ما يقلق العراقيين، في بلد يواجه تعافياً هشّاً من تبعات الحرب، ويتأرجح بين عودة النازحين، وتقليص المساعدات الدولية، وتفاقم معدلات البطالة، لا سيما بين فئة الشباب.

وأكّدت الدراسة، التي نُشرت على موقع “ريليف ويب”، أن العراق ما زال يراوح عند مفترق طرق، فيما يخص أمنه المجتمعي واقتصاده الانتقالي، مع تضاؤل فرص العمل بشكل غير مسبوق حتى لحملة الشهادات العليا، وغياب سياسات حقيقية لتعزيز القطاع الخاص، بينما يعتمد الاقتصاد كلياً على عائدات النفط المتقلبة، الأمر الذي يفاقم هشاشة الوضع المعيشي لملايين العراقيين.

وأوضحت المنظمة أن ما يزيد عن مليون عراقي ما زالوا في مخيمات النزوح، معظمهم في إقليم كردستان، وأن عودة الأيزيديين والنازحين من “الهول” السوري تبدو بعيدة المنال، في ظل غياب الأمن، واستمرار الوصم، وانعدام الخدمات، ونقص حاد في جهود إعادة الإعمار، ما يجعل من عودتهم ضرباً من التمني.

وتزامن ذلك مع تقليصات ضخمة في المساعدات الإنسانية، بعد القرار الأميركي الصادر في 20 كانون الثاني 2025 بتجميد كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، والذي نتج عنه إنهاء 83% من برامج الدعم الأميركي، ما أثّر بشكل مباشر على مشاريع إعادة تأهيل ودمج النازحين، وترك مئات الآلاف بلا خدمات أساسية.

وارتفعت معدلات تعاطي المخدرات، والجرائم الإلكترونية البسيطة كوسيلة للكسب غير المشروع، نتيجة تزايد الإحباط الاجتماعي، خاصة بين فئة الشباب التي حرمت من التعليم خلال سنوات حكم تنظيم داعش، ولم تجد بعد التحرير من يحتضن طاقاتها أو يعيد تأهيلها لدخول سوق العمل.

وتمخّض التقرير عن توصيات عاجلة بضرورة تطبيق حلول اقتصادية مستدامة، على رأسها تعزيز الاستثمار الأجنبي، وتنشيط القطاع الخاص، وتوفير برامج تأهيل شاملة للنازحين، مع ضرورة النظر لملف الإدمان على المخدرات كقضية صحية لا أمنية، تتطلب إنشاء مراكز علاجية لا حملات عقابية.

واستدعى التقرير ظلالاً من وقائع قريبة، حيث شهد العراق مشهداً مشابهاً عام 2018، حين اندلعت احتجاجات عنيفة في البصرة بسبب انعدام فرص العمل وسوء الخدمات، وسط حرارة تجاوزت الـ50 درجة مئوية، وأدت في حينها إلى سقوط قتلى وجرحى بعد اقتحام متظاهرين مقار حكومية وحزبية.

وواجه العراق بعد 2003 تحولات متسارعة أدت إلى خلخلة في بنيته الاجتماعية والاقتصادية، إذ انخفضت معدلات التوظيف في القطاع العام، بينما فشلت الحكومات المتعاقبة في تفعيل القطاع الخاص أو توفير حماية اجتماعية للفئات المهمشة.

وارتفعت وفق تقديرات البنك الدولي بطالة الشباب العراقي إلى أكثر من 25%، فيما بلغت نسبة الفقر أكثر من 30%، مع تفاوت حاد في توزيع الثروات، خاصة في المدن التي شهدت دماراً بسبب الحرب على تنظيم داعش، من نينوى إلى الأنبار.

واختتم التقرير بدعوة للانتباه إلى أن فشل الحكومة العراقية في معالجة الأزمة الاقتصادية لا يهدد فقط مستقبل التنمية، بل يهيئ الأرض لعودة التوترات والانفجارات الاجتماعية في أي لحظة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد 2.2 مليون إنسان في غزة
  • غارات اسرائيلية على خيام النازحين وألمانيا تنتقد حل الصراع عسكريا
  • عاجل | قيادي في حماس للجزيرة : مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق النار في غزة
  • خطة تخالف المبادئ الإنسانية
  • حماس: الموقف العربي لا يرقى لمستوى حرب التجويع والإبادة في غزة
  • الهوة الطبقية تنهش مجتمع العراق
  • السفير الأمريكي: إسرائيل ستشارك في توفير الأمن بغزة وليس توزيع المساعدات
  • أونروا: من المستحيل الاستعاضة عنا في غزة
  • تعثر مفاوضات غزة يتفاقم.. مقتل جنديين إسرائيليين ومؤسسة أمريكية تتدخل لتوزيع المساعدات