عبدالسلام عبدالله الطالبي
في اليوم الأول، جرى انعقاد قمة في مملكة الشر جمعت دول الخليج بترامب الكافر، تنافست فيها رؤوس الثعابين الثلاث (السعودية وقطر والإمارات) في من يدفع أكثر، ويُظهر تباهيًا وحفاوةً أكبر لاستقبال كبيرهم الذي علّمهم السحر.
ظنّ المتابعون لمجريات هذه القمة أنها ستُعقد من أجل تضميد الجراح الفلسطينية، وأن ترامب -المتظاهر بالخلاف مع نتنياهو- سيصدر توجيهاته للعدو الصهيوني، الذي أمعن في عدوانه وعاث في قطاع غزة الفساد، بالتوقف الفوري عن الحرب، وأن هذه الدول النفطية ستتكفل بمعالجة الأضرار الناجمة عن هذه الحرب.
فإذا بموجة الحديث تنحرف في أطروحاتها، متجهة نحو منحى آخر، حيث بدأ التركيز على استثمارات هذه الدول في الولايات المتحدة في مجالات متعددة – إذا افترضنا أصلًا مصداقية العروض المالية التي تنافسوا على تقديمها في قمة بعيدة كل البعد عمّا يدور في غزة من مآسٍ يندى لها جبين الإنسانية!
والمدرك والمتأمل لما تناولته هذه القمة، يدرك أنها لم تكن سوى قمة فاشلة، أُريد بها إعادة الهيبة الترامبية التي سقطت في وحل الهزيمة في اليمن. ومن ناحية أخرى، أرادوها حربًا نفسية، ومحاولة لإعادة التموضع، يشعر مدبروها في هذه القمة بقلق بالغ من مدد أولي البأس الشديد، يمن الإيمان والحكمة، الذي عزّ عليه أن يقف موقف المتفرج تجاه ما يحصل على يد العدو الصهيوني من جرائم مروعة في غزة.
ليلي تلك القمة التحضيرية، وفي اليوم الرابع، وبالتحديد في 17 مايو 2025، انعقدت “قمة الإبادة” التي منحت العدو الصهيوني الإذن بالتصعيد، واستخدام حرب الإبادة، وإشعال الحرائق في مخيمات النازحين، لتتصاعد أعداد القتلى أكثر فأكثر، وبصورة أكثر بشاعة وإجرامًا.
نعم، هكذا كانت مخرجات القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد.
بمعنى أن هؤلاء الزعماء لا تعنيهم مظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالمطلق، وإنما حضروا ليؤكدوا خيبتهم وفشلهم وخنوعهم… والله المستعان.
ورايــة العــز هنا تُرفَـع بـــرّاقة للموقــف اليمنــي الأصيــل، الذي اختار لنفسه الحضور الصادق، والثقة بالله، واليقين بنصره، وتحويل الأمور، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، والوقوف في وجه الظالم، والمستكبر، والخانع، والساقط، والمتستر برداء العروبة، وهو خاضع للأمريكي، راكض خلف استجداءه، وساعٍ لكسب وده ورضاه.
ولا نامت أعين الجبناء.
والله المستعان.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
قمة استثنائية لـبريكس تنطلق غداً في ريو دي جانيرو
تنطلق غداً الأحد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، النسخة السابعة عشرة لقمة مجموعة "بريكس"؛ في خطوة تعكس التحول المتسارع نحو نظام عالمي أكثر تعددية وتنوعاً حيث سيكون ذلك الاجتماع الأول من نوعه بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية للمرة الثانية.
وذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية في تقرير لها اليوم السبت، أنه من المقرر أن يمثل الصين في القمة رئيس الوزراء لي تشيانج، بينما يقود الوفد الروسي وفد رفيع المستوى، في إطار التنسيق المستمر بين الدول الأعضاء.
وتتناول أجندة القمة ملفات متعددة، أبرزها تعزيز التعاون في مجالات الطاقة الخضراء، واللقاحات، والتجارة العالمية، إضافة إلى الدفع نحو إصلاحات شاملة في الحوكمة الدولية.
وتشارك في القمة الدول الأعضاء المؤسسة وهي: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا، إلى جانب الأعضاء الجدد: إيران، السعودية، الإمارات، مصر، إثيوبيا وإندونيسيا، مما يجعل هذا الاجتماع الأول من نوعه منذ توسع المجموعة.
نيابة عن الرئيس السيسي.. مدبولي يتوجه إلى البرازيل للمشاركة بقمة بريكس
لتعزيز الحوار بين الثقافات.. موسكو تستضيف حفل إطلاق جائزة بريكس الأدبية الدولية الجديدة
وتأمل البرازيل، التي تستضيف القمة، أن تشكل هذه الدورة منصة لتعزيز دور الجنوب العالمي في صياغة السياسات الدولية.
وقال أنطونيو باتريوتا، السفير البرازيلي لدى المملكة المتحدة ووزير الخارجية السابق، إن التحولات العالمية الجارية، وعلى رأسها تراجع الهيمنة الأحادية، تُعزز فرص بروز نظام متعدد الأقطاب أكثر توازناً.
وأكد باتريوتا أن البرازيل ترى في التعددية نظاماً مستقبلياً قائماً على الشراكات المتكافئة، داعياً إلى إصلاح المؤسسات الدولية بما يتماشى مع المتغيرات الجيوسياسية؛ مشدداً على أن "الحفاظ على التعددية لا يعني بالضرورة القبول ببنيتها الحالية، بل تطويرها لتصبح أكثر شمولاً وإنصافاً".
ومن جهة أخرى، تتضمن القمة مقترحات ملموسة لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء، منها توسيع صفة "الأمة الأكثر تفضيلاً" داخل منظمة التجارة العالمية، وتعزيز التعاون في سلاسل التوريد، ومشاريع الطاقة النظيفة.
ورغم اختلاف النماذج الاقتصادية بين الأعضاء، تؤكد الدول المشاركة أن نقاط الالتقاء كثيرة، وأن التحديات المشتركة تستدعي تنسيقاً جماعياً يسهم في تشكيل نظام عالمي أكثر عدالة واستدامة.
ويرى مراقبون أن التوسّع الأخير في عضوية بريكس يوفّر زخماً جديداً للتحالف، ويمنحه قاعدة أوسع لطرح رؤى بديلة في قضايا الاقتصاد، والتنمية، والعلاقات الدولية.
ويتزامن انعقاد القمة مع تزايد النقاش العالمي حول مستقبل النظام الدولي، في ظل تغير موازين القوى الاقتصادية، وتنامي دور الأسواق الناشئة حيث تؤكد الدول الأعضاء أن بريكس ليست تكتلاً مغلقاً، بل منصة مرنة للتعاون الإنمائي، تستند إلى مبادئ احترام السيادة، وعدم التدخل، والتنمية المشتركة.
ومن المنتظر أن تصدر القمة إعلاناً مشتركاً يعكس توافق الدول الأعضاء على خارطة طريق للمرحلة المقبلة، تشمل مبادرات لتفعيل دور بريكس في المؤسسات الدولية، وتعزيز التجارة والاستثمار بين بلدان الجنوب، وطرح مقاربات مبتكرة للتحديات العالمية