يسعى المشرعون على مستوى الولايات والمشرعون الفيدراليين إلى تنظيم الملكية الأجنبية للعقارات الأميركية بسبب المخاوف من أن الكيانات الصينية تخلق خطراً على الأمن القومي من خلال تكديس مساحات من الأراضي الزراعية الأميركية، بعضها بالقرب من مواقع حساسة.

ومع ذلك، تظهر مراجعة أجرتها شبكة “NBC News” لآلاف الوثائق المقدمة إلى وزارة الزراعة الأميركية عدداً قليلاً جداً من المشتريات من قبل المشترين الصينيين في العام ونصف العام الماضيين – أقل من 1400 فدان في بلد تبلغ مساحة أراضيه الزراعية 1.

3 مليار فدان. وفي الواقع، فإن إجمالي الأراضي الزراعية الأميركية المملوكة للمصالح الصينية أقل من ثلاثة أجزاء من مائة من 1%.

لكن المراجعة تكشف أيضاً عن نظام رقابي فيدرالي يكون فيه الإبلاغ عن الملكية الأجنبية متساهلاً والتنفيذ في حده الأدنى.

ويتعين على أي فرد أو كيان أجنبي يشتري أو يستأجر الأراضي الزراعية الأميركية بموجب القانون الفيدرالي إبلاغ وزارة الزراعة الأميركية عن الصفقة في غضون 90 يوماً، ومع ذلك لم يتم الإبلاغ عن بعضها لسنوات – وتم رصد حالة واحدة، لم يتم الإبلاغ لأكثر من 20 عاماً. وفي نفس الفترة الزمنية، لم يتم تغريم أي شخص أكثر من 121000 دولار لعدم تقديم مثل هذا التقرير.

ووفقاً لمراجعة الإيداعات الخاصة بالمشتريات الأجنبية وتأجير الأراضي الزراعية منذ 1 يناير 2022، فقد كانت الغالبية العظمى من المعاملات شركات طاقة الرياح الأوروبية التي تؤجر الأراضي من المزارعين الأميركيين لبناء توربينات الرياح. وكشفت إحدى شركات طاقة الرياح الإيطالية عن 40 عقد إيجار جديد للأراضي الزراعية في مقاطعة ريفية واحدة فقط في ولاية إلينوي. وكان لدى نفس الشركة عقود إيجار في 4 ولايات أخرى على الأقل.

وفي 35 ولاية تم مراجعة سجلاتها، وجدت “NBC News”، أن 11 عملية شراء كانت من قبل كيانات صينية وتم الإبلاغ عنها إلى وزارة الزراعة الأميركية في الفترة من 1 يناير 2022 إلى 30 يونيو 2023.

وذكرت شركة “سميثفيلد فودز” أنها اشترت 186 فداناً في عامي 2022 و2023 في “ميزوري”، و”نورث كارولينا”، لتضيف إلى محفظتها الحالية في الولايات المتحدة التي تقل عن 128 ألف فدان، وفقاً لمتحدث باسم الشركة.

كانت شركة “سميثفيلد فودز” في السابق شركة مملوكة للولايات المتحدة، وقد اشترتها شركة صينية في عام 2013.

بدوره، قال نائب رئيس “سميثفيلد” لشؤون الشركات، جيم مونرو: “هناك قضايا مهمة يتعين معالجتها بين الولايات المتحدة والصين”. “ملكية الأراضي الزراعية الأميركية ليست واحدة منها”.

فيما قدمت مجموعة “سينجنتا” 6 إفصاحات عن إجمالي 772 فداناً منتشرة في ولايات “أيوا”، و”فلوريدا”، و”كاليفورنيا”، ولكن تم بالفعل الإبلاغ عن المشتريات إلى وزارة الزراعة الأميركية عندما تمت تحت ملكية المالك السابق للشركة، وهي شركة سويسرية. وتم شراء شركة “سينجنتا” من قبل شركة صينية في عام 2017.

وقال ساسواتو داس، المتحدث باسم شركة سينجينتا، لشبكة “إن بي سي نيوز”، إن الشركة تمتلك أو تستأجر ما مجموعه 6000 فدان في الولايات المتحدة.

وأضاف “داس”، أن شركة “سينجينتا” تستخدم “جزءاً كبيراً” من أراضيها الأميركية لإجراء الأبحاث على منتجاتها المطلوبة من قبل وزارة الزراعة الأميركية أو وكالة حماية البيئة. تطلب الوكالات من الشركة اختبار البذور والمواد الكيميائية التي تخطط لبيعها. وقال داس: “يتم إجراء كل هذه الأنشطة في الحقول والمزارع في الولايات المتحدة لصالح المزارعين الأميركيين”.

فيما لم تكشف إحدى الشركات التي يقع مقرها الرئيسي في “هونغ كونغ”، والتي اشترت 365 فداناً في داكوتا الشمالية عن مشترياتها لوزارة الزراعة الأميركية حتى كشفت قناة CNBC عن مخاوف تتعلق بالأمن القومي قد أثيرت بشأن قرب الأرض من قاعدة جراند فوركس الجوية.

وبعد أن كتبت “CNBC” أن مشتريات “Fufeng USA” كانت تثير القلق في واشنطن، اتصل مسؤول محلي بوزارة الزراعة الأميركية بالشركة للسؤال عن الكشف عن الملكية الأجنبية، وفقاً لإيداعات وزارة الزراعة الأميركية التي استعرضتها NBC News.

وبعد أسبوعين امتثلت الشركة، وقدمت إفصاحات تظهر أنها قامت بثلاث عمليات شراء بمبلغ إجمالي قدره 9.5 مليون دولار لبناء “مصنع تخمير حيوي لطحن الذرة الرطبة”.

تاريخياً، كان حوالي 3.1% فقط، أو 40 مليون فدان، من إجمالي 1.3 مليار فدان من الأراضي الزراعية في البلاد مملوكة للأجانب. ما يقرب من نصف الأراضي المملوكة للأجانب هي الغابات. وتظهر سجلات وزارة الزراعة الأميركية أن ثلث الـ 40 مليون فدان المملوكة للأجانب مملوكة لشركات كندية، في حين أن الشركات الصينية تمتلك أقل من 400 ألف فدان.

لكن حصة الأراضي الزراعية المملوكة للمصالح الأجنبية آخذة في التزايد، وفقا لوكالة الخدمات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية، كما ارتفعت وتيرة نمو الحصة الأجنبية. وبينما نمت بمعدل 800 ألف فدان سنوياً من عام 2011 إلى عام 2015، فقد ارتفعت بمقدار 2.2 مليون فدان سنوياً من عام 2015 إلى عام 2021.

وباسم الأمن القومي، دعا أعضاء الكونغرس إلى سن قوانين أكثر صرامة لتنظيم شراء الأراضي الأجنبية، منتقدين الجهود الحالية التي تبذلها وزارة الزراعة الأميركية لضبط الإفصاح.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، واجهت 6 شركات فقط عقوبات بسبب التأخر في تقديم الطلبات أو الفشل في تقديم الطلبات، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية.

وتمت معاقبة شركتين كنديتين بسبب تأخرهما في تقديم الطلبات في عام 2013. كما تم تغريم شركة سويدية بعد عام. وبعد ذلك لم تكن هناك عقوبات حتى تم تغريم شركة يابانية في عام 2019.

وفي عام 2021، تم تغريم كيانين صينيين معاً أكثر من 135 ألف دولار لعدم الكشف عن مشترياتهما لأكثر من 130 ألف فدان على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في تكساس قبل أكثر من 20 عاماً.

ويُظهر خطاب العقوبة الذي أرسلته وزارة الزراعة الأميركية إلى إحدى الشركات، وهي Brazos Highland Properties LP، أن الشركة قدمت إفصاحها متأخراً 8017 يوماً.

وقالت الحكومة في رسالتها إنه نظرا للتأخير الطويل، كان المبلغ الأصلي للغرامة المقترحة هو 21 مليون دولار، لكن الوكالة قررت تخفيضها إلى 120216.38 دولار. وكان هذا المبلغ المنخفض بشكل حاد هو أكبر غرامة فرضتها الوكالة منذ 20 عاماً.

وفي أواخر يوليو/تموز، أقر مجلس الشيوخ الأميركي حظراً على شراء الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران للأراضي الزراعية الأميركية، ولكن من غير الواضح ما إذا كان التعديل سيدخل في مشروع قانون الإنفاق الدفاعي النهائي الذي سيتم التصويت عليه في الكونغرس هذا الخريف.

تقرير: العربية نت

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الإبلاغ عن ألف فدان أکثر من فی عام من قبل

إقرأ أيضاً:

وثيقة سرية تكشف: أميركا ستتكبد "هزيمة ساحقة" أمام الصين

كشف "تقرير سري للغاية" صادر عن وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة ستتكبد "هزيمة ساحقة" وستفقد أكبر حاملة طائرات لديها إذا حاولت منع الصين من غزو تايوان.

وأظهر التقييم، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أن واشنطن ستهزم أمام ترسانة الصين التي تضم نحو 600 سلاح فرط صوتي، إلى جانب الصواريخ والغواصات النووية.

وسلط التقرير أيضا الضوء على مخاوف أوسع نطاقا بشأن مستقبل الجيش الأميركي واستمرار اعتماده على "أساليب عفا عليها الزمن".

وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد دُمرت سفن مثل حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد فورد" - التي تبلغ تكلفتها 13 مليار دولار - وهي أكبر حاملة طائرات في العالم - مرارا وتكرارا في سيناريوهات محاكاة للدفاع الأميركي عن تايوان.

ويرى منتقدو الاستراتيجية العسكرية الأميركية أن البنتاغون ما يزال عالقا في عقلية حروب الماضي، معتمدا على أسلحة تقليدية ضخمة ومكلفة.

في المقابل، يتمسك المدافعون عن النهج الحالي بأن الولايات المتحدة ما تزال بحاجة إلى الحفاظ على ترسانتها التقليدية الضخمة لردع خصومها، خصوصا مع تصاعد الخطاب الصيني حول "استعادة" تايوان وتقارير عن استعداد بكين لعمل عسكري محتمل بحلول 2027. 

وذكرت "نيويورك تايمز" أن تقرير "التفوق" السري الصادر عن البنتاغون أرسل مؤخرا إلى البيت الأبيض، مشيرة إلى أنه كشف "تفاصيل مقلقة حول قدرة الصين على تدمير السفن والطائرات والأقمار الاصطناعية الأميركية".

وسبق أن صرّح وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث بأننا "نخسر في كل مرة" في محاكاة البنتاغون لنزاع تايوان.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال هيغسيث إن الصين "تتدرب على المواجهة الحقيقية"، وأضاف: "لن نُخفي الحقيقة، فالتهديد الذي تُشكّله الصين حقيقي وقد يكون وشيكا".

مقالات مشابهة

  • صادرات مصر الزراعية تسجل 8.8 مليون طن في 2025
  • الزراعة: الصادرات الزراعية المصرية حققت 8.8 مليون طن حتى الآن بزيادة 750 ألف طن
  • محافظ المنوفية: إزالة فورية لعدد من حالات التعدي علي الأراضي الزراعية بمنوف والسادات
  • الداخلية تضبط 27 شركة سياحية غير مرخصة للنصب على المواطنين
  • طلاب كلية الزراعة بجامعة صنعاء يطلعون على المقومات الزراعية في الجوف
  • وثيقة سرية تكشف: أميركا ستتكبد "هزيمة ساحقة" أمام الصين
  • 29 % نمو الرُّخَص الزراعية بأبوظبي خلال 9 أشهر
  • حزمة قرارات خدمية بالصعيد.. الحكومة تخصص 240 فدانًا للصناعة وقطع أراضٍ جديدة للجبانات
  • توقيع اتفاق لإطلاق منصة رقمية للزراعة التعاقدية بشراكة استراتيجية بين شركة محاصيل وشركة مافي للصناعات الزراعية
  • الإصلاح الزراعي: إزالة 145 حالة تعد على الأراضي خلال شهر