شرطة دبي ترفع جاهزيتها للمستقبل باستراتيجية رقمية شاملة
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
دبي: «الخليج»
كشفت القيادة العامة لشرطة دبي، خلال القمة الشرطية العالمية 2025، عن استراتيجيتها للتحول الرقمي الشامل، والتي تمتد حتى عام 2028، في خطوة تهدف لإحداث نقلة نوعية في منظومة العمل الشرطي، ورفع جاهزيتها نحو المستقبل، وتعزيز حضورها الريادي في المجال الأمني والتقني عالمياً.
وتسعى الاستراتيجية الجديدة إلى جعل شرطة دبي القوة الأكثر مرونة وابتكاراً بحلول عام 2028، من خلال تسخير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، ومنظومات الأمن السيبراني المتقدمة، إلى جانب الابتكارات الأمنية، لتقديم تجربة شرطية متكاملة وآمنة وسلسة للمتعاملين.
كما تركز الاستراتيجية على دعم منظومة حماية المجتمع ضمن بيئة آمنة وعادلة في العالمين الواقعي والافتراضي، بما يعزز الاستباقية ويرفع منسوب التفاعل والثقة المجتمعية.
وتأتي هذه الاستراتيجية في إطار التوجهات الاستراتيجية لحكومة دبي لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، وترسيخ مكانة الإمارة كعاصمة عالمية للاقتصاد الرقمي والمدن الذكية، وضمن رؤية متكاملة لتوفير تجربة مدينة رقمية آمنة ومُمكّنة، تضمن التفاعل المجتمعي الفعّال، وتُقدم خدمات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية الاحتياجات الحالية واستباق تطلعات المجتمع.
وقال اللواء خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي، أن هذا الإطلاق يأتي بتوجيهات من الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام، ويؤكد التزامنا الراسخ في التوجه نحو تقديم خدمات شرطية ذكية، واستباقية، ومدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن الاستراتيجية الجديدة تمثل نقلة نوعية في مسيرة شرطة دبي نحو التحول الذكي، وتجسد جاهزيتها لتبني أحدث التطبيقات، بما يعزز الأمن والخدمة ويواكب تطلعات المدينة الذكية، ولفت إلى أن التنفيذ سيتم عبر حوكمة دقيقة يقودها مجلس التحول الرقمي الذي يتولى الإشراف الاستراتيجي العام، بالتنسيق مع مكتب إدارة المشاريع الرقمية الذي يتولى مسؤولية تنفيذ المبادرات الرقمية، لضمان تحقيق أفضل مؤشرات الأداء ومواءمة التوجهات الحكومية مع الاحتياجات الأمنية المستقبلية.
وتتضمن الاستراتيجية تنفيذ 86 مشروعاً رقمياً ومبادرة مبتكرة تهدف لبناء عمليات شرطية متصلة وذاتية الاستجابة تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، قادرة على حماية المجتمعات والتعامل بمرونة مع التحديات.
ومن أبرز هذه المشاريع، مشروع التنبؤ الذكي بالجرائم الذي يوظف تحليلات البيانات للتوقع الاستباقي للجرائم، ومشروع مركز العمليات الرقمية الموحد الذي يعزز التكامل وسرعة الاستجابة الأمنية، إضافة إلى تطوير مراكز الشرطة الذكية ومنصات المرور الرقمية.
وتعزز الاستراتيجية جاهزية شرطة دبي لمواجهة التحديات السيبرانية المتنامية، عبر بناء مجتمع رقمي آمن ومحصّن يتمتع بمنظومة سيبرانية مبتكرة ومرنة، تُرسّخ مكانة شرطة دبي كواحدة من أكثر الجهات الأمنية تطوراً عالمياً، ويعزز ريادتها كنموذج عالمي في العمل الشرطي الذكي والمستقبل المستدام.
كما تدعم تحفيز الابتكار وتسريع النضج الرقمي، بما في ذلك تنمية القدرات المؤسسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى ترسيخ أسس مؤسسة مرنة، جاهزة للمستقبل، وتتمتع بتنافسية عالية على المستوى العالمي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات شرطة دبي التحول الرقمي الذکاء الاصطناعی شرطة دبی
إقرأ أيضاً:
مهرجان كان: الذكاء الاصطناعي مهم في السينما
لم يشذّ مهرجان كان السينمائي عن توجه مختلف القطاعات للجوء إلى الذكاء الاصطناعي، إذ تشهد أروقة سوق الأفلام خلال المهرجان نقاشات في هذا الشأن، في ظل مخاوف بعض كتّاب السيناريو الذين يرون في هذه التقنية خطرا على الإبداع.
وبات الذكاء الاصطناعي موضوع الساعة في الإنتاجات الأميركية الكبرى، و"الشرير" في القصص التي تتناولها الأفلام.
ففي فيلم "ميشن إمباسيبل - ذي فاينل ريكونينغ" Mission: Impossible - The Final Reckoning الذي عُرض خارج المسابقة في مهرجان كان ويُطرح الأسبوع المقبل في صالات السينما، ينبري إيثن هانت (توم كروز) طوال نحو ثلاث ساعات لمقاتلة "الكيان"، وهو ذكاء اصطناعي شرير خرج عن السيطرة ويهدف إلى القضاء على البشرية.
وفي المهرجان أيضا فيلم "دالواي" Dalloway للمخرج الفرنسي يان غوزلان (يُطرح في الصالات التجارية في 17 سبتمبر)، ويتناول قصة روائية تعجز عن الكتابة منذ ست سنوات (تؤدي دورها سيسيل دو فرانس، فتلتحق ببرنامج إقامة فنية مرموق لاستعادة الإلهام.
وتستعين في سعيها إلى تأليف كتابها بذكاء اصطناعي توليدي (بصوت المغنية الفرنسية ميلين فارمر)، يهيمن عليها أكثر فأكثر، مما يدفعها إلى التشكيك في نواياها.
ويطرح يان غوزلان في فيلم التشويق النفسي هذا مسألة تأثير التكنولوجيا على الإبداع. وسأل في هذا الصدد "هل سيكون الذكاء الاصطناعي أداةً ستؤدي في النهاية إلى استعبادنا واستبدالنا؟ إنها مصدر قلق حقيقي".
تقليص الموازنات
وأوضح أن شخصية الروائية في الفيلم "تصبح شديدة الإدمان على أداتها القائمة على الذكاء الاصطناعي +دالواي+، ولا تعود عمليا قادرة على الكتابة من دونها".
ولاحظ غوزلان أن "ثمة كتاب سيناريو يستعينون بـ+تشات جي بي تي+ لمساعدتهم"، لكّن المُخرج يرفض هذا الواقع.
وأضاف "في مكان ما، عندما يفوّض المرء مهمة ما إلى غيره، يفقد القدرة على تولّيها بنفسه إذا استمر طويلا في تفويضها"، وهو ما يؤدي مثلا إلى فقدان القدرة على الكتابة.
والواقع أن الشركات شرعت في أروقة أكبر سوق للأفلام في العالم خلال مهرجان كان في عرض أشكال مختلفة من الخدمات لتوفير الوقت والمال على شركات الإنتاج.
ورأى المؤسس المشارك لشركة "لارغو دوت إيه آي" Largo.ai، سامي أربا أن "الذكاء الاصطناعي سيساهم في تحسين الإبداع".
وتُحلل أداته "محتوى الأفلام، وتُقدم رؤيةً ثاقبةً لنقاط القوة والضعف". وشرح أنها تتيح "تحليل الشخصيات، واقتراح اختيار الممثلين، وتحديد الأنسب منهم لكل شخصية، وتقديم توقعات للإيرادات المتوقعة في شباك التذاكر أو عبر منصات البث التدفقي".
ورأى رئيس الشركة أن الذكاء الاصطناعي يساعد على تقليص موازنات الإنتاج، إذ "يمكّن الناس من اكتشاف أنواع جديدة، وأشكال مختلفة، ويفتح آفاقا جديدة".
"الإبداع البشري هو الأساس"
يشدد أربا على أنه "أداة مساعِدة تساهم في تسريع العمل (...) لكنها في الوقت نفسه تجعل الإبداع البشري الأساس".
ولدى "لارغو دوت إيه آي" أكثر من 600 زبون في أوروبا والولايات المتحدة، بدءا من الاستوديوهات وحتى المنتجين والموزعين، لإنتاجات تصل قيمتها إلى 150 مليون دولار أميركي.
وقلّل تييري فريمو المفوّض العام لمهرجان كان، من أهمية مخاطر الذكاء الاصطناعي على الإبداع.
وقال "بالنسبة للنصوص والأدب، لست متأكدا من أننا يجب أن نشعر بالقلق الشديد".
وأكد أن "الأمل لا يزال موجودا، وهو ممنوح للمبدعين".
وأضاف الرجل، الذي يدير المهرجان منذ 2007 "أنا أنتمي إلى مدرسة فرنسية لحماية المؤلفين، والاستثناء الثقافي، والدفاع عن المؤلفين مهما حدث".