مديرات مدارس: الجهود متواصلة لتخفيف وزن الحقيبة المدرسية.. وتعزيز وعي أولياء الأمور ضروري للتحول نحو رقمنة المناهج
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
مسقط- محمد بن علي الرواحي
أكد عدد من مديرات المدارس في المحافظات تطبيق العديد من الإجراءات المتعلقة بتخفيف ثقل الحقيبة المدرسية حتى لا يؤثر الوزن الزائد سلبيا على صحة الطلبة ونموهم البدني، انطلاقا من تعليمات وزارة التربية والتعليم بتوفير بيئة تعليمية أكثر أمانًا وراحة، وتحقيق توازن بين العملية التعليمية، والحفاظ على سلامة الطلبة.
وتقول منى بنت عبد القوي اليافعية، مديرة مدرسة المعرفة (1-4) بتعليمية محافظة ظفار، إن المدرسة وجهت باستخدام دفاتر خفيفة لا تتجاوز صفحاتها (60) ورقة، بالإضافة إلى توعية الطلبة عن طريق تنفيذ إذاعة مدرسية خاصة عن مواصفات الحقيبة المدرسية وتوزيع تعميم لأولياء الأمور يتضمن إرشادات لاختيار الحقيبة والدفتر المدرسي، إلى جانب توزيع ملصقات توعوية للمجتمع المدرسي والمحلي، وإطلاق مسابقة "أفضل ملتزم بإجراءات تخفيف الحقيبة"، وتخصيص يوم الثلاثاء يومًا بلا حقيبة، وتحديد أيام للواجبات المنزلية بالتنسيق مع المعلمات، مؤكدة أهمية اتباع أولياء الأمور للإرشادات الصحية عد اختيار الحقيبة المدرسية وفق المواصفات التي حددتها الوزارة.
وتوضح فاطمة بنت زاهر العبرية مديرة مدرسة فاطمة بنت الزبير (١-٦) بتعليمية محافظة الداخلية، أن المدرسة شكلت لجنة لمتابعة التزام الطلبة بالحقيبة، لافتة إلى أن مهام اللجنة تتضمن: متابعة ترتيب الكتب الدراسية وفق الجدول المدرسي، ووضع كتب الأنشطة والمهارات الفردية في الخزانات، وتوعية الطلبة بالمكان الصحيح لوضع الحقيبة المدرسية في العلاق الخاص بالطاولة الطالب أو تحتها، وتنفيذ حملات توعوية لمتابعة مدى التزام الطلبة بالاستخدام الصحيح للحقيبة، مؤكدة أن هذه الجهود أسهمت في انخفاض عدد الطلبة الذين يعانون من مشاكل الظهر والكتف.
وتبين أن المدرسة نفذت حملات توعوية عبر نشر ملصقات وفيديوهات توعوية في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لشرح الطريقة الصحيحة لحمل الحقيبة، إلى جانب نشر الجدول المدرسي لتحفيز أولياء الأمور على متابعة أبنائهم.
وفي السياق، تذكر مكية بنت حسن الكمزارية المديرة المساعدة لمدرسة قدى للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسندم، أن المدرسة فعلت استخدام الخزانات في جميع الفصول الدراسية، وخصصت جزءا من كل خزانة لحفظ كتب الطالب، ودفاتر المواد التي لا تتطلب واجبات منزلية، لافتة إلى أن هذه الخطوة أسهمت بشكل كبير في تخفيف ثقل الحقيبة المدرسية، حيث أصبحت الحقيبة خالية من الكتب والدفاتر والأغراض غير الضرورية، إلى جانب أن تصميم الخزانات كان جاذبا ومناسبا لطلاب الصفوف (1-4)، مما يعزز من راحة الطلبة وتنظيم أدواتهم الدراسية.
واقترحت الكمزارية نشر ثقافة توعوية لدى أولياء الأمور توضح أن الحقيبة المدرسية ليست أداة لا غنى عنها إذا توفرت البدائل المناسبة، وتدريب الطلبة على التعلم الرقمي والتقني كبديل لحمل الكتب، والاستفادة من المنصات التعليمية؛ لتقليل الاعتماد على الكتب الورقية، مع تعزيز التواصل المستمر بين المدرسة وأولياء الأمور؛ لمناقشة الأفكار التطويرية.
وتشير أمل بنت ناصر الراسبية مديرة مدرسة الأجيال الواعدة بتعليمية محافظة جنوب الشرقية، إلى أهم الإجراءات التي اتخذتها المدرسة لتخفيف ثقل الحقيبة المدرسية قائلة: "المدرسة اتخذت إجراءات عملية لتخفيف ثقل الحقيبة، ومنها: اعتماد جدول دراسي مرن يُراعي توزيع المواد على مدار الأسبوع، وتقليل عدد الكتب المطلوبة يوميًا عبر ترك الحقيبة داخل المدرسة، وحمل ملف خفيف يحتوي على مادتين فقط وفق الجدول المعتمد، وتنظيم الواجبات المنزلية وفق الجدول مع المتابعة الدورية لضمان الالتزام".
وتقول: واجهتنا بعض التحديات مثل تردد بعض أولياء الأمور في تقبّل الإجراءات خشية تأثيرها على التحصيل الدراسي، وتفاوت التزام الطلبة بترتيب حقائبهم، لذا رأت أن تفعيل أدوات التعلم الرقمي يعد حلا داعما لهذه التحديات".
من جهتها، تؤكد عائشة بنت مراد البلوشية مدرة مدرسة الكرامة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الباطنة، أن هناك العديد من الطرق الفعالة لتعزيز الوعي بأهمية تخفيف ثقل الحقيبة المدرسية، مبينة: "نظمت المدرسة عددا من اللقاءات والحوارات الدورية لأولياء الأمور، وأعدت مجموعة من النشرات التوجيهية، التي تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحسابات المدرسة، وقُدمت عروض مرئية في الطابور الصباحي، والفصول الدراسية بالتعاون مع ممرضة الصحة المدرسية، والاخصائية الاجتماعية بالمدرسة؛ لرفع الوعي حول الحقيبة المدرسية الآمنة".
وتشير البلوشية إلى تفاعل أولياء الأمور مع هذه المبادرات ومتابعتهم لأبنائهم في الالتزام بجدول الحقيبة اليومي، معربة عن أملها في تعزيز التواصل المستمر بين المدرسة وأولياء الأمور؛ لضمان سلامة الطلبة وتحقيق الأهداف المنشودة.
وتتحدث شبيبة بنت عبد الرحيم الرئيسية مديرة مدرسة المشارق للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسقط، عن تجربة المدرسة في تفعيل استخدام الخزانات، مشيرة إلى أن المدرسة وبجهود مشتركة بين المعلمات وأولياء الأمور وفرت خزانات داخل الفصول الدراسية، مما أتاح للطلبة حفظ كتبهم ودفاترهم بشكل منظم، ومع دعم الوزارة للمدرسة بخزانات حديثة، تحسّن تنظيم المواد الدراسية، مما شجّع الهيئة التعليمية على تعزيز هذا المشروع، مؤدة أن هذه الخزانات ليست مجرد مساحة للتخزين، بل هي جزء من النظام التعليمي الذي يسهم في تخفيف وزن الحقيبة، وتعليم الطلبة النظام، والمحافظة على ممتلكاتهم.
وفي حديثها عن التحديات التي تواجه تطبيق إجراءات الحقيبة الآمنة، توضح أن أبرز هذه التحديات يتمثل في إصرار بعض أولياء الأمور على إرسال جميع الكتب مع أبنائهم للمراجعة المنزلية، وإهمال بعض أولياء الأمور في متابعة محتويات الحقيبة، ما يؤدي إلى حمل الطلبة أدوات غير ضرورية، أو ألعاب، مضيفة أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تعاونًا مستمرًا بين المدرسة وأولياء الأمور، لضمان تطبيق الإجراءات بشكل صحيح، وتوفير بيئة تعليمية صحية وآمنة للطلبة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
طلبة مدارس المتميزين وكلية بغداد يعانون من ترجمات غوغل في الامتحانات الوزارية
شبكة انباء العراق ..
كشف عدد من أولياء أمور طلبة الصف السادس الإعدادي في مدارس المتميزين وكلية بغداد عن معاناة حقيقية يواجهها الطلبة خلال الامتحانات الوزارية، بسبب ترجمة الأسئلة من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية باستخدام أدوات الترجمة الآلية مثل “غوغل” ما يؤثر بشكل مباشر على وضوح الأسئلة ودقتها، وبالتالي على مستقبل الطلبة.
وتُعد هذه المدارس نخبوية في العراق، حيث يُدرّس الطلبة من الصف الأول المتوسط وحتى السادس الإعدادي باللغة الإنكليزية، بينما يعتمد المنهج نفسه المُستخدم في المدارس العامة باللغة العربية.
ورغم أن المحتوى الدراسي واحد، إلا أن الأسئلة الوزارية يتم إعدادها باللغة العربية ثم تُترجم إلى الإنكليزية، ووفقًا لمصادر تربوية وأكاديمية، فإن “عملية الترجمة لا تتم عبر لجان تربوية متخصصة، بل غالبًا ما تُنجز من خلال الترجمة الآلية، ما يفتح الباب أمام أخطاء لغوية ومفاهيمية قد تضع الطالب في حيرة وربكة أثناء الامتحان”.
ويقول أحد أولياء الأمور ، “ابني في الصف السادس الإعدادي ضمن مدارس المتميزين، تعب لسنوات وهو يدرس المفاهيم العلمية بلغة إنكليزية دقيقة، ليتفاجأ بأسئلة مترجمة ترجمة حرفية غير مفهومة”، متسائلا “كيف يُعقل أن يُترك مصير الطلبة للترجمة الآلية؟”.
ويُعد الصف السادس الإعدادي مرحلة مفصلية في حياة الطالب العراقي، حيث تحدد نتيجته القبول الجامعي ومساره الأكاديمي، ما يجعل أي خلل في الامتحانات خطراً حقيقياً على مستقبل آلاف الطلبة.
دعوات للتحرك العاجل
ويطالب أولياء الأمور ومختصون في الشأن التربوي وزارة التربية بتشكيل لجنة ترجمة تربوية متخصصة تعمل على إعداد نسخة إنكليزية دقيقة من الأسئلة، تُراعي المصطلحات العلمية والأسلوب الأكاديمي المناسب للمناهج التي تُدرّس باللغة الإنكليزية.
كما يدعون إلى مراجعة شاملة لآلية تقديم الامتحانات للمدارس التي تعتمد اللغة الإنكليزية، وإشراك الخبراء التربويين في عملية إعداد وتدقيق الأسئلة المترجمة.
هل تتحرك وزارة التربية؟
حتى الآن، لم تُصدر وزارة التربية توضيحاً رسمياً حول آلية الترجمة المستخدمة في الامتحانات الوزارية للمتميزين وكلية بغداد.
لكن تصاعد الشكاوى والتحذيرات قد يدفع الجهات المعنية إلى إعادة النظر في هذه الممارسة التي تهدد مبدأ تكافؤ الفرص وتضع تميّز هؤلاء الطلبة على المحك.