الاقتصاد الصيني يتعافى بقوة ولكن عدم اليقين يظل قائمًا حتى 2024
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
في وقت مبكر من العام الحالي، كانت الصين أحد الأسباب الرئيسية وراء توقعاتنا التي تفوق إجماع التوقعات بشأن النمو العالمي لعام 2023. وهيمنت الرؤى السلبية من قبل المستثمرين والمحللين على الأجندة الاقتصادية، حيث أشارت توقعات بلومبرغ إلى تعافٍ صيني بطيء تبلغ نسبته 4.8% بعد أداء ضعيف في عام 2022.
إجماع بلومبرغ هو أداة لرصد التوقعات العالمية للاقتصاديين ومراكز الفكر ودور الأبحاث، وتقدم مجموعة من التوقعات بالإضافة إلى نقطة متوسطة لتوقعات السوق.
جاءت توقعات النمو المنخفضة في أعقاب فترة من الرياح المعاكسة السلبية المتتالية، مثل الموجات الجديدة من كوفيد، والإغلاق المتواصل للمدن الكبرى، والأزمة العقارية، والدعم الضعيف عبر السياسات، وعدم اليقين في القطاع الخاص المرتبط بالإجراءات التنظيمية الصارمة على شركات الابتكار.
أكد التقرير الاسبوعي لبنك قطر الوطني QNBأنه على الرغم من كل الرياح المعاكسة في عام 2022، فقد كنا نتوقع أن نشهد تعافياً دورياً أكثر قوة في الصين هذا العام، حيث كانت البلاد تستعد للابتعاد عن الإجراءات الصحية والسياسات الاقتصادية المشددة للغاية.
إعادة الانفتاح الاقتصادي
لم يمضٍ وقت طويل حتى تغير هذا الوضع في الصين، حيث بدأت البلد ما سُمي بعملية "إعادة الانفتاح الاقتصادي".
نتيجة لذلك، منذ بداية العام، نمت توقعات النمو في الصين بمقدار 70 نقطة أساس لتصل إلى 5.5%.
على الرغم من الضعف المستمر في قطاع التصنيع، ازدهر استهلاك الخدمات حتى تجاوز المستويات التي كانت سائدة قبل الجائحة.
بعد مرور سبعة أشهر ابقي QNB توقعاته للنمو في الصين عند 5.5% في عام 2023.
في الفترة القادمة، ونظراً لانتهاء عملية إعادة الانفتاح الاقتصادي، فإن السيناريو يتسم بقدر أكبر من عدم اليقين.
ويتضح عدم اليقين هذا في التناقض الكبير بين الحد الأقصى والحد الأدنى للتوقعات بشأن نمو الاقتصاد الصيني في عام 2024:
ويتوقع المحللون الأكثر تفاؤلاً نمواً بنسبة 6.4%، بينما يشير أولئك الأكثر تشاؤماً إلى نمو بنسبة 2.8% فقط.
والاختلاف جوهري، ليس فقط بالنسبة للصين ولكن بالنسبة للاقتصاد العالمي بأسره.
إذا ثبتت صحة التوقعات المتفائلة، ستضيف الصين حوالي 1.3 تريليون دولار أمريكي إلى الاقتصاد العالمي.
في المقابل، إذا تحقق السيناريو الهبوطي، فستضيف الصين 542 مليار دولار فقط.
الفجوة بين النتيجتين، والتي تبلغ 750 مليار دولار، هي ما يفصل الناتج المحلي الإجمالي لدولة كبيرة نسبياً مثل إسبانيا عن دولة أصغر مثل النمسا.
المتشائمين والمتفائلين
من وجهة نظرنا، من المرجح أن تخيب توقعات كل من المتشائمين والمتفائلين بشأن النمو في الصين، حيث نتوقع أن تحافظ البلاد على معدل نمو معتدل يبلغ حوالي 5% العام المقبل.
ويرجع QNB ذلك إلي عاملين رئيسيين الأول: من المرجح أن تخيب توقعات المحللين الأكثر تشاؤماً وذلك لأن قطاع التصنيع مهيأ للتوسع على خلفية تحسن الدخل الحقيقي على مستوى العالم،
وتراجع أزمة الطاقة، والحاجة إلى تجديد مستويات المخزون بعد فترة طويلة من خفض المخزونات.
وستكون هذه العوامل داعمة لقطاع التصنيع الصيني، الذي يعاني حالياً من ضعف الطلب العالمي، على الرغم من التعافي المستمر في الاقتصاد المحلي.
تعافي قطاع الخدمات
والثاني: سيتعين على المحللين الأكثر تفاؤلاً التعامل مع حقيقة أن عملية تعافي قطاع الخدمات في الصين بدأت بالفعل تفقد زخمها وأن أي دعم رسمي من المرجح أن يكون محدوداً.
والحوافز المالية والنقدية مقيدة حتى الآن، وتم تعديلها للحفاظ على المستوى الطبيعي للنشاط ولكن ليس لإنتاج نوع الطفرات الاستثمارية التي كانت جزءاً من دورات التيسير الصينية في الماضي.
في حين أنه من المتوقع وجود حوافز إضافية من الآن وحتى عام 2024، فإننا لا نرى "تدابير قوية" هذه المرة.
وتحرص السلطات الصينية على رؤية الاقتصاد الصيني يتكيف مع نموذج نمو أقل اعتماداً على التوسع في رأس المال الثابت، ومشاريع البنية التحتية الضخمة، والتطوير العقاري. بدلاً من ذلك، هناك توجه لتفضيل التصنيع والاستهلاك عالي التقنية.
في خضم هذا التحول، من المرجح أن يعتدل النمو طويل الأجل بشكل طبيعي.
وينتهي تحليل QNB إلي أن فاق النمو الصيني توقعات المحللين حتى الآن هذا العام، لكن يظل عام 2024 متسماً بعدم اليقين.
ويتوقع أن يكون نمو إجمالي الناتج المحلي قوياً في حدود 5% في الصين لعام 2024، حيث ستعود دورة التصنيع العالمية إلى الوضع التوسعي وستقوم السلطات الصينية بتعديل سياساتها التحفيزية بعناية لمنع دورات الازدهار والكساد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصين النمو العالمي بلومبرغ من المرجح أن فی الصین فی عام عام 2024
إقرأ أيضاً:
درجات الحرارة في السعودية خلال موسم الحج 1446.. توقعات الأرصاد وتحذيرات للحجاج
أعلن المركز الوطني للأرصاد أن حالة الطقس المتوقعة على المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، ستكون حارّة إلى شديدة الحرارة، مع درجات حرارة عظمى تتراوح ما بين 40 إلى 47 درجة مئوية، وصغرى ما بين 27 إلى 32 درجة مئوية، ونسبة رطوبة متوقعة ما بين 15% إلى 60%.
حالة الطقس أثناء حج 2025وأشار الرئيس التنفيذي للمركز الدكتور أيمن بن سالم غلام، إلى أن الرياح ستكون شمالية إلى شمالية غربية بسرعة تتراوح ما بين (25 إلى 35 كلم/ساعة)، مع نشاط مثير للأتربة والغبار، قد يؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية الأفقية، خاصة في المناطق المكشوفة والطرق السريعة.
ولفت النظر إلى احتمالية تكوّن سحب رعدية على مرتفعات الطائف، ويمتد تأثيرها إلى المشاعر المقدسة خلال الفترة من الـ8 إلى الـ13 من شهر ذي الحجة، يصاحبها رياح هابطة نشطة ومثيرة للأتربة والغبار.
أوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام، عن حالة الطقس المتوقعة على المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، مبينًا أن الأجواء ستكون – بمشيئة الله – حارّة إلى شديدة الحرارة، مع درجات حرارة عظمى تتراوح ما بين 40 إلى 47 درجة مئوية، وصغرى ما بين 27 إلى 32 درجة مئوية، ونسبة رطوبة متوقعة ما بين 15% إلى 60%.
جاء ذلك خلال جولة الرئيس التنفيذي اليوم، للوقوف على جاهزية أعمال المركز في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث أكد استعداد المركز لموسم حج هذا العام عبر منظومة تشغيلية متكاملة من التقنيات الحديثة والكوادر الوطنية المؤهلة، دعمًا للجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، وتحقيقًا لأعلى مستويات الدقة في مراقبة وتحليل الظواهر الجوية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة في تسخير الإمكانات كافة لتيسير أداء المناسك.
وتشمل خطة المركز الوطني للأرصاد في حج هذا العام، مراقبة الأجواء في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، والمنافذ والمطارات والطرق المؤدية إليها، باستخدام رادارات الطقس، وصور الأقمار الصناعية، والنموذج العددي السعودي، بإشراف كوادر وطنية مدربة على أعلى المستويات.
وفي إطار التوسع في التغطية الجغرافية، عزز المركز شبكة الرصد في مكة والمشاعر بـ16 محطة أوتوماتيكية، ومحطتين مأهولتين في منى وعرفة، تُصدر ما مجموعه 1920 نشرة جوية ساعية، إلى جانب مركز رصد متنقل وغرفة عمليات متكاملة تعمل على مدار الساعة.
وفي المدينة المنورة، يشغّل المركز 6 محطات أوتوماتيكية، ومرصدًا مأهولًا في مطار المدينة، إضافة إلى رادار خاص يغطي المنطقة، تدعمه ثلاثة رادارات أخرى في جدة والطائف وينبع.
كما أطلق المركز الوطني للأرصاد، مركز الإنتاج الإعلامي والتوعوي في مشعر منى، لتقديم النشرات الجوية والرسائل التوعوية بعدة لغات عبر 14 خدمة إعلامية ورقمية موجهة للحجاج والجهات ذات العلاقة، باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ووسائل التصوير المتقدمة.
كما تشارك ضمن خطة المركز في حج هذا العام المراكز الإقليمي، وهي المركز الإقليمي للعواصف الغبارية والرملية، ومركز التغير المناخي، وبرنامج استمطار السحب، للإسهام في دعم موسم الحج من خلال تقديم الدراسات المناخية وتحليل الظواهر الجوية، وبحث فرص تحسين الطقس بما يعزز سلامة وراحة ضيوف الرحمن.