يمن مونيتور/قسم الأخبار

دعت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف “الرعب” في غزة؛ لأن البديل عن عدم تحركه لا يمكن لأحد تخيله.

وقالت إن الرئيس الأمريكي لديه النفوذ لكي يجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار، وإن لم يفعل، فإنه سيؤشر إلى موافقته على ما يبدو أنها خطة لدمار شامل.

وأشارت إلى أن الرئيس ترامب يتطلع إلى نصر في السياسة الخارجية مع بدء جولته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، و”بإمكانه تحقيق ذلك وإنقاذ أرواح، من خلال مطالبة إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق نار دائم مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.

قد يفضل تجنب هذه القضية، لكن لا يوجد زعيم آخر لديه النفوذ الكافي لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إنهاء هذه الحرب. وفي حالة أيد ترامب مقترحات إسرائيل الحالية، فسيمنح بذلك ضوءا أخضر من الولايات المتحدة، لما يبدو أنها خطة تدمير شامل”.

وقتل الهجوم الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 52,000 شخص في غزة، غالبيتهم من المدنيين والكثيرين منهم أطفال. وقد تم محو المخابز والمدارس والمستشفيات، ومنعت المساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهرين، وتواجه غزة المجاعة. وفي الأسبوع الماضي، أحاط القادة العسكريون الإسرائيليون جنودهم بأنه في حالة عدم التوصل لاتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، فسيتخذ القرار بتسوية غزة بالتراب وإجبار الفلسطينيين على التجمع في منطقة صغيرة من القطاع، أو الفرار خارجه.

وقال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي إن غزة “ستدمر بالكامل” وسيكتشف الفلسطينيون “اليائسون بالكامل” أنه “لا أمل”. وقال إن تحرير الأسرى “ليس الشيء الأكثر أهمية”.

وعلق منسق السياسات الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل قائلا: “نادرا ما سمعت زعيما أو دولة تعلن عن خطة تتناسب مع التعريف القانوني للإبادة”. وأصدرت محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/ يناير العام الماضي حكما بأن هناك “مخاطر محتملة” للإبادة، وتوصلت أمنستي إنترناشونال واللجنة الخاصة في الأمم المتحدة والباحثون البارزون، ومنهم إسرائيليون إلى أن الإبادة تجري في غزة.

وقد أثار هذا الاتهام غضب الكثيرين في إسرائيل، بمن فيهم نقاد الحكومة.

وتعرف اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية هذه الجريمة، بأنها أفعال ترتكب “بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية”. ويشمل ذلك القتل وتهديد ظروف الحياة.

وتعلق الصحيفة أن “التصور العلني لتدمير غزة بالكامل والسعي إلى تهجير سكانها كهدف لا كنتيجة حربية وتدمير وسائل العيش، لا يبدو مجرد وحشية بل مشروع إبادة متعمد”.

وقد رفضت مصر والأردن استقبال اللاجئين، معتبرتين أنهما ستكونان متواطئتين في جرائم حرب لو فعلتا ذلك. ورغم أن التعريف القانوني للإبادة يضع معايير عالية لإثباتها إلا أن واشنطن أعلنت عن الإبادة الجماعية أربع مرات في العقد الماضي، في العراق وسوريا وميانمار وشينجيانغ في الصين والسودان، وبدون انتظار رأي القضاة.

ومع ذلك، يتحرك القانون الدولي ببطء، ويطلب من الموقّعين على الاتفاقية، بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا، ليس فقط المعاقبة ولكن أيضا منع الإبادة الجماعية. وعادة ما تتوصل المحكمة إلى استنتاجها الخاص بعد مجادلات. وغالبا ما يجادل مؤيدو إسرائيل بأنها تحاسب وفقا لمعايير غير عادلة. لكن إسرائيل تتمتع بحماية دولية ليس فقط بسبب تاريخ الهولوكوست، ولكن أيضا كدولة ديمقراطية وحليفة للغرب. وتدعم تصرفاتها المساعدات العسكرية الأمريكية الضخمة والغطاء السياسي، وهي الآن تخطط لغزة بدون فلسطينيين. وتتساءل الصحيفة: “ما هذا، إن لم يكن إبادة جماعية؟ متى ستتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها لوقف الرعب، إن لم يكن الآن؟”.

وتقول الصحيفة إن عدم اهتمام ترامب بحياة الفلسطينيين ورغبته بتهجيرهم وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” شجع أسوأ غرائز الحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، لا يزال بإمكانه استخدام السلطة التي يملكها وحده لوقف الإبادة، وهذه فرصته لصنع التاريخ في الشرق الأوسط ولأسباب وجيهة.

وبنفس المثابة رأت صحيفة “إندبندنت” في لندن أن هناك حاجة لوقف الصمت القاتل والتحدث علنا ضد ما يحدث في غزة. وقالت في افتتاحيتها إن المنع الكامل لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يهدف إلا لتجويع السكان أياً كانوا من المقاتلين والمدنيين، وعلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس ترامب وكل قادة العالم دعوة نتنياهو لوقف الحصار.

ورأت الصحيفة أن التبرير الأولي لشن حرب على غزة بسبب هجمات حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وهو الدفاع عن النفس، لم يعد قائما. فالغضب على هجمات حماس تحول الآن إلى اشمئزاز من ضربات القوات الإسرائيلية الوحشية والتي لا ترحم والكارثة الإنسانية التي تسبب بها الحصار الكامل.

وقالت إن المدنيين ومنذ بداية الحرب هم من دفعوا الثمن الباهظ. وأضافت أن اتفاق وقف إطلاق النار في بداية العام الحالي جلب نوعا من الراحة القصيرة وأملا بأن تؤدي الهدنة المؤقتة إلى خطة سلام دائم، لكنه خفت. وقد أثار الرئيس ترامب الانتباه بخطته الغريبة وغير الأخلاقية التي تقضي بملكية الولايات المتحدة لغزة وتحويلها إلى ريفييرا متوسطية ثانية. مشيرة إلى أن الترحيل القسري لأكثر من مليوني فلسطيني من أرضهم وما تبقى من ديارهم سيمثل أكبر عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية.

وبتشجيع من الرئيس الأمريكي، أعلن نتنياهو استئناف قصف القطاع. ومن المثير للصدمة أن رد فعل المجتمع الدولي كان خافتا. وكان ينبغي على حلفاء إسرائيل، بمن فيهم بريطانيا أن ينتقدوا هذه الخطوة غير المجدية والعشوائية، فضلا عن الكارثة الإنسانية المدمرة التي تسببت بها. فقد كان صمت بريطانيا والدول الأخرى قاتلا.

وأضافت الصحيفة أن على ستارمر أن يخجل من نفسه لأنه لم يقل شيئا، وبخاصة بعد إعلان نتنياهو عن خطة جديدة لتوسيع القصف على غزة واحتلالها لأمد غير معلوم. وقد حان الوقت لكي يصحو العالم ويطالب بوقف معاناة الفلسطينيين العالقين في القطاع.

وربما يرغب البعض بتجنب الوضع لعدم قدرتهم على فهم مستوى ما يحدث، إلا أن الصحيفة تحث القراء على قراءة تقرير مراسلتيها بيل ترو ونضال حمدونة حول معاناة الأطفال الفلسطينيين، فالوقت ليس وقت حرف الأنظار.

وتعلق الصحيفة أن بريطانيا أرادت في البداية مساعدة حليف مثلها مثل بقية العالم، لكن تعهد نتنياهو بالقضاء على حماس لم يكن أبدا هدفا حربيا واقعيا. فقد تحولت حربه إلى تدمير غزة وأصبح القطاع الذي يمتد على 25 ميلا منطقة غير صالحة للعيش. وحان الوقت لأن تكسر بريطانيا صمتها وأن يفهم نتنياهو أنه لا يخوض حربا من المستحيل النصر بها، بل وغير مقبولة أيضا.

 

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن ترامب الولایات المتحدة الصحیفة أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

برج ترامب في دمشق وسلامٌ مع إسرائيل.. هكذا يحاول أحمد الشرع استمالة الرئيس الأمريكي

يعرف الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع جيدًا كيف يغازل دونالد ترامب. فالزعيم السابق لجبهة النصرة وضع خطة تؤدي كل الطرق فيها إلى قلب سيد الرئيس الأمريكي، أو هكذا يظن. ووفقًا لما نقلته شبكة "رويترز"، يفكر الشرع في بناء برج يحمل اسم ترامب في دمشق، في محاولة لإقناعه بزيارة سوريا. اعلان

نقلت وكالة "رويترز" عن جوناثان باس، الناشط الأمريكي المؤيد لترامب، الذي التقى مع الشرع لمدة أربع ساعات في 30 أبريل/نيسان الماضي، أن الرئيس السوري الانتقالي يحاول أن يرتب لقاءً شخصيًا مع الرئيس الأمريكي الذي يزور السعودية وقطر ودولة الإمارات ابتداء من 13 مايو أيار الجاري.

ومع أن الزيارة إلى سوريا تبدو مستبعدة حاليا، نظرًا لوجود أولويات لدى ترامب وجدول أعمال مزدحم وخلاف داخل إدارته حول كيفية التعامل مع الإسلاميين الذين أطاحوا بحكم الأسد، إلا أن الأمل لم يغب تمامًا، وتبقى هناك بارقة يُعوّل عليها حكام دمشق الجدد الذين يطمحون إلى رفع العقوبات عن البلاد وفك العزلة المالية الخانقة التي تعيشها سوريا.

في هذا السياق، قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن الشرع، الذي يعتقد أن "هناك نقاط مشتركة تجمعه مع ترامب، مثل تعرضهما لمحاولة اغتيال ونجاتهما بأعجوبة أيضا"، يريد أن يعقد مع الرئيس الأمريكي "صفقة من أجل بلاده" ويقدم في سبيلها "قرابين" تشمل تحسين العلاقات مع إسرائيل، والسماح لواشنطن بالوصول إلى النفط والغاز السوري، والمساعدة في محاربة إيران، ولم لا بناء برج لترامب في عاصمة الأمويين .

وقال باس لـ"رويترز": ”لقد أخبرني (الشرع) أنه يريد بناء برج ترامب في دمشق. إنه يريد السلام مع جيرانه. ما قاله لي جيد للمنطقة، وجيّد لإسرائيل“.

Relatedبضوء أخضر أمريكي.. قطر تدفع رواتب السوريين في القطاع العام باستثناء الداخلية والدفاعمن العمق السوري.. إسرائيل تعلن عن استعادة رفات جندي إسرائيلي قُتل عام 1982 في لبنانعشية زيارة ترامب.. قطر تبحث في سوريا عن رفات أمريكيين قتلهم داعش قبل عقد

ويُعوّل حاكم دمشق القوي على نجاح خطته بأن ترامب، رجل الأعمال البارع في إنجاز الصفقات، يحب "كسر التابوهات" في السياسة الأمريكية.

وقد حدث ذلك عندما التقى مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في المنطقة المنزوعة السلاح بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في عام 2019.

مع ذلك، نقل مصدر للوكالة أن اللقاء بين الرئيسين مستبعد حاليًا، لكن من المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى بين سوريا والولايات المتحدة في المنطقة خلال أسبوع زيارة ترامب.

من جهته، قال تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط: ”الوصول إلى ترامب شخصيًا أفضل وسيلة، نظرًا لصعوبة تحقيق اختراقات مع بعض الشخصيات في إدارته"، خاصة وأن واشنطن لم تحدد بعد صيغة نهائية توضح كيفية تعاملها مع سوريا.

وخلال الاجتماع الأمريكي-السوري الذي عُقد في نيويورك الشهر الماضي، وضع البيت الأبيض ما يزيد عن 10 شروط على النظام الجديد.

وكانت الإدارة الأمريكية قد أخبرت وزير خارجية الشرع ، أسعد الشيباني، أنها تعتقد أنهم لا "يقومون بما هو كافٍ"، وأنها غير راضية عن أدائهم، خاصة فيما يتعلق بتحقيق مطالبه بإبعاد المقاتلين الأجانب من المناصب العليا في الجيش وطرد أكبر عدد ممكن منهم.

وفي سياق متصل، أضافت مصادر لـ"رويترز" أن أحد الأهداف الرئيسية لمبادرات دمشق نحو واشنطن هو إيصال رسالة مفادها أن سوريا لا تشكل أي تهديد لإسرائيل.

وقال باس إن الشرع طلب منه تمرير رسائل بين سوريا وإسرائيل ربما أدت إلى لقاء مباشر بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين.

وتابع: ”أرسل الشرع للإسرائيليين غصن زيتون. وأرسلت تل أبيب الصواريخ في المقابل.. نحن بحاجة إلى ترامب للمساعدة في تسوية هذه العلاقة.“

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الغارديان: بإمكان ترامب وقف هذا الرعب في غزة وإلا فإن البديل لا يمكن تصوره
  • إعلام عبري: إسرائيل توافق على دخول المساعدات لغزة مقابل الإفراج عن الجندي عيدان
  • يديعوت أحرونوت: الجندي عيدان ألكسندر أصبح رمزا لدى ترامب
  • برج ترامب في دمشق وسلامٌ مع إسرائيل.. هكذا يحاول أحمد الشرع استمالة الرئيس الأمريكي
  • رويترز عن نتنياهو: إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف إطلاق نار مع "حماس"
  • تحذيرات اممية من استخدام “إسرائيل” المساعدات كطُعم لإجبار السكان على النزوح
  • محلل عسكري صهيوني: هذه هي “إسرائيل نتنياهو” اليوم ..!
  • ترامب يهنئ الهند وباكستان على استخدام "المنطق والذكاء"
  • يونيسيف تعقب على خطة إسرائيل بشأن إدخال المساعدات لغزة