صحيفة البلاد:
2025-05-12@13:28:51 GMT

الهروب إلى الخيال..

تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT

الهروب إلى الخيال..

من الطبيعي أن يحلم الإنسان بحياة أفضل، أو يسعى لتحقيق طموح يراوده، كأن يحلم بالاستقلال المالي، تأسيس مشروعه الخاص، أو الظفر بشريك حياة تشاركه الاستقرار. تلك أحلام مشروعة، بل ضرورية، فهي الوقود الأول لكل إنجاز عظيم. غير أن الفرق الجوهري يكمن بين الحلم المرتبط بالسعي والعمل، وبين الهروب إلى الخيال عبر “أحلام اليقظة” التي لا تتجاوز جدران الذهن.


أحلام اليقظة، في جوهرها، ليست سوى ملاذ آمن من واقع مرير، يُمنِّي فيه الإنسان نفسه بعالم مثالي لا يعرف تعباً ولا عوائق. إنها أشبه برجلٍ يجلسُ كلَّ صباحٍ على أطراف الطريق، يغرق في تصوراتٍ عن كنوز لا تنضب، وقصور تُبنى بلا جهد، بينما جيبه خاوي ويداه عاجزتان عن تحصيل حتى قوت يومه. هذا النمط من الهروب لا يبني طموحاً، بل يشلّ الإرادة ويغذي الوهم.
ولأحلام اليقظة وجهان؛ أحدهما مضيء يثري الخيال ويشعل جذوة الإبداع، يُلهم الفنان والكاتب والمفكر والمبتكر، متى ما اقترن بالعمل وسُخّر كوسيلة لا كغاية. أما الوجه الآخر، فهو عاتم خانق، يُغرق صاحبه في غشاوة من الأوهام التي تفصله عن الواقع، وتعطله عن أي تقدم ملموس.
الفرق واضح بين من يتخيل مشروعاً، ثم ينهض لوضعه على أرض الواقع، وبين من يبني قصور أحلامه على رمال الخيال، فتتبدد مع أول موجة من الواقع. الأول حالم طموح، والثاني هارب منهك.
الأخطر أن يتحول هذا الهروب المستمر إلى عادة، بل إلى إدمان. فقد أظهرت دراسات نفسية أن نحو 2.5 % من البالغين يعانون من “أحلام يقظة مفرطة”، تجعلهم يقضون ساعات طويلة في عوالم متخيلة، تؤثر سلباً على إنتاجيتهم، وتشوّه علاقاتهم الاجتماعية. بعضهم يدرك عبثية هذا الانغماس، لكنه لا يقوى على التحرر منه، كمدمن يخجل من اعترافه، لكنه عاجز عن التوقف.
إن الخيال حين يتجاوز حدوده ليصبح بديلاً دائماً للواقع، يتحول من نعمة ملهمة إلى لعنة خانقة. فالهروب لا يصنع واقعاً، والراحة اللحظية التي يمنحها الخيال، تُنبت مرارة أعمق عند العودة إلى الحياة الحقيقية. وحدها الإرادة هي الجسر الذي يعبر عليه الحالم من عوالم الخيال إلى أرض الإنجاز. فالأحلام لا تُصنع في الخيال، بل تُولد في العقل، وتكبر بالعمل وتُثمر بالإصرار.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بدر الشيباني

إقرأ أيضاً:

مجموعة الهروب من الهبوط.. إنبي يتقدم على سموحة في الشوط الأول

انتهى الشوط الأول من مباراة سموحة وإنبي بتقدم الأخير بهدف نظيف في المباراة التي تجمعهما ضمن منافسات الجولة السادسة من المرحلة النهائية ببطولة الدوري الممتاز.

أحرز إنبي هدف التقدم في الدقيقة 16 عن طريق محمد شريف حتحوت، ليضع الضيوف في المقدمة، واستمرت النتيجة بتقدم إنبي حتى نهاية الشوط الأول.

وخاض سموحة المباراة بتشكيل مكون من :-
حراسة المرمى: الهاني سليمان
خط الدفاع: هشام حافظ، بركات حجاج، محمد ربيعة، إسلام جابر.
خط الوسط: دوكو دودو – عمرو السيسي محمود صابر – عبد الكبير الوادي – محمد سعيد مكرونة.
خط الهجوم: صامويل أمادي.
بينما خاض إنبي المباراة بتشكيل مكون من :-
حراسة المرمى : رضا السيد.
خط الدفاع :مصطفى دويدار – أحمد كالوشا – محمد حامد – أحمد صبيحة.
خط الوسط : أحمد العجوز – مودي ناصر – زياد كمال – صلاح زايد.
خط الهجوم: محمد شريف حتحوت – أحمد أمين أوفا.

طباعة شارك إنبي سموحة الدوري المصري أخبار الرياضة موقع صدي البلد صدي البلد رياضة

مقالات مشابهة

  • كيف تتيح لك فيفيرس كريت بناء عوالم افتراضية بدون خبرة برمجية؟
  • سقوط لص من الدور السابع أثناء الهروب من الأهالى بالمنصورة
  • الأونروا: الأزمة الإنسانية في غزة تفوق الخيال
  • حاجة من الخيال.. إعلامي يشيد بنجم برشلونة بعد مباراة الكلاسيكو
  • الماجستير بامتياز للباحث أحلام الأخفش في الإدارة والتخطيط التربوي
  • مجموعة الهروب من الهبوط.. تشكيل مودرن سبورت أمام زد بالدوري
  • مجموعة الهروب من الهبوط.. إنبي يتقدم على سموحة في الشوط الأول
  • من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايحي يصدر كتابه الجديد
  • أحلام العرب في نظام عالمي يتشكل .. حديث بلا مرتكزات