جنرال إسرائيلي يحذر من تهديد داخلي ويدعو للمظاهرات
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
دعا جنرال إسرائيلي سابق، اليوم الاثنين، الإسرائيليين للخروج إلى الشوارع وتغيير الحكومة، محذرا من "تهديد داخلي وجودي" يفوق في خطورته حركة حماس أو أي خصم خارجي، وذلك في مقال أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والعسكرية داخل إسرائيل.
وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس اليوم تحت عنوان "لن نهزم حماس، وسوف يموت الرهائن والجنود، وهذه مجرد البداية إذا لم نقاوم"، وجّه الجنرال المتقاعد إسحاق بريك انتقادات حادة للقيادة السياسية والعسكرية، متهما إياها بالانفصال عن الواقع واستخدام الجيش لأغراض سياسية "مسيحانية" على حساب أمن الدولة.
وقال بريك، الذي شغل في السابق مناصب رفيعة، بينها مفوض شكاوى الجنود، إن إسرائيل تمر بمرحلة "عجز وطني عام"، محذرا من أن استمرار الحرب في غزة لن يؤدي سوى إلى كارثة شاملة، تبدأ بميدان القتال ولا تنتهي عند مستقبل الدولة.
وأضاف: "قادتنا ليسوا عقلانيين. إنهم يضحّون بأرواح الجنود والرهائن لخدمة أجنداتهم"، داعيا إلى تحرك شعبي واسع النطاق، وأكد أن "الخلاص لن يأتي من القادة، بل من الشارع وحده، وخروج الملايين قادر على إنقاذ إسرائيل من الانهيار".
ورسم الجنرال صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل في حال استمرار الحرب، مستندا إلى وفاة الرهائن داخل أنفاق غزة، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف الجنود، وتزايد عجز الجيش عن هزيمة حماس، وانهيار صورة إسرائيل العسكرية في الخارج.
إعلانكما حذر من تآكل الردع الإسرائيلي أمام الخصوم الإقليميين، كإيران وحزب الله والحوثيين، وتصاعد التهديد بحرب استنزاف طويلة، إلى جانب تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، خصوصا في حال فوز الحزب الديمقراطي، الذي قد يوقف الدعم العسكري.
وتوقّع بريك أن تواجه إسرائيل انهيارا اقتصاديا وأزمة اجتماعية عميقة، قد تقود إلى حرب أهلية، وسط تفكك مؤسسات الدولة الحيوية، من التعليم والصحة إلى الجيش.
وختم الجنرال مقاله قائلا: "نحن أمة من المغفلين. نُستغل ولا نحمي أنفسنا. استمرار الوضع الحالي يعني الانهيار. أي حكومة أخرى ستكون أفضل من هذه الحكومة الوهمية التي تدير إسرائيل اليوم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: أردوغان لا يمزح وينهي حلم إسرائيل بـشرق أوسط جديد
في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، يشير الضابط احتياط عميت ياجور إلى أن إسرائيل لا تزال تركز بشكل ضيق وحصري على قطاع غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، متجاهلة التطورات الإستراتيجية الأعمق التي تشكل ملامح المنطقة في المستقبل.
وينفي الكاتب أن تكون إسرائيل قد حققت أي تغيير جوهري في نهجها أو خططها على الأرض، ويصف التفاهمات التي تروج لها الحكومة بأنها "كلمات جوفاء" لا تعكس واقعا عمليا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة إسرائيلية: هكذا تغذي المساعدات الإنسانية الحروبlist 2 of 2هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من نفسهاend of listويقول الكاتب إن قرار الحكومة الإسرائيلية الأخيرة يعبّر عن محاولة الجمع بين هدفين متناقضين: تحرير الأسرى من جهة، وإجبار حماس على الاستسلام من جهة أخرى، ولكن بطريقة "غير عسكرية"، مع الإبقاء على تهديد استخدام القوة للسيطرة على مدينة غزة مستقبلا.
تخبط في الإستراتيجيةووصف ياجور هذا المنهج، بأنه يعكس تخبطا في الإستراتيجية بدل خطة واضحة للحسم.
ويؤكد الكاتب أن المفاوضات غير المباشرة التي تجري عبر وسطاء تهدف إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب تشمل انسحابا إسرائيليا كاملا مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، وتهجير قادة حماس البارزين.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن هذا الطرح بعيد عن التطبيق العملي، ويأتي في سياق تعقيدات سياسية وميدانية كبيرة.
ياجور: في الوقت الذي تغرق فيه إسرائيل في دوامة الحرب والمواجهة العسكرية، تبني أنقرة علاقات اقتصادية وعسكرية معقدة في آسيا وأفريقيا الواقع المدني: نقطة ضعف إسرائيلويرى الكاتب أن التغير الأهم الذي كان يجب أن تتبناه إسرائيل منذ سنوات، وهو إدراك أن الدور المركزي للسكان المدنيين بغزة في الصراع، قد تم تجاهله حتى الآن.
فبدلا من استهداف حاسم للمدينة ومراكز قوتها، ما زالت غزة تعمل كمدينة حية ومركز عصبي لحماس، وهو ما يخالف قواعد الحروب التي تلزم باستهداف قلب العدو.
ويتساءل الكاتب: لماذا لم تبذل إسرائيل جهدا متوازيا مع العمليات العسكرية لإخراج السكان المدنيين من القطاع، سواء كوسيلة ضغط على حماس أو لحماية المدنيين من منطقة القتال؟ هذا الإخفاق، بحسبه، سمح باستمرار حالة التوتر وعدم الحسم.
إعلان تركيا تتقدم وإسرائيل تتراجعويذهب الكاتب أبعد من ذلك ليكشف عن تحول إستراتيجي مهم في المنطقة لصالح تركيا. ففي الوقت الذي تغرق فيه إسرائيل في دوامة الحرب والمواجهة العسكرية، تبني أنقرة علاقات اقتصادية وعسكرية معقدة في آسيا وأفريقيا، مما يجعلها اللاعب الإقليمي الأكثر تأثيرا على المدى الطويل.
ويفيد ياجور بأن تركيا نجحت في لعب أدوار مزدوجة بين دعم حركات الإسلام السياسي، والتفاوض مع الولايات المتحدة كبوابة للمنطقة.
وأضاف أن هذه المرونة السياسية والأيديولوجية أكسبت تركيا مواقع متقدمة على حساب إسرائيل.
ويذكر أن اتفاق السلام التاريخي الأخير بين أذربيجان وأرمينيا برعاية أميركية، الذي يؤسس لمسار اقتصادي جديد، يمر عبر تركيا ويربط بين آسيا وأوروبا، على حساب المسار الاقتصادي الجنوبي الذي كانت إسرائيل تمثله، ويضيف أن الأزمة الأخيرة بين الهند والولايات المتحدة عززت من دور تركيا كمركز اقتصادي بديل.
وأخيرا، يحذر ياجور من أن استمرار إسرائيل في التركيز على ملف غزة وحده دون النظر إلى الصورة الأكبر سيسبب خسائر إستراتيجية كبيرة، ويهدد بتحول مركز القوة الإقليمي لصالح تركيا.