روسيا – دخل إيليا ميتشنيكوف، عالم الأحياء والمناعة الروسي “1845- 1916″، التاريخ بالعديد من الإنجازات منها تأسيسه لعلم الشيخوخة واكتشافه الرائد لطريقة عمل المناعة في الأجسام الحية.

عاش هذا العالم ودرس في مدينة خاركوف زمن الإمبراطورية الروسية، ثم انتقل للعمل في عدة دول أوروبية بين عامي 1864 – 1867. في هذه الفترة، حدث أول إنجاز بارز في مسيرته العلمية في مدينة نابولي الإيطالية، حيث التقى بعالم الأجنة الروسي ألكسندر كوفاليفسكي، وأسفر تعاونهما المشترك في دراسة تطور اللافقاريات البحرية، عن نتيجة مذهلة تجلت في إثباتهما وحدة التطور الجنيني في الفقاريات واللافقاريات.

عن هذا العمل حصل العالمان الروسيان على جائزة “كارل باير” في عام 1867، وهي أعلى جائزة في مجال علم الأجنة.

في ذلك الوقت لم يتجاوز عمر ميتشنيكوف 22 عاما، ومع ذلك دافع عن أطروحته العلمية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة سان بطرسبورغ. بمضاعفات الجلوس لفترات طويلة أمام المجهر والعمل مع الأوراق البحثية، تدهور بصره بصورة كبيرة، واضطر إلى الانقطاع عن البحث العملي لفترة، ثم أصبح في عام 1870 أستاذا في قسم الحيوان بجامعة نوفوروسيسك الإمبراطورية في مدينة أوديسا.

بعد فترة وجيزة في عام 1882 توصل أثناء مراقبة يرقات نجم البحر الشفافة في مدينة ميسينا بجزيرة صقلية الإيطالية إلى اكتشاف ثوري في ذلك الحين. لاحظ أن جسم نجم البحر حين يدخله جسم غريب مثل قشة صغيرة، تندفع خلايا متحركة خاصة على الفور وتحاصر “الجسم الدخيل” وتلتهمه.

كتب ميتشنيكوف عن ذلك بعد سنوات طويلة قائلا: “لقد خطر لي أن مثل هذه الخلايا يجب أن تعمل في الجسم لمواجهة العوامل الضارة. قلت لنفسي إذا كان افتراضي صحيحا، فإن القشة التي يتم إدخالها في جسم يرقة نجم البحر التي لا تحتوي على الأوعية الدموية ولا الجهاز العصبي يجب أن تتم إحاطتها بخلايا متحركة في وقت قصير، على غرار ما لوحظ في الشخص الذي جرح إصبعه. في الحديقة الصغيرة الملحقة بمنزلنا، التقطت بعض الأشواك الوردية وأدخلتها على الفور تحت جلد يرقات نجم البحر الرائعة والشفافة مثل الماء. بالطبع، كنت قلقا طوال الليل في انتظار النتيجة، وفي صباح اليوم التالي الباكر، كنت سعيدا بالقول إن التجربة نجحت. شكل هذا الأمر أساس نظرية البلعمة، التي كرست لتطويرها السنوات الـ 25 التالية من حياتي”.

هاجر العالم إلى باريس في عام 1888، وهناك التقى بالعالم الفرنسي الشهير لويس باستور، وعمل في معهده لمدة 28 عاما. نال ميتشنيكوف في تلك الفترة اعترافا واسعا بين العلماء بفضل سلسلة من الأعمال المكرسة لأوبئة الكوليرا والطاعون وحمى التيفوئيد والسل.

تقديرا لنظرية “البلعمة” الخاصة بعمل جهاز المناعة، حصل هذا العالم الرائد في عام 1908 على جائزة نوبل، وتحول تلك الفترة إلى تركيز اهتمامه على دراسة آليات الشيخوخة، وأصبح أحد مؤسسي علم الشيخوخة.

في كتاب عن “العيش بشكل صحيح”، أصدره في عام 1903، طرح ميتشنيكوف نظرية مفادها أن البشر يتقدمون في العمر ويموتون مبكرا جدا، وأن ذلك يحدث بسبب تسمم الجسم المزمن بسموم البكتيريا المعوية، مشيرا من جهة أخرى إلى اعتقاده بأن العلم قادر على إطالة فترة العمر النشط للإنسان ما بين 120 إلى 130 عاما.

اقترح هذا العالم مكافحة هذا الأمر باتباع نظام غذائي يتمثل في تناول المزيد من منتجات الألبان المخمرة مثل الزبادي مع تناول كميات أقل من اللحوم، وقدم وصفة خاصة للزبادي المثالي، تحضر بالطريقة التالية:

يغلى الحليب ثم يبرد إلى درجة حرارة 40 درجة مئوية. تضاف ملعقتان صغيرتان من الخميرة لكل لتر من الحليب. يغطى الوعاء ويلف جيدا ببطانية للحفاظ على درجة الحرارة. في غضون 7 ساعات يكون الزبادي جاهزا. يمكن تخزين الزبادي في ثلاجة، لكن ليس أكثر من يومين.

هذا العالم الفذ عانى الكثير في حياته من المرض والإحباط وفقدان الأحبة، إلا أنه لم يستسلم وعمل بلا كلل من أجل البشرية، وحقق الكثير في المجال الطبي.

توفى في 15 مايو 1916 بعد معاناة طويلة بمرض القلب. حدة المرض زادت بمآسي تلك الفترة من الحرب العالمية الأولى.

مضى الزمن وتعاقبت العقود، ولا يزال رماد ميتشنيكوف محفوظا في جرة بمكتبه في معهد باستور في باريس، في حين بقيت إنجازاته خالدة.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: هذا العالم نجم البحر فی مدینة فی عام

إقرأ أيضاً:

التعادل يحرم فرنسا من التأهل “مباشرة” إلى كأس العالم

صراحة نيوز-تأجل حسم المنتخب الفرنسي لبطاقة الصعود المباشر لنهائيات كأس العالم 2026، وذلك بعد تعادله 2-2 مع مضيفه منتخب أيسلندا ضمن منافسات الجولة الرابعة من المجموعة الرابعة بتصفيات أوروبا.

وتقدم منتخب أيسلندا في الدقيقة 39 عن طريق فيكتور بالسون، قبل أن يدرك كريستوفر نكونكو التعادل للمنتخب الفرنسي في الدقيقة 63.
وفي الدقيقة 68 سجل جان فيليب ماتيتا الهدف الثاني للمنتخب الفرنسي، فيما أحرز منتخب أيسلندا هدف التعادل في الدقيقة 70 عن طريق كريستيان هلينسون.
ورفع المنتخب الفرنسي، بطل العالم 2018 ووصيفه في 2022، رصيده إلى عشر نقاط في صدارة المجموعة الرابعة، بفارق ثلاث نقاط عن المنتخب الأوكراني الذي يحتل المركز الثاني ويلتقيان معا في الجولة المقبلة في نوفمبر المقبل.
على الجانب الآخر، رفع منتخب أيسلندا رصيده إلى أربع نقاط في المركز الثالث، بينما يحتل منتخب أذربيجان المركز الرابع الأخير بنقطة واحدة.
وسيتأهل متصدر المجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

مقالات مشابهة

  • راموفيتش: “فخور برؤية الجزائر تعود إلى المونديال”
  • ريكسوس المعيريض رأس الخيمة يحتفل بالذكرى السنوية الأولى لإفتتاحه ويقيم مهرجان “أكتوبر فيست” على شاطئ البحر بعروض خاصة
  • وحدة من “القسام” تلتقي لأول مرة بعد 33 عاما إثر تحرر آخر أعضائها.. ما قصتها؟ (شاهد)
  • ما هو “سكري النوع الخامس” الذي يصيب 25 مليون شخص حول العالم؟
  • سر حضور رئيس “فيفا” إنفانتينو قمة السلام في شرم الشيخ
  • التعادل يحرم فرنسا من التأهل “مباشرة” إلى كأس العالم
  • “Welcome to Jordan” جديد “صوت الأردن” عمر العبداللات
  • “درع السودان” تحبط محاولة تسلل إلى مدينة محورية في شمال كردفان
  • “يونيسف”: عامان من العنف في غزة دمّرا إحساس الأطفال بالأمان
  • “الغفيلي” مديرًا عاما للإدارة العامة للمراسم والعلاقات العامة بالتدريب التقني