البلاد – غزة
في أحدث تصريحاته، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النقاب عن بُعد جديد في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، بالإشارة إلى “عمل الحكومة على إيجاد بلدان تستقبل سكان غزة”. رغم صياغة التصريح بلغة تبدو إنسانية، فإن السياق السياسي والعسكري المحيط به يُشير إلى محاولة إحياء مشروع الترحيل القسري للفلسطينيين، أو ما يمكن تسميته بـ”النكبة الجديدة”، لكن هذه المرة تحت عباءة “النقل الطوعي”.

إسرائيل التي تواصل حملتها العسكرية واسعة النطاق في القطاع، والتي وصفها نتنياهو بأنها ستدخل غزة “بكل قوتها”، لا تُخفي رغبتها في تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي لغزة. هذه الرغبة ظهرت مبكرًا مع حديث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن “تفريغ” القطاع من سكانه عبر الضغط العسكري والاقتصادي والإنساني، في ظل صمت دولي وتواطؤ سياسي إقليمي ضمني.
وطرحت تل أبيب سابقًا، ضمن ما تسرب من خطط ما بعد الحرب، تصورات تتضمن نقل سكان غزة إلى دول ثالثة، مع الادعاء بأن هذه العملية ستكون طوعية. إلا أن الوقائع على الأرض – من تجويع ممنهج، وتدمير شامل للبنية التحتية، وحرمان الملايين من أساسيات الحياة – تُظهر أن البيئة التي تُهيأ في غزة تهدف إلى دفع الفلسطينيين للهروب منها بحثًا عن الحياة، ما يجعل أي “نقل طوعي” في الحقيقة شكلًا من أشكال الترحيل القسري المحظور دوليًا.
تصريحات نتنياهو بعدم وجود “أي سيناريو لوقف الحرب”، تزامنت مع تحرك دبلوماسي إسرائيلي في الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس عبر وساطة قطرية وأميركية، في ملف تبادل الأسرى. هذا التناقض بين استمرار القتال والانخراط في مفاوضات، يكشف عن ازدواجية تكتيكية تهدف إلى تعزيز المكاسب الميدانية من جهة، وتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى تتعلق بإعادة تشكيل غزة ديموغرافيًا وسياسيًا من جهة أخرى.
في هذا الإطار، جاءت عملية “عربات جدعون” العسكرية، التي تهدف إلى السيطرة البرية على مزيد من مناطق القطاع. وبينما أعلنت تل أبيب تعليقها مؤقتًا بانتظار زيارة الرئيس الأمريكي، فإن الرسالة واضحة: استمرار الاحتلال الفعلي لغزة وتجذير الوجود العسكري الإسرائيلي فيها قد يكون جزءًا من خطة بعيدة المدى لتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، ما يدفع السكان إلى خيار “الخروج الطوعي”.
وفي الجانب الإنساني، تحذر الأونروا والجهات الدولية من خطر المجاعة الشامل، حيث بات أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر الموت جوعًا، في ظل الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل منذ مارس، ورفضها إدخال المساعدات، بما فيها الغذائية والطبية. تقارير المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، تشير إلى أن “الضرر غير القابل للعكس” بدأ يصيب المجتمعات المحلية داخل غزة، نتيجة النزوح المتكرر والدمار الواسع.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الأونروا أن لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول إلى القطاع، تُصر إسرائيل على نفي وجود أزمة إنسانية، في تجاهل صارخ للواقع، ما يعزز فرضية أن خلق هذه الأزمة جزء من هندسة استراتيجية لتفريغ القطاع من سكانه بوسائل غير مباشرة.
ما يبدو على السطح كحرب على حماس أو عملية أمنية واسعة النطاق، يندرج فعليًا ضمن مشروع سياسي أعمق يتبنى فرضية “الحل السكاني” لقضية غزة، عبر الضغط العسكري والإنساني لتهجير السكان. ما يجري اليوم ليس فقط حملة عسكرية، بل إعادة تشكيل جيوسياسية لسكان القطاع وحدوده ودوره في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يُعاد إحياء مفاهيم تعود إلى 1948، لكن ضمن أدوات حديثة، تدمج بين الحرب والدبلوماسية والتجويع، لفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم المصالح الإسرائيلية الاستراتيجية في الإقليم.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على مدن وبلدات الضفة

الثورة نت /..

واصلت قوات العدو الاسرائيلي ، مساء اليوم الجمعة ، حملة اعتداءاتها الواسعة على مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة ، وشملت اقتحامات ومداهمات واعتقالات واطلاق رصاص حي وقنابل غاز سام.

واقتحمت قوات العدو الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، قرية برقا وبلدة سردا بمحافظة رام الله.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوة من جيش العدو اقتحمت قرية برقا وأطلقت الرصاص الحي، وقنابل الصوت بين منازل المواطنين.

وفي تطور آخر، اقتحمت قوة من جيش العدو بلدة سردا شمال شرق رام الله، ونصبت حاجزا عسكرياً على الشارع الرئيس، بمحيط أحد مراكز التسوق، وأوقف الجنود مركبات المواطنين، ودققوا في بطاقاتهم الشخصية.

من جانب آخر، استولى جنود العدو على مفاتيح ثلاث مركبات عند الحاجز العسكري المقام على مدخل بلدة عطارة، شمال رام الله.

وذكر شهود عيان أن حركة المرور تعطلت في منطقة جسر عطارة، بعد أن استولى العدو على مفاتيح المركبات الثلاث، وتركهن وسط الطريق.

وفي طوباس تواصل قوات العدو الإسرائيلي، اقتحام منازل المواطنين في مخيم الفارعة جنوب طوباس منذ فجر اليوم الجمعة، ويتخلل ذلك الاعتداء عليهم بالضرب، واحتجاز عدد منهم.

وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في طوباس نضال عودة، بأن عدد المصابين في المخيم جراء الاعتداء بالضرب وصل إلى 15، تم نقل 8 منهم إلى المستشفى، فيما تم التعامل مع باقي الحالات ميدانيا.

كما تواصل قوات العدو اعتقال واحتجاز عدد من المواطنين الفلسطينيين والتحقيق معهم ميدانيا، فيما أفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة بأن عدد المحتجزين من المخيم منذ فجر اليوم حتى الآن زاد عن 20 محتجزا.

وأكد بني عودة أن قوات العدو كانت قد احتجزت خلال اليومين الماضيين 162 مواطنا في مراكز التحقيق الميداني، وأفرجت مع ساعات الصباح عن معظمهم فيما تم اعتقال ثمانية مواطنين بينهم أطفال، وستة من بلدة طمون، بالإضافة إلى مواطنين من بلدة عقابا.

وفجرت قوات العدو الإسرائيلي، غرفة في منزل بمخيم الفارعة جنوب طوباس.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات العدو فجرت غرفة من منزل في المخيم خلال مداهمته، ضمن العدوان المتواصل على المخيم.

وتواصل قوات العدو مداهمة منازل المواطنين في المخيم، منذ فجر اليوم، ويتخلل ذلك تفجير للأبواب، وتدمير كبير في الممتلكات، بالإضافة إلى الاعتداء على المواطنين، ونتيجة لذلك تعاملت طواقم الإسعاف مع 15 إصابة لمواطنين، فيما لا زالت عدة عائلات من المخيم خارج مساكنها بعد أن أجبرها العدو على الخروج منها، واتخاذها ثكنات عسكرية.

كما تعمل قوات العدو على اعتقال العديد من المواطنين واحتجازهم والتحقيق معهم ميدانيا، واحتجزت حتى الآن ما يزيد عن 30 مواطنا.

ويأتي ذلك مع استمرار العدوان الاسرائيلي على محافظة طوباس لليوم الثالث على التوالي، ومواصلة إغلاق مداخل المحافظة وفرض حظر التجول.

وفي الخليل ، أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق، إثر إطلاق جيش العدو الإسرائيلي قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، صوب المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى أراضيهم الزراعية في ترقوميا غرب المحافظة.

وداهمت قوات العدو ومستوطنين مدججين بالسلاح أراضي الفلسطينيين، ومنعوا المزارعين من الوصول إليها، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز السام صوبهم، ما تسبب بإصابة العشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز، عولجوا ميدانيا.

كما قمعت قوات العدو وقفة نظمها أصحاب الأراضي والمنازل في مراح أبو رعية، وشِعب أبو ساكور ببلدة ترقوميا، وأجبرت المواطنين والنشطاء الأجانب على مغادرة المكان بالقوة.

وفي قلقيلية تصدى أهالي قريتي بيت ليد وكفر قدوم شرق المحافظة ، لهجوم نفّذه مستوطنون في المنطقة الشمالية من كفر قدوم.

وأفادت مصادر محلية بأن الأهالي واجهوا هجوم المستوطنين في المنطقة الواقعة بين القريتين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في المنطقة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

مقالات مشابهة

  • مع نظرة مستقبلية مستقرة.. موديز تؤكد تصنيف السعودية عند (Aa3)
  • رغم اتفاق وقف الحرب على غزة.. الاحتلال يواصل القصف
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بقصف غزة
  • الاحتلال ينفذ عمليات نسف واسعة بمناطق في القطاع
  • قطاع المعاهد الأزهرية يواصل المتابعات الميدانية لتعزيز جودة التعليم
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل هدم منازل المهجرين في مخيم جنين
  • العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على مدن وبلدات الضفة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل حملتها العسكرية بطوباس
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف غزة
  • الاحتلال يواصل خروقاته.. غارات ونسف منازل شرقي القطاع