نقطة تحوّل رقمية.. Cloudflare تحظر زواحف الذكاء الاصطناعي افتراضياً
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
في خطوة وُصفت بأنها من أكبر التحولات في بنية الإنترنت منذ سنوات، أعلنت شركة Cloudflare عن تفعيل الحظر الافتراضي على زواحف الذكاء الاصطناعي التي تزحف إلى المواقع الإلكترونية لجمع البيانات من دون إذن. ويأتي هذا القرار في ظل تزايد القلق من الاستخدام غير المنضبط لنماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتمد بشكل أساسي على محتوى الإنترنت المفتوح، مما يثير تساؤلات حول الخصوصية، والملكية الفكرية، وأحقية الوصول إلى البيانات.
ماهي زواحف الذكاء الاصطناعي؟
زواحف الذكاء الاصطناعي هي برامج أو أدوات آلية تقوم بجمع كميات ضخمة من البيانات من الإنترنت لاستخدامها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وخاصة النماذج اللغوية مثل ChatGPT وGemini وغيرها. وقالت شركة Cloudflare، التي يمر جزء كبير من محتوى الإنترنت عبر خوادمها، أنها طورت طريقة جديدة لمنع زواحف الذكاء الاصطناعي من جمع محتوى المواقع الإلكترونية. فقد أعلنت الشركة أنها ستمنع زواحف الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى المحتوى بدون إذن أو تعويض مالي في الحالة الافتراضية. وفيما سيكون من الممكن للناشرين السماح للزواحف، ستُفرض الشركة رسوماً على شركات الذكاء الاصطناعي التي تجمع البيانات.
كيف تعمل الطريقة الجديدة ؟
بدءاً من اليوم، سيُسأل كل موقع جديد يسجّل في Cloudflare ما إذا كان يرغب في السماح لزواحف الذكاء الاصطناعي بجمع البيانات منه. وسيكون من الممكن لمالكي المواقع اختيار ما إذا كانوا يريدون السماح بالوصول وإلى أي محتوى تحديداً، كما سيمكنهم تحديد الطرق المسموح استخدام المحتوى وفقها أيضاً.
علاوة على ذلك، يمكن لشركات الذكاء الاصطناعي أن توضح بجلاء ما إذا كانت الزواحف تُستخدم للتدريب أو الاستدلال أو البحث، مما يساعد المالكين على تقرير أي الزواحف يسمحون بها.
أطلقت Cloudflare أداة مجانية لحظر بوتات الذكاء الاصطناعي في 2024، لكن هذا التغيير يسمح للناشرين بحظرها افتراضياً ودون تعديل أي إعدادات. وقد سجّلت كبرى شركات النشر مثل مجموعة Condé Nast وTIME وThe Associated Press موافقتها على الحظر الافتراضي للزواحف، كما تقول Cloudflare إن أكثر من مليون عميل اختاروا هذا الخيار.
وتضيف Cloudflare"" أن عدداً قليلاً من الناشرين ومبدعي المحتوى يشاركون في إصدار تجريبي خاص لميزة الدفع مقابل الكشط. وسيسمح هذا الخيار لمن يسمحون للبوتات بكشط محتواهم بتحديد سعر هذه الميزة.
أخبار ذات صلةيمرُّ نحو 16% من حركة مرور الإنترنت العالمية عالمياً مباشرة عبر خوادم توزيع المحتوى الخاصة بشركة Cloudflare، وفقاً لتقرير من عام 2023، وبالنسبة للمواقع المتخصصة بالنشر مثل المنصات الإخبارية والمواقع الإعلامية، تصبح النسبة أعلى بكثير مع اعتماد جميع هذه المواقع على خدمات CDN سواء من Cloudflare أو عدة شركات منافسة أصغر.
إعادة السلطة إلى أيدي المبدعين
قال ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة Cloudflare: إن «المحتوى الأصلي هو ما يجعل الإنترنت من أعظم اختراعات القرن الماضي، ومن الضروري أن يواصل المبدعون إنتاجه. لقد كانت زواحف الذكاء الاصطناعي تكشط المحتوى بلا حدود. وهدفنا هو إعادة السلطة إلى أيدي المبدعين، مع المساعدة في ابتكار شركات الذكاء الاصطناعي. هذا يتعلق بحماية مستقبل إنترنت حر ونابض بالحياة من خلال نموذج جديد يعمل للجميع».
لكي تعمل ميزة الدفع مقابل الكشط بشكل صحيح، يجب على شركات الذكاء الاصطناعي أيضاً الاشتراك في البرنامج. وتقول Cloudflare إن هناك شركات ذكاء اصطناعي مهتمة بهذا النموذج الذي سيتطلب موافقة شركات الذكاء الاصطناعي على الأسعار التي يحددها الناشرون لمحتواهم.
تأتي هذه الأخبار بعد أسابيع قليلة من تحذير ماثيو برينس مجدداً من أن «زواحف الذكاء الاصطناعي والملخصات تدمر نموذج أعمال الإنترنت». ويعدّ الحظر الافتراضي والدفع مقابل الكشط جزءاً من خطة الشركة لمواجهة تهديد «الإنترنت صفري النقرات»، وهو مصطلح يصف الحالة التي لا يحتاج فيها المستخدمون إلى النقر على الروابط للعثور على المحتوى الذي يريدونه. ويعد هذا النموذج مقلقاً كونه سيلغي العائدات الخاصة بالناشرين ويسبب بتوقفهم عن النشر ويقتل إنتاج المحتوى الجديد ككل.
في الماضي، كانت المواقع عادة ما تستقبل زائراً مقابل كل 6 عمليات زحف تجريها Google لمحتواها. لكن هذا الرقم قد ارتفع إلى 18 حالياً. وبالنسبة لمنصات الذكاء الاصطناعي الأخرى، فالأرقام أسوأ حتى. حيث أن OpenAI كانت تقدم زائراً مقابل كل 250 زحفاً، فيما باتت الأمان تقدم زائراً مقابل كل 1500 عملية. والأسوأ ربما هو Anthropic التي باتت الآن ترسل زائراً واحداً مقابل كل 60 ألف حالة زحف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شبكة الإنترنت الذكاء الاصطناعي التطبيقات الذكية شرکات الذکاء الاصطناعی مقابل کل
إقرأ أيضاً:
تكريم 6 عالمات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية
اختتمت فعاليات النسختين السابعة والثامنة من برنامج لوريال–يونسكو من أجل المرأة في العلم – زمالة مصر لعامي 2024 و2025، وهو برنامج يُعد من أبرز المبادرات العالمية التي تستهدف دمج المرأة بشكل أعمق في منظومة البحث العلمي، خاصة في المجالات العلمية والتقنية التي تمثل العمود الفقري للتحول الرقمي وتطور قطاع الابتكار عالميًا.
وقد جاء الحفل الختامي ليعكس ثمانية أعوام من العمل المتواصل لدعم الباحثات المصريات وتوسيع حضور المرأة في مجالات العلوم الحياتية والتقنيات المتقدمة.
الاحتفالية التي أقيمت في القاهرة شهدت حضورًا بارزًا لشخصيات حكومية ودبلوماسية وعلمية، من بينها المستشارة ليلى هاني محمد سالم من المجلس القومي للمرأة، والمهندس عمرو عايد مساعد وزير الصحة والسكان، وماريلين أولزاك من السفارة الفرنسية، إلى جانب ممثلين عن اليونسكو والمجتمع الأكاديمي.
وقد كرمت لوريال مصر خلال الحدث ست باحثات مصريات لتميز أبحاثهن، التي تتنوع بين التحلية المستدامة للمياه، والتحليلات الجينية، والحلول الرقمية المتقدمة في المجالات الطبية.
منذ إطلاقه في 2018، نجح البرنامج في دعم 24 باحثة مصرية، مقدّمًا منصة تمكّن العالمات من تطوير مساراتهن العلمية، وتعزيز قدرتهن على إنتاج معرفة جديدة في مجالات تتقدم بسرعة مثل التكنولوجيا الحيوية، الذكاء الاصطناعي، النانو، والهندسة الطبية.
ويظهر تأثير البرنامج من خلال قدرته على تحويل الدعم العلمي والمالي إلى فرص حقيقية للإبداع، مما جعله نموذجًا لبرامج تمكين المرأة في العلوم عالميًا.
وفي دورة عام 2025، يخصص البرنامج منحة سنوية قيمتها 26 ألف يورو لتمويل أبحاث ثلاث عالمات، مع توفير طبقة إضافية من الدعم تشمل التدريب الفني والتوجيه العلمي وربط الباحثات بشبكات بحث عالمية تساعدهن في اكتساب أدوات أكثر تقدمًا للعمل في بيئات بحثية تنافسية.
أكد محمد العربي، المدير العام لشركة لوريال مصر، أن البرنامج يمثل نموذجًا عمليًا لدمج العلم بالتنمية عبر تمكين الباحثات، مشيرًا إلى أن دعم المرأة في العلوم يُعد استثمارًا في مستقبل أكثر ابتكارًا، واعتبر أن توفير الأدوات المناسبة ومحفزات التطور للباحثات يمكّنهن من تقديم حلول قادرة على مواجهة تحديات عالمية معقدة، من بينها تحسين جودة الرعاية الصحية وتطوير تقنيات جديدة في مجالات المياه والطاقة.
أوضحت الدكتورة نوريا سانز من اليونسكو أن الشراكة المستمرة مع لوريال تهدف إلى ضمان توفير بيئة بحثية مستدامة للمرأة، فيما أكدت الدكتورة نجوى عبد المجيد، عضو لجنة التحكيم، أن تلقي نحو 200 طلب هذا العام يعكس ارتفاع مستوى الإقبال والاهتمام المتزايد من الباحثات المصريات بالمشاركة في البرنامج.