أبوظبي (الاتحاد)
في خطوة وُصفت بأنها من أكبر التحولات في بنية الإنترنت منذ سنوات، أعلنت شركة Cloudflare عن تفعيل الحظر الافتراضي على زواحف الذكاء الاصطناعي التي تزحف إلى المواقع الإلكترونية لجمع البيانات من دون إذن. ويأتي هذا القرار في ظل تزايد القلق من الاستخدام غير المنضبط لنماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتمد بشكل أساسي على محتوى الإنترنت المفتوح، مما يثير تساؤلات حول الخصوصية، والملكية الفكرية، وأحقية الوصول إلى البيانات.


ماهي زواحف الذكاء الاصطناعي؟
زواحف الذكاء الاصطناعي هي برامج أو أدوات آلية تقوم بجمع كميات ضخمة من البيانات من الإنترنت لاستخدامها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وخاصة النماذج اللغوية مثل ChatGPT وGemini وغيرها. وقالت شركة Cloudflare، التي يمر جزء كبير من محتوى الإنترنت عبر خوادمها، أنها طورت طريقة جديدة لمنع زواحف الذكاء الاصطناعي من جمع محتوى المواقع الإلكترونية. فقد أعلنت الشركة أنها ستمنع زواحف الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى المحتوى بدون إذن أو تعويض مالي في الحالة الافتراضية. وفيما سيكون من الممكن للناشرين السماح للزواحف، ستُفرض الشركة رسوماً على شركات الذكاء الاصطناعي التي تجمع البيانات.
كيف تعمل الطريقة الجديدة ؟
بدءاً من اليوم، سيُسأل كل موقع جديد يسجّل في Cloudflare ما إذا كان يرغب في السماح لزواحف الذكاء الاصطناعي بجمع البيانات منه. وسيكون من الممكن لمالكي المواقع اختيار ما إذا كانوا يريدون السماح بالوصول وإلى أي محتوى تحديداً، كما سيمكنهم تحديد الطرق المسموح استخدام المحتوى وفقها أيضاً.

علاوة على ذلك، يمكن لشركات الذكاء الاصطناعي أن توضح بجلاء ما إذا كانت الزواحف تُستخدم للتدريب أو الاستدلال أو البحث، مما يساعد المالكين على تقرير أي الزواحف يسمحون بها.

أطلقت Cloudflare أداة مجانية لحظر بوتات الذكاء الاصطناعي في 2024، لكن هذا التغيير يسمح للناشرين بحظرها افتراضياً ودون تعديل أي إعدادات. وقد سجّلت كبرى شركات النشر مثل مجموعة Condé Nast وTIME وThe Associated Press موافقتها على الحظر الافتراضي للزواحف، كما تقول Cloudflare  إن أكثر من مليون عميل اختاروا هذا الخيار.

وتضيف Cloudflare"" أن عدداً قليلاً من الناشرين ومبدعي المحتوى يشاركون في إصدار تجريبي خاص لميزة الدفع مقابل الكشط. وسيسمح هذا الخيار لمن يسمحون للبوتات بكشط محتواهم بتحديد سعر هذه الميزة.

أخبار ذات صلة "واتساب" تطلق مزايا ذكاء اصطناعي وتحديثات كبرى للشركات سفير الإمارات لدى بنين يشارك في منتدى أفريقيا السيبراني

يمرُّ نحو 16% من حركة مرور الإنترنت العالمية عالمياً مباشرة عبر خوادم توزيع المحتوى الخاصة بشركة Cloudflare، وفقاً لتقرير من عام 2023، وبالنسبة للمواقع المتخصصة بالنشر مثل المنصات الإخبارية والمواقع الإعلامية، تصبح النسبة أعلى بكثير مع اعتماد جميع هذه المواقع على خدمات CDN سواء من Cloudflare أو عدة شركات منافسة أصغر.
إعادة السلطة إلى أيدي المبدعين
قال ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة Cloudflare: إن «المحتوى الأصلي هو ما يجعل الإنترنت من أعظم اختراعات القرن الماضي، ومن الضروري أن يواصل المبدعون إنتاجه. لقد كانت زواحف الذكاء الاصطناعي تكشط المحتوى بلا حدود. وهدفنا هو إعادة السلطة إلى أيدي المبدعين، مع المساعدة في ابتكار شركات الذكاء الاصطناعي. هذا يتعلق بحماية مستقبل إنترنت حر ونابض بالحياة من خلال نموذج جديد يعمل للجميع».

لكي تعمل ميزة الدفع مقابل الكشط بشكل صحيح، يجب على شركات الذكاء الاصطناعي أيضاً الاشتراك في البرنامج. وتقول Cloudflare إن هناك شركات ذكاء اصطناعي مهتمة بهذا النموذج الذي سيتطلب موافقة شركات الذكاء الاصطناعي على الأسعار التي يحددها الناشرون لمحتواهم.

تأتي هذه الأخبار بعد أسابيع قليلة من تحذير ماثيو برينس مجدداً من أن «زواحف الذكاء الاصطناعي والملخصات تدمر نموذج أعمال الإنترنت». ويعدّ الحظر الافتراضي والدفع مقابل الكشط جزءاً من خطة الشركة لمواجهة تهديد «الإنترنت صفري النقرات»، وهو مصطلح يصف الحالة التي لا يحتاج فيها المستخدمون إلى النقر على الروابط للعثور على المحتوى الذي يريدونه. ويعد هذا النموذج مقلقاً كونه سيلغي العائدات الخاصة بالناشرين ويسبب بتوقفهم عن النشر ويقتل إنتاج المحتوى الجديد ككل.

في الماضي، كانت المواقع عادة ما تستقبل زائراً مقابل كل 6 عمليات زحف تجريها Google لمحتواها. لكن هذا الرقم قد ارتفع إلى 18 حالياً. وبالنسبة لمنصات الذكاء الاصطناعي الأخرى، فالأرقام أسوأ حتى. حيث أن OpenAI كانت تقدم زائراً مقابل كل 250 زحفاً، فيما باتت الأمان تقدم زائراً مقابل كل 1500 عملية. والأسوأ ربما هو Anthropic التي باتت الآن ترسل زائراً واحداً مقابل كل 60 ألف حالة زحف.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شبكة الإنترنت الذكاء الاصطناعي التطبيقات الذكية شرکات الذکاء الاصطناعی مقابل کل

إقرأ أيضاً:

يشبه الألماس.. هذا المبنى في الصين صُمم بمساعدة الذكاء الاصطناعي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شيّدت على ضفاف نهر "هوانغبو" في مدينة شنغهاي الصينية بنية داكنة تشبه الألماس. تتلألأ نهارًا وتغدو سوداء بعد غروب الشمس، وتستحضر واجهتها الزجاجية هندسة الأحجار الكريمة المنحنية. لكن هذا الشكل النحتي ليس متجذرًا في الطبيعة ولا حتى من تصميم البشر بشكل كامل.

إنه جزئيًا، على الأقل، نتاج الذكاء الاصطناعي.

ويعد مركز مؤتمرات "ويست بوند" تحفة جديدة في حي كان صناعيًا سابقًا بشنغهاي، ويشكل الآن محور جهود الصين نحو التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي. 

ويستضيف حي "ويست بوند" بالفعل ناطحة السحاب المسماة بشكل مناسب "برج الذكاء الاصطناعي"، و"وادي الذكاء الاصطناعي" الذي يمتد على مساحة 92،903 متر مربع، الذي من المتوقع أن يضم يومًا ما شركات تقنية بقيمة إجمالية تبلغ 14 مليار دولار.

لذلك، عندما تم تكليف مكتب العمارة الأمريكي Skidmore, Owings & Merrill (SOM) بتصميم مقر هناك للمؤتمر السنوي العالمي للذكاء الاصطناعي، أحد أكبر الفعاليات في هذا المجال، بدا من الطبيعي استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم.

وقال شريك التصميم سكوت دانكان في مكالمة فيديو من شيكاغو، حيث مقر الشركة: "كان لدينا الرؤية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل كعامل رئيسي للتعبير عن المبنى". 

واستضاف المكان أول مؤتمر للذكاء الاصطناعي في يوليو/ تموز الماضي، رغم أنه كان لا يزال قيد الإنشاء، وتم الانتهاء منه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

لأسباب عملية وأخلاقية على حد سواء، كان قطاع العمارة، حتى الآن، محافظًا تجاه التصميم المدعوم بالذكاء الاصطناعي. لكن شركة "SOM" التي صممت بعضًا من أشهر ناطحات السحاب في الصين، هي بين عدد متزايد من الممارسات التي تستخدم هذه التقنية لتوفير الوقت، وتقليل الهدر، وحل المشاكل التصميمية المعقدة.

بعض من مئات المقترحات التي تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي، كل منها يقدم حلاً مختلفًا بشكل طفيف لأهداف التصميم التي وضعها المعماريون للمبنىCredit: SOM

وعوض منح الذكاء الاصطناعي الحرية الإبداعية الكاملة، يقوم المعماريون بتكليفه بمهام محددة جدًا، مع وضع معايير ثابتة، ثم يتركونه لإنتاج مئات، بل آلاف، الحلول الممكنة.

بالنسبة لواجهة مركز مؤتمرات "ويست باند"، على سبيل المثال، بدأ فريق التصميم بتحديد القيود التي عملت كـ"قواعد" للذكاء الاصطناعي بدءًا من أبعاد الموقع إلى ارتفاع غرف الاجتماعات. ثم قام المعماريون بتطوير خوارزميات حول 6 أهداف رئيسية هي تحسين مناظر السكان، وزيادة مساحة الطبقات، وزيادة كمية ضوء الشمس الذي يصل إلى الواجهة، من بين أمور أخرى.

ويمكن أن تتعارض مثل هذه الأهداف مع بعضها. فمثلاً، قد يؤدي تغيير زاوية لوح زجاجي إلى تحسين المناظر، لكنّه قد يُقلّل أيضًا من التعرّض لأشعة الشمس. لكن من خلال عملية تسمى "التحسين متعدد الأهداف"، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحلّل أفضل التسويات الممكنة. 

وبعد ترك الخوارزميات "لتفكر" طوال الليل، استيقظ معماريو "SOM" ليجدوا مئات المقترحات المختلفة بشكل طفيف، كل واحدة منها مُقيّمة وفق أهدافهم. 

مقالات مشابهة

  • ما المحتوى الإخباري الرابح والخاسر أمام الذكاء الاصطناعي؟
  • عراب الذكاء الاصطناعي يؤكد: غوغل سوف تفوز بسباق الذكاء الاصطناعي
  • ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي
  • كيف تستخدم مصر الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم؟
  • يشبه الألماس.. هذا المبنى في الصين صُمم بمساعدة الذكاء الاصطناعي
  • العميد شريف: حرب الـ 12 يومًا الأخيرة نقطة تحول في تاريخ الثورة الإسلامية في إيران
  • الغش الأكاديمي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • انقطاعات واسعة في الإنترنت بسبب صيانة Cloudflare لمراكز البيانات.. Zoom وLinkedIn وCanva الأكثر تأثرًا
  • «Cloudflare» تعيد خدمات الإنترنت بعد عطل عالمي وتوضّح سبب الانقطاع المفاجئ
  • “تريندز” يشارك في قمة “بريدج” العالمية بجناح استثنائي وتجارب معرفية معززة بالذكاء الاصطناعي