أكد تقدير إسرائيلي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن المعسكر المناوئ للأحزاب اليمينية الحاكمة فشل في تقديم نفسه كبديل والإطاحة بالائتلاف الحكومي.

واستهجن الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون في مقال ترجمته "عربي21"، دعوات صدرت مؤخرا لتشكيل حكومة "تغيير" جديدة برئاسة أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "يسرائيل بيتنا" وبالشراكة مع يائير غولان زعيم حزب "الديمقراطيين".



وأضاف رامون أنه "ليبرمان وغولان على طرفي نقيض من الطيف السياسي، لاسيما في كل ما يتعلق بالسياسة تجاه الفلسطينيين، والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحماس في قطاع غزة، ولن يوافقا على أي محاولة لربطهما معًا، وبالتالي فإن هذا اقتراح منفصل عن الواقع، وينبع من نقص في الفهم السياسي لما قد يؤدي فعليًا لاستبدال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".

وأوضح أن "استمرار الحركات الاحتجاجية ضد الحكومة، ومحاولة الإطاحة بها، صحيح أنها حققت بعض الإنجازات السياسية في العامين الماضيين، بتأخير الانقلاب القانوني، لكنها أخفقت في مهمتها العليا وهي الإطاحة بها، وفشلت فشلا ذريعا، وهو فشل سياسي مستمر منذ أكثر من عقد، ورغم مئات الملايين التي حوّلها رجال الأعمال لمنظمات احتجاجية ومجتمع مدني لاستبدال حكومات نتنياهو، لكنهم لم ينجحوا بعد في هزيمة اليمين في صناديق الاقتراع".

وأشار إلى أن "الإنجاز الرئيسي للاحتجاج ضد الحكومة تمثل بإعلان أن المعارضة والاحتجاج فاشلان للغاية، ورغم أن الحكومة ورئيسها مسؤولان عن أسوأ كارثة حلّت بالدولة منذ المحرقة، وبدلاً من أن تُفكك المعارضة هذا الائتلاف، فإنه هو من فكّكها، ورغم هجمات يائير لابيد وبيني غانتس ويائير غولان على نتنياهو، والحملات الإعلانية التي تُطلقها حركة الاحتجاجات بملايين الشواكل ضده، لكنه أصبح أقوى سياسيًا، وعاد العديد من ناخبيه الذين تخلوا عنه بعد هجوم السابع من أكتوبر لدعمه، والحكومة التي يرأسها أكثر استقرارًا مما كانت عليه قبل الهجوم، وستُجرى الانتخابات في موعدها، أو قبله، ولكن كما يشاء".



ولفت إلى أن "فشل المعارضة في مهمتها لإسقاط الحكومة هو فشل سياسي مدوٍّ، ناتج عن جرّ قادة معسكر يسار الوسط إلى تيار الاحتجاجات، مما أدى لتوحيد الائتلاف كلّما ضعف، وأي محاولة للإطاحة بها من خلال إنشاء ائتلافٍ ثانٍ للتغيير، بقيادة ليبرمان هذه المرة، يعتبر استغلالا سياسيٌا صارخا، لأنه سيكون ائتلافا هشًاً، وربما أكثر، وسيضيف مزيدا من الانتكاسات على معسكر يسار الوسط في مواجهة إخفاقاته المتكررة في الساحة السياسية".

وأوضح أن "ليبرمان يدّعي التزامه بالتوصل لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، لكنه في الواقع يميني متطرف يسعى لضم غور الأردن وأجزاء أخرى من الضفة من جانب واحد، ويدعم توسيع المستوطنات، حتى في المراكز السكانية الفلسطينية، ويريد تفكيك السلطة، وهو الذي كان يُوصف حتى وقت قريب بأنه "الأكثر فسادًا في السياسة الإسرائيلية"، مع أنه قدّم في الماضي مشاريع قوانين للحدّ من سلطة المحكمة العليا، ومنعها من التدخل في قرار لجنة الانتخابات المركزية بشأن الموافقة على مشاركة مرشح أو قائمة أو استبعادها من الانتخابات".

وذكر أن "مجرد اقتراح تشكيل ائتلاف غير قابل للتطبيق سياسيًا بمشاركة بلشفي وقيادة يميني متطرف، يعبّر عن عجز عن فهم سبب وصول يسار الوسط لهذا الانحدار السياسي غير المسبوق، ورغم النفور الشخصي من نتنياهو، فقد تبنى هذا المعسكر مواقفه السياسية والأمنية، ورغم الروايات التي يروونها منذ السابع من أكتوبر، فقد دعم لابيد وغانتس سياسة نتنياهو في احتواء حماس لسنوات، حتى غولان "اليساري"، أوضح أن سياسة فصل الضفة عن غزة "مورد أمني مهم"، بل صرّح بأن "حماس شريكة منذ زمن طويل".

وأكد ان "الرئيس إسحاق هرتسوغ المُصنّف ضمن هذا التيار المناوئ لنتنياهو بالغ مؤخرا في تقدير مستوطنات الضفة، ووصفها بـ"الجدار الدفاعي"، في حين أن الجميع، من اليمين والوسط واليسار، يدركون أن هدفها هو ضم الضفة، وإقامة دولة ثنائية القومية، حتى أن غانتس "المُتعصّب" حذا حذوه، زاعما أن إخلاء المستوطنات من شمال القطاع كان خطأً، مما يُحيي الجدل الحقيقي الذي دار في الماضي بين اليمين، الداعم لضمّ الأراضي والسيطرة على خمسة ملايين فلسطيني، مما سيؤدي لدولة ثنائية القومية، ذات أغلبية فلسطينية، فيما يدعم يسار الوسط دولة يهودية ذات أغلبية راسخة".

وأوضح أنه "عندما يقترح اليميني ليبرمان ذات المواقف السياسية والأمنية لليمين الحاكم، فإن السبب الرئيسي لفشل معسكر يسار الوسط في هزيمة نتنياهو منذ 2009 هو تخلّيه التام عن أي محاولة لتقديم بديل أيديولوجي للمعسكر اليميني، وتفضيل استراتيجية حزب الليكود، وقد أدى فشله السياسي المستمر لإغراقه في يأس عميق، مما دفع أصحاب التوجهات اليسارية لدعم اليمينيين المتطرفين، لأنهم لم يعد لديهم أي اهتمام سوى بنتنياهو، ووهم هزيمته في الانتخابات".

وختم بالقول إنه "حان الوقت لتغيير المسار، ويجب على معسكر يسار الوسط التوقف عن استراتيجية حزب الليكود، التي أدت لهزائم في الانتخابات، وانخفاض شعبيته، مما أدى به لهزائم في صناديق الاقتراع، وانحدار سياسي غير مسبوق، والعودة للسياسة الأيديولوجية، حيث لم يتخلَّ نتنياهو والأحزاب اليمينية قط عن أيديولوجية الضمّ، التي تُفضي لدولة فصل عنصري ثنائية القومية، مما يتطلب من معسكر يسار الوسط التركيز على تقديم بديل أيديولوجي واضح، مستوحى من خيار بن غوريون لدولة يهودية على جزء من الأرض، بدلاً من دولة ثنائية القومية على كامل الأرض".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية فشل الحكومة المعارضة اليمن فشل الحكومة الاحتلال المعارضة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سیاسی ا

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: واشنطن تعلمت الدرس وفاوضت حماس بعيدا عن نتنياهو

قال المحلل السياسي لصحيفة هآرتس، يوسي فيرتر، إن إسرائيل تعرضت لإهانة موجعة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأنه أجرى مفاوضات مباشرة، من وراء ظهر حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تكللت بإطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر يوم الاثنين الماضي.

ويعود السبب في نجاح عملية الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأميركي، كما يعتقد الكاتب، إلى أن الولايات المتحدة تعلمت من تجاربها السابقة، وحافظت على سرية وأمن المعلومات حتى لا يقوم أي إسرائيلي بإفشال الصفقة مرة أخرى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: بقصفهم وتجويعهم تحولت غزة إلى مقبرة للأطفالlist 2 of 2إلباييس: تونس تنقلب على الربيع العربي وأوروبا تشاهد بصمتend of list

وتخيل الكاتب كيف كان سيكون رد فعل نتنياهو -عندما كان زعيم المعارضة السابقة داخل البرلمان الإسرائيلي- لو أن الحكومة التي تناوب على رئاستها نفتالي بينيت ويائير لبيد استيقظت ذات صباح واكتشفت أن الرئيس الأميركي قد رتب لإطلاق سراح جندي يحمل جنسية مزدوجة من خلال مفاوضات مع حركة حماس.

واشنطن تعلمت من تجاربها السابقة، وحافظت على سرية وأمن المعلومات حتى لا يقوم أي إسرائيلي بإفشال الصفقة مرة أخرى.

ووفق المحلل السياسي، لم يكن الرئيس الأميركي وقتها، جو بايدن، ولا نائبته كامالا هاريس ليجرؤا على القيام بما فعله ترامب، ولكان نتنياهو عرف ماذا يفعل، "ففي النهاية، فإن كل الخبرة التي جمعها هي الفساد والدمار، وليس البناء وإشاعة الأمل".

وجاء مقال فيرتر في الصحيفة حافلا بعبارات اتسمت بالسخرية والشماتة في نتنياهو وحكومته، حيث قال إن إطلاق سراح ألكسندر كان بمثابة كارثة حلت على مكتب رئيس الوزراء، وأصابت من بداخله بالهلع والفزع.

إعلان

وأشار إلى أن نتنياهو ظل مستيقظا طوال الليل، مما اضطر محاميه إلى أن يطلب من القضاة الذين يحاكمونه في قضية فساد أن يطلقوا سراحه، لأنه لم ينم سوى "ساعة ونصف الساعة فقط".

كما سارع المتحدثون باسم رئيس الوزراء في وسائل الإعلام إلى توبيخ ترامب يوم الاثنين، وتساءلوا "كيف يجرؤ على التحدث مباشرة مع منظمة إرهابية متمردة؟".

وسخر فيرتر من هؤلاء المتحدثين، مضيفا أنهم هم أنفسهم كانوا قد وبخوا إدارة بايدن السابقة لتجرئها على وقف تزويد إسرائيل بأسلحة معينة.

وأراد الكاتب أن يجاري معاوني نتنياهو في تصريحاتهم، متسائلا "كيف تجرؤ دولة تابعة مثل الولايات المتحدة، مرة تلو الأخرى، على الاستخفاف بإرادة القوة العظمى، إسرائيل؟".

وخلص إلى أن إدارة ترامب توصلت بسرعة كبيرة إلى الاستنتاج الذي استغرق بايدن وقتا طويلا لاستيعابه، مشيرا إلى أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين أن الحرب في قطاع غزة لا معنى لها ولا هدف، لكن نتنياهو مصمم على مواصلة القتال.

واعتبر أن الطريقة التي أُفرج بها عن ألكسندر تتناقض مع التصرفات الإجرامية لحكومة نتنياهو، التي قال إنها لا تبادر إلى أي شيء، ولا تحرك ساكنا، ولا تبذل جهدا لإنقاذ الأسرى الأحياء العشرين المتبقين لدى حماس وإعادة جثامين من لقوا حتفهم إلى إسرائيل لدفنهم بشكل لائق.

الطريقة التي أُفرج بها عن ألكسندر تتناقض مع التصرفات الإجرامية لحكومة نتنياهو، التي قال إنها لا تبادر إلى أي شيء، ولا تحرك ساكنا، ولا تبذل جهدا لإنقاذ الأسرى

وانتقد فيرتر إقدام نتنياهو على الإطاحة برئيس جهاز الشاباك الأسبق رونين بار ورئيس الموساد ديفيد برنيع من الفريق الذي كان مكلفا بالتفاوض بشأن الأسرى، والذي يعود الفضل إليه في إطلاق سراح 33 منهم.

واستغرب الكاتب من إسداء نتنياهو الشكر لترامب على "ما قدمه من مساعدة في إطلاق سراح" عيدان ألكسندر. وتساءل عن أي مساعدة قدمها له الرئيس الأميركي، وما علاقة نتنياهو بذلك، وقد كان آخر من يعلم.

إعلان

وفي النهاية، لم يشكره ترامب على الإطلاق، بل أثنى على قطر ومصر فقط، بحسب فيرتر الذي أشار إلى أن ترامب التقى بزعيم شاب في الرياض هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسيقابل قائدين شابين في الدوحة وأبو ظبي، هما الأمير تميم بن حمد آل ثاني، والشيخ محمد بن زايد، على التوالي.

ولكن أين نتنياهو من كل ذلك؟ يتساءل الكاتب قبل أن يجيب بالقول إنه اضطر إلى إرسال وفد للتفاوض في الدوحة.

ولفت إلى أن إسرائيل الآن في مأزق حرج، حيث يستعد جيشها لشن "عملية جدعون"، وهي خطة إسرائيلية جديدة تهدف لتهجير سكان غزة واحتلالها لمدة طويلة.

واختتم تحليله بالقول إن الشرق الأوسط برمته ينتظر بقلق "عربات ترامب" -في إشارة إلى خططه- وينتاب الخوف عائلات الأسرى، بينما الإسرائيليون عالقون في وحل حكومة نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي: واشنطن تعلمت الدرس وفاوضت حماس بعيدا عن نتنياهو
  • الحكومة تكشف عن عدد المشروعات التي تم التعاقد عليها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • الإطاحة بشبكة ينطلق نشاطها من المغرب وضبط 5 قناطير “مخدرات” مموهة بالبطيخ في معسكر
  • خبير إسرائيلي: نتنياهو يقترب من صدام مباشر مع ترامب بسبب غزة
  • تقدير إسرائيلي: ترامب يقطع الكعكة دون انتظار نتنياهو ويتركه مع الفتات
  • خبير إسرائيلي: شعار النصر يخفي فشل نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب
  • إعلام إسرائيلي: الحكومة تفشل في تمرير مقترحها بالكنيست لاستدعاء جنود الاحتياط
  • إعلام إسرائيلي: إبلاغ سكان غزة بتجنب الاقتراب من المناطق التي ينتشر فيها الجيش
  • قائد عسكري إسرائيلي سابق: نتنياهو يقودنا لحرب بلا نهاية