الجزيرة:
2025-10-15@13:26:51 GMT

5 دروس اقتصادية من فائز نوبل لهذا العام

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

5 دروس اقتصادية من فائز نوبل لهذا العام

تُعيد جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2025، التي فاز بها جويل موكير إلى جانب فيليب أغيون وبيتر هاويت، النقاش حول جوهر النمو الاقتصادي وأبعاده الثقافية والاجتماعية، في وقتٍ يشهد فيه العالم تباطؤًا متزايدًا وتدخّلًا حكوميًا متصاعدًا في إدارة الاقتصاد.

وعرضت الكاتبة أليسون شرايغر، في عمودها المنشور على وكالة بلومبيرغ 5 دروس أساسية من فكر موكير، الذي شكّل كما قالت "الأساس لفهمي لسبب ازدهار بعض الاقتصادات وجمود أخرى".

1. النمو ضروري لكنه يُقاوَم

وتشير الكاتبة إلى أن النمو الاقتصادي، رغم كونه مفتاح الازدهار ورفاهية الشعوب، غالبًا ما يُواجه بالرفض لأنه يرتبط بالتحوّلات والاضطرابات.

وتنقل الكاتبة عن موكير قوله إن الرجال في بدايات الثورة الصناعية "رفضوا العمل في المصانع لأنهم اعتادوا الاستقلال كحرفيين ومزارعين، وكانوا ينظرون إلى العمل المنتظم بأجر على أنه مهين ومقيّد للحرية".

استغرق المحرّك البخاري أكثر من قرنٍ ليُترجم ابتكاره إلى إنتاجية حقيقية في الاقتصاد (غيتي)

وتوضح شرايغر أن هذا التحوّل الثقافي استغرق "أجيالًا من التكيّف الاجتماعي" قبل أن يصبح العمل الصناعي مقبولًا، مشيرة إلى أن "الابتكار لا يغيّر الأدوات فحسب، بل يعيد تشكيل الإنسان نفسه".

2. النمو يستغرق وقتًا طويلًا

وتلفت الكاتبة إلى أن "الثورة الصناعية قامت على اختراعات عظيمة لم تُدرك قيمتها فورًا"، مثل المحرك البخاري الذي "استغرق أكثر من 100 عام حتى يظهر أثره في الإنتاجية".

وترى بلومبيرغ أن هذا الدرس يذكّرنا بأن كثيرًا من التقنيات الحديثة -مثل الذكاء الاصطناعي اليوم- "قد لا تظهر نتائجها الاقتصادية الفعلية إلا بعد عقود".

وتضيف أن "السرعة التي تُعتمد بها الابتكارات تتزايد، لكن العلاقة بين الاكتشاف والتطبيق لا تزال غير متزامنة".

3. النمو غير قابل للتنبؤ

وتؤكد الكاتبة أن "الابتكار يدمّر وظائف لكنه يخلق أخرى"، وهو ما يجعل التنبؤ بنتائج التطور التكنولوجي أمرًا شبه مستحيل.

إعلان

وتنقل عن موكير قوله: "تخيّل أن تشرح لشخص في عام 1920 معنى خبير الأمن السيبراني"، لتُبرز الطبيعة المفاجئة للتحولات الاقتصادية التي ترافق الابتكار.

4. النمو ثقافي بامتياز

وتشير شرايغر إلى أن موكير أعاد تعريف سؤال كلاسيكي في الاقتصاد: لماذا بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا تحديدا؟

الجواب، وفقًا لبلومبيرغ، يكمن في الثقافة لا في الموارد، فقد "هيّأ عصر التنوير الأسكتلندي بيئة فكرية منفتحة على المخاطرة والتجريب، حيث كانت الفضولية والتفكير الحرّ قيمًا اجتماعية أساسية".

موكير: التاريخ يثبت أن الجرأة على التجديد أهم من الموارد الطبيعية (رويترز)

وتوضح الكاتبة أن "الاستثمار والبنية التحتية لا يكفيان لتحقيق الازدهار، فالنمو يولد من بيئة تسمح بالفشل والتجريب، لا من تخطيط حكومي مركزي".

5. النمو ليس حتميًا

وتذكّر بلومبيرغ بأن التاريخ الاقتصادي للعالم "يعجّ بقرونٍ من الركود الطويل"، وأن تسارع النمو في القرون الثلاثة الأخيرة كان استثناءً لا قاعدة. وتقول الكاتبة إن "النمو يمكن أن يتوقف إذا غابت الشروط التي تغذيه من الانفتاح والمخاطرة إلى حرية الابتكار".

وتضيف أن "رغبة الحكومات اليوم في التدخل لإنعاش الاقتصادات قد تفقدها جوهر النمو نفسه، لأن الوفرة لا تأتي من التخطيط بل من الانفتاح على المجهول".

وترى الكاتبة أن فكر موكير يقدم "رسالة أمل وتحذير في آنٍ واحد"، فهو يذكّرنا بأن التقدّم لا يتحقق إلا حين تكون المجتمعات مستعدة لتحمل الغموض والتجريب، وأن "العنصر الحاسم في النمو ليس رأس المال ولا التكنولوجيا، بل الانفتاح على المخاطرة والتغيير".

وتختم بلومبيرغ عمودها بالقول إن "أعظم درس من موكير هو أن النمو الاقتصادي لا يُمنح للأمم التي تخطط، بل لتلك التي تجرؤ على التجريب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات إلى أن

إقرأ أيضاً:

3 علماء يفوزون بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025

قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025 إلى:

جويل موكير من جامعة نورث وسترن الأميركية. فيليب أجيون من كلية فرنسا ومعهد إنسياد. بيتر هاويت من جامعة براون الأميركية.

يذكر أن جائزة العام الماضي تم منحها إلى ثلاثة اقتصاديين درسوا أسباب ثراء بعض الدول وفقر أخرى، ووثقوا أن المجتمعات الأكثر حرية وانفتاحا هي الأقدر على تحقيق الازدهار.

وتعرف جائزة الاقتصاد رسميا باسم "جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية" وأنشأها البنك المركزي السويدي عام 1968 تخليدا لذكرى ألفريد نوبل، رجل الأعمال والكيميائي السويدي في القرن التاسع عشر، الذي اخترع الديناميت وأسس جوائز نوبل الخمس.

ومنذ ذلك الحين، تم منح الجائزة 56 مرة إلى 96 فائزا، ولم تحصل عليها سوى ثلاث نساء.

ويؤكد المدافعون عن نقاء جائزة نوبل أن جائزة الاقتصاد ليست من جوائز نوبل الأصلية من الناحية الفنية، ولكنها تمنح دائما مع الجوائز الأخرى في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، وهو ذكرى وفاة نوبل في عام 1896.

وتم الإعلان الأسبوع الماضي عن جوائز نوبل في الطب والفيزياء والكيمياء والأدب والسلام.

بحوث العلماء

تم منح نصف جائزة نوبل في الاقتصاد لهذا العام لجويل موكير "لتحديده المتطلبات الأساسية للنمو المستدام من خلال التقدم التكنولوجي"، وقد استخدم المصادر التاريخية كوسيلة لكشف أسباب تحول النمو المستدام إلى الوضع الطبيعي الجديد.

أما نصف الجائزة الآخر فقد مُنح بشكل مشترك إلى فيليب أجيون وبيتر هاويت لعملهما على "نظرية النمو المستدام من خلال التدمير الإبداعي"، وقد درسا آليات النمو المستدام.

وفي مقال نُشر عام 1992، وضع فيليب أجيون وبيتر هاويت نموذجا رياضيا لما يُسمى بالتدمير الخلاق أي أنه عندما يدخل منتج جديد ومُحسّن السوق، تخسر الشركات التي تبيع المنتجات القديمة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الرقابة المالية: نسعى لتعزيز الشفافية لتحويل النمو الاقتصادي إلى فرص تمويل للشركات
  • وزير الاستثمار: السياحة والفندقة من أبرز محركات النمو الاقتصادي ضمن رؤية مصر 2030
  • وزير المالية: الإصلاحات الاقتصادية والمالية تؤتى ثمارها.. فى الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي ودفع النمو إلى 4,4٪
  • 3 فائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد لأبحاثهم حول تأثير الابتكار على النمو
  • 3 علماء يفوزون بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية 2025 لأبحاثهم حول الابتكار والنمو
  • فائز بنوبل: على أوروبا كسر احتكار واشنطن وبكين للتكنولوجيا
  • 3 علماء يفوزون بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025
  • جوائز نوبل تختتم اليوم بالإعلان عن الفائز في العلوم الاقتصادية
  • مسقط تحتضن حلقة عمل إقليمية لمناقشة قياس مساهمة السياحة في النمو الاقتصادي