كاتب إسرائيلي: أردوغان لا يمزح وينهي حلم إسرائيل بـشرق أوسط جديد
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، يشير الضابط احتياط عميت ياجور إلى أن إسرائيل لا تزال تركز بشكل ضيق وحصري على قطاع غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، متجاهلة التطورات الإستراتيجية الأعمق التي تشكل ملامح المنطقة في المستقبل.
وينفي الكاتب أن تكون إسرائيل قد حققت أي تغيير جوهري في نهجها أو خططها على الأرض، ويصف التفاهمات التي تروج لها الحكومة بأنها "كلمات جوفاء" لا تعكس واقعا عمليا.
ويقول الكاتب إن قرار الحكومة الإسرائيلية الأخيرة يعبّر عن محاولة الجمع بين هدفين متناقضين: تحرير الأسرى من جهة، وإجبار حماس على الاستسلام من جهة أخرى، ولكن بطريقة "غير عسكرية"، مع الإبقاء على تهديد استخدام القوة للسيطرة على مدينة غزة مستقبلا.
تخبط في الإستراتيجيةووصف ياجور هذا المنهج، بأنه يعكس تخبطا في الإستراتيجية بدل خطة واضحة للحسم.
ويؤكد الكاتب أن المفاوضات غير المباشرة التي تجري عبر وسطاء تهدف إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب تشمل انسحابا إسرائيليا كاملا مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، وتهجير قادة حماس البارزين.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن هذا الطرح بعيد عن التطبيق العملي، ويأتي في سياق تعقيدات سياسية وميدانية كبيرة.
ياجور: في الوقت الذي تغرق فيه إسرائيل في دوامة الحرب والمواجهة العسكرية، تبني أنقرة علاقات اقتصادية وعسكرية معقدة في آسيا وأفريقيا الواقع المدني: نقطة ضعف إسرائيلويرى الكاتب أن التغير الأهم الذي كان يجب أن تتبناه إسرائيل منذ سنوات، وهو إدراك أن الدور المركزي للسكان المدنيين بغزة في الصراع، قد تم تجاهله حتى الآن.
فبدلا من استهداف حاسم للمدينة ومراكز قوتها، ما زالت غزة تعمل كمدينة حية ومركز عصبي لحماس، وهو ما يخالف قواعد الحروب التي تلزم باستهداف قلب العدو.
ويتساءل الكاتب: لماذا لم تبذل إسرائيل جهدا متوازيا مع العمليات العسكرية لإخراج السكان المدنيين من القطاع، سواء كوسيلة ضغط على حماس أو لحماية المدنيين من منطقة القتال؟ هذا الإخفاق، بحسبه، سمح باستمرار حالة التوتر وعدم الحسم.
إعلان تركيا تتقدم وإسرائيل تتراجعويذهب الكاتب أبعد من ذلك ليكشف عن تحول إستراتيجي مهم في المنطقة لصالح تركيا. ففي الوقت الذي تغرق فيه إسرائيل في دوامة الحرب والمواجهة العسكرية، تبني أنقرة علاقات اقتصادية وعسكرية معقدة في آسيا وأفريقيا، مما يجعلها اللاعب الإقليمي الأكثر تأثيرا على المدى الطويل.
ويفيد ياجور بأن تركيا نجحت في لعب أدوار مزدوجة بين دعم حركات الإسلام السياسي، والتفاوض مع الولايات المتحدة كبوابة للمنطقة.
وأضاف أن هذه المرونة السياسية والأيديولوجية أكسبت تركيا مواقع متقدمة على حساب إسرائيل.
ويذكر أن اتفاق السلام التاريخي الأخير بين أذربيجان وأرمينيا برعاية أميركية، الذي يؤسس لمسار اقتصادي جديد، يمر عبر تركيا ويربط بين آسيا وأوروبا، على حساب المسار الاقتصادي الجنوبي الذي كانت إسرائيل تمثله، ويضيف أن الأزمة الأخيرة بين الهند والولايات المتحدة عززت من دور تركيا كمركز اقتصادي بديل.
وأخيرا، يحذر ياجور من أن استمرار إسرائيل في التركيز على ملف غزة وحده دون النظر إلى الصورة الأكبر سيسبب خسائر إستراتيجية كبيرة، ويهدد بتحول مركز القوة الإقليمي لصالح تركيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي: لا نستبعد العودة إلى المفاوضات بشأن غزة
قال مسؤول إسرائيلي، مساء السبت، إن بلاده لا تستبعد العودة إلى المفاوضات بشأن الحرب المستمرة في قطاع غزة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر مسؤول قوله: "لا نستبعد العودة إلى المفاوضات حول اتفاق جزئي في إطار مسودة (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف".
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن "الجهود الرئيسية الآن تبذل من قبل الوسطاء"، مشيرا إلى أن المسؤولين يتلقون "بالفعل إشارات من الوسطاء مفادها أنه يمكن إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات".
وتابع: "مع إغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، تتلاشى حملة حماس للتجويع وتُدرك أنها أخطأت بنشرها فيديوهات تجويع الرهائن، ولذلك لا يُمكن استبعاد إمكانية عودتها إلى المفاوضات".
وفي وقت سابق السبت، كشف موقع "أكسيوس" الإخباري أن ويتكوف سيلتقي مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في جزيرة إيبيزا بإسبانيا، لمناقشة خطة جديدة لإنهاء الحرب في غزة.
ونقل "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين على الاجتماع أن ويتكوف ورئيس الوزراء القطري سيناقشان "خطة شاملة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس".
وأوضح أن "المبعوث الخاص ويتكوف قال مؤخرا إن إدارة ترامب تريد اتفاقا شاملا "كل شيء أو لا شيء" ينهي الحرب، وليس صفقة جزئية".
ونقل "أكسيوس" عن مصدر مشارك في المفاوضات أن قطر والولايات المتحدة تعملان على صياغة اقتراح لصفقة شاملة، سيتم تقديمها للأطراف خلال الأسبوعين المقبلين.
والجمعة، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على تنفيذ عمليات واسعة النطاق للسيطرة على غزة، ما أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء العالم.