جناح الإمارات بموسم طانطان يبرز الموروث الثقافي والتراثي للدولة
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
يشهد جناح دولة الإمارات، المشارك في الدورة الـ 18 من موسم طانطان الثقافي بالمملكة المغربية، فعاليات متنوعة تجسّد تراث الدولة وتبرز موروث الإبل.
وكرمت اللجنة المنظمة، الفائزين في مسابقتي المحالب ومزاينة الإبل، والتي نظمتهما هيئة أبوطبي للتراث بالتعاون مع الاتحاد الإماراتي والاتحاد المغربي لسباقات الهجن، بحضور معالي فارس خلف المزروعي رئيس هيئة أبوظبي للتراث، وسعادة عمر البرديجي رئيس الاتحاد المغربي لسباقات الهجن، وسعادة عبدالله بطي القبيسي المدير التنفيذي لقطاع التوعية والمعرفة التراثية في الهيئة، ومحمد بن عاضد المهيري مدير المسابقات التراثية في موسم طانطان.
وجرت مسابقة المحالب مزاينة الإبل على مدى يومين في 4 أشواط خصصت لها 40 جائزة، بواقع 10 جوائز لكل شوط، وحظيت باهتمام كبير من قبل مربي الإبل، حيث شهدت مشاركة واسعة من مختلف قبائل إقليم طانطان، كما جرت منافسات مزاينة الإبل وسط جمع من المهتمين والزوار، وتضمنت المزاينة 6 أشواط خُصص لها 60 جائزة.
وقال محمد بن عاضد المهيري، إن تنظيم المسابقات المعنية بمورث الإبل ضمن مشاركة دولة الإمارات في موسم طانطان الثقافي يأتي في إطار الاهتمام بهذا الموروث الأصيل والحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة بما يضمن استدامته.
وأضاف أن الجناح الإماراتي خصّص جوائز قيمة للفائزين في مسابقتي المحالب ومزاينة الإبل من أجل تشجيع ملاك الإبل المغاربة “الكسابة”، الذين اكتسبوا خبرة كبيرة في هذا المجال.
من جهة أخرى يواصل جناح دولة الإمارات تقديم فعالياته ومسابقاته الثقافية والتراثية والترفيهية لزوار الموسم، للتعريف بالموروث الإماراتي الحي.
وتواصلت عروض فرق الفنون الشعبية، واستعراض الحرف اليدوية التقليدية، وفنون الطهي الإماراتي، والألعاب الشعبية وغيرها من الفعاليات والمسابقات والأنشطة.
وشاركت فرقة الفنون الشعبية الإماراتية في مسيرة الكرنفال الاستعراضي، الذي أقيم وسط مدينة طانطان ضمن فعاليات الموسم، وقدمت الفرقة العديد من أشكال الفنون الإماراتية، فيما قدمت الفرق الشعبية المغربية الرقصات الشعبية للقبائل الصحراوية في طانطان.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«اليوم الإماراتي للمسرح» احتفاء يروي عن الإبداع والمبدعين
هزاع أبو الريش (أبوظبي)
في الثاني من يوليو من كل عام يحتفل المسرحيون الإماراتيون بـ«اليوم الإماراتي للمسرح»، حيث اعتمدت الجمعية العمومية لجمعية المسرحيين هذا التاريخ، ليكون مناسبة سنوية للاحتفاء بالمسرح الإماراتي ومنجزاته ومبدعيه، وهو تاريخ يوم ميلاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وذلك «تيمناً برمزية هذا التاريخ الذي اعتبروه ميلاداً حقيقياً للمسرح في الإمارات، وعرفاناً بأيادي صاحب السمو البيضاء على المسرح في الإمارات، رعاية ودعماً وإنتاجاً وتوجيهاً».
تعود بداية المسرح في الإمارات إلى الستينيات مع ظهور أولى الفرق المسرحية، التي كانت غالباً تقدم عروضاً مسرحية متواضعة في المدارس أو الأماكن العامة، وكانت عروضاً تعكس القضايا الاجتماعية والثقافية للمجتمع الإماراتي.
وفي السبعينيات والثمانينيات شهد المسرح الإماراتي تطوراً ملحوظاً، حيث بدأت الفرق المسرحية تتخذ طابعاً أكثر فاعلية واحترافية مع إنشاء مسارح متنوعة وإقامة العروض المسرحية للأعمال الكلاسيكية والمعاصرة، وتأثر المسرح الإماراتي بالعديد من التيارات المسرحية العربية والعالمية، ما جعل هذا التأثر يسهم في صياغة المشهد المسرحي الإماراتي، من حيث تنوع الأعمال المسرحية وتقديم العديد من الرؤى الجديدة والمبتكرة، بالإضافة إلى ذلك لعبت المهرجانات المسرحية دوراً هاماً في تعزيز الحركة المسرحية بالإمارات، حيث إنها قدمت منصة مهمة ومُلهمة للفرق المسرحية الإماراتية لعرض أعمالها والتواصل مع الجمهور بشكلٍ أوسع وأكبر.
مسيرة ملهمة
وفي هذا السياق، يقول الفنان د. حبيب غلوم، أمين السر العام بجمعية المسرحيين الإماراتية: «الاحتفاء بهذا اليوم يعد احتفاءً بالإبداع الإماراتي، طالما المسرح هو جزء من هذا النسيج المحلي الوطني المندمج في الهوية، وشجون الإنسان الإماراتي المبدع. وأن يحتفي المسرحيون الإماراتيون بمسرحهم وحصادهم المسرحي كل سنة، هو احتفاء بالذات الإبداعية وما قدمته خلال مسيرتها الملهمة، ويسعدنا كفنانين إماراتيين أن تنطلق هذه الفعالية الثقافية، وأن تجيء هذه الاحتفالية الوطنية تعبيراً جميلاً عن أهمية المسرح في مؤسسات الدولة والمجتمع».
ويتابع غلوم: «الدعم المسرحي والرعاية الكريمة التي نستمدها من صاحب السمو حاكم الشارقة في إقامة المهرجانات المسرحية المختلفة هما إضافة حقيقية وثرية للمسرح الإماراتي، وهذه اللمسات تنثر غيمتها بالخير الجزيل، وهو ما جعل المسرح اليوم بهذا التطور الملحوظ والملفت موثقاً اسمه في كل المحافل المحلية والعربية من خلال الطاقات الإبداعية، التي يحتضنها من فنانين وممثلين ومخرجين وكتاب». ويضيف: «بفضل هذا الدعم والمتابعة والتوجيهات من المعنيين بالشأن الثقافي قادرون على أن نوجد لأنفسنا مكانة رفيعة ومرموقة بين المسارح العربية العريقة، وأن نجد لنا كذلك مكانة بين المهرجانات المسرحية والمشاركات والجوائز الدولية».
تنوع ثقافي
ويبيّن وليد الزعابي، عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين، مهندس ديكور مسرحي، أن المسرح الإماراتي اليوم يعكس التنوّع الثقافي والفني للوطن، حيث تقدم الأعمال المسرحية مجموعة واسعة من المواضيع والأشكال الفنية، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة في تقديم عروض مسرحية مبتكرة وتفاعلية. ويضيف: «هذا الحضور المُبهر جعل المسرح الإماراتي يشارك بكل ثقة وتميز في العديد من المهرجانات العربية والدولية، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي والفني بين الإمارات والعالم».
يقول الفنان عبدالله الحريبي، ممثل ومخرج مسرحي: «المسرح هو الهواء الذي يتنفسه الفنان ليبقى على قيد الحياة، جاء يوم المسرح الإماراتي ليؤكد أهمية المسرح ودوره في نفس المبدع، وبلا شك هو عرس فني سنوي نحتفل فيه بإنجازاتنا ونجاحاتنا»، ويشير الحريبي إلى أن نجاح المسرح الإماراتي يعود إلى من يقود هذا الحراك المسرحي خلال السنوات الماضية، ما جعله يرتقي ويصبح مسرحاً يمثل الوطن ورؤى مبدعيه التي نجني ثمارها اليوم من خلال المشاركات الدولية.
يقول الفنان سعيد الزعابي، مخرج ومؤلف، إن المسرح في الإمارات لم يكن يوماً مجرد خشبة وتمثيل، بل كان ومازال مرآة تعكس قضايا المجتمع، ومدرسة تُعلِّم القيم، ومنصة لصوت الإنسان وعقله وروحه.
ويضيف الزعابي: «في هذه المناسبة، نُجدد العهد على مواصلة حمل رسالة المسرح، إبداعاً وثقافةً، وبناء أجيال تعي قيمة الفن الهادف، وتعكس صورة الإمارات المتحضرة والمتمسكة بجذورها، وكل عام والمسرح الإماراتي بخير، وكل عام وروّاده ومبدعوه في تألق وارتقاء وإبداع وفكر ورسالة سامية».