شبكة اخبار العراق:
2025-12-13@01:40:25 GMT

مسرح الطفل وتحديات التكنولوجيا

تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT

مسرح الطفل وتحديات التكنولوجيا

آخر تحديث: 15 ماي 2025 - 12:17 مد. بهاء محمود علوان يُعدُّ مسرح الطفل من الفنون التي تعكس تطلّعات وأحلام الأطفال. يتمتع هذا الفن بأهمية خاصة لأنّه ينقل قيماً تربويّة وثقافيّة بطريقة جذّابة. ويجسّد مسرح الطفل العالمي تطوراً مستمراً عبر السنين. ومن الضروري معرفة العوامل التي أسهمت في تطور مسرح الطفل، وتأثير هذا المسرح على المجتمع.

ومن الضروري إلقاء الضوء على رواد مسرح الطفل، الذين تركوا بصمة واضحة في نشأة وتطوير هذهِ الحركة المسرحيّة المهمة. ويعود تاريخ مسرح الطفل إلى قرون مضت.ومع ذلك، برزت أشكال جديدة للتعبير المسرحي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. حيث أدرك المعلّمون والمربّون ومنتجو المسرح حاجة الأطفال إلى الحصول على تجارب ثقافيّة مخصصة لهم. هذا الجانب التربوي كان شغلاً شاغلاً للمربي التربوي عبد الجبار حسن. وقد شكلت مسرحيات الأطفال جزءاً من المناهج التعليميّة، مما أدى إلى دمج الفن في الحياة اليوميّة للأطفال. هذا التطور لم يكن عفويّاً، بل جاء نتيجة لتفاعل الفكر الاجتماعي والثقافي مع الاحتياجات النفسيّة للأطفال. هناك العديد من الرواد العالميين الذين أسهموا في تشكيل مسرح الطفل، منهم أوغوست ويلموز، الذي يعد من الشخصيات الرئيسية في هذا المجال، فقد قدم مسرحيات تتميز بالبصريّة والجاذبيّة، مما ساعد على جذب انتباه الأطفال. كما أسهمت ماريون هيرش في استخدام الوسائل التربويّة في مسرح الأطفال من خلال تطوير تقنيات تسهم في تعزيز الخيال لديهم. هذه الأسماء ليست وحدها، حيث شهدت الساحة العالميّة ظهور فنانين آخرين أسهموا بشكل كبير في تنمية هذا الفن.تتعدد أشكال المسرح التي يتم تقديمها للأطفال، من المسرح التقليدي إلى المسرح التجريبي. ويتضمن مسرح الطفل استخدام الدمى، الحركات الجسدية والموسيقى، وهي عناصر تهدف إلى إثارة خيال الأطفال وجذب إعجابهم. وتمثل هذه العناصر وسيلة فعّالة لتعليم القيم الأخلاقيّة والاجتماعيّة. على سبيل المثال، قُدمت العديد من البرامج التلفزيونيّة والمسرحيات الحيَّة مناهج تعليميَّة تشمل القصص ذات العبر والدروس. كان لتأثير مسرح الطفل تأثيرات عميقة على المجتمعات. فهو يعمل على تعزيز التواصل بين الأطفال ويشجعهم على التعبير عن أنفسهم. ويعزز مسرح الطفل الثقة بالنفس ويساعد في تطوير المهارات الاجتماعية. في الآونة الأخيرة، أصبحت التقنيات الحديثة جزءاً لا يتجزأ من هذه التجربة. إذ تمَّ إدخال تقنيات الخيال العلمي المعزز والواقع الافتراضي لخلق تجارب مسرحية جديدة ومثيرة. أتاحت هذه الابتكارات للأثر الإبداعي أن يتجاوز حدود الخيال البشري، مما أعطى الأطفال فرصة لاستكشاف العوالم المختلفة بطريقة أكثر تفاعليّة. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزه مسرح الطفل، إلا أنه يواجه بعض التحديات، منها التغيرات السريعة في التكنولوجيا ووسائل الإعلام. إذ يُفضّل الأطفال قضاء وقتهم في الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا التحول قد يؤثر في قدرتهم على الاستمتاع بالفنون التقليديَّة. ومع ذلك، فإنّ الفنانين والمربّين يعملون جاهدين لإيجاد وسائل جديدة لجذب انتباه الأطفال، وفي هذا المنحى لا بدَّ لنا من الوقوف على تجربة الفنان الرائد عبد الجبار حسن، الذي قدم العديد من المسرحيات الهادفة التي من خلالها يمكن تنمية عقليّة الطفل بشكلٍ تربوي ممنهج. فقد ركز حسن على دمج قصص الأطفال مع التكنولوجيا الحديثة لجعل التجربة أكثر جاذبية، وكانت تجربته تتطلع نحو المستقبل بإثارة. من المتوقع أن يستمر مسرح الطفل في التطور وفقاً للتغيرات الثقافية والاجتماعية. قد تثري الاتجاهات الجديدة مثل المسرح البيئي ومسرح المجتمعات المهمّشة مسرح الطفل، إذ يسعى الفنانون إلى تقديم موضوعات تعكس القضايا الاجتماعية الراهنة. يمكن أن تكون هذه التطورات مهمة في تعزيز العلاقات بين الأجيال وتعليم الأطفال حول مواضيع تجاه القضايا المجتمعيّة.وتعد تجربة عبد الجبار حسن لمسرح الطفل فناً حيوياً يعكس تطلعات الأطفال وأحلامهم. اسهم العديد من الرواد في تشكيل هذا الفن وجعله وسيلة تعليميّة ضروريّة. من خلال دمج التكنولوجيا ووسائل التعبير الحديثة، ليتمكن هذا المسرح من الاستمرار في تحقيق تأثيره التعليمي والترفيهي. ولكن مع التغيرات المتواصلة في المجتمع، يبقى السؤال حول كيفية تكييف هذا الفن ليظل قادرًا على جذب انتباه الأطفال وتحقيق أهدافه التعليمية ماثلًا أمامنا؟ لا شكَّ أنَّ الكتابة لمسرح الأطفال تُعدّ وسيلةً حيويةً للتعليم والإبداع والنمو العاطفي لدى جمهور الشباب. وتستكشف تجربة حسن أهمية الكتابة في هذا النوع المسرحي، ويُحدد تقنيات الكتابة الرئيسة، وينظر في مستقبل مسرح الأطفال في عالمٍ سريع التغيّر.يُقدّم مسرح الأطفال وسيلةً فريدةً لسرد القصص التي تلقى صدىً لدى جمهور الشباب، فهو يُوفّر مساحةً إبداعيّةً تزدهر فيها الإبداعات. تتطلب الكتابة لهذه الفئة السكانيّة نهجًا مُحدّدًا، إذ تتطلب فهمًا لعلم نفس الطفل ومراحل نموه. غالبًا ما يتفاعل الأطفال الصغار مع قصصٍ تعكس تجاربهم ومخاوفهم وتطلعاتهم، ويستجيبون لسردياتٍ سهلة الفهم ومثيرةٍ للتفكير في الوقت نفسه. لذلك، يجب على الكُتّاب الموازنة بين بساطة اللغة وعمق الموضوعات. وفي مجال مسرح الطفل العالمي شكّلت شخصياتٌ مؤثرةٌ في مسرح الأطفال المشهدَ الأدبي بشكلٍ كبير. فقد أبدع كُتّاب مسرحياتٌ مثل ب. ل. ترافرز، ومؤخرًا سارة جونز، أعمالًا تُشرك الأطفال في قضايا اجتماعية مهمة مع الحفاظ على سردٍ مُسلٍّ. رغم أن (ماري بوبينز) لترافرز كانت في البداية كتابًا، إلا أنها عُدّلت للمسرح ولا تزال تُمثّل عملًا أساسيًا. تناولت أعمالٌ معاصرة موضوعات مثل التنوع والشمول، مستمدةً من تعقيدات الطفولة الحديثة. لا يقتصر دور هؤلاء الكُتّاب على الترفيه فحسب، بل يُثقّفون أيضًا، مُعالجين قضايا واقعية يواجهها الأطفال. تتطلب الكتابة لمسرح الأطفال تقنياتٍ مُتنوعة تُعزز التفاعل والفهم. ومن أهم هذه التقنيات استخدام شخصياتٍ قريبة من قلوب الأطفال. يجب أن تتوافق رحلة الشخصية مع تجارب الأطفال. على سبيل المثال، يُتيح بطل الرواية الصغير الذي يواجه تحدياتٍ مثل التنمر أو ديناميكيات الأسرة للجمهور فرصةً للتأمل في حياتهم الخاصة. يجب على الكُتّاب السعي لخلق شخصياتٍ مُتعددة الأبعاد تُلهم المشاهدين الصغار وتُمنحهم شعورًا بالمسؤولية. علاوةً على ذلك، يلعب الحوار دورًا حاسمًا في مسرح الأطفال. يجب أن يكون جذابًا، وأصيلًا، ويعكس كيفية تواصل الأطفال. يُعدّ استخدام الفكاهة أمرًا بالغ الأهمية في بناء علاقة مع الجمهور الأصغر سنًا. على سبيل المثال، يُمكن للمزاح المرح أو الردود الذكية أن تجعل الموضوع الجاد أكثر سهولةً في الفهم. إن استخدام أساليب سردية كالتكرار أو القافية يُعزز قدرة الطفل على فهم الرسائل الرئيسية وتذكرها. وفضلًا عن الشخصية والحوار، يُعدّ بناء الحبكة جانبًا مهمًا آخر. غالبًا ما تتبع قصص الأطفال مسارًا سرديًا بسيطًا، لكن هذا لا يعني أنها يجب أن تفتقر إلى التعقيد. عند إشراك الجمهور الصغير، من الضروري تقديم موضوعات تُشجع على التفكير النقدي. يمكن أن تتضمن الحبكة الفعّالة تحديات يجب على الشخصيات التغلّب عليها، مع حلول تُقدّم دروسًا مفيدة. يُعدّ هذا التوازن بين الترفيه والتعليم سمة مميزة للكتابة المسرحية الرائعة للأطفال. علاوة على ذلك، تؤثر العناصر البصرية والسمعية بشكل كبير على مسرح الأطفال. يجب على الكُتّاب التعاون بشكل وثيق مع المخرجين ومصممي الديكور والملحنين. يمكن أن يُعزز تقاطع الكتابة مع السرد القصصي البصري موضوعات المسرحية. على سبيل المثال، يمكن أن يُساعد استخدام الأزياء النابضة بالحياة والديكورات الخيالية في ترسيخ الحالة المزاجية وإبراز اللحظات الرئيسية في السرد. يمكن للصوت والموسيقى أن يُعززا الصدى العاطفي، مما يخلق تجربة غامرة للجمهور. يتجاوز تأثير مسرح الأطفال مجرد الترفيه. يمكن أن يعزز التعاطف، ويشجع الأطفال على فهم وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظرهم. إن التفاعل مع القصص التي تُظهر الانتصار على الشدائد، والصداقة، والقبول يمكن أن يعزز التعلم العاطفي الاجتماعي. في السنوات الأخيرة، ركزت الإنتاجات بشكل متزايد على موضوعات مثل الإدارة البيئية والعدالة الاجتماعية. هذه الموضوعات تلقى صدى عميقًا لدى أطفال اليوم، وغالبًا ما تعكس وعيًا متزايدًا بالقضايا العالميّة. يحمل مستقبل مسرح الأطفال إمكانات هائلة لمزيد من التطوير. مع التقدم في التكنولوجيا والوسائط الرقميّة، يستكشف الكُتّاب صيغًا جديدة. يمكن أن يعزز دمج العناصر التفاعليّة، سواء من خلال تطبيقات الهاتف المحمول أو الواقع الافتراضي، التفاعل. يسمح هذا التحول بتواصل أكثر تخصيصًا مع تجربة سرد القصص، مما يجعل المسرح في متناول الأطفال من خلفيات متنوعة. علاوة على ذلك، مع تطور الأعراف المجتمعيّة، قد تعكس السرديات التي يتم استكشافها في مسرح الأطفال هذا التغيير. أصبحت قضايا الهوية والشمول والمجتمع محوريّة بشكل متزايد. لذلك، يجب على الكُتّاب أن يظلوا متجاوبين مع القيم المعاصرة. يتطلب هذا بحثًا دقيقًا وفهمًا دقيقًا للفئة السكانية التي يهدفون إلى مخاطبتها. في الختام، الكتابة لمسرح الأطفال مسعى متعدد الجوانب يتطلب مهارةً وإبداعًا وحساسيّة. فهو قادرٌ على التثقيف والإلهام والترفيه، مع معالجة تعقيدات الطفولة.من خلال استخدام أساليب كتابة فعّالة، مثل الشخصيات المترابطة، والحوارات الجذابة، وبنية الحبكة المدروسة، يستطيع الكُتّاب صياغة سرديات تلقى صدىً عميقًا لدى جمهور الشباب. ومع تقدمنا في بيئة سريعة التغير، ستزداد أهمية مسرح الأطفال، مما يتيح استكشاف أفكار وموضوعات جديدة تستحق الاهتمام والنقاش. يحمل المستقبل تطورات واعدة من شأنها أن تُشكّل الأجيال، وتُحدث تأثيرًا دائمًا على كيفية إدراك الأطفال للعالم من حولهم. لذلك، فإن تعزيز تقليد حيوي في كتابة مسرح الأطفال أمرٌ أساسيٌّ لتنشئة مواطنين مستقبليين مُفكّرين ومتعاطفين.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی مسرح الأطفال على سبیل المثال مسرح الطفل ل الأطفال العدید من یمکن أن ی هذا الفن من خلال

إقرأ أيضاً:

مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة

أوضح مختصون أن حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تبدأ من الأسرة، وتتكامل مع المدرسة، وترتكز على وعي نفسي وتربوي عميق، وتؤكد رؤى هؤلاء المختصين في استطلاع أجرته "عُمان" أن الحل لا يكمن في المنع أو التدخل المتأخر، بل يبدأ من بناء علاقة قائمة على الثقة والتواصل، وتطوير مهارات الطفل والأسرة معًا لمواجهة عالم تتقاطع فيه الفرص مع المخاطر.

المحتوى العنيف

قالت فهيمة السعيدية عضوة جمعية الاجتماعيين العمانية: إن الاستخدام الواسع للتقنيات الرقمية دون تنظيم أو وعي يفرض تحديات مباشرة على سلوكيات الأطفال، خصوصًا عند تعرضهم المتكرر لمحتوى عنيف أو متطرف، مشيرة إلى أن هذا النوع من المحتوى ينعكس بوضوح على النمو الاجتماعي والنفسي والأخلاقي؛ إذ يتولد لدى الطفل ميل أكبر لاستخدام العنف اللفظي أو الجسدي في التعامل مع الآخرين باعتباره وسيلة لحل الخلافات أو التعبير عن الغضب.

وبيّنت أن مشاهدة الأطفال المستمرة للمحتوى العنيف تؤدي إلى ارتفاع مظاهر التنمر بأشكاله المختلفة، وإلى تراجع السلوكيات الاجتماعية الإيجابية مثل التعاون والمساعدة والتعاطف، وتنمية النزعات العدائية لديهم؛ حيث إن بعض الأطفال قد يتأثرون بالأفكار المتطرفة التي تظهر في بعض المنصات الرقمية، مما ينعكس على شعور الانتماء الوطني والديني، ويزيد من احتمالية الانخراط في سلوكيات غير مسؤولة أو مهددة للسلامة.

وحول تعرض الأطفال لتنمر إلكتروني، أوضحت السعيدية أنه يمكن رصد ذلك من خلال مجموعة من العلامات النفسية والسلوكية، من بينها القلق المفاجئ، والخوف عند تلقي رسائل على الهاتف، أو إظهار توتر ملحوظ عند اقتراب أحد أفراد الأسرة من الجهاز، وبيّنت أن بعض الأطفال يميلون إلى العزلة والانسحاب الاجتماعي، وقد تظهر عليهم أعراض جسدية كالإرهاق المستمر، وفقدان الشهية، أو آلام البطن والصداع دون سبب طبي واضح. كما أكدت أن التراجع المفاجئ في المستوى الدراسي يعد من المؤشرات المهمة، إذ يلجأ بعض الأطفال إلى التغيب عن المدرسة أو إهمال الواجبات الدراسية بسبب الضغط النفسي الذي يرافق تجربة التنمر الرقمي.

علاقة حوارية

وأشارت إلى أن الأسرة قادرة على بناء علاقة حوارية داعمة من خلال تبنّي أسلوب تواصل إيجابي يتيح للطفل التحدث بأريحية عن تجاربه في الإنترنت، وبيّنت أن مشاركة الوالدين لخبراتهم الرقمية، أو مناقشة المحتوى الذي يفضله الطفل، يعزز ثقته ويجعله يعتبر الأسرة خط الدفاع الأول في حال تعرضه لأي مشكلة، وأن الأنشطة الرقمية المشتركة مثل لعب ألعاب يحبها الطفل أو تصفح مواقع يفضلها تخلق مساحة آمنة للحوار، مضيفة إن إشراك الطفل في وضع قواعد الاستخدام الآمن للأجهزة يرسخ لديه الشعور بالمسؤولية ويقوي العلاقة التواصلية داخل الأسرة.

علامات الخطر الرقمية

أوضح الدكتور سالم بن راشد البوصافي مشرف إرشاد نفسي بتعليمية مسقط أن المدرسة تشكل خط حماية مهمًا بجانب الأسرة، إذ تتعامل مع حالات المحتوى غير الآمن أو التنمر الإلكتروني وفق منهجين متكاملين: الوقائي والعلاجي، مبيّنًا أن المنهج الوقائي يقوم على نشر ثقافة الوعي الرقمي بين الطلبة من خلال الحصص التوجيهية والبرامج الإرشادية والإذاعة المدرسية، بهدف ترسيخ قيم الاحترام والمسؤولية في التفاعل الإلكتروني، وتشجيع الطلبة على الإبلاغ عن أي تجربة ضارة.

وأشار إلى أن المنهج العلاجي يُفعّل فور رصد حالة تنمر، حيث يتم تقييم الوضع من حيث الخطورة النفسية والاجتماعية، وأن الأخصائي النفسي والاجتماعي في المدرسة يقدم الدعم العلاجي للطالب المتعرض للتنمر، من خلال الجلسات الإرشادية الفردية التي تسهم في تعزيز الشعور بالأمان واستعادة التوازن الانفعالي.

وبيّن البوصافي أن الطالب المتسبب في التنمر يخضع لبرامج تهدف إلى تعديل السلوك وتعزيز القدرة على ضبط الذات والانفعالات، إلى جانب رفع وعيه الرقمي وتأكيد احترامه لحقوق الآخرين، كما أن التعاون بين الأسرة والمدرسة يمثل ركيزة أساسية لضمان بيئة رقمية آمنة للطفل، وأن المتابعة المستمرة من الطرفين تعد أحد أهم ضمانات الحماية.

دور الإرشاد الأسري

تشير ابتسام الحبسية أخصائية نفسية بوزارة التنمية الاجتماعية إلى أن التغيرات التي فرضتها الثورة الرقمية دفعت الأسر لمواجهة تحديات غير مسبوقة، حيث لم يعد التعامل مع التكنولوجيا مقتصرًا على المنع أو الرقابة، بل أصبح ضروريًا أن تمتلك الأسرة فهمًا عميقًا لسلوك الطفل في العالم الرقمي، موضحة أن البرامج الإرشادية الحديثة في سلطنة عُمان باتت تركز على التنشئة الرقمية الواعية، وذلك ضمن مبادرة شملت جميع محافظات سلطنة عُمان بهدف تعزيز مهارات الوالدين في التعامل مع البيئة الرقمية.

وأوضحت الحبسية أن ردود فعل الوالدين تجاه سلوك الأبناء الرقمي غالبًا ما تكون نابعة من قلق طبيعي، لذلك يجب أن يتم تدريبهم على تقنيات تساعدهم على التهدئة وإعادة تأطير الموقف قبل معالجة سلوك الطفل، مؤكدة أن هذه المهارات تعزز وجود بيئة أسرية هادئة تقل فيها الصدامات الناتجة عن الغضب أو سوء الفهم.

وبيّنت أن تمكين الأسرة من التفكير التحليلي خلال التعامل مع المحتوى يعد أحد أقوى أدوات الحماية؛ إذ يساعد الوالدين والأبناء على التمييز بين الموثوق والمضلل، ويجب على الأسرة أن تُدرَّب على طرح أسئلة عند مشاهدة أي محتوى، من بينها: هل هذا المصدر موثوق؟ ما هدف الرسالة؟ هل ما يُعرض حقيقي أم مبالغ فيه؟ حيث إن هذه القدرة الذهنية ستسهم في حماية الجميع من الوقوع في التضليل أو الخوف المبالغ فيه.

التواصل الآمن

أوضحت الحبسية أن الأسرة تحتاج إلى قراءة "الإشارات الحمراء" التي قد تدل على تعرض الطفل لمحتوى ضار، لكن الأهم هو توفير قناة تواصل يشعر فيها الطفل بأنه مسموع وآمن، وبيّنت أن أسلوب الحديث هو العامل الفارق، فطرح الأسئلة بلهجة اتهامية يغلق أبواب الحوار، بينما الأسلوب الهادئ يبعث الطمأنينة ويشجع الطفل على الإفصاح.

وأشارت إلى أن التواصل الآمن يُبنى عبر تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة، مثل مشاركة الطفل محتوى يحبه، أو فتح نقاش حول لعبة جديدة، أو المرافقة الهادئة عند ملاحظة سلوك غير معتاد، مؤكدة أن بناء علاقة تقوم على الثقة يبدأ بالحضور العاطفي، بمعنى أن يشعر الطفل بأن والديه قريبان من عالمه الرقمي دون أن يمارسا دور الرقيب الصارم، وبيّنت أن مشاركته في وضع قواعد رقمية مشتركة مثل تحديد أوقات الاستخدام أو مراجعة التطبيقات يجعله شريكًا في القرار، مما يقلل من التوتر والتمرد.

كما أشارت إلى أن لحظة تعرض الطفل لموقف مزعج تعد اختبارًا حقيقيًا للعلاقة، إذ تمثل ردة فعل الوالدين العنصر الحاسم فيما إذا كان الطفل سيحكي أو سيخفي الأمر، وأكدت أن استخدام عبارات مثل "أشكرك على صراحتك" أو "دعنا نتحدث معًا عن كيفية منع تكرار ذلك" كفيل بطمأنة الطفل وتعزيز ثقته.

وبيّنت ابتسام الحبسية أن بناء علاقة تواصل آمنة ليست خطوة واحدة، بل هي ممارسات يومية تتشكل من نبرة لطيفة، وسؤال بسيط، وقواعد واضحة، لتقول للطفل في كل مرة كلمات بمعنى: "أنت محبوب حتى إذا أخطأت".

مقالات مشابهة

  • الثلاثاء القادم .. اتحاد كتاب مصر يناقش كوكب سيكا لعبده الزراع
  • هند الخالدي.. حكاياتها ملهمة للأجيال
  • عودة عرض "العيال فهمت" على مسرح ميامي احتفالًا برأس السنة وعيد الميلاد
  • مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة
  • عودة عرض العيال فهمت على مسرح ميامي احتفالا برأس السنة وعيد الميلاد
  • بإقبال كبير.. مسرح 23 يوليو بالمحلة يشهد انطلاق «سيمبا.. الأسد الملك»
  • حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجمعة.. الأزهر للفتوى يوضح
  • أفضل طرق لتدفئة الأطفال في برد الشتاء
  • كمادات الأمان.. سر خفض حرارة الأطفال دون مخاطر
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!