في أجواء إقليمية متوترة وتحديات اقتصادية غير مسبوقة، تحتضن العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت 24 مايو 2025، القمة العربية الرابعة والثلاثين، والتي تُشكل فرصة لمناقشة سبل تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، في وقت تواجه فيه العديد من الدول ضغوطًا مالية خانقة بسبب النزاعات وتداعيات جائحة كورونا وتغيرات المناخ.

ملفات اقتصادية حيوية على طاولة قمة بغداد

وتناقش القمة مجموعة من الملفات الاقتصادية الحيوية، أبرزها تفعيل اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى، ومشاريع الربط الكهربائي، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وسط دعوات متكررة لترجمة هذه الملفات إلى مشروعات واقعية قابلة للتنفيذ.

وتركز مداولات اليوم الأول على الخطط المشتركة لدعم الاقتصادات المتضررة من النزاعات، لا سيما في السودان وسوريا واليمن، بالإضافة إلى بحث آليات التمويل المشترك للبنية التحتية، وسبل تعزيز الاستثمارات البينية، وتشجيع القطاع الخاص العربي.

الاضطراب الخطير في النظام الاقتصادي الدولي

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته خلال الاجتماع التحضيري لقمة بغداد، إلى التوصل إلى رؤى جماعية عربية للتعامل مع الاضطراب الخطير في النظام الاقتصادي الدولي، مشيراً إلى أن التطورات العالمية المتسارعة والخطيرة، خاصةً في المجال الاقتصادي، ترفض وضع رؤى تأخذ في الاعتبار ما نلمسه من انحسار تيار العولمة، وصعود الإجراءات الحمائية.

وأضاف: ما من شك في أن الدول العربية يمكن أن تكون في حال أفضل كثيراً إن تعاملت مع هذه التحديات المستجدة برؤية جماعية، وباعتماد نهج تشاركي مرن يتسع للجميع ولا يبقى أحداً خلف الركب.

وبحث وزراء الاقتصاد والتجارة العرب في اجتماعهم ببغداد مشروع جدول أعمال القمة التنموية، الذي يتضمن، «موضوعات مهمة، ومبادرات ومشاريع وبرامج عمل، تتعلق بمجالات التكامل الاقتصادي العربي، والطاقة، والحماية الاجتماعية، والصحة، والتعليم، والمرأة والشباب، والتمويل المستدام والرؤية العربية 2045.

استراتيجيات وطنية لتلبية احتياجيات المواطن

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن دولاً عربية عدة شهدت خلال الفترة الماضية، طفرةً مهمةً واعتمدت استراتيجيات وطنية لتلبية احتياجات المواطن والتجاوب مع متطلباته المختلفة، داعياً لتبادل الخبرات في هذا السياق لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التجارب العربية الناجحة.

قمة بغداد.. بوابة جديدة لتعزيز التعاون العربي

ويأمل العراق، الذي يستضيف القمة بعد غياب طويل عن المشهد العربي، أن تشكل القمة بوابة جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي، لا سيما في مجالات الطاقة والزراعة والنقل، في ظل توفر بنية تحتية واعدة في عدة محافظات عراقية، ودعوات حكومية صريحة لجذب الاستثمارات الخليجية والعربية.

وتأمل قطاعات واسعة من المواطنين العرب أن تمهد هذه القمة لانطلاقة جديدة في مسار التعاون الاقتصادي، خاصة في ظل الأزمات المعيشية التي تفاقمت مؤخرًا في عدة بلدان، وتراجع الدعم الدولي للمنطقة، ما يعزز الحاجة إلى حلول داخلية قائمة على التكامل والتضامن.

رئيس فلسطين: قمة بغداد منصة استراتيجية لإيصال صوت الشعب الفلسطيني

تحديات إقليمية متشابكة.. ملفات مهمة على طاولة الزعماء العرب في قمة بغداد

اصطفاف في مواجهة المؤامرة على غزة والضفة.. رهان على «قمة بغداد».. و7 قرارات لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العراق الامين العام لجامعة الدول العربية قمة بغداد القمة العربية الـ34 التحديات التنموية الدول العربیة قمة بغداد

إقرأ أيضاً:

انطلاق مؤتمر الجالية العربية الأول في بريطانيا وسط حضور فلسطيني (شاهد)

شهدت العاصمة البريطانية لندن، اليوم الأحد٬ انطلاق مؤتمر الجالية العربية الأول في بريطانيا، بمشاركة فاعلة من عشرات الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية، وبحضور جماهيري واسع عكس توق العرب في المهجر إلى وحدة الكلمة والهدف. 

وافتتح المؤتمر المتحدث باسمه علي القدومي، الذي دعا إلى الوقوف دقيقة صمت ترحمًا على أرواح الشهداء الفلسطينيين، مؤكداً أن المؤتمر هو ثمرة اجتماعات تأسيسية بدأت منذ نهاية عام 2023، وهدفه هو "توحيد الجالية العربية وتحويلها إلى لوبي فاعل وضاغط وممثل في المؤسسات البريطانية، مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية للعرب في بريطانيا". 

مباشر من لندن.. مؤتمر الجالية العربية في بريطانيا https://t.co/HT9o8JeqnR — Arab-London عرب لندن (@arablondon4) June 29, 2025
تحية لفلسطين.. ودورة "الوفاء" 
وحمل المؤتمر في نسخته الأولى شعارًا وجدانيًا وسياسيًا: "دورة الوفاء لفلسطين"، وسط ترحيب خاص بضيوف الشرف٬ وهم السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط، والأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية٬ مصطفى البرغوثي. 

وأكد المشاركون أن القضية الفلسطينية تحتل موقع القلب في المشروع السياسي للمؤتمر، وأن ما يجري في غزة يمثل حرب إبادة غير مسبوقة، تتطلب تحركًا عربيًا موحدًا، ليس فقط من باب التضامن بل ضمن معركة التحرير، كما وصفها البرغوثي. 

خلال كلمته، قال البرغوثي: "نحن نواجه اليوم ثلاث حروب: الإبادة الجماعية، والتجويع، والتطهير العرقي. ما يجري في غزة أخطر من نكبة 1948، وعلينا جميعًا أن نوحّد صفوفنا من أجل الوقوف مع فلسطين." 
وسلط الضوء على الأرقام الصادمة٬ قائلا: "أكثر من 60 ألف شهيد، وأكثر من 50 ألف طفل شهيد أو جريح، كل 17 دقيقة يُستشهد أو يُصاب طفل في غزة". 

كما استذكر مأساة الطبيبة آلاء النجار التي فقدت 9 من أطفالها وزوجها في قصف إسرائيلي، قائلًا: "الفلسطينيون ليسوا أرقامًا… هم قصص عظيمة في وجه الوحشية". 

أما سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، فقد أشاد بالحراك الجماهيري الداعم لفلسطين في بريطانيا وشدد على "أهمية التحرك العربي الجماعي في ظل اشتداد التحديات الإقليمية والدولية".. 
وقالت الكاتبة والناشطة الفلسطينية، غادة الكرمي: "نحن نعيش لحظة حاسمة في تاريخ قضيتنا.. وعلى الجاليات العربية أن تدرك أنها اليوم في موقع مسؤولية". 


مؤتمر للتوحيد لا للبدائل 
أوضح رئيس اتحاد المحامين العرب في بريطانيا، صباح المختار، أن المؤتمر ليس بديلًا عن أي مؤسسة أو سفارة، بل هو "جهد تنسيقي جامع"، مضيفًا: "في القرن الماضي عُقدت 3 مؤتمرات عربية كبرى في بريطانيا لكنها لم تنتج تأثيراً حقيقياً، واليوم وبعد ربع قرن آن الأوان لعمل مؤسسي منسّق".

وأضاف: "أنا فلسطيني بالأساس، وأفتخر أن أكون جزءاً من هذا الحراك الذي يسعى لتأسيس لوبي عربي يُمثّل حقوقنا وتطلعاتنا داخل هذا البلد". 

كما رحب رئيس تحرير منصة عرب لندن، محمد أمين، في كلمته الافتتاحية بالدكتور مصطفى البرغوثي، ضيف الشرف، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يأتي في ظرف بالغ الحساسية، ويحمل عنوان "دورة الوفاء لفلسطين". 

وأشار إلى أن انعقاد هذه الدورة التأسيسية يهدف إلى توحيد الجالية العربية في بريطانيا ضمن جسم موحد وفاعل، في ظل تحديات كبرى تواجهها الجاليات، وعلى رأسها: ( حرب الإبادة الجماعية في فلسطين، وفشل المجتمع الدولي في وقفها - تصاعد الخطاب اليميني المعادي للعرب والمسلمين - تحديات الاندماج في المجتمع البريطاني مع الحفاظ على الهوية والخصوصية العربية).

وأكد أمين أن هذا المؤتمر يسعى ليكون منصة جامعة للعرب في بريطانيا، تحمل رسالة واضحة: "كلنا موحدون مع فلسطين، وضد الاحتلال، وفي مواجهة التحديات كافة."

واختتم بالتشديد على أن الوحدة هي السبيل الوحيد لتحويل الجالية العربية من مجرد أفراد متفرقين إلى قوة مجتمعية مؤثرة وضاغطة داخل مؤسسات الدولة البريطانية.

ثلاث جلسات محورية
انقسم المؤتمر إلى ثلاث جلسات رئيسية، تمحورت حول الدعم السياسي لفلسطين، وأسس بناء لوبي عربي فاعل، والتحديات الاجتماعية التي تواجه الأسر العربية في بريطانيا.

خُصصت الجلسة الأولى للعلاقة بين الجالية والقضية الفلسطينية، تحت عنوان "لسنا أرقامًا... نحن طاقة وقضية"، وشارك فيها نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم: رئيس تحرير موقع عربي21 الكاتب فراس أبو هلال، والناشط الإعلامي أحمد الناعوق، والأكاديمي عاطف الشاعر، الإعلامي نهاد خنفر، والأكاديمي حلمي الحراحشة.

وأكد المشاركون أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى على رأس أولويات العرب في المهجر، مطالبين بضرورة الانتقال من الدعم العاطفي إلى التأثير السياسي والإعلامي المنظّم داخل بريطانيا، التي تشهد تصاعداً في الحراك التضامني مع فلسطين، رغم الضغوط الحكومية والإعلامية.


أما الجلسة الثانية فحملت عنوان "كيف نبني لوبي عربي؟"، وناقشت سبل تمكين الجالية من دخول الحياة السياسية ومواجهة تصاعد الخطاب اليميني في بريطانيا.

وشارك في الجلسة كل من: الدكتور أنس التكريتي، مؤسس ورئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات، والدكتور كمال الحواش، الناشط المعروف في ملف فلسطين، والناشطة الحقوقية دلال جبريل. 

وركّزت المداخلات على أهمية تجاوز الانقسامات، وتشكيل مظلة عربية جامعة تدافع عن حقوق العرب وتتصدى لخطاب الكراهية والعنصرية المتصاعدة في الخطاب البريطاني العام، خاصة في مرحلة ما بعد "بريكست".

وتطرقت الجلسة الثالثة إلى "تحديات الأسرة العربية" في المهجر، وخاصة قضايا التعليم، والاندماج، والمساواة، ومخاوف التمييز المؤسسي الذي يواجهه أبناء الجاليات العربية والمسلمة. 

وشارك فيها الناشط الأسري نادر الأسعد، والخبير التربوي فراس الخطيب، والناشطتان الاجتماعيتان آلاء الشمالي وزينب كمال، حيث ناقشوا الحاجة إلى أدوات عملية لدعم الأسر وتعزيز الهوية الثقافية لدى الأجيال الجديدة في المجتمع البريطاني.

وفي ختام المؤتمر، أكد المتحدث باسم المؤتمر :"على أن هذا المؤتمر هو بداية لمسار طويل، يهدف إلى تمكين العرب في بريطانيا من التأثير لا التفرّج، ومن المساهمة لا التهميش".

وأضاف: "اليوم يقول مجتمعنا بوضوح٬ نحن موحدون في وجه التحديات، وموحدون مع فلسطين ضد الاحتلال".

ويأمل القائمون على المؤتمر أن يكون انطلاق هذا الكيان خطوة أولى نحو تشكيل قوة ضغط عربية منظمة داخل المؤسسات السياسية البريطانية، تضمن تمثيلاً حقيقياً لقضايا العرب، وتعزز من حضورهم الثقافي والاجتماعي، في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة البريطانية.

مقالات مشابهة

  • ليوناردو يقترب من القمة العالمية بعد تألقه بثنائية أمام السيتي
  • سباق مواهب الذكاء الاصطناعي يشتعل.. إسرائيل في المقدمة وغياب العرب
  • قادة العالم يتعهدون بدعم التنمية في قمة إشبيلية بغياب ترامب
  • غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
  • انطلاق مؤتمر الجالية العربية الأول في بريطانيا وسط حضور فلسطيني (شاهد)
  • ذهب أيلول يحصد الجائزة الأولى في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس
  • زينب عبد الباري رئيسًا لاتحاد شباب المستثمرين العرب
  • حمدان بن محمد يوجه بتنظيم «القمة العالمية للرياضة» بدبي
  • زينب عبدالباري أول سيدة تترأس اتحاد شباب المستثمرين العرب بعد منافسة عربية قوية
  • حمدان بن محمد يوجه بتنظيم «القمة العالمية للرياضة» في دبي 29 ديسمبر