فيما أهل غزة يتضورون جوعاً .. مليارات الدولارات تنتظر ترامب في زيارته المرتقبة للمنطقة ! ..
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
صلاح المقداد*
من المُقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي المهووس دونالد ترامب الثلاثاء الثالث عشر من مايو الجاري زيارة رسمية للمنطقة هي الأهم لرئيس أمريكي منذ عقود طويلة، وتشمل زيارة ترامب بقرته الحلوب ( السعودية) وإمارة قطر ودويلة الإمارات .
وتنتظر ترامب المتلهف كثيراً للحصول على أموال مشيخات النفط الخليجية مُفاجآت عدة سارة يسيل لها لعابه، قد تعوض أمريكا بعض ما خسرته بسبب قراراته المثيرة للجدل المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية على عدد من الدول والتي استهل بها فترة رئاسته الثانية.
حيث من المنتظر أن يوقع ترامب خلال زيارته للرياض اتفاقيات وصفقات مع ابن سلمان تحصل بموجبها أمريكا على ترليون دولار، غير الهدايا الثمينة والنفيسة التي سيحصل عليها من بني سعود، في الوقت الذي يتضور فيه ملايين الفلسطينيين بغزة جوعًا بسبب استمرار العدوان الصهيوني عليهم ومحاصرتهم من قبل سلطات الإحتلال والدول العربية المحيطة والمجاورة لقطاع غزة.
فيما أشارت وسائل اعلام غربية ومنها شبكة “إيه بي سي” الأمريكية إلى أن إمارة قطر بدورها قدمت طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة للغاية، كهدية للرئيس ترامب بقيمة 400 مليون دولار، والتي قد تكون الهدية الأكثر قيمة على الإطلاق التي تُقدم للولايات المتحدة من حكومة أجنبية .
وتأتي هدية قطر هذه لسيد الأعراب ومولاهم ترامب تعبيراً عن الولاء للعم سام وتأكيداً لتبعية هؤلاء الأعراب لسيد البيت الأبيض .
كذلك من المتوقع أن يحصل ترامب من دويلة الأمارات أثناء زيارته لأبو ظبي على مليارات الدولارات نظير اتفاقيات وصفقات متعددة يبرمها مع بن زايد، وستذهب هذه الأموال إلى الخزينة الأمريكية التي تمول جريمة إبادة الشعب الفلسطيني بغزة وتقتل اليمنيين في بلادهم بلا ذنب سوى تحركهم لإسناد اخوتهم بالقطاع في معركة طوفان الأقصى .
وبهذا يبلغ السفه العربي مُنتهاه ومبلغه الذي لا يُطاق ولا يمكن تبريره والسكوت عليه ، لا سيما وقد تجاوز هذه المرة حدود المعقول والممكن والمقبول والمحظور، على أن الأدهى والأنكى من ذلك أن هذا السفه العربي الغير مسبوق يأتي في ظل استمرار أمريكا في دعمها اللامحدود للصهاينة ليستمروا في إبادة ملايين الفلسطينيين المحاصرين في غزة ، ومع استمرار آلة الحرب الصهيونية الفتاكة الأمريكية الصنع في حصد أرواحهم بشكل يومي وإرسالهم إلى ثلاجات الموتى بالمشافي ثم إلى المقابر، والبعض منهم قد قطعت ومزقت أعضائه وصاروا أشلاء في مشهد دامي وقاسي لم يهز ضمير العالم والإنسانية أو يحرك ساكنًا في عالم منافق صامت وفي الصدارة من يسمون أنفسهم عربًا ومسلمين ! .
وفي المحصل فإن ما ستكسبه أمريكا خلال زيارة رئيسها ترامب المرتقبة للمنطقة من أموال تقدر بمليارات الدولارات من أعراب الخليج تكفي لتحقيق نقلة نوعية لشعوب ودول عربية فقيرة وحل الكثير من مشاكلها الإجتماعية والإقتصادية.
كما يؤكد ذلك السفه لحكام المشيخات النفطية الخليجية حقيقة انعدام عدالة توزيع الثروة التي تعاني منها الأمة كمعضلة تاريخية مزمنة وجزء من اشكالية العالم العربي المستمرة، حيث تحتكر الثروة أقلية مترفة مرتهنة للخارج وتقوم بتبديدها بكل صفاقة وسفه وهي حق عام لكل أبناء الأمة جمعاء.
فضلاً عن ذلك فإن بقاء هذه الثروة بأيدي سفهاء هذه الأمة ومترفيها يجعل من تلك الثروة نقمة لا نعمة، إذ أن التصرف بها واهدارها على ذلك النحو جعلها كذلك وحولها لأن تكون أخطر معاول الهدم والتدمير لهذه الأمة ، وجرى تسخيرها لتدمير بلدان وشعوب كما حدث ويحدث في أكثر من بلد عربي والنماذج والأمثلة كثيرة .
وآن لأنظمة الخليج التي تُمارس العهر السياسي بإحترافية عالية أن تنتهي وتتوقف عن تبديد الثروة التي هي ملك للأمة العربية قاطبة ويعود حكامها إلى رشدهم ويرعوون عن ذلك السفه والواجب أن تسخر تلك الثروة لما فيه مصلحة الأمة وتنمية دولها وشعوبها لا أن تذهب عائداتها وريعها للأعداء وعلى رأسهم أمريكا، وعلى مثل حكام الخليج ينطبق قوله تعالى : “إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة” .
*المقال يعبر عن رأي الكاتب
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
قمة الرياض المرتقبة.. ملفات فلسطين وسلاح حزب الله على طاولة ترامب
تستعد العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء لاحتضان قمة إقليمية استثنائية تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك وسط تقارير بشأن إمكانية مشاركة الرئيسين اللبناني جوزيف عون، والسوري أحمد الشرع.
ونقلت صحيفة "تايم أوف إسرائيل" العبرية عن مصدر دبلوماسي مطلع أن الاقتراح بعقد القمة جاء بمبادرة من الأمير محمد بن سلمان، وقد نال موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن جهود سعودية لإعادة تأكيد دور المملكة القيادي في المنطقة، خصوصًا في ظل تعثر مسار التطبيع بين إسرائيل والسعودية، واشتداد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكدت أن ترامب قد صرح في شباط / فبراير، أن السعودية لم تعد تطالب بإقامة دولة فلسطينية كشرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو تصريح أثار نفيًا سعوديا عاجلا في ذلك الوقت.
ووفقًا للمصدر، فإن ترامب وافق على طلب بن سلمان بضم القادة العرب الآخرين إلى الاجتماع، والذي سيأتي في بداية زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة بين 13 و16 أيار / مايو.
بحسب تقارير رويترز، فإن بن سلمان يسعى إلى انتزاع تعهد أمريكي رسمي بدعم إقامة الدولة الفلسطينية كشرط أساسي في أي اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل، وهو ما يراه ولي العهد إنجازا دبلوماسيا بارزا يمكن أن يحدث تحولا في الموقف العربي والإسلامي إزاء هذا الملف.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تواجه فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق، لا سيما في لبنان، حيث تتزايد الدعوات الدولية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وتوسيع صلاحيات قوات اليونيفيل جنوب الليطاني، إلى جانب استمرار التوتر الحدودي بين حزب الله وإسرائيل.
من جانب آخر، فإن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول قمة عربية دولية له منذ توليه السلطة، تشير إلى تقارب تدريجي مع المحور الخليجي بدفع أمريكي-روسي مشترك، حسب المصادر.
رغم ذلك، أثيرت تساؤلات حول مشاركة الرئيس محمود عباس، حيث نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر في السلطة الفلسطينية نفيه وجود ترتيبات لزيارة عباس إلى الرياض حاليًا، مؤكدًا أنه ما زال في موسكو لعقد محادثات رسمية.
ومع ذلك، أشارت تقارير إسرائيلية وأمريكية إلى أن الدعوة قد وجهت بالفعل إلى القيادة الفلسطينية، في محاولة لمنح اللقاء زخما سياسيا.
من جهته، يسعى ترامب إلى استثمار القمة في تعزيز موقعه الدولي عبر إبرام تفاهمات كبرى تشمل ملفات الأمن الإقليمي، وإعادة الإعمار في سوريا ولبنان، إلى جانب جذب استثمارات سعودية وخليجية ضخمة في البنية التحتية الأمريكية، ضمن خطة "النهضة الاقتصادية" التي يروج لها ترامب.
أكدت التقارير أن ترامب يسعى للحصول على حزمة استثمارية تتجاوز تريليون دولار خلال زيارته، تشمل قطاعات التكنولوجيا والطاقة والدفاع.
وأشار التقارير الصحفية إلى أن انعقاد القمة يأتي في ظل غياب واضح لإسرائيل عن الطاولة، وهو ما يعكس — وفق محللين — رغبة سعودية بإعادة ترتيب الأوراق العربية أولًا قبل اتخاذ أي خطوات إضافية نحو التطبيع، كما تأتي وسط دعوات دولية متزايدة لوقف الحرب الإسرائيلية في غزة، التي أسفرت عن آلاف الشهداء وموجة نزوح جماعي.