بلومبرغ: بوتين يراهن على تفوق ميداني قبل مكالمة مرتقبة مع ترامب وأوروبا تخشى صفقة متسرعة
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
قبل مكالمة مرتقبة يوم الاثنين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أن بيده أوراقا قوية، في وقت تسعى فيه العواصم الأوروبية جاهدة لمنع واشنطن من إبرام تسوية سريعة قد تصب في مصلحة الكرملين. اعلان
وبحسب مصدر مطلع على تفكير بوتين، فإن الرئيس الروسي واثق من قدرة قواته على اختراق الدفاعات الأوكرانية بحلول نهاية العام، واستعادة السيطرة الكاملة على المناطق الأربع التي ضمها سابقا – وهي دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون.
في المقابل، يتزايد قلق القادة الأوروبيين من احتمال أن يضغط ترامب لإبرام اتفاق بأي ثمن، في مسعى لإنهاء حرب دخلت عامها الرابع، ويعول على قدرته الشخصية لعقد صفقة مباشرة مع بوتين.
ومع ذلك، لم يظهر الطرف الأخير، الذي تواصل قواته التقدم ببطء شديد، أي استعداد حقيقي لوقف القتال، مما أثار قلقاً في كييف وعواصم أوروبية بشأن إمكانية إجبار أوكرانيا على التخلي عن مزيد من الأراضي.
وقال مايكل كوفمان، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي، خلال مؤتمر عقد في تالين بإستونيا، إن "الظروف الحالية لا تمنح روسيا أي دافع حقيقي للقبول بوقف إطلاق النار".
في هذا السياق، يتزايد شعور أوروبي بأن محاولات واشنطن لفرض وقف إطلاق النار بلغت ذروتها، في ظل غموض بشأن ما إذا كان ترامب سيتشدد في وجه روسيا أو يتخلى عن الملف لصالح تحد جديد في حال فشلت المفاوضات. ووعد ترامب بإطلاع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفائه في الناتو على نتائج المكالمة مع بوتين لاحقا.
ورغم الحديث المتزايد عن السلام، يبدو أن بوتين مستعد لحرب طويلة إذا تطلب الأمر تحقيق أهدافه، ولا يبدي قلقا كبيرا من العقوبات الأميركية المحتملة، وفقا لمصدرين قريبين من الكرملين.
وقال المستشار السياسي الروسي المقرب من الكرملين، سيرغي ماركوف، إن "ترامب يريد من بوتين القبول بهدنة، لكن بوتين لا يرغب بذلك إطلاقا". وأضاف: "بوتين لا يسعى إلى انهيار المفاوضات، بل يناور لإبقائها مستمرة بالتوازي مع العمليات العسكرية".
وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قد أبلغوا ترامب خلال مكالمة جماعية يوم الجمعة بأن بوتين يماطل، بحسب مسؤول أوروبي رفيع، أضاف أن القادة الأوروبيين يأملون أن يدرك ترامب أنه قد يبدو ضعيفا إذا فرض اتفاقا سيئا على أوكرانيا.
وشارك زيلينسكي في المكالمة نفسها، وظهر منهكا ومتشائما، بحسب المصدر. وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يعتقدون أن ترامب التزم بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا رفض بوتين وقف إطلاق النار بداية الأسبوع الماضي، لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
وقالت المحللة السياسية بوتا إيلياس من مؤسسة "بريزم" في لندن لـ "بلومبرغ"، إن "بوتين يشعر بأنه قادر على رفع سقف مطالبه دون أي رد قوي من إدارة ترامب"، مضيفة أن "بوتين لا يثق بترامب، لكنه سيحاول دفعه لقبول الرؤية الروسية للهدنة".
وفيما كان زيلينسكي يخوض جولة دبلوماسية مكثفة على هامش قداس في الفاتيكان بمناسبة تنصيب البابا ليو الرابع عشر، شنت روسيا واحدة من أكبر الهجمات بالطائرات المسيرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب.
في الفاتيكان، صافح زيلينسكي نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس للمرة الأولى منذ الخلاف الحاد بينهما في المكتب البيضاوي في فبراير. وبدا اللقاء وديا، تلاه اجتماع موسع في مقر السفارة الأميركية.
أما ترامب، فأجرى مكالمة ثانية الأحد مع ميرتس، وماكرون، وستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تناولت ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط ودفع بوتين إلى التعاطي الجدي مع مفاوضات السلام، وفق بيان لمتحدثة باسم ستارمر.
ورغم ثقة بوتين، نقلتا بلومبرغ عن مسؤولين أوروبيين قولهم، إن موسكو تفتقر إلى القدرات اللازمة لتحقيق أهداف بوتين بعد أن تكبدت خسائر فادحة.
وقال بن باري، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن "احتمال أن تحقق روسيا أهدافها بالسيطرة الكاملة على المناطق الأربع بحلول نهاية العام ضعيف جدا"، مضيفا أن "انهيار الدفاعات الأوكرانية وحده قد يتيح ذلك، وهو سيناريو غير مرجح حاليا".
وحتى داخل المؤسسة العسكرية الروسية، يتشكك كثيرون في قدرة موسكو على تحقيق اختراق حاسم، خاصة مع تأثير الطائرات المسيرة الأوكرانية التي كبدت روسيا خسائر كبيرة، وأعاقت الهجمات الواسعة النطاق، بحسب مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية.
Relatedزيلينسكي: مستعدون لأي شكل من التفاوض لإنهاء الحرب مع روسياانتهاء جولة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في اسطنبول واتفاق على تبادل للأسرىعقوبات أوروبية جديدة على روسيا وتهديد بالمزيد إذا رفض بوتين وقف إطلاق النارمع ذلك، قدم الوفد الروسي موقفا صارما خلال أول محادثات مباشرة مع الجانب الأوكراني منذ ثلاث سنوات، والتي جرت يوم الجمعة في إسطنبول، حيث طالب كييف بسحب جميع قواتها من المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا، وذلك قبل الموافقة على وقف إطلاق النار.
ويبقى التحدي الأكبر أمام بوتين هو احتمال المبالغة في الثقة ودفع ترامب نحو تنفيذ تهديده بفرض عقوبات جديدة، لوضع حد لما وصفه الرئيس الأميركي بـ"حمام الدم" في أوكرانيا.
ووفق مسؤولين أوروبيين، فإن الإدارة الأميركية ألمحت سرا إلى أنها قد تسمح بتمرير مشروع قانون للعقوبات صاغه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إذا لم تظهر روسيا مرونة. وقد ينقل ترامب هذا التهديد لبوتين خلال المكالمة.
وأفاد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال مقابلة مع برنامج "فيس ذا نيشن" على قناة CBS يوم الأحد: "لقد قمنا بإبلاغ الروس عدة مرات على مدى الشهرين الماضيين بأن هذا الأمر سيحدث إذا لم نشهد أي تقدم".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا دونالد ترامب غزة فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا فولوديمير زيلينسكي روسيا فلاديمير بوتين دونالد ترامب عقوبات حلف شمال الأطلسي الناتو دونالد ترامب غزة فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا ضحايا الاتحاد الأوروبي فرنسا رومانيا أوروبا سياسة رومانيا وقف إطلاق النار بوتین لا
إقرأ أيضاً:
بعد ساعات فقط مما قاله ترامب عن مكالمة بوتين.. عمل عسكري روسي ضخم وليلة مروعة في كييف
(CNN)-- شنت روسيا هجوما ضخما بعدد قياسي من الطائرات المسيرة على أوكرانيا ليلة الجمعة، مستهدفةً العديد من المباني والمناطق السكنية، وذلك في خطوة أتت بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأنه "لم يُحرز أي تقدم" نحو اتفاق وقف إطلاق النار في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وأُصيب ما لا يقل عن 23 شخصًا في الهجوم الذي استمر 13 ساعة، وفقًا لمدينة كييف والسلطات العسكرية، واعترضت أوكرانيا 476 طائرة روسية مسيرة من أصل 539 طائرة، وهو رقم قياسي، وفقًا لسلاح الجو الأوكراني، الذي ذكر أن روسيا أطلقت أيضًا 11 صاروخًا باليستيا ومن طراز كروز.
وأجرى ترامب مكالمة هاتفية استمرت قرابة ساعة مع بوتين، وأعرب بعدها عن إحباطه إزاء تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، وقال ترامب: "لقد أجرينا مكالمة. كانت مكالمة طويلة جدًا. تحدثنا عن الكثير من الأمور، بما في ذلك إيران، وتحدثنا أيضًا، كما تعلمون، عن الحرب مع أوكرانيا.. أنا لست سعيدًا بذلك".
وعندما سُئل عما إذا كان يشعر بأنه أحرز تقدمًا مع بوتين بشأن اتفاق مع أوكرانيا، قال ترامب بحزم: "لا.. لم أحرز أي تقدم معه اليوم على الإطلاق".
وقال ترامب إنه سيتحدث مع زيلينسكي في وقت مبكر من صباح الجمعة، قائلًا إنه "يشعر بخيبة أمل كبيرة" من محادثته مع بوتين، الذي يعتقد أنه "لا يسعى إلى وقف" الحرب.
وأمضى آلاف السكان الليل في الملاجئ، بما في ذلك في محطات مترو الأنفاق أو مواقف السيارات تحت الأرض، حيث ترددت أصداء الانفجارات وأصوات الطائرات المسيرة في أرجاء المدينة في الساعات الأولى من صباح الجمعة.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيا: "ليلة مروعة بلا نوم في كييف، واحدة من أسوأ الليالي حتى الآن"، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه "واحد من أوسع الهجمات الجوية" التي شهدتها البلاد، قائلا: "من الجدير بالذكر أن أولى تحذيرات الغارات الجوية في مدننا ومناطقنا أمس بدأت بالظهور بشكل شبه متزامن مع تقارير إعلامية تتحدث عن مكالمة هاتفية بين الرئيس ترامب وبوتين.. مرة أخرى، تُظهر روسيا أنها لا تنوي إنهاء الحرب والإرهاب"، إذ أدت الغارات الجوية إلى اندلاع حرائق في مبانٍ ومنشآت في عدة أحياء بالمدينة، وتدمير جزئي لمبانٍ متعددة الطوابق، وفقًا لهيئة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا، كما دمرت جزءًا من سكة حديد كييف، وألحقت أضرارًا بخمس سيارات إسعاف كانت تستجيب لنداءات جرحى.