طهران- بعد عام من تجميده بسبب سقوط المروحية الرئاسية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في 19 مايو/أيار العام الماضي، انطلق منتدى طهران للحوار عشية الذكرى الأولى للحادث بمشاركة 200 مسؤول ومفكر من 53 دولة، منهم وزراء خارجية وسفراء وممثلون حكوميون إلى جانب مسؤولين وأكاديميين إيرانيين.

وتحت عنوان "الفاعلية الإقليمية في نظام عالمي متغير: وفاق أم انقسام؟" بدأت فعاليات المنتدى في مقر مكتب الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية برعاية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وحضور لافت للمسؤولين الإيرانيين منهم وزير الخارجية عباس عراقجي وسلفه محمد جواد ظريف ورئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية كمال خرازي.

كما يحظى المنتدى بدورته الرابعة بحضور ضيوف رفيعي المستوى من الدول الجوار؛ أبرزهم نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، وبدر البوسعيدي وزير خارجية عُمان، وسراج الدين مهر الدين وزير خارجية طاجيكستان، وأميرخان متقي القائم بأعمال وزارة خارجية الإمارة الإسلامية في أفغانستان، وكذلك آرمن غريغوريان مستشار الأمن الوطني الأرميني، وحكمت حاجي أف مساعد الرئيس الأذربيجاني، ووفدا أمميا و40 ضيفا أوروبيا.

إعلان

أهمية المنتدى

وأوضح زاده نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، أن المنتدى يُعتبر استمرارا لثلاث فعاليات ومؤتمرات  دولية سابقة كانت تنظمها طهران منذ 4 عقود، حيث أُدمجت عام 2021 تحت مظلة واحدة.

وأكد خطيب زاده، أن منتدى حوار طهران ليس مجرد منصة حيادية بل فرصة لإيران لتصحيح الروايات المُعادية عبر خطاب مباشر مع العالم وتعزيز التفاهم بحوارات غير رسمية بين صنّاع القرار والخبراء إلى جانب مواجهة التحديات بأدوات دبلوماسية مبتكرة.

من جانبه، أشاد وزير الخارجية عباس عراقچي، بفكرة المنتدى، واصفا إياه ـخلال استقباله وفدا من مؤسسة أغواش المتخصصة في دراسات نزع السلاح النووي- بأنه "مبادرة رائدة تجمع مفكرين من دول ومناطق مختلفة في طهران لمناقشة القضايا الإقليمية والعالمية.

ويوفر المنتدى منصة دبلوماسية لطهران لعرض رؤيتها في القضايا الإقليمية والعالمية، مثل نزع السلاح النووي، والتركيز على الاستخدامات السلمية لبرنامجها النووي، ولعب دور فاعل في مواجهة التطورات لا سيما في منطقة غرب آسيا.

تطلق طهران منتداها للحوار كفرصة لعرض قضايا حيوية تهمها ودورها الفاعل دوليا وإقليميا ( الأناضول) محاور وقضايا

ووفقا لجدول أعمال المنتدى، فقد خطط لعقد 40 جلسة نقاش على مدار يومين، بعضها سيكون مغلقا بحضور وزراء الخارجية والمبعوثين الرسميين، في حين ستبث اجتماعات أخرى مباشرة للجمهور، بينما ستنشر حوارات -سيجريها مركز الدراسات السياسية والدولية- لاحقا.

وتركز فعاليات المنتدى على محاور:

 الوضع الفلسطيني الراهن ومقاومة "العدوان الصهيوني".  السيناريوهات المستقبلية للنظام الدولي والهيكليات البديلة.  تشكيل نظام جديد في غرب آسيا.

ويتناول المؤتمرون في حلقات نقاش نزع السلاح في الشرق الأوساط، والعقوبات الدولية المفروضة على إيران وآليات رفعها، والتحديات التي تواجه النظام الدولي، وكذلك تعزيز الحوار كأداة لتحسين الفهم المشترك.

إعلان

وتتمحور النقاشات حول تعزيز الحوار بين إيران والأطراف الفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي، مع إبراز دور الدبلوماسية في إدارة الأزمات وفقا للرؤية الإيرانية.

أهداف منظورة

وفي ظل التحديات الجيوسياسية القائمة في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023، واحتدام التوتر بين واشنطن وطهران منذ مطلع العام الجاري، حيث عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تركز إيران عبر منتدى الحوار على تقديم رؤيتها تجاه التطورات الإقليمية والإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة المحاصر، والتحذير من خطورة السياسات الإسرائيلية على الأمن والسلم الدوليين.

وانطلاقا من منتدى الحوار، تسعى طهران لتسليط الضوء على تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة ومفاوضاتها المتواصلة مع واشنطن من جهة أخرى، مع التركيز على ما تعتبره "تعنتا أميركيا ومطالب غير قابلة للنقاش"، وهذا ما كانت قد ذهبت إليه التصريحات الرسمية مع وفد مؤسسة أغواش.

كما يمثل المنتدى فرصة لطهران لبناء تحالفات سياسية واقتصادية وتعزيز دورها الإقليمي والدولي في ظل تحولات النظام العالمي، إلى جانب النقاشات التي يُعول عليها للمساهمة في خفض التوتر مع القوى الغربية لا سيما على ضوء مشاركة وفد من الأمم المتحدة.

وقد تعزز مشاركة شخصيات سياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية رفيعة المستوى الحوار الإقليمي بين الأطراف المتنازعة لا سيما في سوريا واليمن وجنوب القوقاز، فضلا عن فاعلية حضور ممثلي حلفاء إيران الشرقيين مثل روسيا والصين من أجل الدفع نحو تعزيز تحالف شرقي لمواجهة السياسات الغربية.

وكانت وازارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت أن نحو 50 وسيلة إعلامية أجنبية ستغطي فعاليات منتدى الحوار، ما يتيح لطهران الترويج لروايتها مباشرة إلى الرأي العام العالمي، وتصحيح ما تعتبره "تشويها وشيطنة" حيال سياساتها، واتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الرئيس التونسي يستقبل وزير الخارجية

العُمانية: استقبل فخامةُ الرئيس قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية، اليوم، معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وذلك في القصر الرئاسي بالعاصمة التونسية، في إطار زيارته الرسمية إلى الجمهورية التونسية الشقيقة.

ونقل معاليه خلال المقابلة تحياتِ حضرةِ صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم - حفظه الله ورعاه - وتمنياته لفخامة الرئيس التونسي بموفور الصحة والسعادة، وللشعب التونسي الشقيق دوام التقدم والازدهار.

من جانبه، حمّل فخامة الرئيس التونسي معاليه نقلَ تحياته إلى جلالة السلطان المعظم - أبقاه الله - وتمنياته لجلالته بموفور الصحة والعافية، وللشعب العُماني الشقيق مزيدًا من النماء والرقي.

وجرى خلال المقابلة التأكيدُ على العلاقات الثنائية الوطيدة بين سلطنة عُمان والجمهورية التونسية، وتعزيزها في كافة المجالات بما يعود بمزيد من المنافع ويخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

كما عبّر فخامة الرئيس التونسي عن تقدير بلاده للدور البنّاء الذي تضطلع به سلطنة عُمان بقيادة جلالة السلطان المعظم في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ونهجها القائم على الحكمة وقيم الحوار والتعاون بين الدول والشعوب.

ومن جانبه، أعرب معالي السيد وزير الخارجية عن اعتزاز سلطنة عُمان بما يربطها بالجمهورية التونسية من علاقات أخوية متينة، مؤكدًا حرصها على تعزيز مسارات التعاون الثنائي، واستمرار التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك مشيدًا معاليه بقيادة فخامة الرئيس التونسي ورؤيته الحكيمة للمنطقة ولمستقبل العمل العربي المشترك وعلى مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتونس.

مقالات مشابهة

  • عاجل| وزير الخارجية السعودي: التطورات المتسارعة تفرض تعزيز التعاون والحوار البناء
  • «الإمارات للدراسات» و«أكاديمية أنور قرقاش» يطلقان «منتدى هيلي» في البرازيل
  • وزير الخارجية الأسبق: مصر تقود جهود التوازن الإقليمي وتنتظر شريكا دوليا جادا
  • وزير الخارجية الإيراني: طهران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي
  • «الإمارات للإفتاء»: السلام قيمة أخلاقية تمثّل جوهر الدين وغايته
  • الخارجية الأمريكية: رفض إيران التعاون مع وكالة الطاقة الذرية غير مقبول
  • إيران تعلق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية.. ماذا قالت الخارجية الأمريكية؟
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: حان الوقت لإعادة تفعيل آلية العودة السريعة للعقوبات على إيران
  • الرئيس التونسي يستقبل وزير الخارجية
  • تحذير من منتدى الشراكة الوطنية: أزمة الكهرباء تتفاقم والحكومة مطالَبة بقرارات (بيان)