صحيفة البلاد:
2025-07-05@11:32:50 GMT

طقطقة

تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT

طقطقة

هذه لقطات، أو قل غلطات، الجامع بينها: التلوث البصري، والتلوث السمعي.
** قبل جائحة كورونا قمت بأكثر من غزوة إلى سوق الماشية في الخُمرة جنوب جدة. وهناك أشتري خروفا من نوع السواكني وأستأجر من يحمله لي إلى المسلخ وأدفع رسوم الذبح ثم أستلم رقما وألحق بالسائق الذي أركب خروفي في دبابه، ثم سلمه إلى الجزار، وهناك غرف أو عنابر مجهزة بحبال من السقف لتعليق الذبائح.

ولكن الجزارين لا يأبهون حين يذبحون الذبيحة وهي تنظر إلى من سبقها من أخواتها. ولا يعبأوون بالضحايا الحية الواقفة في طابور تتلوّى من الألم على مايحدث في تلك العنابر المغسولة بالدم. وأحيانا تسمع ثغاءها من بعيد تشكو إلى الله. فإن كان الأمر لازال كما هو عليه قبل سبع سنوات، فلعل من يقرأ هذه الملاحظة، يبلغ أمانة جدة لتركيب سواتر رحمة بالبهائم التي تتعذب بهذه المناظر. أم أننا نظن أن البهائم لا تفهم؟
** نشرت البلاد الأحد قبل الماضي في صفحة “البلاد أيام زمان” تعليمات عديدة يجب على سائقي السيارات التقيد بها. لكن الخبر كان في 11/5/1383هـ. وأوردت البلاد أكثر من عشر تعليمات مرورية أختار منها ما لا نزال نعاني منه إلى يومنا هذا. ومن ذلك عدم استعمال المنبه المزعج/ عدم استعمال النور العالي/ضرب الفانوس بالبوية البيضاء/ مراقبة السواقين الذين يستعملون السرعة/ عدم استعمال النور العالي وضرب نصف الفوانيس بالبويه السوداء.
ربما تكون بعض هذه التعليمات لم تعد تصلح في وقتنا الحالي لكن المؤكد أن كثيرا من السائقين يركبون على سياراتهم أنوارا ساطعة تعشي عيون أصحاب السيارات القادمين من الجهة المقابلة في الشوارع. وأحيانا المصنع المصدر للسيارة هو مرتكب هذه المخالفة. وقد سرت قبل يومين في أحد الشوارع، وإذا بتراكتر واقف على مشروع صغير لكنه علق نورا عاليا يضر بالرؤية ويُعشي عيون للسائقين في الاتجاه المقابل.
** إتصل بي قبل أسبوعين الأستاذ أسامة حلواني يطلب الكتابة عن معاناة السكان في جدة من التلوث السمعي. إذ أن عمال أسطوانات الغاز يحملونها على مركبات ويضربون الأسطوانات الفولاذية بمطارق فتطقطق طقطقة عنيفة مزعجة. ويظلون يدورون دائبين في الشوارع للدعاية لأسطواناتهم، ولا يحسبون حساب حاجة الناس إلى الراحة وإلى الهدوء. ويرجو من القسم المختص في أمانة جدة أن يراقب هذه التصرفات المزعجة.
** قال النبي عليه الصلاة والسلام: الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء. وقد سمَّى العلماء هذا الحديث حديث الأولية. لأنه أول ما يتعلمه طالب الحديث النبوي على شيخه. وكذلك فعل شيخه في بداية الطلب. وكذلك فعل شيخ شيخه حتى أوائل الرواة.
إن حريتك يا أخي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. فلا ضرر ولا ضرار.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

فجيعة المنوفية وحوادث الطرق في مصر

لم ينته الأسبوع الماضي في مصر حتى أصبح المصريون يوم الجمعة على فاجعة الطريق الإقليمي بمركز أشمون في محافظة المنوفية بدلتا مصر‏، حيث اصطدمت شاحنة نقل (تريلا) بحافلة صغيرة تحمل فتيات عاملات باليومية من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة إلى مكان عملهن، ونتج عن الحادث وفاة 18 فتاة وسائق الحافلة. وتتراوح أعمار الفتيات ما بين 22 و14 سنة، وبعضهن كن المعيلات الوحيدات لأسرهن، وبعضهن لم يكملن تعليمهن من أجل مساعدة أسرهن، وأخريات كن طالبات ومنهن طالبة بكلية الهندسة. وخرجت الجنازات للفتيات الـ18 بشكل جماعي، في موقف محزن للقلوب ومدمع للعيون.

وقد أثار هذا الحادث تساؤلات لا تنتهي بشأن حال الطرق في مصر، وحال المسؤولين عنها، وحال الطبقة الحاكمة من أصحاب السلطة والمال، وحال الفقراء الكادحين، في ظل حالة تعكس مدى التناقضات في المجتمع المصري، فهؤلاء الفتيات خرجن يعملن باليومية بمبلغ 130 جنيه يوميا (2.60 دولار) من أجل لقمة العيش، في مجتمع باتت الظروف الاقتصادية الصعبة تمس عموم المصريين، في حين أن هناك فئة أغرتها السلطة والمال؛ تلعب بالأموال في ملاهي ومنتجعات الساحل الشمالي بلا حساب.

الحوادث المرورية ليست وليدة اليوم، ولكنها شائعة بسبب حالة الطرق السيئة، وللأسف فإن المسؤول الأول عن ذلك حاليا هو وزير النقل العسكري الذي يقيل مسؤولين على الهواء لأتفه الأسباب، واستقال عدد من سابقيه لأقل من تلك الأسباب، ولكنه أبى إلا أن يظل في مكانه دون أدنى حساب
إن الحوادث المرورية ليست وليدة اليوم، ولكنها شائعة بسبب حالة الطرق السيئة، وللأسف فإن المسؤول الأول عن ذلك حاليا هو وزير النقل العسكري الذي يقيل مسؤولين على الهواء لأتفه الأسباب، واستقال عدد من سابقيه لأقل من تلك الأسباب، ولكنه أبى إلا أن يظل في مكانه دون أدنى حساب.

للوهلة الأولى قد يخرج من يدافع عن تطور الطرق وانخفاض حوادثها في مصر، حيث انخفض عدد حالات الوفاة في حوادث الطرق في مصر من 5,861 عام 2023 إلى 5,260 في 2024، أي بتراجع بنسبة 10.3 في المئة، وفي المقابل، ارتفع عدد المصابين من 71,016 إلى 76,362 إصابة في نفس الفترة (+7.5 في المئة)، وبلغت نسبة الوفيات إلى الإصابات 6.9 لكل 100 مصاب في 2024، مقابل 8.3 في 2023 (انخفاض 16.9 في المئة)، وتراجعت نسبة الوفيات لكل 100,000 نسمة من 5.6 إلى 4.9 (-12.5 في المئة). كما تقدمت مصر من المركز 118 إلى 18 عالميا بمؤشر جودة الطرق عام 2024 وفق تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي، وقياس هذه الجودة يتم بناء على معايير التمهيد والانسيابية، وعرض الطريق وعدد الحارات، والبنية التحتية الحديثة، والربط بين المدن الكبرى والمشاريع الجديدة.

ومع ذلك فإنه لا يمكن إغفال أن هذا التقييم لجودة الطرق في مصر يخص الطرق السريعة والرئيسة الجديدة، وليس القرى أو الطرق الفرعية أو الداخلية، حيث تفتقر هذه الأخيرة للبنية التحتية، والإنارة، والصيانة، والرقابة، وبشكل عام للسلامة المرورية، فكثير من ضحايا الحوادث في مصر يفقدون حياتهم  على الطرق الجانبية، لا الطرق السريعة، وللأسف فإن الحكومة تُركّز في التطوير على الطرق الدولية والسريعة، بينما تهمل الطرق الحيوية التي يستخدمها الملايين في القرى والنجوع يوميا. يكفي القائمين على أمر البلاد ما آل إليه حال البلاد والعباد حتى انخرط ما لا يقل عن 1.3 مليون قاصر في شكل من أشكال عمالة الأطفال في مصر، لضيق وبؤس الحالة الاقتصادية للآباء والأمهات، أم سيظل الفقراء في مصر لا بواكي لهم؟كما أن اتجاه الحكومة هو نحو تطوير الطرق لكن لم يتم في نفس الوقت تطوير أمن وسلوك استخدام هذه الطرق، وليس ببعيد عنا طريق الجلالة -أحد أحدث الطرق في مصر- حيث شهد حوادث مميتة بسبب السرعة والانحرافات والضباب، رغم أنه ضمن الطرق الأفضل من حيث التقييم الفني.

إن مصر بحاجة إلى ترسيخ مفهوم السلامة المرورية والتي تتطلب سلوكا ملتزما، ونظام مراقبة إلكتروني، وصيانة مستمرة، وعدالة مرورية في جميع المحافظات، والبعد عن الطبقية والواسطة في خدمات المرور والطرق بناء ومعاملة، وقبل كل هذا وذاك محاربة الفساد ليس في جهات الاختصاص الخاصة بالمرور فقط، بل بطريقة رسو المزادات في بناء الطرق وتسليمها، واحتكار جهة واحدة لذلك لا يمكن لأحد أن يحاسبها.

لقد آن الأوان للخروج من هذا النفق المظلم الظالم. ثم ألا يكفي القائمين على أمر البلاد ما آل إليه حال البلاد والعباد حتى انخرط ما لا يقل عن 1.3 مليون قاصر في شكل من أشكال عمالة الأطفال في مصر، لضيق وبؤس الحالة الاقتصادية للآباء والأمهات، أم سيظل الفقراء في مصر لا بواكي لهم؟ فاتقوا الله في الغلابة يا أولي الألباب.

x.com/drdawaba

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية:حملات شاملة للنظافة والتشجير لتحسين البيئة
  • "نداء عاجل".. الناس في غزة يسقطون مغشيًا عليهم في الشوارع من شدة الجوع
  • أونروا: كل شيء ينفد لسكان غزة والمواطنين يُغمى عليهم في الشوارع من شدة الجوع
  • 27 شهيدا في غزة والأونروا تتحدث عن إغماءات جوع في الشوارع
  • الأمن يضبط 3 أشخاص تعدوا على فتاة بالركل فى أحد الشوارع بالإسكندرية
  • تحرير 11 محضرًا لمخالفات تموينية في حملة رقابية ببني سويف
  • الخبر تستبدل النخيل في الشوارع بأكثر من 10,000 شجرة ظل
  • الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل برد قوي إذا تعرضت البلاد لأي هجوم جديد
  • أهالي منشأة حيدر ببني سويف يشكون من تسريب مياه مجهولة المصدر ببعض الشوارع
  • فجيعة المنوفية وحوادث الطرق في مصر