اتهامات بالفساد تلاحق ترامب: رشاوى من ملوك و أمراء
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
15 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تشن المعارضة ومنظمات في الولايات المتحدة حملة على ما تعتبره استغلال دونالد ترامب لنفوذه علنا، منذ عودته إلى السلطة بعد قبوله هدايا وترويجه للعملة المشفرة بكل الوسائل واستثمارات في العقارات.
يقول نوا بوكبايندر، رئيس جمعية “كرو” لمكافحة الفساد لوكالة فرانس برس “يبدو الفساد أكثر تجليا وفداحة مما كان عليه خلال الولاية الأولى”.
تضاعفت الاتهامات وتعززت بعد إعلان العائلة المالكة القطرية عزمها على تقديم طائرة بوينغ 747 للحكومة الأميركية، قدّر خبراء ثمنها ب400 مليون دولار.
والاثنين، اعتبر دونالد ترامب أنه من “الغباء” رفض هذا الهدية. وهو ينوي اعتمادها طائرة رئاسية جديدة على أن يقدمها لاحقا إلى مكتبته الرئاسية عند مغادرته السلطة.
وأكد البيت الأبيض اعتماد “أقصى درجات الشفافية” بشأن هذه الهدية، غير أن الدستور الأميركي يحظر على المسؤولين في السلطة قبول الهدايا “من ملك أو أمير أو دولة أجنبية”.
يرى عتبر توني كارك، المدير التنفيذي لجمعية “اكاونتبل يو اس”، أن قطر “أدركت الرسالة بوضوح بأن هذه الرئاسة برسم البيع” منتقدا الهدية التي وصفها “بالقصر الطائر”
يشدد نوا بوكبايندر أيضا على وجود “خطر كبير” عندما سيتخذ الرئيس قرارات تتعلق بقطر، يتمثل في أنه “بدلا من التفكير في ما هي مصلحة الولايات المتحدة والأميركيين، سيفكر بأنه ممتن جدا (للقطريين) على هذا الطائرة التي يحلو له استقلالها”.
– رشوة رئاسية –
سارع الديموقراطيون إلى التنديد بقبول الهدية المقدمة من الدولة الخليجية. ووصف تشاك شومر، أحد قيادات الحزب، ذلك بأنه “أكبر رشوة رئاسية في التاريخ الحديث”.
وأكد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الثلاثاء “هذا ليس فسادا محضا فحسب ، بل هو أيضا تهديد خطر للأمن القومي”.
بالإضافة إلى الطائرة القطرية، تعبر الجمعيات عن قلقها من ضلوع دونالد ترامب والمقربين منه في العملات المشفرة التي يصعب تتبع العمليات المتعلقة بها فيما إدارته مكلفة وضع ضوابط لها.
تشير هذه الجمعيات خصوصا إلى مأدبة عشاء يقيمها الرئيس في 22 آيار/مايو في أحد نوادي الغولف الخاصة به، والتي سيُدعى إليها فقط أكبر المستثمرين في عملته المشفرة “$ترامب” البالغ عددهم 220 شخصا. أما أكبر 25 منهم فستتم دعوتهم إلى زيارة خاصة في البيت الأبيض.
تذكر الجمعيات أيضا بالإعلان في نهاية آذار/مارس على أن صندوق الاستثمار “إم جي إكس MGX” ومقرّه في الإمارات سيستخدم عملة رقمية أخرى مرتبطة بعائلة ترامب من خلال شركتها World Liberty Financial ، لاستثمار ملياري دولار في منصة “بينانس” لتداول العملات الرقمية.
وبعد السعودية وقطر، يزور دونالد ترامب الخميس الإمارات العربية المتحدة خلال جولته في الشرق الأوسط.
وهذه الدول الثلاث تتعامل معها الشركة القابضة العائلية للرئيس “منظمة ترامب” في مجالات المال والعقارات أو الرياضة.
– قلق –
ويوضح توني كارك “الرئيس يسهل إثراءه الشخصي من خلال مرور عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات من ثروته العائلية، عبر عدة مشاريع من عملات مشفرة غامضة ومجهولة بشكل كبير”.
ويضيف نوا بوكبايندر أن هذا “مجرّد جزء قليل ظاهر ” من الحجم الفعلي.
ويقول توني كارك “مع سيطرة الحزب (الجمهوري) على مجلسي الكونغرس، لم نر سوى حفنة صغيرة من الشجعان في صفوف البرلمانيين الجمهوريين.
وفي ظاهرة نادرة منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة، عبر بعض المشرعين الجمهوريين عن عدم ارتياحهم لهدية قطر.
وأشار زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ جون ثون أمام الصحافة إلى “مشاكل جمة تتعلق بهذا العرض”.
أما السناتور راند بول، فقال إن هذه الطائرة “ربما توجه رسالة خاطئة إلى الناس”.
وقد طال هذا القلق بعض الشخصيات الإعلامية المقربة من الرئيس.
وقال البودكاستر المحافظ بن شابيرو الاثنين بخصوص العشاء المخصص للمستثمرين في العملة المشفرة “$ترامب” إن الوضع “يثير مسألة استغلال النفوذ”.
وأضاف “إذا ما أريد لإدارة ترامب النجاح فإن قبول طائرة من قطر ليست الطريقة الفضلى للقيام بذلك”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب: بايدن يتحمل أزمة الاقتصاد وحرب أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن التدهور في أسعار المعيشة وانكماش النمو هو “إرث” من سياسات إدارة بايدن، وإن أولويته الآن هي إعادة الأمور إلى نصابها. ورغم تذمّر قطاعات كبيرة من الشعب الأمريكي من ارتفاع التكاليف، تمنّى ترامب أن يُمنح “دخلاً إيجابياً” لإدارته عبر خفض أسعار الفائدة وربما تعديل بعض التعريفات الجمركية، في محاولة لتخفيف الضغط على المستهلكين.
وفي الملف الدولي، شدد ترامب خلال مقابلته مع (صحيفة/موقع غير-مذكور) على أن الحرب في أوكرانيا والقضايا المتعلقة بها كانت نتيجة أخطاء سابقة، وأن موقف أمريكا سيتغير، فهو وصف بعض الدول الأوروبية بأنها “ضعيفة” و”متهاونة” في تعاطيها مع الملف، محمّلًا حلفاء الناتو مسؤولية فشل الإستراتيجية الأوروبية حيال الحرب.
وطالب بإجراء انتخابات وطنية في أوكرانيا رغم استمرار الحرب، معتبراً أن استمرار النظام الحالي دون انتخابات يهدد شرعية الحكومة ويحول البلاد إلى “دولة بلا ديمقراطية”. ورغم أن القانون الأوكراني يمنع إجراء انتخابات أثناء الأحكام العرفية، شدد ترامب على أن السكان يجب أن يُمنحوا الحق في اختيار قيادتهم.
وقال إنه «من غير المنطقي أن تستمر أوكرانيا في القتال» بلا قبول اقتراحات تسوية، وأضاف أن روسيا - من وجهة نظره - تملك اليد العليا في الصراع الآن، ما يدعو كييف إلى إعادة النظر في مواقفها. وأضاف أن بلاده وضعت على الطاولة خطة سلام جديدة، لكنه حمّل القيادة الأوكرانية مسؤولية التأخير أو الرفض.
وبشأن الهجرة والسياسات الأوروبية، وجه ترامب انتقادات حادة لقادة القارة، واعتبر أن سياسات الهجرة والتعددية التي انتهجتها بعض الدول أدت إلى تدهور “القيمة الثقافية والأمنية” لأوروبا، في دعوة ضمنية لدعم انتعاش السياسة القومية في بعض الدول الأوروبية.
المقابلة أثارت موجة من الجدل في أوروبا والولايات المتحدة، إذ اتهمه منافسون وسياسيون بأنه يمهّد للتخلي عن التزامات أمربكا تجاه أوكرانيا وحلفائها، ويغذي انقسامات داخل الحلف وبين الدول الأوروبية. ورأى منتقدون أن خطاب ترامب يعيد إنتاج سرديات “الانغلاق” والعداء للهجرة، وأن دعوته لإجراء انتخابات أوكرانية أثناء الحرب غير واقعية وقد تضع استقرار البلاد في خطر.
من جهته، دعم ترامب أن أولويته الآن هي “أمريكا أولاً” - الاقتصاد، الأمن، والهجرة - بينما يعيد صياغة تحالفاته الخارجية بناءً على رؤيته الجديدة، ما يجعله يتحدث عن مستقبل مختلف للسياسة الخارجية الأمريكية، بعيداً عن الالتزامات التقليدية السابقة.