صحيفة البلاد:
2025-06-27@00:04:39 GMT

الهروب إلى الخيال..

تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT

الهروب إلى الخيال..

من الطبيعي أن يحلم الإنسان بحياة أفضل، أو يسعى لتحقيق طموح يراوده، كأن يحلم بالاستقلال المالي، تأسيس مشروعه الخاص، أو الظفر بشريك حياة تشاركه الاستقرار. تلك أحلام مشروعة، بل ضرورية، فهي الوقود الأول لكل إنجاز عظيم. غير أن الفرق الجوهري يكمن بين الحلم المرتبط بالسعي والعمل، وبين الهروب إلى الخيال عبر “أحلام اليقظة” التي لا تتجاوز جدران الذهن.


أحلام اليقظة، في جوهرها، ليست سوى ملاذ آمن من واقع مرير، يُمنِّي فيه الإنسان نفسه بعالم مثالي لا يعرف تعباً ولا عوائق. إنها أشبه برجلٍ يجلسُ كلَّ صباحٍ على أطراف الطريق، يغرق في تصوراتٍ عن كنوز لا تنضب، وقصور تُبنى بلا جهد، بينما جيبه خاوي ويداه عاجزتان عن تحصيل حتى قوت يومه. هذا النمط من الهروب لا يبني طموحاً، بل يشلّ الإرادة ويغذي الوهم.
ولأحلام اليقظة وجهان؛ أحدهما مضيء يثري الخيال ويشعل جذوة الإبداع، يُلهم الفنان والكاتب والمفكر والمبتكر، متى ما اقترن بالعمل وسُخّر كوسيلة لا كغاية. أما الوجه الآخر، فهو عاتم خانق، يُغرق صاحبه في غشاوة من الأوهام التي تفصله عن الواقع، وتعطله عن أي تقدم ملموس.
الفرق واضح بين من يتخيل مشروعاً، ثم ينهض لوضعه على أرض الواقع، وبين من يبني قصور أحلامه على رمال الخيال، فتتبدد مع أول موجة من الواقع. الأول حالم طموح، والثاني هارب منهك.
الأخطر أن يتحول هذا الهروب المستمر إلى عادة، بل إلى إدمان. فقد أظهرت دراسات نفسية أن نحو 2.5 % من البالغين يعانون من “أحلام يقظة مفرطة”، تجعلهم يقضون ساعات طويلة في عوالم متخيلة، تؤثر سلباً على إنتاجيتهم، وتشوّه علاقاتهم الاجتماعية. بعضهم يدرك عبثية هذا الانغماس، لكنه لا يقوى على التحرر منه، كمدمن يخجل من اعترافه، لكنه عاجز عن التوقف.
إن الخيال حين يتجاوز حدوده ليصبح بديلاً دائماً للواقع، يتحول من نعمة ملهمة إلى لعنة خانقة. فالهروب لا يصنع واقعاً، والراحة اللحظية التي يمنحها الخيال، تُنبت مرارة أعمق عند العودة إلى الحياة الحقيقية. وحدها الإرادة هي الجسر الذي يعبر عليه الحالم من عوالم الخيال إلى أرض الإنجاز. فالأحلام لا تُصنع في الخيال، بل تُولد في العقل، وتكبر بالعمل وتُثمر بالإصرار.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بدر الشيباني

إقرأ أيضاً:

بعد الانفصال... وليد سامي يستعد لطرح أغنية "أحلام بسيطة"



 

أعلن المطرب والملحن وليد سامي عن طرح أحدث أعماله الغنائية بعنوان "أحلام بسيطة"، في خطوة جديدة تحمل الكثير من المعاني الشخصية والفنية، وتأتي بعد فترة انفصال عاطفي مرّ بها الفنان وحرص على توثيق مشاعره من خلالها، ليمنح جمهوره عملًا صادقًا نابعًا من القلب.

تفاصيل أغنية أحلام بسيطة 

 

الأغنية الجديدة هي من كلمات الشاعر أحمد شكري، وألحان وليد سامي نفسه، في حين تولّى التوزيع الموسيقي إسلام مونتي، أما الإنتاج الفني فكان لشركة W.E، التي تعاون معها وليد في أكثر من مشروع سابق وناجح.

وتُعد "أحلام بسيطة" بمثابة عودة قوية ومؤثرة للفنان بعد مروره بتجربة شخصية تركت أثرها على حالته النفسية والإبداعية، حيث اختار أن تكون الأغنية بمثابة مرآة لواقعه، تعكس مشاعره الحقيقية بلغة موسيقية حالمة وكلمات صادقة تمس القلب.


 

ويُذكر أن الأغنية تحمل طابعًا هادئًا يميل إلى الشجن، لكنها في الوقت ذاته تحمل رسالة إيجابية، مفادها أن أبسط الأحلام قد تكون الأجمل، حتى بعد الانكسارات.

وينتظر جمهور وليد سامي صدور الأغنية رسميًا خلال الأيام القليلة المقبلة على جميع المنصات الرقمية، وسط حالة من الترقب لما سيقدّمه الفنان من تجديد في أسلوبه الغنائي، خصوصًا بعد أن قرر أن يُغني من ألحانه، وهو ما يُعد خطوة جديدة على مستوى الإنتاج الفني الذاتي.

أغنية "أحلام بسيطة" ليست فقط عملًا غنائيًا، بل شهادة حقيقية على قدرة الفن على شفاء الروح وترميم القلب، وتجسيد صادق للتجارب الإنسانية من خلال الصوت والكلمة واللحن.

مقالات مشابهة

  • القبض على سيدة متهمة بقتل طفليها في العمرانية ومحاولة الهروب إلى كورنيش النيل
  • قفزة نوعية.. قمر صناعي «كمومي» يعالج البيانات بسرعات تفوق الخيال
  • بعد الانفصال... وليد سامي يستعد لطرح أغنية "أحلام بسيطة"
  • علينا اليقظة.. إيران: لا يمكن الثقة بوعود الكيان الصهيوني
  • السماء تشتعل فوق الركاب.. فوبيا الطيران تنتقل من الخيال إلى الرادار
  • من العفاريت إلى عوالم خفية.. رحيل الفنان عماد محرم عملاق الشر
  • أحلام مستغانمي: انتهى زمن (سجّل أنا عربي) و (الأرض بتتكلم عربي)
  • أحلام الطفولة غرقت في النيل .. تفاصيل مأساة طفل الصف
  • الحكومة تعلن عن خطة وطنية للرصد و اليقظة لمواجهة حملات التضليل
  • ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة والخذلان