حماس تنعي زوجة الأسير القائد جمال أبو الهيجا وتشيد ببطولات العائلة المجاهدة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
الثورة نت/
نعى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود مرداوي، الأسيرة المحررة المجاهدة أسماء محمد سباعنة، زوجة القائد الأسير الشيخ جمال أبو الهيجا، التي وافتها المنية فجر اليوم الإثنين بعد معاناة طويلة مع المرض.
وقال مرداوي: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نودع اليوم أمًا صابرة ومجاهدة، حملت لواء الثبات والمقاومة في بيتها، وقدّمت نموذجا نادرًا في الصبر والتضحية، زوجة القائد الصلب جمال أبو الهيجا، وأم الشهيد حمزة، وأم الأسرى والمطاردين الذين جسدوا جميعًا معاني الانتماء لفلسطين والوفاء لنهج الجهاد والمقاومة”.
وأوضح أنها رحلت بعدما تحملت آلام المرض، كما تحملت سنوات طويلة من القهر والحرمان، ورأت أبناءها يتوزعون بين الشهادة والسجن والمطاردة، دون أن يلين لها عزم أو تهتز لها إرادة.
وأكد مرداوي أن العدو الصهيوني عجز عن كسر إرادة هذه العائلة، رغم كل ما تعرضت له من اعتقال وتعذيب وملاحقة وهدم للمنازل، معتبراً أن رحيلها يمثل خسارة كبيرة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني، لا سيما في جنين التي أنجبت القادة والأبطال.
وأشاد بسجلِ زوجها الأسير القائد جمال أبو الهيجا وعائلته، الحافل بالبطولات والتضحياتِ في الساحات الدعوية وميادين المقاومة وقيادته لكتائبِ القسام في شمال الضفة وإشرافِه على العديد من العمليات البطولية ضد الاحتلال ومستوطنيه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الوراثة السياسية: سرطان السلطة من معاوية إلى اليوم
10 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة:
محمد عبد الجبار الشبوط
الوراثة السياسية ليست مجرّد خلل في التداول السلمي للسلطة، بل هي جريمة كبرى بحق المجتمع، واعتداء سافر على جوهر الفكرة السياسية الحديثة التي تقوم على الإرادة الشعبية، والكفاءة، والمساءلة. في العراق، كما في معظم العالم العربي، تحولت الوراثة السياسية إلى مرض عضال ينهش جسد الدولة، ويتغذى على دماء الشعب وثرواته.
من معاوية إلى أحفاد السياسة
أول من دشّن هذا النهج المسموم في التاريخ الإسلامي هو الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، الذي حوّل الخلافة من نظامٍ يقوم على الشورى والاختيار – مهما كانت شوائب تطبيقه – إلى مُلكٍ عضوض قائم على التوريث العائلي. بهذا الفعل، فتح بابًا واسعًا أمام الاستبداد، وجعل السلطة ميراثًا شخصيًا يُورَّث كما تُورَّث العقارات والمزارع، لا أمانةً تُحمَّل على الكتف لأداء الحق وخدمة الناس.
منذ تلك اللحظة، سارت أجيال من الحكّام في ركاب الوراثة، حتى صارت قاعدةً غير مكتوبة: من يحكم اليوم يورّث غدًا، ولو على أنقاض وطنٍ كامل.
الوراثة السياسية في العراق المعاصر
في عراق ما بعد 2003، عادت الوراثة السياسية بوجهٍ فجّ، وإن اختلفت شعاراتها. ما بين أحزاب إسلامية تزعم أنها تدافع عن القيم، وأحزاب علمانية ترفع راية الحداثة، تتكرر الصورة ذاتها: أبناء وأصهار وإخوة وزوجات يعتلون المناصب، أو يسيطرون على مفاصل القرار، لمجرّد أنهم ينتمون إلى “العائلة الحاكمة” داخل الحزب أو الكيان السياسي.
بهذا، تحوّلت بعض الأحزاب إلى إقطاعيات سياسية، تحكمها روابط الدم بدل الكفاءة، وتُدار بقرارات العائلة بدل البرامج الوطنية.
لماذا الوراثة السياسية خطر حضاري؟
1. تدمير مبدأ المساواة: الوراثة تجعل السلطة امتيازًا وراثيًا بدل أن تكون حقًا عامًا لكل مواطن.
2. إلغاء المنافسة السياسية: حين تحكم العائلة، تُقصى الكفاءات وتُهمَّش الأصوات الجديدة.
3. إعادة إنتاج الفساد: الوراثة تخلق شبكات مغلقة تحمي المصالح العائلية على حساب المصلحة العامة.
4. قتل الأمل بالتغيير: حين يدرك المواطن أن الحاكم سيورّث السلطة لابنه، يزول الإيمان بالتداول السلمي.
الخروج من الحلقة الجهنمية
القضاء على الوراثة السياسية يتطلب:
• دستور واضح يمنع التوريث السياسي والحزبي.
• قوانين أحزاب ديمقراطية تفرض الانتخاب الداخلي الحرّ والشفاف.
• وعي شعبي يرفض التصويت لأي مرشح يركب حصان العائلة بدل حصان الكفاءة.
الوراثة السياسية ليست قدرًا محتومًا، لكنها ستبقى جاثمة ما لم تُكسر بالوعي، والقانون، والموقف الشعبي الحاسم. فلا معاوية جديد، ولا ملكًا عضوضًا آخر، ولو غلّف نفسه براية الدين أو قناع الحداثة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts